من المثير للاهتمام النظر في العلاقة بين التدين والأخلاق والتي تبدو أحياناً وكأنها علاقة عكسية في مجراها. من الملاحظ أن المجتمعات التي تركز على تدينها وتمعن في إعلانه يتراجع فيها مستوى التمسك بالأخلاق أو الانضباط الضمائري النابع من برمجة داخلية للعقل والتفكير. لا أعتقد أن لهذه الظاهرة علاقة مباشرة بنوعية الدين أو تعاليمه، ولكن على ما يبدو تنمو هذه الظاهرة في تربة من الشعور بأمان أبدي وأفضلية بشرية تجعل من التدين وسيلة تبرير للكثير من الأفعال اللاأخلاقية. فالإنسان المتدين، أياً كان دينه، ينغمس في شعور بوصوله للحق المطلق وباعتلائه منصة الأفضلية بين أنواع البشر، هذا بالاضافة إلى ضمانه الجنة الأبدية بعد الموت، أياً كانت أخطاؤه طالما هو استمسك «بدين الحق» كما يعتقده ويراه، كل ذلك يزوده بشعور بأمان يسمح له بإطلاق وحش رغباته. تلاحظ هذه الظاهرة بقوة في مجتمعات الأديان الحديثة بشكل أكبر، فأوروبا المسيحية، إبان القرون المظلمة والوسطى، انغمست في حياة لا أخلاقية وانتهاكات بشرية وظلم وقتل واستبداد ارتكازاً على حماية الكنيسة وغفرانها للذنوب، وأحياناً كثيرة غالبة انطلاقاً من تعاليمها. وكذا فعلت اليهودية في مجتمعاتها التي أعلت الفرد اليهودي وأعلنته «مختاراً» بين البشرية، فمهما كثرت أخطائه وعلا استبداده، ستأتيه المغفرة وسينال رحمة وثواباً أبدياً.
لم يختلف تأثير الأسلمة كثيراً على مجتمعاتنا التي يعيش أفرادها تحت مفهوم «خير أمة» والتي مهما نال أفرادها من عقوبات فإن مصيرهم الجنة الأبدية طالماً هم على دين الإسلام. ترتخي العضلات الأخلاقية للأفراد بإهمالهم تحريكها وترييضها اعتماداً على تدين يعفيهم من التفكير والحكم على الأمور ويضعهم في دائرة أمان أبدية تضمن توفيق الخالق لهم دنيوياً وإثابته أخروياً طالما هم على هذا الدين، وكأن العضوية في حد ذاتها تصرف أخلاقي يكفي للحماية والإثابة.
هذا الشعور بالحماية والاستعلاء يصنع حاجزاً بين الناس والتفكير والتدبر والشعور بالمسؤولية تجـــاه أفعالهم، دافعاً بهم للإساءة ثم تقصي التــوبـــة المضـــمونة أو أحياناً لإيجاد تبريرات ومخـــــارج لهذه التصرفات من خلال فتاوى مفصلة على مقـــاس الرغبة تضع ضمير الإنســان في الثلاجة وتمنحه هذا الشعور البارد بالأمن والراحة إبان ارتكاب الخطأ الأخلاقي الذي لا يحتمل تبريراً أو منطقاً.
