رام الله ـ«القدس العربي»: لا يمكن للهدوء أن يدوم في القدس لفترات طويلة، فبعد تشييع الشهيدين أبو جمل، عقب تسليم جثمانيهما من قبل الاحتلال، اشتعلت القدس من جديد، من خلال مواجهات في مختلف أحيائها، واستفاقت فجر أمس الجمعة، على عملية طعن إسرائيليين اثنين، قرب المسجد الأقصى في البلدة القديمة من المدينة المحتلة، وسط حملات اعتقال متواصلة في المدينة بحق المقدسيين.
فقد أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن فلسطينياً نجح في الفرار بعد طعنه شرطيين اثنين من «حرس الحدود»، في قلب البلدة القديمة، وأصابهما بجراح بين متوسطة وطفيفة، قبل أن يغادر المكان، قبل وصول قوات الشرطة الإسرائيلية عقب تلقيها بلاغ العملية.
وأجرت قوات كبيرة من جنود وشرطة الاحتلال، عقب العملية، حملات تفتيش واسعة بمحيط سور القدس القديم.
وقال بيان للشرطة الإسرائيلية إن هذا الانتشار متعلق بالبحث عن شاب مقدسي، طعن جنديا من قوات «حرس الحدود» برقبته، وجرح آخر بيده بمدخل باب الأسباط من بوابات القدس القديمة، والذي لا يبعد سوى عشرات من الأمتار عن باب المسجد الأقصى، ونصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية وحديدية، خلال حملة تمشيط المنطقة، حيث أوقفت خلالها المواطنين وفتشتهم، واستجوبت بعضاً منهم.
واستطاع الشرطيان المصابان الاتصال والإبلاغ عن تعرضهم للطعن، حيث وصلت قوات من الشرطة والأمن الإسرائيلي إلى جانب سيارات الإسعاف، حيث تم تقديم العلاج الميداني لهما، قبل نقلهما إلى أحد مستشفيات القدس.
وقالت مصادر في شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إن تفاصيل وظروف الحادث غير معروفة حتى اللحظة، لكن كل المؤشرات توضح أنها عملية طعن على خلفية قومية، ووقعت العملية بعد انتهاء صلاة الفجر في المسجد الاقصى، وبعد مغادرة المصلين بدقائق معدودة.
وسبق ذلك إصابة إسرائيلية بجراح خطرة هي ووالدها، إثر إلقاء زجاجات حارقة على سيارتهم، في القدس المحتلة، ما أدى لاحتراق السيارة بالكامل، وإصابة الوالد وابنته، التي وصفت جراحها بالخطرة للغاية.
وميدانياً كذلك، لكن على صعيد الاعتقالات، أعلنت مصادر إسرائيلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت ثلاثة أطفال، وحوّلتهم إلى مراكز التحقيق والاعتقال في القدس المحتلة، حيث داهمت قوة كبيرة من جنود الاحتلال منزل موسى عودة في حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد واعتقلت نجله القاصر مسلم 15 عاما، علماً أن هذه هي المرة الثامنة عشرة التي يتم فيها اعتقال الطفل مسلم، كما اعتقلت قوات الاحتلال طفلين آخرين عُرف منهما الطفل محمد ناصر 12 عاما، من حي رأس العامود بسلوان.
وفي الضفة الغربية، وتحديداً في شمالها، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عشرة فلسطينيين من بلدة عزون شرق قلقيلية، بعد أن داهمت منازلهم وأجرت عمليات تفتيش بداخلها، والمعتقلون هم: عماد محمد عناني، ومحمد علي بدوان، وفهمي نائل طبيب 17 سنة، ويوسف زهران سويدان 16 سنة، وعكرمة محمد دحبور، وعلاء سليم ، ومعتصم زهران، والبقية لم تعرف أسمائهم.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت البلدة، وأغلقت مداخلها الأربعة، وفرضت عليها حصاراً عسكرياً، ومنعت الدخول إلى القرية أو الخروج منها، لحين انتهاء العملية العسكرية التي تمثلت بحملة الاعتقالات.
إلى ذلك، نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن المحكمة العليا في إسرائيل أمرت بهدم أكبر مستوطنة غير مرخصة في الأراضي الفلسطينية، في غضون عامين، وأكد رئيس المحكمة، أنه ينبغي إخلاء مستوطنة عمونا وهدمها بالكامل.
يذكر أن «عمونا» هي واحدة من أقدم البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، فيما أقر القاضي أن الهدم سيكون مؤلما بالنسبة للسكان، لكن تلك الصعوبات «لا يمكن أن تسمح ببناء غير قانوني على أراض خاصة، ولا يمكن أن تبرر عدم تطبيق القانون».
فادي أبو سعدى