لا أطمئن إلى وردةٍ أو مديح
لا إلى فصاحة سلطان
ولا إلى خطبة إمام مسجد
سلطانُ نفسي أنا بطربوشٍ أحمرَ
أتركه غاضبا فوق رأسي
وأخطب في شعبٍ يزدحم قدّام باب قصيدتي
أعافُ النّقط والفواصل
وأترك أفواهَ الكلمات مشرعة
كي يخرج منها الخونة برؤوسٍ مدحورة
الرومانسيّون بورود ذابلة في الأيدي
والتفعيليون للضرورة السرديّة
وكي يدخل الثوّار مذهبي مثنى وثلاثا
وأقودهم في عصيانٍ مدني ضدّ الحكومة
أفكّك الأسماء والأفعال
وأعيد تركيبها كيفما أريد
وأسافر على متن قطارٍ تكتظ عرباته ببدوٍ غاضبين
يحملون هراوات ومناجلَ
انفصاليّ أنا على طريقتي
وأخون وطني كلّ يوم
وضدّ السّلام الأممي
ضدّ القومية العربية وضدّ الحركات الأمازيغيّة
ضدّ البنك الدولي وضدّ التكافل الاجتماعي
ضدّ أدونيس وضدّ الغموض الشّعري
ضدّ نفسي عندما يجمح حصاني الأدهم
وأتبيّنُ في الظلام سارقَ خبزي
عاقّ، أيضا،
وخارج ولائم الذئاب
خارج اتحادات الكتّاب وبيوت الشّعر
وداخل عائلتي اللغوية
ولا وليّ لي غير أمّي الشّجرة
وظلّي الذي يحرس متحف ذكريات وموتى
ويتقاضى أجره برشّة ماء.
شاعر مغربي
حسن بولهويشات
نحن بانتظار عائلتك اللغوية
لكن هذا الشكل الشعاراتي لا يخدم بتاتا القصيدة
أتمنى أن يشتغل الشاعر على ذاته؛
و لا ينظر سوى إلى ما في يده
بالتوفيق