عضوية البرلمان تجلب معها العز والأبهة والنغنغة… وارتفاع أسعار كل السلع والمواد الخام المستوردة

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» أبرز ما حملته صحف يومي السبت والأحد كان عن حركة المحافظين المتوقعة، وشملت سبعة عشر محافظا، ليس من بينهم محافظ القاهرة جلال السعيد، وقد أدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي واجتمع بهم وطلب منهم الاهتمام بإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل في محافظاتهم.
كما بدأ أمس فتح باب التقدم للترشح لانتخابات مجلس النواب وأبرزهم كان رجل الأعمال ومحتكر إنتاج الحديد وأمين تنظيم الحزب الوطني السابق أحمد عز، الذي أثار ضجة واستنكارا، بينما أكد البعض أن هذا حقه الدستوري ما دام لا يوجد مانع قانوني أمامه، ولا تزال الخلافات قائـــمة بــــين الكــتل والأحزاب السياسية على إعداد قائمة موحدة. والجدير بالذكر أن عدد من سيتم انتخابهم بنظام القـــوائم يبلغ مئــــة وعشـــرين موزعين على أربع قوائـــم على مستوى الجمهورية، وحدد الدستور نسبا فيها للمرأة والأقباط وذوي الاحتياجات الخاصة والشباب والعمال، بينما سيكون هناك أربعمئة وعشرون مقعدا دوائر فـــردية وسبعة وعشرون يعينهم رئيس الجمهورية.
ومن الأخبار المهمة أيضا بالنسبة للأغلبية انتهاء إجازة نصف السنة بالنسبة للجامعات والمدارس، وبدء زيارة الرئيس الروسي بوتين لمصر اليوم الاثنين. ومواصلة قوات النخبة من الجيشين الثاني والثالث بقيادة الفريق أسامة عسكر لمنطقة شرق قناة السويس عملياتها المتلاحقة ضد الإرهابيين، والإعلان عن قتلها أكثر من أربعين في يومين والإعلان عن اكتشاف مركز اتصالات متطور.
وواصلت الصحف الاهتمام بالانخفاض الجديد في سعر الدولار أمام الجنيه بعد الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي وأدت إلى رفعه والتضييق على شركات الصرافة وارتفاع أسعار كل السلع والمواد الخام المستوردة.
وإلى شيء من أشياء عديدة لدينا….

اللهم أنقذ الإسلام من أفعال
مسلمي القرن الواحد والعشرين

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها تنظيم «داعش» بحرق الطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة، التي نفخت في معارك كادت نيرانها تهدأ وأشعلت غيرها، فقد اشتدت الهجمات ضد الإمام البخاري وابن تيمية، وتجددت كذلك ضد ما ورد في كتب التراث من فتاوى وأحكام اعتبر البعض أنها تحرض على العنف والتكفير، وعلى ما يتم تدريسه من كتب لطلاب معاهد وكليات الأزهر، خاصة أن «داعش» أصدر فتوى عن حرق الطيار المسكين ونسبها لسيدنا أبو بكر «رضي الله عنه وأرضاه». لدرجة أن زميلنا في «اليوم السابع» عبد الفتاح عبد المنعم صاح يوم الخميس من شدة الغضب: «اللهم أننا نلعن فعل «داعش» بحرق مسلم حتى لو فعلها سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا علي ابن أبي طالب، وحتى لو أفتى ابن تيمية بحرق مسلم، فإننا أبرياء من فعل هؤلاء جميعا.. اللهم ندعوك بإنقاذ الإسلام من أفعال مسلمي القرن الواحد والعشرين وتنظيماتهم الإرهابية.. اللهم أهلك من يسيء إلى دينك السمح الوسطي المتسامح.. اللهم أهلك من حرق ومن أفتى ومن حكم بحرق عبدك الطيار الأردني معاذ الكساسبة.. اللهم أهلك خليفة التنظيم الإرهابي «داعش» في دار الدنيا والآخرة، ليس بجرم ذبح وحرق الأسري المسالمين، ولكن بذنب أعظم وهو تشويه صورة الإسلام.
العقوبة الوحيدة لهم هي تطبيق فتوى الأزهر عليهم وهي «يجب قتلهم وصلبهم وقطع أيديهم وأرجلهم تنفيذا لعقوبة المفسدين في الأرض».

