لندن ـ «القدس العربي»: في مثل هذا اليوم من العام الماضي (10/6/2014) اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية مدينة الموصل ومعظم شمال العراق في هجوم خاطف أثار دهشة العالم وترك الجيش العراقي مهلهلا هرب قادته بالمروحيات.
وبعد عام لا يزال التنظيم يسيطر على المدينة ويتوسع في محافظة الأنبار العراقية وفي سوريا.
ورغم الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم منذ آب/أغسطس وآلاف الغارات الجوية إلا أن التنظيم الجهادي لم يفقد زخمه. وفي كل معركة ينتصر فيها توجه الانتقادات للإدارة الأمريكية التي فشلت استراتيجيتها في «إضعاف ومن ثم تدمير التنظيم». ودعا هذا الحال البعض للتساؤل إن كان لدى واشنطن استراتيجية ناجعة بالفعل. وجاء الجواب من الرئيس باراك أوباما الذي اعترف يوم الاثنين في اجتماع مجموعة الدول السبع الذي انعقد في ألمانيا بأن إدارته لم تطور بعد استراتيجية كاملة لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية».
ورأى الرئيس الأمريكي أن بلاده لم تقدم التزاماتها بالكامل تجاه العراق لأنها تحاول الضغط على الحكومة العراقية كي تتخذ الخطوات السياسية اللازمة التي يراها البيت الأبيض ضرورية لاستراتيجية مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبحسب أوباما فالإستراتيجية الناجحة تتطلب «التزامات من جانب العراقيين كذلك». وطالب العراق بتقديم خطط حول كيفية تجنيد العراقيين وتدريبهم لمكافحة «تنظيم الدولة».
ودعا الحكومة العراقية إلى التوصل إلى إجماع سياسي وبهذا يعني دمج السنة والأكراد وبقية الطوائف العراقية في حكومة شاملة. فحكومة يشعر فيها كل طرف أنه جزء من نظام سياسي شرعي تجعل من مهمة قتال الجهاديين أسهل.
وألمح أوباما إلى تردد الحكومة العراقية في تدريب وتجنيد أبناء السنة للحملة ضد «تنظيم الدولة» ذلك أن الإدارة الأمريكية شجعت الحكومة العراقية لإنشاء حرس وطني من أبناء السنة.
وفي اتجاه آخر بدا أوباما في تصريحاته معنيا بإلقاء اللوم على الدول الأخرى وتبرئة ساحة إدارته من القصور، فهو وبعد حديثه عن فشل الحكومة العراقية التفت إلى الدول الغربية والجارة للعراق التي قال إنها فشلت في وقف مد تدفق الجهاديين الأجانب الراغبين بالانضمام لـ»تنظيم الدولة».
وعلى العموم لا جديد في تصريحات أوباما حول شمولية الحكومة العراقية وعدم اكتمال الاستراتيجية. فالرئيس تحدث عن «استراتيجية غير كاملة» أو في طور التشكل صيف العام الماضي، عندما قال في آب/أغسطس أن الإدارة ستقوم باستشارة الكونغرس والشركاء الأجانب ممن سيدعون للانضمام إلى تحالف يهدف لإضعاف وهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال في حينه «لا أريد وضع العربة أمام الحصان، ليس لدينا استراتيجية بعد». وبعد عام وأكثر من عشرة أشهر وألالاف من الطلعات الجوية لا تزال الولايات المتحدة بدون استراتيجية لمحاربة «تنظيم الدولة» لا في العراق وسوريا.
وفي كل مرة يتقدم فيها التنظيم يعلق البيت الأبيض أو البنتاغون على هزائم الجيش العراقي بأنها هزائم تكتيكية كما جرى في الرمادي أخيرا.
وعلى صعيد السياسة المحلية يعطي فشل أوباما في التعامل مع العراق ذخيرة لنقاده الجمهوريين حيث قال مايكل شورت المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب «ماذا كان الرئيس يفعل في الـ10 سنوات الماضية».
وقد تكون تصريحات الرئيس الأمريكي كما يرى معلقون تحذيرا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وحكومته، إلا أنها لا تعفي الإدارة أيضا. فبحسب لورنس كورب الباحث البارز في مركز التقدم الأمريكي «بالتأكيد وجهت هذه (التصريحات) للعبادي والعراقيين».
