في الاسبوع الماضي عقد حلف الناتو قمته في منتجع سيلتيك مانور بمدينة نيوبورت بمقاطعة ويلز البريطانية، بحضور ما يقارب الستين من قادة العالم، وهي أول قمة في المملكة المتحدة منذ أن استضافت مارغريت ثاتشر قادة الناتو في القمة التي عقدت في لندن عام 1990، ولعل الاشارة الاكثر وضوحا في هذه القمة هي دعوة عدد من القيادات العربية للمشاركة فيها، حتى أن بعض وسائل الاعلام صورت هذه المشاركة على أنها فتح مبين للسياسة العربية، واقتحام جسور لحصون السياسة الغربية.
قالوا ان المشاركة العربية هي فرصة سانحة لعرض زاوية نظرنا للتحديات التي تواجه العالم عموما والشرق الاوسط خاصة، وهي القناة الصحيحة التي نعرض من خلالها تصوراتنا وسُبلنا كحلول لهذه المعضلات والازمات، وأردفوا بأن الزعماء العرب المشاركين لديهم من المصداقية والحضور الدولي، ما يجعل حلف الناتو يُصيخ السمع الى آرائهم التي تشمل كل القضايا الاستراتيجية بكل اهتمام.
اننا نؤيد كل ذلك ولا نُريد أن نشكك في كل ما ورد، بل نزيد عليه أن حكام هذا القطر العربي او ذاك حلفاء استراتيجيون لحلف الناتو، ويرتبطون منذ عقود من الزمن باتفاقات عسكرية واستخباراتية مع الدول الاوروبية الاعضاء فيه، لكن السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة هو ما الذي كسبه العرب من هذه المشاركة، وما هي انعكاسات ذلك على قضايانا العربية؟ بكل وضوح وشفافية نقول بأن العراقيين كسبوا من الاتفاقات العسكرية العربية مع حلف الناتو، أن دُمر بلدهم بعد أن أجبر الحلف أشقاءهم على الانضمام الى تحالف دولي ضدهم، ومنعوا أي حل عربي عام 1991، وعندما ضاقت سبل العيش بالعراقيين بعد هذا التاريخ بسبب الحصار، وخرجوا من بلدهم يبحثون عن لقمة خبز، وضع الاشقاء اتفاقاتهم الاستخبارية مع الحلف موضع التطبيق علينا، السماح لنا بالدخول والاقامة مقابل معلومات عن برنامج العراق التسليحي، حتى لو كانت من نسج الخيال، كي يثبتوا جدارتهم تجاه المؤسسات الاستخبارية الغربية، ولم يقتصر الامر على العراقيين، بل فضحت الصحافة الغربية قبل سنوات الخدمات الجليلة التي قدمتها الاجهزة الاستخباراتية العربية لدول حلف الناتو، عندما تبين بأن البعض كان يستلم منهم المتهمين بما يسمى الحرب على الارهاب، كي يحقق معهم وينتزع الاعترافات بالقوة والاكراه، تطبيقا للاتفاقات الاستخبارية مع الناتو، وأن هنالك سجونا سرية وأدوات تعذيب مخصصة لهذا الغرض. لقد كانت ومازالت الاقطار العربية التي ترتبط بعلاقات عمل عسكري واستخباري مع دول حلف الناتو في موضع المفعول به وليس الفاعل.
