لندن – «القدس العربي»: هل أدى سقوط مدينة حلب، إلى توازن جديد في القوة محوره روسيا وإيران بالإضافة لتركيا؟ وهل منح تراجع أمريكا المحور هذا الفرصة لتأكيد رؤيته حول سوريا المستقبل المقسمة على مناطق نفوذ؟
تبدو الإجابة بنعم في ضوء الجهود التي أعلنت عنها أنقرة وموسكو وطهران لوقف إطلاق النار والمحادثات التي ستجري بين الأطراف من أجل تحقيق هذا الطموح.
ويرى ديفيد غاردنر، في صحيفة «فايننشال تايمز» أن المشهد فيما بعد حلب بدا انتصارياً، خاصة من ناحية روسيا وإيران اللتين شاركتا في تدمير المدينة، وعملتا على حماية ما تبقى من دويلة الأسد، وكيلهما السوري، لهذا لم يكن هناك مجال لدعوة الولايات المتحدة التي تتعامل مع الواقعية السياسية كي تشارك بأية ترتيبات. وأكثر من هذا لم تتم دعوتها حتى لا تفسد عليهم فرحة «الانتصار».
ويعلق الكاتب على تركيا، قائلاً، إنها ركزت في مواقفها السياسية بعد حلب على الواقعية السياسية أكثر من النبرة الانتصارية. وكان على أنقرة التخلي عن المقاتلين السنة والتحرك نحو روسيا وإيران لمنع المقاتلين الأكراد السوريين المتحالفين مع أكراد تركيا من تقوية مناطق الحكم الذاتي على طول حدودها مع سوريا.
ومع ذلك، لم تكن تركيا بعيدة عن المجازر في سوريا، فعشية لقاء وزراء خارجية الدول هذه، اغتال رجل شرطة تركي، السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة وهتف «لا تنسوا حلب». وفي الوقت نفسه قام قاتل في برلين بدهس متسوقين وهو ما أعطى فكرة حول كيفية انتشار الإرهاب.
ويلفت الكاتب إلى أن فلاديمير بوتين الذي محا المقاتلين السنة بدلاً من جهاديي تنظيم «الدولة» لم يعان من عمليات انتقامية مثلما عانته تركيا والدول الغربية.
صحيح أن تنظيم «الدولة» (داعش) تحمل مسؤولية تفجير طائرة ركاب روسية بعد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ عام 2015 إلى جانب هجمات نيس وباريس واسطنبول وأنقرة وبروكسل، لكن الطائرة الروسية لم تكن الهدف الأصلي، وفق مسؤولين أمنيين في أوروبا.
وربما تغير الوضع الآن بعد مقتل السفير الذي وصفه بوتين بأنه محاولة لتخريب جهود السلام التي تقودها بلاده. ويبدو أن روسيا وإيران اللتين تتطلعان نحو عام 2017 عاشتا عاما جيدا استفادتا فيه من حالة الإرباك التي عاشتها أمريكا وحلفاؤها في المنطقة.
ورغم مطالبة نواب بمعاقبتها على هجماتها الإلكترونية وتدخلها في الانتخابات الأمريكية إلا أن روسيا على ما يبدو ستنجو. كما نجح الكرملين بعض الشيء في تقسيم أوروبا وبناء عماد غير ليبرالي داخل الاتحاد الأوروبي.
كذلك، حصل على معجب جديد به داخل البيت الأبيض، أي، دونالد ترامب، إضافة إلى الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبد الفتاح السيسي. كذلك، أقام رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو علاقة جيدة مع بوتين. وأيضاً، عقد الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد «علاقة عملية» معه.
ويقول الكاتب إن أعمدة السياسة الغربية في الشرق الأوسط تبدو هشة، فمصر بعد الفوضى التي شهدتها في عام 2011 و2013 عادت إلى حكم الدولة الأمنية. وفي ظل السيسي انفصمت السياسة عن المواقف السياسية وتم تحويلها للأجهزة الأمنية. ويعاني الاقتصاد المصري من حالة ضعف وهناك خلافات مع السعودية التي تعتبر الراعي المالي الرئيسي للنظام.