وأضاف كورب فيما نقلت عنه صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» «لقد كانت رسالة له من أجل عمل شيء نعتقد أنه يعوق التقدم» ضد «تنظيم الدولة». وفي الوقت الذي نظر فيه البيت الأبيض للعبادي كشخصية إجماعية وأفضل من سلفه نوري المالكي، الشيعي المتشدد إلا أن المسؤولين الأمريكيين اكتشفوا عدم استعداد العبادي أو عدم استطاعته الحصول على دعم السنة المتشككين في الحكومة العراقية حسبما يرى كورب. ويأتي تقييم الرئيس الأمريكي بعد سلسلة من التصريحات التي قلل فيها من أهمية «تنظيم الدولة» حيث قال مرة إن الجماعة المتطرفة هذه لا تعدو أن تكون سوى «فريق جامعي مبتدئ» واقترح مرة أخرى أن التنظيم سيتم تدميره بسهولة.
مشاكل أوباما
وتكشف تصريحات أوباما عن تمسكه بسياسته التي تعمل على تقديم الحد الأدنى وترك الأمر لأطراف أخرى كي تكمل المهمة. ومن هنا لاحظ جاكسون ديهيل، المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» أن الطريقة التي يتعامل فيها أوباما مع الأحداث في الشرق الأوسط، أن مشكلة الإدارة في التعامل الأزمة هي فشلها في تقديم الدعم الكافي للقوى المؤيدة لها على الأرض، ويضاف إليها فشل آخر في مدخل واشنطن نحو سوريا، فهي لم تقدم استراتيجية واقعية تتعامل مع الحرب الأهلية هناك.
ويرى ديهيل أن المدافعين عن إدارة أوباما يحاولون تحليل أوباما مسؤولة تردي الأوضاع في الشرق الأوسط. وكما كتب فيليب غوردون، مسؤول مجلس الأمن القومي الذي زار المنطقة قبل فترة «سياسة الولايات المتحدة ليست المصدر الوحيد للتغير ولا يوجد لدى الولايات المتحدة الخيارات للتعامل معها».
ويرى أن هناك حقيقة فيما يقوله المدافعون عن الرئيس وما يقوله نقاده الذين يرونه ضعيفا، ولكنهم خاصة المرشحين الجمهوريين لم يقدموا استراتيجية راديكالية للتغيير في المنطقة. فعلى اليمين يقترح المرشح الجمهوري ليندزي غراهام زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق من 3.000 إلى 10.000 جندي.
وعلى اليسار يرفض المرشح الرئاسي السناتور الجمهوري راند بول الفكرة. ومع ذاك فكلاهما متفق على فكرة هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر دعم القوات العراقية وليس إرسال قوات برية إلى العراق.
ويضيف ديهيل أن أوباما ليس مسؤولا عن سيطرة تنظيم «الدولة» على الموصل العام الماضي ولا عن سقوط الرمادي الشهر الماضي، إلا أن هناك مشكلة في مدخله القائم على الحد الأدنى ولو اتخذت الولايات المتحدة خطوات جديدة ولكن أقل من شن غزو جديد على طريقة عام 2003 لكانت منعت الأزمة الحالية.
ويشير هنا إلى الطريقة التي يتعامل فيها العسكريون الأمريكيون مع الجيش العراقي الذي يجب أن يقود المعركة ضد الجهاديين. فلا يزالون يعملون مع قيادة الجيش، ولكن ليس على مستوى الوحدات والفرق العسكرية.
ويمنع أوباما نشر المدربين الأمريكيين على جبهات القتال خشية وقوع قتلى بين الأمريكيين وهو ما سينعكس سلبا عليه ومواقف الرأي العام منه.
ويعتقد ديهيل أن القيود المفروضة على عمل العسكريين تشل حركتهم وتمنع من تقوية الوحدات العسكرية العراقية عندما تتعرض لهجمات أو تقوم بتوجيه المقاتلات الجوية.
ويلحظ أن الغارات اليومية ضد تنظيم «الدولة» هي في أقل درجاتها مقارنة مع الحملة الجوية ضد طالبان 2001-2002. وبحسب السناتور جون ماكين، النائب الجمهوري عن أريزونا فثلاثة أرباع المقاتلات تعود بدون ضرب أهداف.