«داعش» يبرر أفعاله بالاستناد
إلى بعض الآيات والأحاديث

وفي العدد نفسه كان رأي زميله محمد الدسوقي رشدي هو: «لعب أهل «داعش» في تأويلات بعض الآيات والأحاديث والقصص النبوية لإجازة تجارة الرقيق وسبي النساء في العراق، وذبح المخالفين لهم في أرض سوريا والموصل، والآن ها هم يلجأون للكتب نفسها ويستخلصون من بين سطورها قصصا عن سيدنا أبو بكر وعدد من الصحابة للتأكيد على أن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة أمر شرعي وديني.
مع ظهور هذه الآيات والأحاديث وقصص السيرة، التي لا ينكرها شيوخ الاعتدال الإسلامي، ويتخاذلون عن تنقيتها أو ردها أو الحسم في تكذيبها، يصبح من الطبيعي جدا أن تظهر الرسوم المسيئة وأن يتعجب الغرب من استنكار المسلمين لها، وهي مستوحاة من الكتب التي يقول البعض إنها مقدسة ولا يجوز الاقتراب منها بالنقد والتفنيد والتنقية».

بيع النساء أشد فتكا من حرق ألف طيار

ومن «اليوم السابع» إلى «المصري اليوم» وفي اليوم ذاته وقول زميلنا وصديقنا محمد أمين بعد أن وضع يده على المصحف: «أقسم بالله لم أجرؤ على مشاهدة فيديو حرق الضابط المسكين داخل القفص، لم أشاهده ولا أنتوي ذلك.. هاتوا قادة «داعش» واحرقوهم واجعلوهم طعما للغربان. عندكم مخابرات تعرف من يساندهم وتعرف من يمولهم فلا تولولوا.. سكتنا عندما قتلوا الرجال وسكتنا عندما اغتصبوا النساء وباعوهن في سوق الرقيق. فلماذا غضبنا وذهلنا عندما حرقوا الضابط الطيار، مع أن بيع النساء أشد فتكا من حرق ألف طيار؟ كنا نتلذذ بالنكات ونوزعها على «الفيسبوك» و»الواتس آب» نوزع تسعيرة الفتيات والغلمان ثم نضحك ولا نثور، لا تصدقوا بيانات أمريكا ولا تصدقوا إدانات البيت الأبيض.. واشنطن هي التي ترعى الإرهاب، صنعت «داعش» وصنعت قبلها «القاعدة» وانكوت بنارها. اليوم تمثل أنها تحارب فهل تريدون أن نعيش في تمثيلية؟».

الجماعات الإرهابية «فزاعة» بيد بعض الدول الكبرى

وما أن سمع زميلنا وصديقنا في «الأهرام» نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد اسم أمريكا حتى صرخ في اليوم نفسه قائلا: «نعرف جميعا أن الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في رغبة بعض الدول الكبرى في الإبقاء على بعض جماعات الإرهاب فزاعة تساعدها على ابتزاز الدول الأخرى، ولهذا السبب تختلق هذه الدول مشكلات مصطنعة تدور معظمها حول تعريف الإرهاب، من دون اعتبار لحق الغالبية العظمى من المجتمع في تحديد الجماعة الإرهابية وتعريفها، خاصة عندما تكون جماعة مسلحة ترتكب جرائم الإرهاب بصورة يومية، يترتب عليها المزيد من الضحايا والخسائر الفادحة، ولان المعايير المزدوجة هي التي تحكم مواقف الدول الكبرى، سوف يظل تعريف الإرهاب ذريعة كاذبة تعوق أي جهد جماعي دولي يستهدف اجتثاث جذور هذه الجماعات».