أما تركيا، العضو في الناتو فتتجه نحو الشرق حيث تقوم بعملية امتحان لمؤسساتها وتطهيرها عقب العملية الانقلابية الفاشلة في تموز/ يوليو، وفي كلا البلدين امتلأت السجون بالمعتقلين.
إسرائيل، بدورها، يبدو أنها في الطريق لإنهاء الحديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة وإمكانية ضم مستوطنات الضفة الغربية مستفيدة من تعيين الرئيس المنتخب ترامب مساعدين له من المؤيدين للاستيطان.
وتظل الطلقة الأخيرة لأوباما قبل خروجه من السلطة بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن، وتأكيد جون كيري في خطابه يوم الأربعاء حول حل الدولتين وحق الفلسطينين بدولتهم المستقلة تأكيداً على موقف العالم من استعمار إسرائيل للأراضي الفلسطينية وعدم شرعيته.
ويوضح الكاتب أن إيران، منافسة السعودية الرئيسية، في تقدم مستمر وأعطاها «انتصار» حلب الفرصة لتعزيز «المحور الشيعي العربي» من بغداد إلى بيروت.
لكن ترامب وضع طهران في مرمى هدفه وتعهد بتمزيق الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع واشنطن وقوى أخرى، بينها موسكو. وقد يمنح هذا الموقف الفرصة للمتشددين الإيرانيين ويشجعهم على القيام بمغامرات وإشعال نزاعات في منطقة الشرق الأوسط مستخدمين الورقة الطائفية التي فككت المنطقة وعززت من قوة الجهاديين.
ويتوقع الكاتب انهيار ما يطلق عليها «الدولة الإسلامية» (داعش) عام 2017، وقد تتحول بعد الموصل والرقة إلى فصائل تمرد محلية، وتنفذ عمليات إرهابية دولية، كما ستتغذى من العناصر المقاتلة التي تم سحقها في حلب والتي تشعر بتخلي الحلفاء عنها، ما يفسر انضمام بعض أفرادها إلى الجماعات الجهادية.
ولن يفقد تنظيم «الدولة «ولا القاعدة، شريان التجنيد الذي أدى لظهورهما، فالأسد لا يزال في السلطة، والشيعة يسيطرون على بغداد وبيروت. وتعتبر القوى المحلية والدولية عناصر تجنيد لهما وسط دول مفككة تحولت إلى إمارات حرب.
مناخ خطر
المناخ الدولي بعد تولي ترامب السلطة سيتسم بالخطورة كما تقول المساعدة لوزير الخارجية الأمريكي، باولا دوبرينسكي للشؤون العالمية في الفترة ما بين 2001 – 2009 في مقال نشرته مجلة «إنترناشيونال إنترست».
وتعتقد أن العالم يمر بمرحلة خطر لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، خاصة أن هناك عددا كبيرا من الدول الراغبة بتجاوز النظام العالمي القائم ولا توجد دولة غير الولايات المتحدة قادرة على حمايته.
وتقول إن ترامب سيواجه عددا من المشاكل بدلا من سياسة خارجية تركز على مشكلة واحدة. فمن كوريا الشمالية إلى روسيا التي ضمت جزيرة القرم وتدعم انفصاليين شرقي أوكرانيا وتدخلت في سوريا. ومن المتوقع أن تقوم موسكو بعمليات عدوانية أخرى ضد الدول الجارة في أوروبا التي تواجه أزمة لاجئين كبيرة.
وفي السياق ذاته تقوم الصين بحملة استفزاز ضد جيرانها وتحاول التأكيد بعدوانية حقوقها في مناطق بحرية وتحاول استبعاد التأثير الأمريكي في جنوب شرق آسيا.
كما تقوم إيران كذلك، بجهود للسيطرة على الشرق الأوسط، فيما لم يعد أحد يخشى الولايات المتحدة أو يحترمها، بل وتجرأ أعداؤها ويعملون معا من خلال محور موسكو – بكين- طهران.
