رام الله – «القدس العربي»: أعرب مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري عن خشيته من أن تنفذ قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي رؤيتها الخاصة بنقل جثامين الشهداء المحتجزة في الثلاجات إلى مقابر الأرقام.
ويأتي هذا التخوف بسبب قرار سياسي لحكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو التي حددت معيارين بخصوص جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاحات الاحتلال.
وأوضح عاروري لـ «القدس العربي» «المعيار الأول أن كل الشهداء الذين تنسب لهم عمليات قتل لإسرائيليين وكذلك كل الشهداء الذين ينتمون لحركة حماس، يجب عدم تحرير جثامينهم لاستخدامها ورقة ضغط على حركة حماس في استرجاع رفات الجنود الإسرائيليين من غزة». وقال إن «المحكمة الإسرائيلية العليا هي التي ستقرر في هذا الأمر كونها أعلى مرجعية قضائية في إسرائيل، ولا يتوقع الفلسطينيون قراراً لصالحهم وإنما ينتظرون قراراً سلبياً أو مزيداً من المماطلة في القرار لإعطاء المزيد من الوقت لحكومة نتنياهو للتهرب من القرار وممارسة مزيد من الضغط على حماس».
ونظم أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم وقفة جماهيرية في بيت لحم، كما أعلن عاروري أن المزيد من التحركات الشعبية ستنطلق في الأسابيع المقبلة للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي منذ وقت طويل.
وفي السياق الميداني أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد فادي القنبر، في حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة بالإسمنت المسلح.
وكانت قوة كبيرة من جنود الاحتلال قد اقتحمت المنطقة، ونصبت حواجز فيها وفرضت طوقاً عسكرياً محكماً في محيط المنزل، قبل أن تبدأ آليات الاحتلال بصب الإسمنت في المنزل لإغلاقه بالكامل.
وكان القنبر 28 عاماً قد استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب قرية صور باهر جنوب شرق القدس بعد أن دهس بشاحنته عددا من الجنود. وأصيب العشرات من طلبة المدارس وطلبة جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة بحالات اختناق شديدة جراء استنشاقهم الغاز السام والمدمع الذي أطلقته قوات الاحتلال عقب اقتحامها للمنطقة، وتصدى طلبة المدارس لقوات الاحتلال بالحجارة بعد ان اقتحمت بلدة أبو ديس وشارع المدارس في محيط جامعة القدس. يُشار أن قوات الاحتلال لجأت في الآونة الأخيرة الى اقتحام المنطقة بشكل متكرر وسط مواجهات تمتد أحياناً لساعات بين الطلبة وقوات الاحتلال.
على الجانب الفلسطيني قالت حركة حماس إن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت خمسة فلسطينيين بينهم صحافي، كما استدعت ثلاثة آخرين بينهم صحافي آخر وأسيران محرران، في وقت تواصل فيه اعتقال العشرات دون أي سند قانوني. ففي الخليل اعتقل جهاز الأمن الوقائي مراسل وكالة شهاب للأنباء الصحافي عامر أبو عرفة بعد اقتحام منزله ومصادرة أغراضه الخاصة، وبعد تدخل نقابة الصحافيين تم الافراج عن أبو عرفة.
كما اعتقل ملثمون من عناصر المخابرات الأسير المحرر محمد فارس أبو عرقوب من مدخل قريته طواس غربي دورا. وفي طولكرم اعتقل جهاز الوقائي الأسير المحرر طارق صباح بعد استدعائه للمقابلة وهو معتقل سياسي سابق لفترات طويلة لدى الأجهزة.
واعتقل وقائي قلقيلية الأسير المحرر محمد الأقرع بعد مداهمة منزله، فيما استدعى الجهاز ذاته بهاء صوان من بلدة إماتين شرق المدينة للمرة الرابعة على التوالي، علمًا أنه أسير محرر ومعتقل سياسي سابق عدة مرات.
وأما في نابلس فقد اعتقلت أجهزة السلطة الأسير المحرر معتصم حنيني من بلدة بيت دجن، كما يواصل وقائي المدينة اعتقال الأسيرين المحررين والمعتقلين السياسيين السابقين بدر أبو ناموس وشقيقه خالد من بلدة بيت إيبا منذ أسبوع. وفي رام الله استدعى الأمن الوقائي الصحافي محمد عوض والأسير المحرر بهاء عوض من قرية بدرس للمقابلة، علماً أنهما معتقلان سياسيان سابقان.
فادي أبو سعدى