تونس – «القدس العربي» من حسن سلمان:قال القيادي في «نداء تونس» عبدالعزيز المزوغي إنه تقدم مع قياديين آخرين في الحزب بـ»مبادرة الفرصة الأخيرة» لمنع تفكك «النداء» الذي قال إنه بات منقسماً إلى جزءين و»مستباحاً» من قبل وسائل الإعلام، كما انتقد أداء حكومة يوسف الشاهد التي قال إنها خليط تناقضات، مشيراً إلى أن النظام البرلماني المعتمد في تونس فشل في البلدان الديمقراطية.
وكان القياديون «الأزهر العكرمي وعبد العزيز المزوغي وعبد الستار المسعودي تقدموا الثلاثاء بمبادرة جديدة تهدف الى إنهاء الصراعات والانقسام داخل الحزب وانتخاب قيادة جديدة، مؤكدين «استحالة التوفيق بين الأطراف المتصارعة على قيادة الحزب بما لا يجعل أية تسوية (ممكنة) خارج الانتخاب بطريقة مباشرة ونزيهة وشفافة».
وقال المزوغي في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «مع تكاثر المبادرات (التي لم تفض إلى أي نتيجة)، رأينا أن نقدم مبادرة الفرصة الأخيرة لإنهاء الصراع الذي ازداد داخل الحزب، وخاصة أن الحزب بات منقسماً الآن، وأصبح أكثر حزباً مستباحاً في الإعلام رغم أنه الحزب الحاكم وثمة أحزاب أخرى لديها صراعات أعمق لكن لا أحد يتحدث عنها، وهذه المبادرة ستغير صورة الحزب من حزب مستباح إلى حزب ديمقراطي حقيقي يعمل بطريقة أكثر ديمقراطية من جميع الأحزاب الأخرى».
وأضاف «وفق المبادرة، سيتم الابتعاد نهائياً عن المؤتمرات التي فشلت في حل الأزمات، والتي لم تعد مفيدة في ظل أزمة قيادة وانعدام الثقة داخل الحزب، واللجوء إلى تنظيم انتخابات مباشرة يشارك فيها جميع أبناء الحزب، ويتنافس فيها القياديون على المناصب القيادية، حيث سيتم انتخاب رئيس الحزب وأعضاء المكتب السياسي والتنسيقيات المحلية والجهوية في يوم واحد، وستتم مراقبة الانتخابات من قبل منظمات معروفة كـ»عتيد» وغيرها، وذلك لضمان الشفافية والمصداقية».
وحول موقف المجموعة التي اقترحت المبادرة من طرفي الصراع (حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج) داخل الحزب، قال المزوغي « نحن اعتزلنا الفتنة ولم ندخل كطرف في الصراع، وبالنسبة لنا كل الأطراف تتساوى في هذه المبادرة، فنحن نحاول إيجاد حل سياسي ديمقرطي لنداء تونس».
وأشار إلى أن المجموعة لم تتلق حتى الآن تجاوباً من قبل أي طرف، وأضاف «عموماً المبادرة لها بضع ساعات فقط ونحن لم نتصل بأي طرف، ولكن أنا شخصياً قابلت رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قبل أسبوعين وطرحت عليه نفس الموضوع ولم يبدِ هو أي موقف (إيجابي أو سلبي) تجاه هذه المبادرة التي أؤكد مجددا أنها قد تشكل الفرصة لإصلاح ما يمكن إصلاحه مع استمرار انقسام الحزب واستمرار النزاعات داخله».
وحول تأثير الأزمة داخل «النداء» على عمل حكومة يوسف الشاهد، قال المزوغي «هي لم تؤثر كثيراً باعتبار أن الكتل البرلمانية جميعها كانت متماسكة وساندت الحكومة، لكن حكومة الشاهد لديها مشكلة أخرى هي أنها تجمع المتناقضات، وأعتقد أن الوفاق غير الديمقراطي (بين النداء والنهضة) لا يساهم بتحريك الحكومة، فالوضع التونسي يتطلب قرارات موجعة يصدر فيها شرعية كبيرة وحكومة مسنودة بعصبية حزبية قوية وليست مرتخية وكلها آراء متناقضة، وكل شخص فيها لديه حساباته الحزبية والانتخابية الضيقة».وأضاف «أنا أحد الأشخاص غير الموافقين على الهدنة المؤقتة أو التعايش داخل الحكومة، وقد رأينا ما حدث في حكومة الحبيب الصيد ذات الأيادي المرتعشة، ففي البلدان الديمقراطية هناك فصل بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة، وهذا هو المسار الديمقراطي الصحيح، وليس المسار الديمقراطي المخدوع والقائم على السلم السطحي (الموجود حالياً في تونس)».
وفضل المزوغي عدم الإدلاء بتوقعات حول مستقبل حكومة الشاهد حيث يشير البعض إلى احتمال وجود تعديل وزاري مع بداية العام، لكنه تحدث عن وجود «مطبات» أو ضغوط تتعرض لها الحكومة وتؤثر سلباً على عملها.
وأضاف «يفصلنا عامان ونصف عام فقط عن الانتخابات العامة المقبلة وهذا ليس وقتاً طويلاً، وأعتقد أننا اخترنا نظاماً سياسياً لا يتطابق مع البلدان حديثة العهد بالديمقراطية، وهو النظام البرلماني الذي فشل في البلدان العريقة كإيطاليا وفرنسا، كما اخترنا نظاماً انتخابياً لا يعطي أغلبية واضحة لأي طرف، كما أن الخطوة الأولى التي عملناها على صعيد الديمقراطية كانت متعثرة، ولذلك يجب تلافي هذا الأمر بتقوية الأحزاب وفرض نوع من العصبية التي تمكن من مساندة الحكومة مساندة تامة».