ولا يحاول هؤلاء إهانة الولايات المتحدة بل تقليص مدخلها للسياسة المحلية والدولية، ولسوء الحظ فقد حققوا بعض النجاح في هذه الجهود.
وتعلق الكاتبة أن حلفاء الولايات المتحدة يشعرون بالإهمال والتهميش فيما أضعفت تحالفاتها خاصة بعدما رسمت خطوطا فوق الرمال، وبعدما تخلت عنهم بشكل مستمر.
وعليه، فقد تراجعت مصداقية أمريكا وتضررت دولياً، ويواجه الرئيس المنتخب تراجع الدعم الشعبي لسياسة خارجية قوية. وفي الوقت الذي لم تخل أمريكا من قطاع يدعو للعزلة إلا أن هناك الكثير من الأمريكيين يتساءلون عن القيادة الأمريكية للعالمية والثمن الذي يدفعونه جراء هذا، وهناك من ينظر بعين الاحتقار لتحالفات الولايات المتحدة وإلى المؤسسات الدولية باعتبارها غير مهمة.
وتقول الكاتبة إن حجم المشاكل وإن كان كبيراً إلا أن هناك إمكانية لإدارتها، فالولايات المتحدة لا تزال القوة الأعظم فيما يتمتع الأمريكيون بفضولية لمعرفة شؤون العالم. بالتزامن، يعاني أعداء واشنطن من مشاكل داخلية عدة مثل غياب الشرعية حيث يمكن لأي سياسة خارجية استغلالها.
أمام الرئيس المقبل مهمة صعبة، تقتضي منه تحديد سياسة خارجية واضحة وتؤكد على المصالح القومية الأمريكية. وتسلم قيادة دولية تتعامل مع الحلفاء والأصدقاء وتردع الأعداء. وعليه الالتزام بشروط المعاهدات والتحالفات، والمحافظة على نظام دولي مستقر تحكمه القوانين، أي عدم تخلي الولايات المتحدة عن قيمها الرئيسية أو محاولة فرضها بالقوة على الآخرين. ويجب على الرئيس، أيضاً، التركيز على الاقتصاد والدفاع باعتبارهما مفتاح القوة الأمريكية في العالم، وإذا تحقق كل هذا، فسيكون القرن الحادي والعشرون هو «القرن الأمريكي» كما توقع البعض.
تقسيم سوريا
ويبقى أول امتحان لسياسات ترامب، سوريا التي توصلت تركيا وروسيا لاتفاق وقف إطلاق للنار فيها. وهناك على ما يبدو، خطة تتشكل حول تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ بين القوى الثلاث، روسيا وإيران وتركيا.
وفي هذا السياق أشار تقرير لـ «رويترز» أعده كل من أندرو أوزبورن وأرهان كوسكون إلى خطط تقسم سوريا لمناطق نفوذ مع بقاء الأسد في السلطة لسنوات.
وتقوم الخطة على مناطق ضمن إطار فدرالي غير رسمي تابعة للنظام مع أن الخطوط الأولية عرضة للتعديل ويجب أن يقبل بها النظام والمعارضة ودول الخليج والولايات المتحدة.
وقال أندريه كورتنوف، مدير مجلس الشؤون الدولية الروسي، إن «هناك ميلا للتنازلات»، مشيرا إلى أن «صفقة نهائية لا تزال صعبة إلا أن المواقف قد تغيرت».
وبناء على الخطة التي لا تزال محل نقاش فسيتم تخفيض سلطات الأسد ويسمح له بمواصلة ولايته حتى الانتخابات المقبلة حيث سيفسح المجال أمام مرشح مقبول من الطائفة العلوية.
وحسب التقرير، يجب إقناع إيران بالخطة، وعلى أي حال، فسيخرج الأسد من السلطة وبضمانات ولعائلته.