حضرتني هذه الأفكار في أكثر من موقف مؤخراً، آخرها كان وأنا أناقش إحدى الصديقات حول الانتخابات القادمة، حيث أعلنت الصديقة يأسها من أي اصلاح حقيقي في العالم العربي برمته، وبالتالي توجهها لتأييد وترشيح قريب لها هي غير مقتنعة بصلاحيته ولكنها مؤمنة بخدماته وفعاليته في تيسير أمورها الشخصية. سألتها: بعيداً عن أي كلام فلسفي حول المبادئ والأخلاق، ألا تخافين؟ قالت متفاجئة: مم؟ قلت من الله، ألا تؤمنين به وبجنته وناره، أليس هذا التصويت مخالفاً للأخلاق ويستوجب غضبه؟ وكأن الفكرة أتت من مكان بعيد غريب لم تجبه هي من قبل، قالت: الله أعلم بظروفنا وبمعاناتنا ويغفر لنا. حوار مشابه تم مع طالبة متدينة، تحرص على حجابها وفروضها، تناقش كثيراً وبإخلاص وقدرة رائعين في الفصل دفاعاً عن الدين بكل جوانبه، ولكن عندما تغيبت عن الدرس، أخبرتني أن والدها يستطيع استخراج عذر طبي لها من مستوصف المنطقة، سألتها: أليس هذا حرام يتناقض تدينك؟ نظرت في مبحلقة وكأن الفكرة لم تحضرها من قبل وساد صمت لم يكن من عادتها.
فاصل غريب يرتفع عالياً بين ادعاء التدين وبين ممارسات الناس لحياتهم اليومية، ولربما هو هذا الإدعاء الذي يشكل هذه الحياة اليومية. فجأة تنفصل حياتهم عن كل المثاليات التي يبشرون بها، الصدق، الأمانة، التساوي بين البشر، وغيرها، حيث تجدها جميعاً تنتهك وبشكل يومي وطبيعي ورقراق وكأن هذا النفاق الحياتي جزء طبيعي ومتوقع لا يتجزأ من الحياة اليومية.
لست أرمي هنا للمثاليات وللحديث عن المبادئ، ولكنني في الواقع أسائل نقطة منطقية تماماً وأنانية تماماً، فالإيمان بوجود إلهي وثواب وعقاب تحت مظلة أي دين كان، يستوجب خوفاً من الخطأ والإساءة، على الأقل تجنباً لعقوبة دنيوية أو لحرق أخروي، كما هو متوقع في الأديان الحديثة، إلا أننا نرى أن التدين يدفع بأصحابه، على عكس المنطق، إلى استمراء الخطأ والاستهانة بالإساءة بل أحياناً تبريرها، من خلال شعور بأمان مطلق وأفضلية خارقة بالإضافة إلى التوافر المستمر للتبريرات والفتاوى والمخارج الدينية التي تمكن الإنسان من أغراضه.
إنها التركيبة البيولوجية والنفسية العجيبة للإنسان التي تمكنه من الالتفاف حول كل منطق واضح لتحقيق أغراضه واشباع أنانيته، وتلك تركيبة يتطلب إصلاحها ثورة فكرية أقرب للثورة الغربية في تقييمها للدين الذي أصبح في غير مأمن من منافسة المنطق والأخلاق الوضعية، لم تعد للدين السلطة المطلقة التي يمكنه من خلالها دحض المنطق ومعاندة المبدأ والتفكير السليم، أصبح لزاماً على الدين تبرير تعاليمه وتفسير مواقفه والرضوخ في أحايين كثيرة للمنطق وللعلم وللضمير الانساني. طريق طويل وشاق شقته أوروبا في ألف سنة، أما نحن، فلربما علينا أن نحسبها بالسنة الضوئية.
الدين هو الأخلاق ولا دين بدون أخلاق
وكان مدح الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم وانك لعلى خلق عظيم
الانسان المتدين أفضل أخلاقا من غيره بسبب خوفه من غضب الله
أما الانسان الذي ظاهره التدين وداخله شيئ آخر فهذا المنافق
وكلنا خطاء يا دكتور ابتهال وخير الخطائيين التوابون
أهم شيئ بالأخلاق هو الصدق – اللهم اجعلنا دوما من الصادقين
ولا حول ولا قوة الا بالله
تعليقا على خاتمة المقال ,الأمر أسهل لدى المسيحيين , لايخافون لا من عذاب جهنم ولايفرحون حتى بالذهاب للجنة , ليس لديهم لاجنة ولاجهنم , إما السماء أو البقاء في الأرض فهو في حد ذاته عقوبة لكن ليست كنار جهنم التي يخشاها الكثيرون, تسأل بعض الشباب المسلم , لماذا أنت متدين يرد عليك, واجب ” كي لا أذهب لجهنم ” لذلك أظن العقل والتفكير السليم سيظل في قاعة الإنتظار لزمن طويل.
