عمان ـ «القدس العربي»: أسباب وجيهة، في ما يبدو، دفعت العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، للتحدث مع الغرب بلغة نادرة جدا وغاضبة إلى حد كبير، عشية مؤتمر لندن للمانحين، الذي يناقش تمويل وتأهيل اللاجئين السوريين.
مؤشرات الغضب الملكي تعكس، في الواقع، قراءات سلبية لدى المرجعية الأردنية سبقت تحضيرات المؤتمر، وتوحي بأن مستوى الدعم للأردن قد يتبنى حسابات متعاكسة مع مطالب الأردن واحتياجاته العملية لتغطية نفقات اللجوء. هذه المؤشرات، على الأرجح، صدرت عن سفراء الدول المانحة في عمان الذين يبشرون منذ اسبوعين بأن بلادهم قد لا تقدم للأردن المساعدات المنصفة التي يطلبها بسبب خلافات متنوعة ومتعددة.
جرعات الغضب والانزعاج من التقارير الأولية، التي تصل الدولة الأردنية، دفعت العاهل شخصيا للدخول على خطوط المواجهة التفاوضية مع الدول المانحة، قبل ساعات فقط من انعقاد مؤتمر لندن.
ملك الأردن اختار قناة سريعة في التحدث مع الدول الغربية بتوقيت مباشر وذكي حين تحدث لكبير مراسلي محطة «بي بي سي» البريطانية، ليز دوسيت.
مقابلة الملك مع «بي بي سي» تسربت بعض تفصيلاتها مبكرا.
وفي هذه المقابلة بدّل الأردن في لهجته عندما قال الملك إن شعبه وصل إلى درجة الغليان، مضيفا أن الأمور، بالنسبة للشعب الأردني، وصلت إلى مرحلة حرجة وقال: «شعبي يعاني وحكومتي ايضا تعاني من الضغط الهائل على البنية التحتية والأردنيون يحاولون الاستمرار في حياتهم».
ذروة الرسائل كانت في التلويح بأن الأردن سيضطر للتعامل مع الموقف بطريقة مختلفة إذا ما خذله المجتمع الدولي المانح، مع الإشارة لأن الدعم المالي القادم بعد مؤتمر لندن ينبغي ألا يقتصر على اللاجئين السوريين ويشمل تحسين وضع ومستقبل الشعب الأردني.
وشدد الملك، في خطاب نادر عبر فضائية غربية، على ان المجتمع الدولي عليه ان يقدم مساعدات جوهرية على المدى البعيد لدعم الاقتصاد الأردني ويمنح الأردن إمكانية الدخول إلى الأسواق الأوروبية، ودون ذلك اعتذر العاهل الأردني تماما عن البدائل، فالأردن، اذا لم يحصل على ذلك، لن يستطيع استقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
عاهل الأردن تحدث أيضا عن اعتقال بلاده للعديد من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» وتذمر من ان المجتمع الدولي يطالب بلاده بأشياء تفوق إمكاناتها، كما استند الملك إلى تذكير الغرب بأن الأردن يشارك في كل معارك المجتمع الدولي ضد الإرهاب وقوى الشر وعليه يطالب بمساعدة الأردن.
الرسالة الأهم كانت على النحو التالي: طالما وقفنا إلى جانبكم ودعمناكم بقوة، فلا ترفضوا مساعدة الأردن.
وفي اللغة الشرطية الحاسمة للملك الأردني إشارات إلى أن المجتمع الدولي يساعد نفسه عندما يساعد الأردن، والى أن الاخفاق سيكون مصير التعامل مع أزمة اللاجئين، إذا تخلى المجتمع الدولي عن مساهمة الأردن في الاستقرار الاقليمي.
ورفض ملك الأردن ما سماه بالمزاودة على بلاده في المسألة الأخلاقية والإنسانية، عندما يتعلق الأمر بالتدقيق الأمني، الذي يطال نحو 16 الف لاجئ قادمين من الرقة وعالقين على الحدود الآن.
وخاطب مراسل «بي بي سي» مباشرة قائلا: اذا أردتم المزاودة علينا في مسألة من تتحدثون عنهم، فيسرنا ان نجمعهم في قاعدة عسكرية ونرسلهم لكم لمساعدتهم، ولا اعتقد ان استضافة 16 الف لاجئ تؤدي إلى مشكلة في بلدكم.
وفي الجانب الاقتصادي، شدد على ان الوضع الاقتصادي وصل إلى خط أحمر، وعلى ان التدقيق الأمني بعد الآن في اللاجئين خط أحمر ثان، وامتدح ضمنيا، التدخل الروسي لأنه ساهم في دفع جميع الأطراف لتسوية سياسية عبر محادثات فينيا وجنيف، وقال إن المنظمات الإرهابية ستكون الرابح الوحيد اذا ما انهارت مؤسسات الدولة السورية.
هذه اللغة، التي تحدث بها عاهل الأردن، جديدة تماما في مخاطبة الغرب.
واعتبرت مصادر أردنية مطلعة ان رسالة التحذير الملكية أصبحت واجبة للمجتمع الدولي، في ظل قناعة القيادة الأردنية بنكران وخذلان دور الأردن في استضافة وتأمين نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري.
خلفية تعبير القيادة الأردنية عن الغضب والتحذير لها علاقة بالتساؤلات التي بدأ يطرحها سفراء غربيون في العاصمة عمان حول المبررات التي تدفع الحكومة الأردنية للاعتقاد أن الدول المانحة يتوجب عليها ان تدفع مالا.