وذكر كورتنوف أن هناك أسماء يتم تداولها كمرشحين محتملين للأسد، وهناك اعتراف من الأطراف بصعوبة تحقيق تسوية نهائية إلا أن بوتين يريد لعب دور قيادي لتحقيق تسوية وبالتعاون مع كل من إيران وتركيا، وهو ما سيعطي روسيا نفوذا في المنطقة وعلى الساحة الدولية.
ونقلت «رويترز» عن سير توني بيرنتون، السفير السابق في موسكو قوله «ستكون بمثابة الجائزة الكبيرة لهم لو استطاعوا البروز وإظهار أنهم غيروا العالم».
وأضاف أن العالم تعود على قيام الولايات المتحدة بلعب هذا الدور مع أن روسيا كانت تلعب الدور نفسه في الماضي. ومن هنا تحاول روسيا عقد مفاوضات لتسوية الأزمة في كازخستان، الدولة الحليفة لروسيا وبدون مشاركة من الولايات المتحدة.
ومن المقرر عقد الجولة الأولى في منتصف الشهر المقبل. وكان وزراء دفاع كل من روسيا وتركيا وإيران قد التقوا في 20 كانون الأول / ديسمبر، حيث تناقشوا حول مبادىء الحل. وتقوم الفكرة على وقف إطلاق النار قبل بدء جولة المحادثات ومن ثم إشراك دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعد ذلك إقناع دول الخليج لتحمل فاتورة إعادة الإعمار فيما بعد الحرب.
ووفق التقرير فقد عقد بوتين اتفاقا من وراء الستار مع نظيره التركي للتوقف عن المطالبة برحيل الأسد، واتفاقا مع إيران للموافقة على دور تركي.
وحسب مسؤول تركي «أولويتنا ليست رحيل الأسد بل هزيمة الإرهاب»، مضيفاً أن هذا لا يعني الموافقة على ما يقوم به الأسد بل هو تعبير عن فهم للوضع».
وأشار المسؤول إلى وجود خلافات مع إيران حول عدد من الموضوعات «ولكننا نتفق من أجل حل المشاكل المتبادلة».
ويرى أيدين سيزر، مدير مركز الدراسات التركية والروسية في أنقرة، أن تركيا تخلت عن فكرة تغيير النظام في سوريا. ويعتقد السفير البريطاني السابق برينتون أن تركيا وروسيا توصلتا لصفقة لأن موسكو كانت بحاجة لمساعدة أنقرة وإخراج المقاتلين من حلب، مشيراً للمخاوف التركية من ظهور كيان كردي مستقل على حدودهم الجنوبية.
ولهذا السبب شنت تركيا في آب/ أغسطس، عملية أطلقت عليها «درع الفرات» داخل سوريا. ومن هنا، فالسياسة الواقعية هي التي قربت الموقفين التركي والروسي، فمن جهة تريد تركيا السيطرة على مساحة في شمال سوريا لإيواء اللاجئين وتدريب المعارضة ومنع تقدم المقاتلين الأكراد. أما روسيا فلا تريد أن تتورط في حرب طويلة داخل سوريا.
ونقلت الوكالة عن مصادر متعددة قولها، إن تفاهما تم بين أنقرة وموسكو على خروج المقاتلين من حلب والمساعدة في عملية الباب المصممة تركيا على دخولها ومنع الأكراد من السيطرة عليها. وتظل نوايا إيران غير واضحة، ومع ذلك فدورها في معركة حلب أمن لها ممرا لتمرير السلاح إلى حليفها «حزب الله» اللبناني.
صعود القاعدة
وضمن التغيرات المتوقعة بعد حلب، تظل مسألة تنظيم «القاعدة» باعتباره من التنظيمات الجهادية المستفيدة من هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي هذا السياق كتب جيسون بيرك في صحيفة «الغارديان» أن مقتل قادة للقاعدة في سوريا واليمن وأفغانستان في شهر تشرين الأول/ أكتوبر لم يحدث هزات. فقد أصبح تنظيم «الدولة الإسلامية» متسيدا الساحة الجهادية بدرجة يغفر لنا نسيان الأصل الذي خرج منه.
