«طلقات الغدر» على «الإخبارية السورية»… ابتسامة مارين لوبان… ونانسي عجرم في فخ إسرائيل

حجم الخط
1

يجهد «وثائقي» بثّ على «الإخبارية السورية» أخيراً بعنوان «طلقات الغدر»، حقّقه الصحافي السوري أسامة يونس، في ربط ثورة السوريين، التي اندلعت في آذار/مارس العام 2011، بجماعة «الإخوان المسلمين»، بل يعمد إلى ربط وإسقاط كل تفصيل من تاريخ الجماعة على الراهن السوري.
يتناول «الوثائقي» أبرز أحداث العنف والاغتيالات منذ الاعتصام الإخواني في جامع السلطان في مدينة حماة عام 1964، وحتى تفجير الأزبكية بداية الثمانينيات.
إنه يسرد الحدث معتمداً على وثائق وصور وقصاصات صحافية، يريد أن يثبت حقيقة واحدة، هي أن تلك الجماعة اعتمدت العنف والتفجيرات، استهدفت علمانية الدولة، بل اعتبرت العلمانية كفراً، والأهم أنها كانت على الدوام طائفية استهدفت «أهل الجبل»، كما يظهر من تسجيل لمؤسس «الطليعة المقاتلة» مروان حديد.
لكن ليس ذلك بالضبط هو الهدف، فالأهم أن الصورة تتناوب بين الماضي والحاضر، من أجل أن تقول حقيقة ما يجري اليوم، حسب وجهة نظر «الإخبارية السورية»، كي تجيب على سؤال مزعوم طرح في أول الفيلم يقول «من أين أتى كل هذا العنف، وكيف وصلت البلاد إلى هنا؟». ولا يخفي «الوثائقي» غرضه حين يقول «كثير من تفاصيل الحاضر تحاكي كثيراً من تفاصيل الماضي. وما يجري اليوم يكاد يكون تكراراً لما شهدته البلاد منذ عقود».
وعلى سبيل المثال يتحدث العمل عن عنف وطائفية مروان حديد، ثم ينتقل فوراً إلى فيديو ظهر في سنوات الثورة لمجموعة تسمى نفسه بـ «كتيبة مروان حديد». كما يتحدث عن تفجير «كلية المدفعية»، ذلك الذي ارتكبه ابراهيم اليوسف، لينتقل فوراً إلى فيديو راهن يعلن فيه مقاتل معارض الهجوم على كلية المدفقية في حلب مطلقاً على الهجوم اسم «ابراهيم اليوسف».
في بحثه عن تاريخ العنف السوري، ينسى «وثائقي» أسامة يونس أن يوثّق عنف النظام ووحشيته، ذاك الذي كان وثّقه صحافي كروبرت فيسك، ونعني مجزرة حماة التي راح ضحيتها عشرات آلاف المدنيين، ودمرت أحياء بأسرها فوق رؤوس سكانها. ينسى أن يوثق مجازر النظام المتواصلة، كرم الزيتون، جديدة الفضل، البياضة، الحولة، كيماوي دوما، كيماوي خان شيخون.. وما عسانا نعدّ أيضاً وأيضاً.
في المقابل يجهد «الوثائقي» أن يثبت أن جماعة «الإخوان» كانت مسلحة ولو ببضع مسدسات كما يعترف زعيم سابق للجماعة، ليقول، كما أسلفنا، إن ثورة اليوم مسلحة ولا سلمية هي الأخرى، علماً أنه يستطيع فقط أن يمد يده إلى يوتيوب ليغرف ما يشاء من فيديوهات المظاهرات السلمية في درعا ودوما وحمص وداريا مدينة حماة وسواها.
يصعب أن يطالب المرء «الإخبارية السورية» بأن تكون موضوعية ومحايدة، لكن هذه المرة ما يدفع إلى التناول هو أن وراء «الوثائقي» معتقل سابق قضى سنوات في سجون النظام. ولربما السؤال الآن ما الذي حدث كي يصبح صحافي عانى تلك المرارات في السجون، وقد يكون أخبر منا جميعاً بفظاعات النظام، أن يعمل، وفي هذا الظرف بالذات، تحت إمرة تلفزيون نظام القتل.