ويشير ديهيل إلى مشكلة أخرى في استراتيجية أوباما وهي متعلقة بعدم تقديم الدعم للمقاتلين الأكراد أو السنة مباشرة، حيث تصر إدارته على مرور السلاح إليهما عبر حكومة بغداد.
ونظرا لضعف الأكراد والسنة فقد أجبرت الولايات المتحدة على دعم عمليات تقوم بها الميليشيات الوكيلة عن إيران في العراق. أما المشكلة الكبرى التي تواجه أوباما فهي محدودية خطته بشأن سوريا. فقد أعلن البيت الأبيض في 26 حزيران/يونيو 2014 أنه سيقوم بتسليح وتدريب 15.000 مقاتل من المعارضة السورية وبعد عام لم يتم تجنيد سوى 140 فقط.
وفي الوقت نفسه دعت جهات لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا وبدعم تركي يتم من خلالها تأمين المعارضة وتدريبها لكن أوباما يرفض الطلب بدون تقديم استراتيجية تمنع توسع تنظيم الدولة الإسلامية. ومن هنا يرى ديهيل أن تقييم اعوجاج الإستراتيجية سيؤدي بالتأكيد لحرف مسار الحرب على الأرض ويضعف التأثير الإيراني. ويرى أن الحروب في الشرق الأوسط قد تستمر لسنوات قادمة ومع ذلك يمكن للإدارة الأمريكية فعل شيء لتشكيل نتيجتها. ولم ينجح أوباما حتى الآن لا في وقف زخم تنظيم «الدولة» أو إضعافه تمهيدا لإنهائه.
لم يغير أسلوبه
والسؤال ما الذي يجب فعله لوقف تقدم الجهاديين. سؤال طرحته إريكا سولومون وسام جونز بصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية وأشارا في بدايته لعدم نجاعة الضربات الجوية ضد الجهاديين والذين هزموا الجيش العراقي مرة أخرى بعد 9 أشهر من الهزيمة المرة في الموصل. والغريب في انتصار الرمادي أنه جاء في ظل العملية التي تقوم بها أقوى دولة في العالم – أمريكا- لتدميره.
ومع ذلك فقد استخدم تنظيم «الدولة» الأسلوب نفسه الذي تبناه في هجومه الخاطف على الموصل: بناء خلايا نائمة داخل المدينة واغتيال قوات الأمن قبل بدء الهجوم السريع. وينقل التقرير عن أبو عباس من الرمادي «كنا نعرف أنهم قادمون»، و»كل واحد في الرمادي كان يعرف مكانهم وحذرنا قوات الأمن قبل ذلك بأشهر ولكن بدون جدوى.
وفي النهاية وجهوا بيانا للسكان قالوا فيه «تنظيم الدولة قادم لإنقاذكم من المرتدين» وبعدها بدأت الانفجارات». وهرب أبو عباس من الرمادي في وقت قاد فيه انتحاريون خمس شاحنات وسط تقارير كانت تتحدث عن هروب الجيش العراقي.
ويضيف «لم يتغير داعش أبدا» و»لم يكن بحاجة إلى هذا». ويرى ناشطون يعيشون تحت سيطرة التنظيم أن هذه نظرية صحيحة حيث يعتقدون أن الاستراتيجيات الحالية القائمة على التفوق العسكري وتشتيت قوى الجهاديين ليست كافية. فهزيمة هؤلاء تحتاج إلى تفكيك شبكات الرشوة والإكراه والمعلومات الأمنية ومحاولة دعم المجتمعات وتوعيتها حول وحشية التنظيم.
وعليه فالخسائر الأخيرة يتردد صداها مع مرور عام على سقوط الموصل حيث بات التنظيم يسيطر على نصف سوريا وثلث العراق.
ولم يتوقف تقدم التنظيم في سوريا فبعد سقوط تدمر يتقدم مقاتلوه في الطريق السريع نحو حماة وربما تقدموا في النهاية إلى العاصمة دمشق. وفي الشمال يقومون بسلسلة من الهجمات التي ستضع حلب في مرمى أسلحتهم.