مثل هذه التعبيرات تنطوي على إنكار لحقيقة الواقع الاقتصادي والإنساني في الأردن، ونتجت عنها، بالتالي، مؤشرات غير ايجابية لاتجاهات المجتمع الدولي في مؤتمر لندن، الأمر الذي يبرر الدخول الملكي المباشر والخشن ضد الحسابات الغربية التي تحاول تضليل الأردن ونكران دوره مرة أخرى، كما قال لـ «القدس العربي» مسؤول بارز.
وكانت «القدس العربي» قد أشارت، في تقرير سابق لها، إلى أن ما يتسرب من الدبلوماسيين في عمان يشير لثلاثة اشتراطات على تمويل برامج مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن.
الاشتراطات تتعلق بفاتورة مالية غير منصفة تقل كثيرا عن الكشوفات التي تقدمها عمان، وبتدخل مباشر بتفاصيل الانفاق، وشروط تتعلق بإدماج اللاجئين في المكون الاجتماعي الأردني.
موقف عمان الأخير هو عبارة عن صرخة في وجه الاستراتيجية الغربية بشأن حصة الأردن في برامج تمويل اللجوء الإنساني السوري.
بسام البدارين
تحمل الاردن الكثير من تبعات اللجوء السوري والمشكله لا تقتصر على الضغط الذي بشكله اللاجئون على الماء والخبز والغاز بل تتعداها لمشاكل امنية واجتماعيه باتت تؤثر سلبيا على المجتمع الاردني وتزامن ذلك مع صمت وتجاهل غربي وعربي لمعاناة الاردنيين وهذا الواقع ادى بالمواطن الاردني للتساؤل لماذا اتحمل هذا الضغط وحيدا بينما دوله كبيره مثل المانيا اهتزت لعشر عدد من لجأ للاردن كما ان الغرب قدم مساعدات لتركيا القويه اقتصاديا وقدمت السعوديه والامارات المساعدات للحفاظ على استقرار مصر بينما المساعدات المقدمه للأردن وخاصه الغربيه وعلى تواضعها مشروطه ومركزه على اللاجيء فقط الذي اصبح وضعه في كثير من الاحيان افضل من وضع الاردني.!
كان الله في عون الاردن على كوارث المنطقة ، للاسف نحن نعيش في عالم لايفهم معاني النصح والمسائل الانسانية.
الحل سهل وبسيط كما فعلت الحكومة التركية بفتحها الأبواب أمام اللاجئين للعبور إلى أوروبا. بعدها أصبحت كل الدول الاوروبيه تطلب رضا أنقرة. على الحكومة الأردنية أن تفعل ذلك بفتح الباب للاجئين للتوجه جنوبا للسعودية وباقي دول الخليج.
على الحكومة الأردنية أن لا تكرر اخطاءها مع اللاجئين الفلسطينيين سابقا فلو أجبرتهم على التوجه لإسرائيل والضغط عليها لإدخالهم لما كان اليوم أي لاجئ فلسطيني.ارحنا إسرائيل من مشكلة كبيرة على حساب الأردنيين واليوم نريح الطاغية بشار وعلى حساب الأردنيين أيضا
هذا الصحيح يا اخ بسام مش تحليلي اللجوء في فرص عمل للمدنيين وجامعة هندسة ونشاطات وطلاب
هذا الصح عمي عصر رأس مالية و حد يزود بقرب يا بشار المجتمع الدولي كل سنه 15% من ميزانية الأردن وهي نسبة 15% من سكان ومصاريف من خدمات
أو زي اروبا أعيدهم إلى بلادهم
يبقى السؤال: أين دول الخليج النفطية العربية؟ لم على الأردن التوجه إلى الغرب للمساعدة بينما على مرمى حجر تقع دول ثرية !!!!
لا اعرف لماذا يقبل الاردن امورا تتعاكس مع مصالح الشعب الاردني كل ما حدث في المنطقة كان الشعب الاردني هو الضحية تحت عنوان الاردن بلد كل العرب والانصار والمهاجرين هذه عناوين لم تعد مقبولة لدى الشعب الاردني نعم الاردن بلد من الوطن العربي وليس مطلوب منه ان يتحمل فوق امكاناته الملك الان استشعر بالخطر وتحسس بعين ثاقبة ان لا احد يقول شكرا بل بالعكس وحتى من استقبلهم وفتح لهم الحدود يعتبرون ذلك واجبا وحقا لهم اليس من حق الاردن ان يرفض حلولا لمشاكل على حسابه ليس هو من صنعها وبالتاليل ليس ملزم بتحمل نتائجها فمثلا مشكلة ابناء غزة في الاردن اليست اسرائيل ومعها الغرب من احتل ارضهم وشردهم لماذا لا يطالب الاردن باعادتهم لوطنهم وبطريقة تشبه اجتياح السوريون لاوربا على شكل امواج بشرية والعراق من اوصل العراق لما وصلت اليه ومن شرد اهل العراق وساهم في تدمير العراق والاردن كان مع شعب العراق ولكن المخطط والتحالفات اقوى وسوريا نعرف جيدا من حولها لما وصلت اليه والاردن كان في صف الشعب السوري ولكن المخطط والمال والتحالف لتدمير سوريا كان اقوى الاردن لم يساهم في اي مشكلة حدثت في بلاد العرب فكيف يطلب منه تحمل اخطاء الاخرين نعم ما قالة الملك هو الواقع المر الذي يعاني من الشعب الاردني وبالتالي اثلج صدورهم نعم شكرا للملك من كل اردني
الاردن اخطأ منذ البداية باستضافته للاجئين. فهو غير موقع على كعاهدة جنيف للاجئين وبالتالي لا يوجد ما يلزمه ببنودها. اتفق مع الرأي الذي يقول بارسال اللاجئين جنوبا للسعودية او غربا لاسرائيل كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي لتقديم المساعدات