ويناقش بيرك أن قتل القادة بغارات جوية أمريكية يشير لعودة «القاعدة» في وقت بدأ به تنظيم «الدولة» بالتراجع في العراق وسوريا وليبيا.
ويضيف أن القاعدة تقوم بالعودة بهدوء وعبر القوة الناعمة لا الجرائم البشعة.
ونقل ما قالته وزارة الدفاع الأمريكية من أن واحدا من القادة الثلاثة الذين قتلوا كان حيدر كيركان، واتهم بالتخطيط لهجمات ضد الغرب.
ويعلق الكاتب قائلاً إن هذا زعم مثير للجدل لأن القاعدة تبنت في السنوات الأخيرة مدخلا هادئا لبناء التأثير والقدرات على المستوى المحلي في العالم الإسلامي.
ويرتبط هذا القرار الذي اتخذه أيمن الظواهري بعد خلافته لأسامة بن لادن عام 2011 بضعف القاعدة التي عانت من استهداف قادتها بعد هجمات أيلول / سبتمبر وحاولت القاعدة في الآونة الأخيرة إبعاد نفسها عن العمليات التي نفذها تنظيم «الدولة» أو متعاطفين معه في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وتونس.
ولهذا تبنت وعدد من فروعها استراتيجية شجب وحشية التنظيم وبناء علاقات مع قادة القبائل وعرابي السلطة وأحيانا التوصل إلى المجتمعات بدلاً من استخدام لغة التخويف والإكراه.
ويقول ديفيد غارنشتاين – روس من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية إن «تجربة القاعدة الاستراتيجية والتي تعلمت منها أنها عندما تعلن عن حيازة مناطق فإنها تجذب عمليات مكافحة الإرهاب ولهذا تحاول أن لا تعلن عن إنجازاتها».
ويقول بيرك إن المناطق التي ضربها الطيران الأمريكي خلال الشهرين الماضيين تعتبر مهمة لأن تنظيم «الدولة» فشل ببناء قاعدة نفوذ له فيهما، اليمن وأفغانستان، أو انه يتراجع كما هو الحال في سوريا. ففي عام 2015 أعلن تنظيم «الدولة» عن إنشاء «ولاية خراسان» في أفغانستان وغربي الباكستان وتوسع نحو بنغلاديش حيث حاول تعزيزموقعه في جنوب آسيا بدون جدوى.
وحسب سيث جونز، المستشار السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان، فـ «رغم جهوده الكبيرة لم يستطع تنظيم الدولة السيطرة إلا على مناطق ضيقة في جنوب آسيا ولم ينفذ سوى عمليات قليلة وفشل تحقيق الدعم له وعانى من فقر في القيادة».
وكانت المعارضة المحلية من أهم معوقات انتشاره خاصة حركة «طالبان». ومقارنة معه احتفظت القاعدة بعلاقات جيدة مع طالبان. وفي عام 2015 اكتشفت القوات الأمريكية والأفغانية معسكرا للتدريب في جنوبي البلاد وقتلت أكثر من 200 متدرب فيه. واستخدم فرع «القاعدة» في شبه القارة الهندية هذا المعسكر للتدريب. ويشير الكاتب إلى اليمن والصومال وغربي أفريقيا حيث فشل التنظيم هناك.
وتظل سوريا هي ساحة النزاع الحقيقية بين «القاعدة» والتنظيم الخارج من عباءتها، وربما خرجت منتصرة بعد كل هذا وعبر فرعها جبهة «فتح الشام»جبهة «النصرة» سابقاً.
وحسب ماثيو هينمان، من مركز «جينز» للإرهاب والتمرد، «فمع خسارة تنظيم الدولة المناطق ومواصلة التحالف الدولي هجماته عليه فمن المحتمل رؤية اسم آخر سيحتل عناوين الأخبار، جبهة فتح الشام مثلاً، وهناك من يرى فتح الشام أخطر من تنظيم الدولة وتهديدا بعيد المدى».