وفي العراق يهدف التنظيم للسيطرة على ما بقي من البلدات في محافظة الأنبار مثل حديثة والبغدادي.
ونقلت الصحيفة عن جيسكا لويس ماكفيت، مديرة معهد دراسات الحرب «من المهم الآن السؤال، لماذا يواصل تنظيم الدولة التقدم والانتصار؟».
ولكن المسؤولين الأمريكيين يقاومون فكرة تغيير المدخل لقتاله ويؤكدون أن الحملة تحقق مكاسب ضد الجهاديين مشيرين إلى جهود إعادة تدريب قوات الجيش العراقي والغارات الجوية التي أوقفت تقدم التنظيم باتجاه أربيل عاصمة إقليم كردستان وبغداد، بالإضافة لإخراج المقاتلين من سد الموصل. ويضيفون أن جمع المعلومات الأمنية في حالة تحسن مستمر.
ويقول مسؤولون إن غارة جوية أصابت زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إصابة بالغة بداية هذا العام. ومع ذلك فالعمليات التي قام بها التنظيم وحصوله على مجندين جدد تتفوق على كل ما يتحدث عنه المسؤولون.
فالحملة الأمريكية قتلت 6.000 من مقاتلي التنظيم و 77 دبابة و 288 مصفحة حسب البنتاغون. وفي المقابل انضم 22.000 مقاتل اجنبي إلى صفوف التنظيم.
في سوريا
وتقول الصحيفة إن سوريا التي تعيش عامها الخامس من الحرب الأهلية بين النظام والمعارضة تمثل تحديا لاستراتيجية التحالف الدولي ضد «تنظيم الدولة». ويحاول الغرب تجنب تقديم غطاء جوي قد يستفيد منه نظام الأسد أو المعارضة المتشددة. وهو ما سمح لـ»تنظيم الدولة» استغلال هذا الوضع والتوسع.
وبسبب هذا الظرف تحاول المعارضة التي فقدت الأمل في الحصول على دعم الغرب تطوير استراتيجيتها التي إن نجحت فقد تدعم الجهود الدولية لمقاومة «تنظيم الدولة». فبعد رد تقدم «تنظيم الدولة» في بلدة اللجاة جنوب سوريا دعا قائد في المقاومة طلال خلف الحلفاء لتقديم الدعم الإنساني من طعام ودواء ومياه شرب بدلا من السلاح.
ويعرف خلف قدرة «تنظيم الدولة» العسكرية وأسلحته الثقيلة لكن ما يثير قلقه كفاءات الجهاديين على اختراق المجتمعات التي مزقتها الحرب. ويقول قائد وحدة اللجاة العشائرية في الجنوب «يعتمد داعش على أمرين: الجهل والفقر، ويستغل حاجة الناس للمواد الأساسية». ولهذا يقوم أفراده «بضخ أموال لتجنيد ما يستطيعون تجنيده من السكان المحليين ولهذا السبب فهم خطرون».
ويقول ناشط يعمل في مناطق يسيطر عليها التنظيم إنه كيف نفسه مع الغارات الجوية. فقد توقف مقاتلو التنظيم عن التحرك في قوافل ضخمة، وبدلا من الاعتماد على العربات العسكرية أو سيارات «سوف» يستخدمون الآن سيارات عادية تسير في الشوارع العامة، كما تم نقل مقرات القادة ومساعديهم إلى مناطق مدنية.
ومقارنة مع ذكاء «تنظيم الدولة» يبدو التحالف الدولي أقل رشاقة حيث يناقش الآن كيفية مواجهة أساليب «تنظيم الدولة» خاصة الشاحنات المحملة بالمتفجرات. ولهذا يدعو مخططون عسكريون لقوات نشر سريعة يتم نقلها بالطائرات ويمكنها القيام بعمليات مفاجئة «صدمة» على طريقة تنظيم الدولة.
ويقول أفزل أشرف الذي عمل في السابق مستشارا لقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس «يمكنهم مواجهة تنظيم الدولة باستخدام نفس الأسلوب، نشر قوات وتنظيف مناطق ومن ثم الانسحاب سريعا».