د. الخطيب بعد التحية، هذا مقال فيه كم هائل من المغالطات اولا لا يمكن فصل الاخلاق عن الدين ، فالاخلاق جزء من الدين ولقد خاطب الله سيدنا محمد الذي هو قدوة المسلمين ( وانك لعلى خلق عظيم) واني وددت لو ان الكاتبة لم تخلط الاديان ببعضها واضعة كل الاديان في كفة والعلم واللادينية في الكفة الاخرى، هذا خطأ لا يقبله المنطق ولا اسلوب البحث العلمي الدقيق، فلا يمكن مقارنة الاديان السماوية الثلاث وتعاليمها مثلا باديان بشرية يعبد فيها البقر، كما لا يمكن مقارنة الاسلام والقران الذي حفظه الله من التحريف بالديانة المسيحية، فماذا كان العرب قبل الاسلام، غير قبائل متناحرة متقاتلة، وكيف اصبح حالهم بعدما اصبحوا مسلمين؟ هذا هو السؤال الكبير! كان العرب يوئدون البنات، يورثون النساء كالمتاع ويحاربون بعضهم البعض اربعين عاما من اجل ناقة او شاة، اي نعم كان لديهم اخلاق ولكنها لم تصل الى مستوى منظومة اخلاقية متكاملة كالتي جاء بها الاسلام. فحديث الرسول بهذا الصدد مشهور وهو، انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ،فاتى الاسلام ووحدهم تحت راية واحدة وتحت اعظم شعار اخلاقي ، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار! ومن ثم انشأ امبراطورية اسلامية كبرى هيمنت على العالم وحكمته قبل كل شيء بالعلم والاخلاق وساهمت في الحضارة الانسانية واصبحت بغداد ودمشق حاضرتا العالم، فلو لم يأت الاسلام بهذه المنظومة العلمية الاخلاقية والفكرية لبقي العرب كما هم قبائل متناحرة تعيش عبيدا تارة للروم وتارة للفرس. لا يمكن للقوانين وحدها ان تنظم حياة البشر، فدون وازع ايماني لا يمكن الا ما ندر ان يسلم مثلا شخص وجد محفظة فيها مبلغ كبير من المال الى قسم شرطة، ولكنه ان كان مؤمنا ويعلم انه سيحاسب وان هذا عمل غير اخلاقي فسيسلمها، ولا تتحدثي لي عن ما يسمى بالضمير لانه لا يمكن فصل هذه الكلمة بتاتا عن الشعور بالتدين وهناك فرق كبير بينها وبين احترام القوانين. ولان الكاتبة تبدو مبهورة بما حققته اوروبا فساعطيها مثالا صادما، تمنع المانيا ممارسة الجنس مع القاصرين، فماذا يفعل المهووسون جنسيا، يطيرون الى تايلاند ويفعلون ذلك، فهل اختلفت القيم الاخلاقية التي طورها العقل الاوروبي فيضطر نفس الشخص للسفر لفعل ما يريد ام ان الرادع فقط هو الخوف من قوانين دنيويية دون الاكتراث للاخلاق. فهل سيقوم متدين وانا اعني متدين حق بفعل هذا، بالتأكيد لا لانه يعتقد ان الفكرة نفسها غير اخلاقية وانه سيعاقب عليها في الحياة الاخرى حتى لو افلت من العقوبة في الدنيا فلن يفعلها!!
