عشائر لبنان ضد الدولة مع الرئيس… زياد دويري إذا تكلم… ورفعت الأسد ينفي شائعة موته بالفيديو

حجم الخط
2

 

على قناة «أو تي في»، تلفزيون التيار العوني (نسبة إلى الرئيس اللبناني ميشيل عون) في لبنان، انطلق برنامج يحمل اسم «بدّا جرأة»، وفي حلقته الأولى تناول عشائر لبنان. تجولت المذيعة (ميرنا رضوان) بين مخـتلف العشائر، مقسمة إياها إلى شيعية وسنية ودرزية ومسيـحية، سـكنت مخـتلف منـاطق لبنـان من سـاحل وبـقاع وجبـل.
قدمت المذيعة لحلقتها بوصف العشائر بأنها «جاءت لبنان منذ سبعمئة عام، وبأنهم عملوا شبه دويلات، حاملين سلاح، بياخدوا حقهن بإيدهن، لأنو برأيهم الدولة غايبة، والقانون مفصل على قياس الزعماء».
اقتحمت رضوان مضارب هؤلاء، غير هيّابة من طرح أسئلة، بخصوص التعامل مع المرأة ومتى يكون الثأر، وهل حقاً يحمي هؤلاء المستجيرين بهم، وتساءلت كذلك حول توفر السلاح بأيدي رجال العشائر.
على اختلاف أديانها ومذاهبها بدا أن هناك اتفاقاً بين مختلف تلك العشائر،
أولها الاعتراف بحملها للسلاح، بل التأكيد على أن كل لبناني يتوفر لديه سلاح، ولا بد أنه سيظهر للعلن وقت الضرورة. التفاوت ضئيل بين قيم وعادات هذه العشيرة أو تلك، فربما أن هذه العشيرة ترجم المرأة المخطئة، فيما الثانية تكتفي بالقتل، وربما هذه تقبل بتزويج ابنة اثنتي عشرة سنة، فيما تؤجل أخرى. لكن بدا من المسلّم به أن تلك العشائر ترى الدولة غائبة، ولا وجود للقانون، وإن هناك إهمالاً لكثير من أبناء العشائر وعدم تأمين الوظائف لهم، ما جعلهم خارجين عن القانون والإقامة في المناطق الحدودية والعمل في المهن غير المشروعة.
لا جديد في كل ما قيل، على الأقل بالنسبة للبنانيين، ولا هي بالمخاطرة الكبيرة الذهاب إلى مضارب عشائر تسكن في عين الشمس، في خلدة والناعمة والجبل والبقاع، وستجد لرجالهـا صـورا مع زعمـاء بـارزيـن.
«بدّا جرأة» لم يتجرأ حقاً على الأسئلة الأكثر صعوبة، حول من يحمي هؤلاء، علاقة بعضهم بتجارة المخدرات. ما حكاية نوح زعيتر مثلاً؟ ومن يحميه؟ خصوصاً أن البرنامج دخل مضافات آل زعيتر، من دون الإشارة إلى حكاية ذلك الرجل، تاجر المخدرات، الذي ظهر غير مرة في أشرطة فيديو مع رجاله مكشوف الوجه.
كذلك من اللافت أن تلك العشائر مهما بدا الخلاف (والاختلاف) في ما بينها، أو مع الدولة اللبنانية، من الواضح أنها تكن احتراماً عميقاً للرئيس اللبناني ميشيل عون (المفروض أنه رمز الدولة ورمز سيادة القانون)، الذي تعود إليه القناة التي أنتجت البرنامج.
مع هذا التناول السطحي لعشائر لبنان لا يمكن تصنيف البرنامج بالجريء، بل يمكن وضعه في قائمة البرامج الفلكلورية التي تحتفي بمناقب لبنان، وعراقة قيمه.

دويري إذا تكلّم

لا شك أن اللبناني زياد دويري مخرج سينمائي بارع على المستوى التقني، ولو أن كلاماً كثيراً ينبغي أن يقال بخصوص فيلمه «الصدمة» (لا بدّ من عودة لقراءة الفيلم) الذي صور في تل أبيب وأثار جدلاً واسعاً أخيراً، لكن لا بد من القول في المقابل إنه أظهر هزلاً لا يضاهى في التعاطي مع الإعلام، خصوصاً في مقابلته مع مارسيل غانم في «كلام الناس»، وكان من الواضح أن صحبةً تجمع بين الرجلين، و«خوش بوشية» جعلت غانم متراخياً في طرح الأسئلة وفي ملاحقة ضيفه، كما جعلت دويري يقول أي كلام، حتى لو كانت شتائم شارعية في غاية البذاءة (أراد دويري أن يمدح الطاقة اللبنانية، فمدحها بشتيمة يومية شهيرة!) بدا الأمر أقرب إلى ثرثرات المقاهي، لا عبارة مكتملة، ولا أجوبة شافية، ولا أسئلة جادة تحاول أن تكشف وتوضح وتضع التفاصيل بين يدي المشاهدين.
كان لدى دويري فرصاً عديدة وسانحة ليدافع عن فيلمه، ليقدم جواباً لمتلق جاد في البحث عن مسوغات عميقة سواء لتجربته في تل أبيب أو لتجربته الأخيرة حول الحرب اللبنانية في فيلم «القضية 23». لكن الرجل كان مستخفاً أو نزقاً، ضيّع علينا أولاً فرصة المعرفة، أبمثل هذه الخفة صنع الرجل أفلامه!