تصنع هذا الاقطار منا جواسيس للحلف وترسل جنودها في ساحات أخرى كأفغانستان ودول أفريقيا، ويحمل ضباط مخابراتها ملايين الدولارات في حقائبهم يدفعونها فدية كي يطلق سراح أمريكي أو بريطاني أو كندي، بينما لا يسمح الحلف لهم أن يقدموا للفلسطينيين واللاجئين السوريين سوى الاغطية وقناني المياه وخيم مهلهلة في الصحارى والقفار. انتفض حلف الناتو مرات عديدة منتخيا باسم الانسانية وحقوق الانسان للكثيرين في العالم، فحطم دولا وانتهك سيادات وقتل شعوبا، لكن موقفه كان ومازال من القضية الفلسطينية قائما على أساس أن تدخله لن يكون الا بقرار وتفويض من مجلس الامن، وهذا القرار لن يصدر لان دول الحلف هي التي تسيطر على المجلس، ولان الازدواجية في التعامل مع القضايا العربية هي الاساس في سياسات حلف الناتو. أنظروا الى ما أعلنته بريطانيا على هامش القمة، من أن هنالك فريقا من المحققين الدوليين يعمل على جمع أدلة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وأمضى المحققون أشهر عدة في أعداد نحو 400 ملف يدين قادة التنظيم، وأن هذا الفريق تم تمويله من الحكومة البريطانية، فهل هذا العمل هو لسواد عيون العراقيين والسوريين، أم لان التنظيم قتل مواطنين أمريكان وغربــــيين؟ كلا أنهم يعملون كل ذلك في سبيل مواطنيهم ومصالحهم، وهذا هو كبير المحققين في الــــفريق يصرح قائلا، «نود أن نرى قاتلي جيمس فولي أمام العدالة»، فهل يستطيع أي من القــــادة العرب المشاركين في قمة حلف الناتو القــــول أمام المجتمعين، نود أن نرى قاتلي الفلسطينيين والعراقيــــين في الحروب على غزة وأثناء الغـــــزو والاحتــــلال الامريكي أمام العدالة؟ يقينا لا أحد منهم قادرا على ذلك، لان الدور المطلوب منهم هو أن يكونوا فقط أذرعا ســــاندة لسياسات الحــــلف، وأقطـــارهم مرتكزات جغـــرافية وقواعد ثابتة يتحرك الحلف من خلالها لتنفيذ سياســـاته في العالم والمنطقة.
لقد انتهى الحلف من العدو السوفييتي وبات في حالة بحث عن هوية جديدة وعدو جديد يجبر الاخرين على الاصطفاف من أجله، فكانت الحرب على الارهاب هي خط الشروع الجديد في سياسة الاصطفاف الجديدة، التي لخصت وجوده في ساحات كثيرة بدعوى أنها تؤثر على الامن القومي لدول الحلف، بينما الحقيقة تناقض ذلك تماما، فالمتغيرات التي طرأت على البيئة الامنية في العالم منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، كانت سياسات الحلف الازدواجية هي الفاعل الرئيسي في إيجادها. لقد خلقوا تلك التحديات كي يبقى الحلف فاعلا في حشد الدول الاعضاء والتابعين في مجال الدفاع عن الامن والترويج له على أنه في حالة خطر، وكي يوسّع من دوره مستندا الى هذه الفكرة، وكي يُنضج أجندة عمل جديدة تخدم مصالحه، وصولا الى ضم أعضاء جدد أصليين وساندين، وجغرافيــــات أخرى يبني عليها قــــواعده خاصة الجـــغرافية العربية، لانهم ينظرون الى العرب على أنهم يُصدرون الدين والنفط وكلاهما سريع الاشتعال وفق منظورهم.
انهم يحاولون عكس الوعي بالاتجاه المعاكس، وللاسف أن بعض الزعامات العربية تعينهم على ذلك من خلال الانخراط في مشاريع وتوجهات لا تضيف أي مصالح للامة. لا أحد يدعو الى انعزال النظام الرسمي العربي عن حركة عجلة السياسة الدولية، وعدم الوجود في محافلها، فالعلاقات الدولية وجدت لتوصل لا لتقطع، لكن يجب أن يكون هذا الانخراط بما يضيف الى الامة لا أن يأخذ منها كل شيء من دون مقابل، وهذا للاسف بعيد جدا، لان هنالك خللا بنيويا عميقا في ادراك المصالح العربية. انهم يفهمون ما يجب فعله بشكل مجزأ وليس موحدا، كما أنهم لحد الان لم يستطيعوا أن يحددوا هل هم هدف لتأثير خارجي أم أنهم قادرون على تحقيق مصيرهم كلا على حدة أو جماعة على مستوى المنطقة.