ان الغاء اوروبا للدين وتحييده، كان بسبب تصرفات الكنيسة وتجاوزاتها في لعصور الوسطى وهذه الاخيرة كانت تصرفات ذات اهداف لها علاقة بالمال والسلطة اكثر من الدين والاخلاق فاصدرت الكنيسة صكوك الغفران، وهذه الاخطاء الفادحة التي قام بها رجال الدين، ليس لها علاقة بالديانة المسيحية وبالاخلاقيات التي جاءت بها، بقدر ما لها من علاقة بتصرفات اناس استغلوا الدين لماربهم باسم الله، وهذا فرق جوهري وهام. ولهذا لم يقدس الاسلام الاشخاص كما فعلت المسيحية حتى لا يخرجوا عن قوانينه والمنظومة الاخلاقية التي جاء بها . ان كبار مفكري اوروبا الان يعترفون ان اوروبا تواجه معضلة كبرى بسبب غياب القيم الروحية في مجتمعات سيطرت فيها الماديات على الحياة، وهذه معضلة كبرى حسب رأيهم ستكون السبب الرئيس في افول نجمهم.
اتمنى النشر من القدس الحبيبة وشكرا لكم
يقول ابن القيم الجوزيه ” من كان احسن منك خلقا كان احسن منك دينا ” والله سبحانه يقول ” انزلناه دينا قيما ” أي ان لب الدين هو منظومة الاخلاق ويقول سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام ” انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ” .
يقول العلامه سلمان العودهً ” العبادات ليست مقصودة لذاتها بل هي المولد الذيً يساعد المرء للحفاظً على ما جاء به الاسلام من قيم واخلاق ولهذاً جاء فيً احاديث كثيره انه لا اعتبار لاي عبادة ما لم تؤدي غرضها التي فرضت من اجله ” ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر ” والحديث ” من لم تنته صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ”
ان الانسان لا يستطيع الا ان يعيشً متصالحا مع نفسه فلا بد ان يبحث عن مبرر لاي عمل يقوم به ولهذا يستغل بعضً الافكار التي لا تمت للدين بصلة املا في أن يجد ما يبرر ما زين له الشيطان من سوء عمل
اتفق مع الكاتبة ان كثيرا من افعال اامسلمين اليوم هي مناقضة بل مصادمة للدين والتدين اﻻسلامي الحقيقي ﻻ المذهبي وهو مما دخل على اﻻمة اﻻسلامية من اﻻمم والديانات اﻻخرى.
وان اول من ادخل مثل هذا المعتقد المتناقض بين اﻻيمان والعمل هو اﻻستبداد السياسي في العهد اﻻموي وهو ما عرف “باﻻرجاء” وكان يقال اﻻرجاء دين الملوك لتبرئة الحكام مما يفعلونه من منكرات في حق أنفسهم ومن جرائم في حق خصومهم ثم مع مرور اﻻزمان وتصدر اهل الحديث المشهد الديني والسياسي عمت مثل هذه البلوى الجميع فشاعت عقيدة من قال ﻻاله اﻻ الله دخل الجنة وان فعل من الموبقات ما فعل ما دام يلوك الشهادتين بلسانه وكذلك عقيدة شفاعتي ﻻهل الكبائر من امتي وكأن من اراد ان يحضى بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ان بتقرب اليه بالكبائر ثم لما راى علماء اﻻسلام المذهبي ان هناك تناقض بين تلك العقائد وبين ايات القرآن الكريم ادخلوا عقيدة اخرى يكون فيها النجاة لمن يخالف فعله قوله وعمله ايمانه، أسموها التطهير واصحابها الجهنميون وهي عقيدة العذاب المؤقت لفترة محددة ثم يخرج هؤﻻء الجنهميون من النار حتى اذا رئاهم اﻻنبياء والصالحون تمنوا لو كانوا مثلهم في الدنيا وهي عقيدة يهودية حكاها الله في كتابه العزيز “وقالوا لن تمسنا النار اﻻ اياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا بعملون”
لذلك عندما تنتشر في المسلمين مثل هذه العقائد التي ﻻتربط اﻻيمان بالعمل وترى انه ﻻيضر مع اﻻيمان معصية، فتوقع كل شي من استبداد الحكام وظلمهم وشيوع الفواحش ماظهر منها ومابطن وانتشار اﻻرهاب بسفك الدماء البريئة واكل اموال الناس بالباطل وغيرها من المنكرات التي شاعت في المسلمين حتى لو دخل اليهود والنصارى جحر ضب لدخلناه معهم.
* ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) صدقت يا حبيب الله يا رسول الله
( صلى الله عليك وسلم ) .
* المشكلة ليس في ( الدين ) ولا تعاليم الدين فهي واضحة
كالشمس الساطعة ظهرا .
* المشكلة في العقول الخربانة والقلوب ( السوداء ) والعياذ بالله .
* عندما تقوم (داعش ) بقطع رؤوس خلق الله وتفتخر بذلك أمام ( الإعلام )
ويصيح الداعشي ( الله أكبر) ويقطع الرأس الذي أمامه !!!
وكأنه يذبح خروف العيد فهذا للأسف ( لا أخلاق ولا دين ) بل همجية
وإجرام بامتياز .
* المفروض تعاليم الدين : تقود الإنسان الى الخير والسلوك السليم
واحترام الآخرين والعيش بسلام وليس العكس .
شكرا والشكر موصول للأخت الكاتبة .
اخي سامح … د ابتهال لا تتكلم عن الدواعش بالمفهوم الحرفي كما قرأته … هنالك داعشية فكرية و فاشية ذهنية متأصلة في الكثير من تصرفات الأفراد و المؤسسات … مثلا عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة في بعض الدول بحجة الدين تأصَّل التفرقة العنصرية …
استغلال بعض الجنسيات في العمالة الرخيصة و في نفس الوقت توظيف جنسيات اخرى برواتب خيالية علما انها بنفس الكفاءة ؟
السؤال المهم : لماذا تطبيق الدين الصحيح لم يمنع خروج داعش و أخواتها… لماذا المجتمعات المتدينة غالبا ما تفشل في النهوض الاقتصادي و المساهمة في المجهود الإنساني….
أين يقف ضمير المتدين من هذه الأفعال و كيف له ان يبررها ….
ما تفضلت به د ابتهال واقع أليم … مسلمون يستعبدون شعوب اخرى فقيرة بحجة تأمين فرص عمل لهم …
يسننون قوانيين عنصرية و قوانين رق فيها امتهان لكرامة الانسان الذي كما يقولون سيجتمعون معه في نفس المكان يوم القيامة …
المآساة السورية و الفلسطينية هي اكبر إثبات اننا نحن المسلميين لدينا انفصام فكري و اخلاقي … حكومات مؤمنة تتفنن في سن قوانين و إجراءات لمنع الاجئين من العمل والحياة و حتى التنفس ، باستثناء تركيا الى حد ما… بينما دول الكفر (طبعا كما يحلو لنا ان نسميها) تتفانى في تغير قوانينها و نوروض شعوبها لاستيعاب و توطين الاجئين عرب كانوا ام عجم … بيض كانوا ام سود ….
نحن الكفار اخلاقيا و هم المؤمنون ….
السؤال : هل المشكلة في البشر ام في الدين كفكر و منهج في الحياة؟ نريد اجابات … مللت من تبرير ان المشكلة هي في المتدينين الذين لا يطبقون الدين الصحيح … لماذا كلنا لا نستطيع ان نطبق الدين الصحيح ؟ لماذا نستطيع تطبيق قوانيين وضعية مدنية و لكن ليس الدين؟
شكرًا ابتهال
اخي العزيز محمد العربي، لا تقل مسلمون يسنون قوانين يستعبدون فيه شعوب اخرى، بل من الافضل ان تقل حكومات دكتاتورية تسن قوانين، فرنسا تستعبد ايضا البشر خارج ارضها ويميز ضد الاجانب عنصريا على ارضها؟ سيدي المشكلة هي في حكومات دكتاتورية مستبدة ساهمت في اجهال الشعوب وذات تبعية للغرب الذي يعلم ان تطبيق المسلمين للاسلام الحق، هو افول عملي لاكذوبة الحضارة الغربية التي لم تبنى يوما على اخلاق، وما الحربيين العالميتين عنا ببعيد.فالاسلام عبارة عن قوانين ومبادئ سهلة التطبيق لو اريد تطبيقها ولكن اجتمعت مصالح الحكام المسلمين مع العقلية الاستعمارية التي لم ينتهي تأثيرها على العالم العربي مع الجهل الناشئ عن الاستبداد فأدى الى ما نراه. فالاسلام وقوانينه سهلة وما الضير ان تستنبط قوانين مدنية سهلة من روح الاسلام دون ان تخالف مبادئه؟؟؟؟
الأخ المحترم رياض- المانيا.