ماكرون من دون سجاد أحمر

في المشية الطويلة لإيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي الجديد، إلى جمهوره في ساحة اللوفر إثر إعلان فوزه لم أستطع إلا أن أتذكر مشية بوتين الامبراطورية حين تسلّمه الرئاسة وخطاب القسم، تلك التي نسخها بشار الأسد حرفياً في خطاب القسم الآخير، الطبول والمارشات العسكرية والأضواء، والأبواب التي تفتح كأنما بلمسة ساحر، الممرات الأنيقة والسجاد الأحمر، تلك الأجواء التي أراد بوتين أن يستعيد عبرها أبهة القيصر، أو ربما ليقول إنه، وحده، لا روسيا، «فوق الجميع».
لكن ماكرون مشى بأقل ما يمكن من الضوء، ومن دون تلك العنجهية التي طبعت مشية بوتين. حتى أن المرء يلمح شيئاً من الخجل والتواضع الأصيل. لا نتحدث هنا في السياسة، بل في ما توحي إليه الصورة. تلك التي تتحدث هنا عن بشر عاديين، لا قتلة وأباطرة ومافيوزيين.

وجه لوبان برنامج انتخابي

الصورة أيضاً تقول. حين سألنا أصدقاء فرنسيين إن كانوا شاهدوا مناظرة مارين لوبان وماكرون الأخيرة، كانوا يجيبون بالقول، مقلدين لوبان مع إشارات ساخرة، «لقد رأينا مارين لوبان وابتسامتها».
الشاعر اللبناني عيسى مخلوف كتب على صفحته في «فيسبوك»، متناولاً بعض مواطنيه المؤيدين لمارين لوبان، «في طريقي إلى صندوق الاقتراع، رأيتُ بعض الفينيقيّات والفينيقيّين الجُدُد يتهامسون ويقهقهون، وقد طفحَت وجوههم بملامح زعيمة اليمين الفرنسي المتطرِّف وضحكتها المزيَّفة».
تشعر أن مارين لوبان هي ملامح أكثر من أن تكون برنامجاً انتخابياً. كأن الكراهية تصبح مع الأيام ملامح، رمي حجار، حسب تعبير البابا فرنسيس، واحتقاراً وهجوماً ورغبة بالطرد والقتل، وربما إلقاء البراميل. وجه لوبان هو برنامجها الانتخابي.

نانسي في فخ التطبيع

لا ندري كم مرة تكرر هذا السيناريو: صحف تنشر خبراً وصورة لنجم أو مثقف عربي مع إسرائيلي ما. الكل سيتهافت، ويستنكر وينشر ويشتم، وسيظهر بعد فترة أن الأمر ملفق، وأن الإسرائيلي جاء إلى الفنان كأي عابر سبيل أجنبي يريد منه صورة، فعاد الأخير لينشر في الصحف الإسرائيلية على أنه أجرى حواراً خاصاً بتلك الصحيفة، أو أنه التقى فلاناً بصفته الإسرائيلية.
نحسب أن هذا السيناريو الإعلامي تكرر عشرات المرات، وفي كل مرة ستجد من الجهلة (هذا إذا أحسنّا الظن) من ينشر الخبر مجدداً مع زيادات وتلفيقات.
هذا ما حدث أخيراً مع المغنية اللبنانية نانسي عجرم، حيث نشرت صورة لها مع رجل أعمال إسرائيلي ولفّق حواراً معها حول رغبتها في زيارة إسرائيل. رد نانسي جاء سريعاً في تغريدة تقول: «وطنيتي وهويتي اللبنانية والعربية فوق كل اعتبار، ولا أسمح لمطلق إنسان حتى من محاولة الاقتراب منها». وأوضحت «نتواجد في مطارات العالم أجمع يومياً ويقترب منّا معجبون لالتقاط صور معنا من دون أن نسأل عن هوياتهم وجنسياتهم ومعتقداتهم. أكتفي بهذا القدر من الردّ على كل ما أشيع وهدفه الإساءة لي مباشرةً».
متأكد من أن كثيرين، حتى بعد توضيح المغنية اللبنانية، مستمرون في هجومهم وفي «انتصارهم» للقضية ومحاربة التطبيع.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

«طلقات الغدر» على «الإخبارية السورية»… ابتسامة مارين لوبان… ونانسي عجرم في فخ إسرائيل

راشد عيسى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد -المغرب:

    متابعة البرامج السياسية لقنوات محور إيران عامة وقنوات النظام خاصة تضر بالصحة العامة وترفع الضغط وبه وجب العلم والسلام.

إشترك في قائمتنا البريدية