٭ باحث سياسي عراقي
د. مثنى عبدالله
لم أجد ثغرة أعلق بها على مقالك المحكم يا دكتور مثنى
فعلا ليس للعرب مصلحة بهذه الجموع المحتشدة مع الناتو
لكني تذكرت أن لحكام العرب مصلحة بقتال داعش
فداعش تهدد أركان حكمهم أو تزعزع مكانتهم
ياريت يتوقف الجيش الحر عن قتال داعش ويلتفت للأهم وهو النظام
ولا حول ولا قوة الا بالله
نعم دور النيتو كمنظمة عسكرية رديفة لمنظمات سياسية و اقتصادية غربية محدد في حماية مصالح الدول الأعضاء و أساسا الدول الغربية و في توسيع “مجالها الحيوي” ، لقد كان ضروريا بعد نهاية أطوار الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي من إيجاد عدو أخر أو على الأصح إحداث تغيير في الأولويات بوضع عنصر أخر على رأس قائمة الأعداء ، فكان هذا العدو هم العرب والمسلمين . لكن المستجد في الأمر هو أن الحرب هذه المرة حرب ساخنة بل ملتهبة جدا ، استعملت و تُستعمل فيها ضد العرب والمسلمين في مختلف مناطق الوطن العربي و العالم الإسلامي في العراق و الشام و اليمن وليبيا و السودان و الصومال و أفغانستان و باكستان و مالي .. مختلف أنواع الأسلحة التقليدية و المتطورة المشروعة منها والمحرمة دوليا ، بل لقد تم تجريب العديد من الأسلحة الجديدة في العرب والمسلمين … وكل ذلك بتزكية زعماء وحكام العرب والمسلمين الأشاوس القدامى أو الذين جاؤوا على ظهر دبابات الاحتلال، الرجعيين والذين يدعون الممانعة والتقدمية ، بعدما وجدوا في ذريعة “محاربة الإرهاب” ورقة التوت المهترئة التي يحاولون التستر بها للاصطفاف خلف أسيادهم الغربيين و للتغطية على جرائمهم و استبدادهم و طغيانهم …
إن مأساة العرب في طغاتهم الجهلة المتسلطين ، جهل من طينة شر البلية ما يضحك ، جهلة لا يستفيدون من التجارب القديمة أو الحديثة ، فهم يقدمون كل شيء للعدو في مقابل الحفاظ على المقعد فقط، فنحن و بعد أن تخلصت جل إٍلَمْ نقل كل دول و أمم العالم الحر من القواعد العسكرية الأجنبية ، إنبرى زعماؤنا يتسابقون و يتنافسون في احتضانها ، حتى صار وطننا العربي أكبر حاضن لها و لْتبقى السيادة الوطنية أو القومية آخر شيء يتم التفكير فيه . كذلك بعد أن انتهت العديد من الحروب الطائفية أو العبثية ..في العديد من مناطق العالم غدا وطننا العربي أكبر مسرح لها …
لكن الأغرب و إن كان ليس غريبا في وطن العرب أن يصير النيتو منظمة “إنسانية” !!!!!!! “تدعم” !!!!!!! الثورة في ليبيا إبان الربيع العربي وتعمل على حماية !!!!!!! “الديمقراطية” !!!!!!! في العراق و في أفغانستان … و العبرة بالنتائج ولنرى حال كل من مستهم جذبة النيتو…