هل لك أن تعدد لنا أخلاق القوانين الإسلامية وتقارنها بأخلاق القوانين الوضعية ( أخلاق دينية , مقابل أخلاق بشرية ). أخلاق ديمقراطية مقارنة بأخلاق الحسنة والسيئة ؟
أظن الأخلاق ليست فقط تغطية رأس المرأة وماشابه, الأخلاق ,حسن السيرة والمعاملة, الأخلاق حقوق المرأة في نصيبها من إرث أبويها كاملا دون نقصان وليس تفضيل أخيها الذكر عنا, الأخلاق إعطاء المرأة قيمة بشر كاملة تتكلم وتناقش ولا تجبر على الجمعاع ضد رغبتها لأن الزوج المكرم المفضل يحب ذلك, الحضارة والتقدم أنواع ولاعلاقة لها بالدين إطلاقا , الحضارة الإسلامية القديمة لم تكن تجعل من الدين مطية كي تبني وتعمر مايشهد عليها حتى اليوم في الأندلس مثلا كان الدين حاضرا لكن في الكواليس, الفلاسفة العرب القدامى وعلماء الطب كان منهم من كانت له نظرة مغايرة تماما. الدين اليوم صارا متصدرا في كل شيء ولأي شيء.
الدين اليوم أصبح تجارة مربحة جدا جدا, لا في الميدان السياسي والحربي ولا في الدعاية وترك بصمات دول بعينها تتسارع في بناء مساجد ضخمة في أوروبا. إبان حقبة القذافي كان الصراع بينه وبين السعودية في التسابق لبناء المساجد في أوروبا, كل حسب رغبته وغايته في نشر دعايته إما للسياسته وكتابه الأخضر وإما لنشر مذهب معين متشدد.
ليعبد المتعبدون لكن الإنتباه واجب كي لايستغل المرء باسم الدين.
السيد عبد الكريم: بعد التحية
انا لا ادافع عن من يستغل الدين لاهداف شخصية ابدا، انا اقول ان الله الذي خلق البشر يعلم الافضل لهم فوضع لهم مبادئ عامة لنسميها الشريعة او الدستور وعليهم ان يستنبطوا منها القوانين. لا استطيع هنا الدخول في التفاصيل فالموضوع يطول ولكن ساقرب لك الفكرة بمقاصد الشريعة وهي حفظ المال، حفظ الدين وحفظ النسل والعرض او الاخلاق، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن ان يستنبط قوانين لحفظ ما سبق ذكره . اما بخصوص حقوق المرأة فلا ادري هل انت ملم او قرأت عن هذه الحقوق التي لو طبقت لانقذت المرأة في الغرب والشرق من الامتهان؟ نحن هنا نتحدث عن الاسلام والمبادئ ولا نتحدث عن اشخاص يطبقونها على اهوائهم والفرق كبير. ولانك اوردت موضوع الميراث اقول لك، ان الاسلام الذي اعطى للمرأة نصف ما اعطاه للرجل في الميراث لم يجيرها على اعالة الاسرة والعمل في المقابل وان عملت فهذا مالها وليست مجبرة على انفاقه على الاسرة الا اذا هي ارادت، فكيف لا تكون قد انصفت؟ وانا هنا لاحظت في المانيا ان العديد من الرجال يتركن زوجاتهن بمجرد ان تصبح عاطلة عن العمل لانه ينتظر منها ان تنفق كما ينفق، فهل خلقت المرأة فقط لتعمل؟ وكيف توائم بين ذلك كواجب وبين الحمل والرضاعة وغير ذلك، اليس هذا ظلما؟ باختصار للمرأة حرية ولكنها غير مطلقة وللرجل حرية ولكنها غير مطلقة فحرية الفرد تنتهي عندما تتعدى على حرية الاخرين. حتى حرية الاعتقاد كفلها الاسلام على مبدأ لكم دينكم ولي دين. واخير اقول لك،( ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعتدلوا، اعدلو هو اقسط للتقوى). والسلام
