إسطنبول ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي: شهدت المعابر على الحدود السورية – التركية ازدحاما غير مسبوق في أيام عيد الفطر، وذلك بعد إعطاء الحكومة التركية مهلة 15 يوما للسوريين اللاجئين على أراضيها لقضاء فترة العيد في الأراضي السورية.
وقد شهدت المعابر تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين نحو الأراضي السورية في أيام عيد الفطر. وتكررت حادثة التدفق العكسي للاجئين من الأراضي السورية إلى تركيا، يوم الثلاثاء، بعد سماح الحكومة التركية بعودة كل من دخل حسب القانون الإداري الصادر عنها بالسماح للسوريين للذهاب إلى سورية والعودة إلى الأراضي التركية على بطاقة الكليملك التي يحملها اللاجئ السوري.
أبو خالد أحد اللاجئين قال لـ»القدس العربي»: منذ أربعة أعوام ونصف أسكن في مدينة أزمير التركية، ولم نستطع المجيء بسبب بعد المدينة 15 ساعة عن الحدود، وأردنا أن نزور أقاربنا، ونزور أسر شهداء نعرفهم، ونقضي فترة العيد معهم.
وأردف قائلا: «لكن ندمنا بعد دخولنا بسبب الازدحام، فقد قضينا يومين حتى وصلنا إلى قريتنا، ويومين حتى دخلنا إلى تركيا ووصلنا إلى منزلنا، وأصبحت هذه الإجازة هي أيام شاقة بدل من أن تكون استراحة لنا، نقضي بها أيام العيد».
وقال ناشطون إن أمن المعبر في الجهة السورية، أطلق أمس رصاصا بالهواء لتفريق المدنيين الذين تواجدوا بالآلاف، ولإيقاف التدافع الناجم عن الازدحام والذي سبب عدة حالات دوار وإعياء لبعض النساء والأطفال ما اضطر المعبر لإيقاف الدخول لساعات حتى يتم تنظيم الدور.
وجاء الازدحام بعد تخوف من قبل الأهالي في سورية من إغلاق المعابر نهائيا، وإلغاء قرار الإجازة، وذلك بعد التوترات التي حصلت في بعض المناطق الحدودية في بلدة كلس الحدودية، حيث قام أحد جنود الجندرمة التركية بقتل أحد الأطفال أثناء محاولته العبور بطريقة غير الشرعية إلى الأراضي التركية، وانتشرت صورة الطفل على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «وتويتر» وقابلتها ردات فعل غاضبة لناشطين سوريين طالبوا الحكومة التركية بتسهيل الحركة المرورية على الحدود السورية التركية، وإيقاف بعض التجاوزات من قبل الجندرمة التركية.
وفي السياق فإن عشرات العائلات لم تستطع المرور إلى الأراضي التركية بسبب دخولها للأراضي السورية عن طريق جواز السفر، وذلك بعد طمأنة بعض المواقع الحدودية عن استطاعة العابرين المرور عن طريق جوازات السفر في أيام العيد والعودة إلى تركيا من خلالها، لكن السلطات التركية منعت ذلك، ولم تسمح بمرور السوريين عن طريق الجوازات، بالإضافة لمنع بعض العائلات التي دخلت إلى الجانب السوري دون تسجيل أسمائها عن طريق بطاقة اللاجئ التي منحتها تركيا للاجئين السوريين.
الحكومة التركية كانت قد أغلقت المعابر الحدودية وشددت من الإجراءات الأمنية منذ أربعة أشهر على حدودها، وأوقفت الدخول غير الشرعي خشية من تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها، كما أعلنت في مرات عديدة.