ويقول ناشطون في سوريا إن «تنظيم الدولة» ليس قويا بالدرجة الكافية فهو يكافح من أجل تعزيز قواته وإدخال مقاتلين أجانب إلى سوريا بعد القيود التي فرضتها تركيا على حركة المسافرين عبر حدودها وأشاروا أيضا للدور الذي تلعبه وحدات الحماية الشعبية الكردية في شمال- شرق سوريا التي تقوم بدفع الجهاديين خارج مناطق الحكم الذاتي التي أعلن عنها الأكراد في سوريا.
سياسة الترويع
وتظل المعارضة المحلية ضعيفة وأدى الخوف والفساد إلى استغلال التنظيم لها مثلما يستغل الخلافات بين الجماعات السورية المعارضة. في وقت يزداد فيه نظام الأسد ضعفا ويتراجع أمام مقاتلي المعارضة السورية. وفي الوقت نفسه يقول السكان المحليون أن جهودا قليلة بذلت لمواجهة قدرة التنظيم على جمع المعلومات الأمنية حتى في المناطق التي لا يوجد له فيها تأثير وهو «ما يعطي صورة أن لدى التنظيم عيونا وآذانا في كل مكان» كما يقول حسن حسن الزميل في تشاتام هاوس.
ويقول إن التنظيم يراقب ويتحرك بناء على الواقع فعندنا يذهب المقاتلون من حلب لمساعدة زملائهم في إدلب ينتهز الفرصة ويهاجم.
ولهذا السبب كان التنظيم في وضع يسمح له بالقيام بحملات وزرع متفجرات في ديالى وصلاح الدين في العراق حتى بعد سيطرة الميليشيات الشيعية عليها. وبنفس السياق تساعد شبكات الأمن التابعة له على تنفيذ هجمات في السعودية وفي ليبيا وحتى مناطق القوقاز.
ولكن التنظيم في سوريا يبدو جريئا حيث استغل ضعف حلفائه وتردد التحالف الدولي تنفيذ غارات ضده ومن هنا سيطر على مدينة تدمر بسهولة فاجأت السكان أنفسهم.
وبحسب أحد سكان تدمر الذي هرب «بقينا نسمع شائعات عن تحضير داعش لقتل الناس الذين تعاونوا مع الجيش» و»أقسم أن بعض الضباط أمر جنوده بالانسحاب قبل بداية القتال.. ربما بسبب الخوف».
وبعد أيام جمع «داعش» الناس وأعدم في المسرح الروماني 20 شخصا اتهمهم بالتعاون مع النظام. ويعتبر الترويع والتخويف جزءا من استراتيجية تأكيد حضور التنظيم وقد مارسها في كل من العراق وسوريا. وصور التنظيم قتل قادة الصحوات التي تعاونت مع الجيش الأمريكي لسحق القاعدة في عام 2007 .
وفي العام الماضي صور التنظيم زعيم عشيرة وابنه وهما يحفران قبرهما ومن ثم قام مقاتلون بذبحهما. ومنذئذ أعقبت كل عملية سيطرة له عملية ذبح لقادة محليين في محاولة لإرسال رسالة للسكان المحليين.
وفي الوقت الذي تريد فيه قوات التحالف من العشائر السنية قتال التنظيم إلا أن الحكومة في بغداد مترددة بتشكيل الحرس الوطني والأمر نفسه في سوريا حيث فشلت أمريكا بتدريب قوات معارضة حتى الآن.
ويواجه السنة في العراق تمييزا يمنعهم من دخول بغداد بدون كفيل. ويعلق الشيخ جمال الضاري، زعيم عشيرة في بغداد أن هناك أكثر من 2.8 مليون لاجئ لا يعرفون أين يذهبون» ومنعهم من دخول بغداد هو «بمثابة القول لهم: إذهبوا إلى داعش، مكانكم هناك».
وينتقد الضاري نظام المحاصصة الطائفية الذي وضعته قوات الاحتلال عام 2003 والذي يعطي جماعات مثل «تنظيم الدولة» فرصة لاستغلاله «لا أحد يتساءل كيف نوقف هذا المرض ويتعاملون فقط مع أعراضه».
وأضاف «قبل ذلك كانت المشكلة هي القاعدة والآن تنظيم الدولة فكيف سيكون شكل داعش في المسـتقبل».
qal
إبراهيم درويش