حديث النهي عن القتل بالحرق صحيح في البخاري

ويوم الجمعة نشرت «المصري اليوم» على صفحتين كاملتين حديثا مع المفتي الدكتور الشيخ شوقي علام أجراه معه زميلنا أحمد البحيري، وأبرز ما جاء فيه قوله عن الفتوى التي أصدرها «داعش» لتبرير حرق الطيار المسكين ودافع عن أبو بكر «رضي الله عنه» وعن البخاري ونفى حكاية حرق فجاءة السلمي: «هذا الفعل إجرام محصن لأن هؤلاء الإرهابيين ضربوا التعاليم الإسلامية ومقاصدها التي تدعو إلى الرحمة وحفظ الأنفس، عرض الحائط. وخالفوا الفطرة الإنسانية السليمة واستندوا في جريمتهم البشعة إلى تفسيرات خاطئة لنصوص أو أقوال ليبرروا فجاجة فعلهم، منها زعمهم أن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق أحرق الفجاءة السلمي حيا، وهذا غير صحيح وساقط وباطل لا سند له، لأن رواية إحراق سيدنا أبو بكر الصديق للفجاءة، رواية باطلة مدار سندها إلى علوان بن داود البجلي، وهو رجل مطعون في روايته. قال الحافظ بن حجر عنه إنه منكر الحديث كما عقب الحافظ نور الدين الهيثمي في «مجمع الزوائد» على هذه الرواية بقوله «هو ضعيف وهذا الأثر مما أنكر عليه». وحديث النهي عن القتل بالحرق صحيح في البخاري ويسوق العلماء أحاديث نبوية في هذا الصدد على صحيح البخاري، وهو أصح كتب السنة على الإطلاق، أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم « قال: « لا تعذبوا بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها».

الحرق المسمار الأخير في نعش «داعش»

ويوم السبت دخل صديقنا الطبيب ناجح إبراهيم المعركة في «الشروق» بقوله: «هتف رسول الله «صلى الله عليه وسلم « مخاطبا الدنيا كلها «إن النار لا يعذب بها إلا الله» ومزمجرا في دعاة الحرائق جميعا «لا تعذبوا بعذاب الله عزوجل»، فقد اختص الله لنفسه دون سواه بالعذاب بالنار وجعله في الآخرة فحسب، ولم يتحه لنبي ولا لولي ولم يفوض أحدا من خلقه فيه.
بل أن صيحته «صلى الله عليه وسلم « ما زالت تدوي في الأفاق «من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة». أما أحمد بن حنبل الذي يتطاول عليه بعض سفهاء اليوم يقول «لا يشوى السمك في النار وهو حي»، وقد كره أكثر علماء السلف حرق الهوام مثل الناموس والبعوض، رغم أذاه، أما أم الدرداء فكانت تنهي عن تحريق البراغيث من باب الشفقة والرحمة رغم أذاها وجواز قتلها، ثم جاء «داعش» ليدشن بحرق الإنسان نفسه في أول سابقة من نوعها، بحرق للطيار الأردني الكساسبة، في قسوة قلب وغياب عقل وغلظة فؤاد، أرى أنه سيطيح بعروش «داعش» كلها ويدق المسمار الأخير في نعشها. والغريب أن بعض كارهي أبو بكر الصديق قفز سريعا من إدانة «داعش» إلى إدانة هذا الصحابي الرقيق واتهامه زورا وبهتانا بأنه أحرق أحد الأسرى، ولا ندري من أين جاء هؤلاء بذلك، هؤلاء لم يعرفوا بعد الصديق الذي اقترح على الرسول «صلى الله عليه وسلم « إطلاق سراح أسري بدر من المشركين الذين عذبوا ونكلوا وحاربوا الرسول والصحابة، لقد قال أبو بكر يومها «يا رسول الله أرى أن تعفو عنهم أو تقبل منهم الفداء» فاستبشر الرسول برأيه وعفا عنهم ورفض رأي عمر الذي كان يري قتلهم».