تصحيح: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
Posted January 30, 2015 at 6:04 AM
ما تفضلت به د ابتهال واقع أليم … مسلمون يستعبدون شعوب اخرى فقيرة بحجة تأمين فرص عمل لهم
المآساة السورية و الفلسطينية هي اكبر إثبات اننا بعض دول المؤمنة لديها انفصام فكري و اخلاقي … حكومات مؤمنة تتفنن في سن قوانين و إجراءات لمنع الاجئين من العمل والحياة و حتى التنفس ، باستثناء تركيا الى حد ما… بينما دول الكفر (طبعا كما يحلو لنا ان نسميها) تتفانى في تغير قوانينها و تهيئ شعوبها لاستيعاب و توطين الاجئين عرب كانوا ام عجم … بيض كانوا ام سود ….
المؤمنين هم الكفار اخلاقيا و للأسف نرى الملحدين هم أخلاقيا المؤمنون …
السؤال : هل المشكلة في البشر ام في الدين كفكر و منهج في الحياة؟ نريد اجابات … مللت من تبرير ان المشكلة هي في المتدينين الذين لا يطبقون الدين الصحيح … لماذا كلنا لا نستطيع ان نطبق الدين الصحيح ؟ لماذا نستطيع تطبيق قوانيين وضعية مدنية و لكن ليس الدين؟
شكرًا ابتهال
تحية بغد غياب لقدسنا الغالية؛ وسلامي لأخوتي المعلقين؛ د.إبتهال في مقالك اليوم خلط او مغالطة! ربط الدين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بالنسبة لنا نحن كمسلمين؛ وبممارسات المنتمين للدين الإسلامي
فيه خطأ جسيم؛ ونماذج المتدينين الذين لا يعرفون روح إسلامهم ومغزی خلقهم ووجودهم علی وجه الأرض ؛ وأخذو الإسلام وراثة ؛ ليسوا هم من نضرب بهم الأمثلة؛ وهؤلاء للأسف كثر للأسف؛ فقد انتشرت مظاهر التدين في الشكل فقط وبعض العبادات ؛ وبقي الجوهر والمغزی من رسالة محمد”صلی الله عليه وسلم”بعيدا علی ارواحهم وعقولهم ؛ وهو ماجعل الدين يبدوا للبعض الذي لا يعرف او لايؤمن برسالة الإسلام ؛ يلصق الشواءب به لا بمعتنقيه.
إن عوامل “التعرية”اذا جاز التعبير التي اصابت المسلمين في القرون الماضية خاصة القرنين الأخيرين الی يومنا ؛من ظلم واستبداد وقهروتجهيل ؛ و الإستدمار الذي أكمل مهمة السحق.غيرت في نفوس المسلمين الكثير ؛ وعكست صورة سيئة عنهم؛ لكن العقلاء والمتأملين يعرفون الفرق جيدا بين النص وبين ممارسته.
ودمتم بخير.
مقال رائع و بعض التعليقات لم تفهم لب الموضوع.و قد قيل” رب معصية أورثت ذلا و انكسارا خير من عبادة أورثت عزا و استكبارا”
ألم يقل الله عز و جل فى سورة الكهف ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا اللذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ” صدق الله العظيم