نعم في وطن العرب والمسلمين لا شيء يدعو للغرابة و نعطي مثالا أخيرا و إن كان بالتأكيد ليس الأخير، إنه إذا كانت تركيا و لأسباب تاريخية ولظروف جيوسياسية تعتبر البلد المسلم الوحيد الذي استطاع أن “يأمن” نسبيا ـ (و حتى لا نقول استفاد من عضوية النيتو) ـ أن “يأمن” شرور و مخططات النيتو … فماذا استفادت باكستان من دعمها للنيتو و لجيوش الدول المتحدة الأمريكية في أفغانستان ، ما دامت الطيارات الأمريكية أو التابعة لحلف النيتو تخرق الأجواء الباكستانية متى شاءت و تضرب و تقصف من تشاء في الوقت الذي تشاء بإذن أو بدون إذن ؟ فماذا بقي للسيادة الوطنية أو القومية من معنى ؟ ثم ما هي القيمة الإستراتيجية للقنبلة النووية الباكستانية و ما محلها من كل ذلك ؟ إذا لم تمنح الهيبة للدولة الإسلامية العضو الوحيد في النادي النووي ، إذا كان هذا حال قوة نووية إسلامية فكيف هو الحال في جيبوتي أو جزر القمر ؟ …
من هنا أيضا نفهم لماذا يتم القضاء على الرجال أينما كانوا في وطننا العربي و الإسلامي تحت العديد من المسميات وعلى رأسها “الحرب على الإرهاب” ، من هنا نعيد الفهم للمرة الألف .. لماذا تم إعدام الشهيد صدام حسين رحمه الله وغيره من الرجال الأفذاذ الذين أمنوا بحق شعبهم العربي و أمتهم الإسلامية في الحياة الكريمة …
تحياتي لك د عبد الله مثنى
تحياتي وتمنياتي لكم أيها الاخوة الاعزاء . الكروي داوود وعربي مسلم
نعم لحديث الدكتور ، لكن بحدود . نعم التواصل العالمي هام وجوهري ،ووجد لا ليقطع دون حسابات . والمفتاح هو كلمه” تواصل “. لقد حشد ماسمي بالتقدميين حناجرهم والجماهير العامه نحو “التقوقع” وضد “التواصل” مع العالم المتمدن الديمقراطي وفتحوا افواههم ، ولا اقول عقولهم ضد كل من له بعد نظر ورؤيه مطله على القوى العالميه ، واتهموهم ظلما وجهلا ، بكل التهم؛ وياحبذا يسجل المؤرخون اعترافات” بعض زعماء التقدميون ” بقصر النظر آنذاك ! لو تواصلنا مع ماكان يسمى حلف بغداد بسوآته ، وأعطيت الفرصة للمسؤولين للتواصل معه، لحفظت مصالحنا مثلما جنت تركيا من الصداره مع دول الحلف ، وربما حييد قتله الهاشميين في دمويه تموز ١٩٥٨، وربما منعت اسرائيل من احتلال اراضي الضفه الغربيه لنهر الاردن -عضو في الحلف !؛ لو تواصل عبد الناصر مع أميركا آيزنهور، لكانت مصر دوله مركزيه معتمده لهم وللعرب في المنطقه ، ولما أخذت اسرائيل بعد ذلك وبعد فرصه الغضب عليها لحمله السويس على مصر ، و من اميركا دور الحليف المصان في منطقتنا بعد ذلك ؛ لو تواصل العراق مع العالم الغربي وكان لقيادته بطانه ذات بصيره ، وسمع نصيحه بعض المعتدلين العرب فربما عرف جدوى الدخول في الصراع مع الجوار ! إنها” لو” كبيره، بعد دخول الفأس في الرأس !! وتبقى الحكمه الإتعاض بدروس التاريخ لمنع تكرار شرور قصر النظر . أتوقع أصواتا تغضب من هذا القول إذا مازالت تغمض البصر والبصيره عما جرى لنا ، لكن هذه قراءه وإجتهاد فيه نصيب . والظرف الحالي في المنطقه ، يملي إعاده قراءه دروس الماضي.