مهمة التصدي للأكاذيب على
الصحابة متروكة لرجال الدين

وما أن انتهى ناجح حتى هاجم زميلنا في «الوفد» عصام العبيدي في اليوم نفسه زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس مجلس إدارة جريدة «التحرير» بقوله: «إبراهيم عيسى «مفتي الديار الإعلامية» تولي التأصيل الكاذب لجريمتهم والإسناد الوهمي لفعلتهم بأن بحث في الروايات الكاذبة والحكايات الملفقة في التاريخ الإسلامي، ليبرر لهم جريمتهم النكراء، ويدعي كذبا وبهتانا أن سيدنا أبي بكر الصديق أول المبشرين بالجنة والصديق الصدوق لرسولنا الكريم أنه سبق الداعشيين في جريمتهم، وارتكب فعلتهم نفسها بإحراقه الفجاءة السلمي. مهمة التصدي لأكاذيب عيسى وأمثاله متروكة لرجال الدين وقد فعلوا ذلك، وعلى رأسهم دار الإفتاء المصرية والعلامة حبيب الجفري، وقد فضحوا رواية عيسى، بل كشفوا استناده لراو «زوقلي»، يعني بعيدا عن السامعين حرامي وضلالي، هل نترك عيسى يبرر للداعشيين جرائمهم ويحلل لهم أفعالهم، بل يؤصل لإرهابهم حتى لو اضطر للكذب على الصحابة الأجلاء..».
والحقيقة أن عيسى لم يهاجم سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه إنما هاجم ما يروى في بعض كتب التراث ولا يمكن تصديقها.

هناك من يزين للشباب العنف
والصدام واستباحة المحرمات

أما الشيخ عادل نصر، أحد نواب رئيس جمعية الدعوة السلفية فخاض معركة في «الفتح» هاجم فيها دعاة العنف قائلا: «إلى الذين يزينون للشباب الاندفاع إلى العنف والصدام واستباحة المحرمات والإفساد في الأرض بالتحريق والتخريب وسفك الدماء، بزعم الجهاد في سبيل الله، وعدم السكوت عن الباطل فيهيجون مشاعرهم ويستثيرون عواطفهم ويغلفون دعاواهم بغلاف الثورة على الحكام لاسترداد الحقوق والثأر للشهداء فيدفعونهم إلى المهالك ويجلبون عليهم وعلى الأمة أعظم المفاسد. إلى هؤلاء نسوق هذا الكلام النفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية «رحمه الله» الذي يبين فيه خطورة هذه المسالك وما يترتب عليها من مهالك عبر التاريخ «ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان، كما قال تعالى: «فاتقوا الله ما استطعتم». وقال النبي «صلى الله عليه وسلم «: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» (متفق عليه). ويعلمون ان الله تعالى بعث محمدا «صلى الله عليه وسلم « بصلاح العباد في المعاش والمعاد، وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجحوا الراجح منهما، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجحوا فعله، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجحوا تركه، فإن الله بعث رسوله «صلى الله عليه وسلم « بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم، فإما أن يقال: يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره وكما يفعله من يرى السيف فهذا رأي فاسد، فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته وقل من خرج على إمام ذي سلطان، إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير، ولهذا استقر أمر أهل السنة على النبي «صلى الله عليه وسلم « وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين».

الكشف الطبي لمرشحي البرلمان بتسعة آلاف جنيه فقط!

وإلى انتخابات مجلس النواب المقبلة، التي تزداد مساحة الاهتمام بها وتغطيتها في الصحف، بعد أن بدأت وزارة الصحة تتلقى طلبات الكشف الطبي من الراغبين في الترشح. وقال عنهم يوم الأربعاء زميلنا في «الأخبار» خفيف الظل عبد القادر محمد علي:
«لا بأس من إجراء الكشف الطبي على المرشحين لعضوية مجلس الشعب، ما دامت اللجنة العليا للانتخابات ترى أنه يضمن انتخاب برلمان قوي البنية عريض المنكبين، ولكن تحديد تكلفة الكشف بتسعة آلاف جنيه فيه شبهة تعجيز، خاصة إذا كان المرشح على باب الله لا يمارس التهليب إلا إذا كانت اللجنة تقبل تأجيل الدفع إلى ما بعد نجاح النائب وتمتعه بالعضوية، التي تجلب معها العز والأبهة والنغنغة وحصانة تساوي تسعمئة ألف جنيه».