طاقة جبران باسيل

من أتلانتا، في الولايات المتحدة، أطلّ علينا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في سعي محموم للمّ شمل اللبنانيين المغتربين. باسيل تحدث عن حنين هائل لدى هؤلاء إلى لبنان، بل أكد أن كل من قابله كانت الدموع بعينيه اشتياقاً إلى لبنان.
مثل جبران باسيل ليس في إمكانه رؤية الدمعة الأخرى، تلك التي تذرف على لبنان، لما وصل إليه لبنان، لا حنيناً إليه.
كانت مقابلة قصيرة وعابرة أتحفتْنا بها مراسلة قناة «النهار»، ختمتْها بسؤال قالت إنه «قاعد على قلبها»، سألت المراسلة باسيل «الطاقة اللي عندك جايبها معك من وزارة الطاقة أم نابعة من داخلك؟ لأنه اسم الله عليك..». ضحكت المذيعة، وضحك جبران، بخجل وتواضع، لأنه اسم الله عليه. لكن «أيه حكاية الطاقة السارية في البلد اليومين دول؟».

القافلة تسير

يبدو أن رفعت الأسد استفاد من منجزات الثورة السورية، وهو ينفي بنفسه شائعة جرى تداولها بقوة تتحدث عن وفاته، حين نشر فيديو يصوره وهو يحمل بيده صحيفة بتاريخ ذلك اليوم كي يثبت أنه ما زال على قيد الحياة.
كانت تلك طريقة الثوار السوريين وهم يواجهون إنكار النظام لمظاهراتهم في مختلف المدن السورية، رافعين صحيفة بتاريخ ذلك اليوم، مؤكدين أن مظاهراتهم ليست تزويراً، ولا مجسمات يجري تركيبها في هذه العاصمة أو تلك، ومع ذلك، لم يقدم ذلك التوثيق ولم يؤخر في قناعة من لم يرد لضميره أن يتزحزج قيد شعرة.
فيديو تكذيب خبر وفاة رفعت الأسد نشر من قبل نجله سوار، مرفقاً بعبارة تقول إن والده «سيبقى صامداً وسوريا صامدة.. لن ينالوا منها، مهما علا النباح.. القافلة تسير».
وفي الواقع فإن العبارة الأخيرة، بخصوص القافلة، تسرّ المرء أكثر مما تزعجه، ذلك أنها المرة الأولى التي أتعرف فيها على القافلة التي سمعت عنها مراراً.
إذا كانت تلك هي القافلة، التي يتحدثون عنها كلما جرى انتقاد أحدهم، فإننا نفضل أن نكون في الصف الآخر.

كاتب فلسطيني

عشائر لبنان ضد الدولة مع الرئيس… زياد دويري إذا تكلم… ورفعت الأسد ينفي شائعة موته بالفيديو

راشد عيسى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” فيديو تكذيب خبر وفاة رفعت الأسد نشر من قبل نجله سوار، مرفقاً بعبارة تقول إن والده «سيبقى صامداً وسوريا صامدة.. لن ينالوا منها، مهما علا النباح.. القافلة تسير».” إهـ
    رفعت الأسد كان شريك أخوه بالجرائم
    ثم إدعى أنه مع الثوار ضد إبن أخيه
    والآن يريد تعديل موقفه من جديد !!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سوري:

    انه لمن العار على الدول الاوربية ان تحتضن قاتل الشعب السوري واولاده وتسمح له باستثمار اموال الشعب السوري فيها، رفعت الاسد مهندس مجزرة سجن تدمر وبعدها مجزرة حماة الكبرى والذي اراد ان ينقلب على أخيه المقبور حافظ خرج من سورية بعد سطى على خيرات سورية واموال الشعب السوري وانتقل الى فرنسا معززا مكرما مبجلا اشترى فيها القصور والابنية الفاخرة والمزارع والخيول وفيها انشأ صحيفة الشام ومجلة الفرسان واخترع مصطلح” التضامقراطية” اي مزج التضامن بالديمقراطية، وهما صفتان لا تمتان بصلة الى هذا القاتل ومهر المخدرات، وكذلك فعل في بريطانيا فاشترى القصور والاراضي وأنشأ قناة اي ان ان المغرضة، وفي اسبانيا له قصور الف ليلة وليلة في ماربيلا وكذلك في اليونان وسويسرا وقد فضحه ابنه مؤخرا بشر غسيل العائلة الوسخ على الفيس بوك وهدده اخوه بالقتل ان لم يتوقف، بل من وقاحة هذه العائلة كانت تدفع الابن ريبال ليكون رجلا سياسيا للعودة لحكم سورية بعد الانقلاب على ابن عمه بشار الكمياوي. هذا مختصر جدا لعائلة الاجرام الأسدي, ومن العار ان يموت رفعت الاسد في فراشه قبل ان يحاكم في محاكم دولية لارتكابه جرائم ضد الانسانية

إشترك في قائمتنا البريدية