إلى : د بسام الساكت
مع احترامي لرأيك و إن اختلفت معك ، أجد من الضروري القول :
لقد توهم بعض العرب والمسلمين أن انضمام الأقطار العربية والإسلامية لأحد المعسكرين و خاصة المعسكر الغربي أو أن في إظهار المزيد من التنازلات و الكثير من المرونة و الاعتدال للعدو ـ حد الانمحاء ـ كان سيؤدي إلى نتائجَ حسنةٍ ! تنعكس على واقع الأمة ، لكن ذلك ليس إلا وهما أو نظرة ساذجة تنطوي على الإفراط في حسن النية . إن واقع الأمر يفند ذلك ـ فقبل بسط مثال واحد على ما أطرحناه ـ نشير إلى أن تجربة تركيا مع حلف النيتو تبقى استثناءً و مرتبطة بظروفها التاريخية ، لكن الأهم وما يجب التأكيد عليه هو أن تركيا عندما انضمت إلى هذا الحلف ، انضمت إليه ، وهي في موضع قوة بعد أن تخلصت من مخلفات الحرب الأولى و بعد أن حققت العديد من الانتصارات … كل ذلك طبعا بإصرارٍ و بإرادةٍ قويةٍ من الشعب التركي الذي عمل على حماية وطنه و الحفاظ على سيادته و وحدته الترابية … في حين أن مرونة العرب وسذاجتهم مثلتها مراسلات وعلاقات الشريف حسين بماكماون .. فنتجت عنها بدل الدولة العربية الموحدة اتفاقية سايكس بيكو التي جزأت الوطن العربي إلى دويلات عدة ، للتفاصيل يجب الإطلاع على الأوصاف القدحية التي كالها الأنجليز للشريف حسين ممثل العرب ..هذه إحدى نتائج الثقة في الغرب .. التفاصيل كثيرة وليس المجال لسردها لكن المثال التركي يبقى استثناءً ، لأن الغرب لا يرى في العرب إلا أبارَ نفطٍ أو أوراقاً ماليةً مكدسةً في البنوك الغربية في أحسن الحالات أو “إرهابيين” “همجٌ” يجب تخليص العالم المتحضر منهم ، فلا مجال لانتظار “مخطط مارشال” للعرب !!! كما انتظر بعض بسطاء العرب أن يحدث في العراق !!! بعد تدميره و نهب خيراته من فوق الأرض ومن تحتها ، أما من يعطي مثال ألمانيا أو اليابان بعد الحرب “العالمية” الثانية فلا وجه للمقارنة خصوصا إذا استحضرنا عنصر الدين … فعداء الغرب للإسلام لا حدود له، هذا الطرح ليس تهويلا أو تضخيما، فللتدليل على ذلك يكفي تأمل أفكار المحافظين الجدد في الغرب . إنها نظرة يتداخل فيها ما هو ديني بما هو قومي… خلاصة القول إننا لا يجب أن ننتظر “الصدقة” أو “المعونة” من الغرب و الأنكى من ذلك أن تكون هذه “الصدقة” أو “المعونة” من أموالنا المنهوبة أو المكدسة في بنوكهم ، كما لا يجب أن ننتظر أن يخططوا لنا….. فما حك جلدك مثل ظفرك …
أعود للمثال الذي أود أن أعطيه ـ والأمثلة كثيرة ـ على عدم جدوى المرونة وحتى الاعتدال في حالة الضعف والوهن ، لنستحضر المثال الواضح المتمثل في القضية الفلسطينية ، كم مرَّ على انطلاق المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و الكيان الصهيوني منذ أول لقاءين في مدريد ثم أسلو وتسرمت السلسلة ؟ لقد مر أكثر من عقدين و ما هي النتيجة ؟ بالتأكيد لا شيء ، أما إذا قارنا كل تلك المفاوضات العبثية مع ما استطاعت أن تحققه المقاومة بحمد الله في ظرف شهرين في غزة ، فالأمور ستتضح أكثر …
عموما فثمن الحرية والكرامة غال جدا و هي تستحق ذلك كما أن الحرية لا تعطى بل تؤخذ بالقوة و ما أخذ بالقوة لا يمكن استرداده إلا بالقوة و التاريخ خير شاهد على ذلك …
حقيقة هذا من أرقى ما قرأته لك يا د. مثنى عبدالله حتى الآن،
فهو يُبين على الأقل من وجهة نظري مثال عملي عندما نخرج من ضيق ثقافة ال أنا إلى سعة ثقافة ال نحن سنبدع بشكل حقيقي،
وأضيف من حق حلف الناتو أن يبحث عن مصالحه، ولكن على نخبنا الحاكمة أن تفكر في مصلحة الأمة أو بمعنى آخر ثقافة ال نحن، وليس فقط كيف تحافظ على كراسيها ومصالحها أو بمعنى آخر ثقافة ال أنا أولا
ما رأيكم دام فضلكم؟