«المرشح اللي ما معهوش ما يلزموش»

لكن زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير «اليوم السابع» أكرم القصاص اقترح كشفا آخر للمرشحين هو: «هناك حقيقة أنه لا يوجد سياسي يقول الحقيقة، وهو أمر يعرفه الناخبون المحترفون، ممن اعتادوا أن يحصلوا على كل مطالبهم مباشرة أثناء الحملات الانتخابية، لعلمهم بأنهم لن يروا المرشح مرة أخرى، إلا في الانتخابات التالية، خاصة أن هناك شبة إجماع على أن المال يلعب دورا في الانتخابات وان «المرشح اللي ما معهوش ما يلزموش». ولم تنته ظاهرة شراء الأصوات او الرشاوى الانتخابية من الحزب الوطني للإخوان ولا تزال القواعد هي نفسها، ولو حدث وتم عرض المرشحين على جهاز كشف الكذب ربما لن تكون هناك إمكانية لترشح عشرة أعشار المرشحين».

أحمد عز يصر على الاستمتاع بنشر الفساد السياسي

ومن بين الأحداث التي أثارت السخونة في أجواء الانتخابات أن رجل الأعمال ومحتكر إنتاج الحديد وأمين تنظيم الحزب الوطني المنحل أحمد عز تقدم هو وزوجته، عضو مجلس الشعب الأسبق، بالتقدم للجنة الكشف الطبي تمهيدا لدخولهما الانتخابات. شاهيناز النجار سيدة الأعمال في دائرة مصر القديمة التي كانت تمثلها ثم بعد زواجها من عز استقالت من المجلس، وهو ما أثار دهشة الكثيرين ومنهم زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس تحرير صحيفة «التحرير» الذي قال يوم السبت: «لم تتم محاكمته على فساده السياسي لقد أراد الرجل أن يستمر في الفساد السياسي ويصر على المشاركة في الانتخابات البرلمانية الحالية بل وشجع الكثير من قيادات الحزب الوطني «المنحل» الذين شاركوا في الفساد والإفساد وخربوا البلاد. وما يفعله عز وتابعوه من الحزب الوطني في إصرارهم على خوض الانتخابات يثبت أنهم ليس عندهم دم وما يفعله عز وتابعوه يثبت أن الشعب المصري كان على حق في الثورة ضد نظام مبارك الذي كان تاجه رجال الأعمال هؤلاء. لم يستمع الرجل إلى نصائح الآخرين، وعلى رأسهم الأستاذ هيكل بالابتعاد عن السياسة ويكتفي بكتابة مذكراته، وربما الاستمتاع بالأموال التي حصل عليها خلال سنوات حكم مبارك، لكن الرجل يصر على الاستمتاع بنشر الفساد السياسي والاستمرار في نشر المال السياسي في الانتخابات».

المشهد المزري القديم كله لم يتغير

وتعرض عز في العدد نفسه من صحيفة «التحرير» إلى هجوم آخر من زميلنا وصديقنا وكيل نقابة الصحافيين جمال فهمي بقوله عنه: «تجاوز الأخ عز الحديدي الاحتكاري مرحلة إرسال الإشارات بأنه عائد من الماضي، لا لينتقم « كما عاد أغلب زملائه في العصابة، وكأنه لا شيء حدث ولا زمن مضى ولا تاريخ انكتب ولا شعب ثار ولا أي حاجة أبدا خالص البتة. الآن صارت الإشاعة البغيضة حقيقة، فقد أنهى بالفعل «الكشف الطبي» اللازم لترشحه في انتخابات يصعب جدا، والبعض يقول مستحيلا، أن يسقط فيها لماذا؟ لأن المشهد المزري القديم كله لم يتغير، لا في أدمغتنا أساسا ولا على أرض الواقع. صورة أحمد عز، الراهنة ليست شريطا آتيا من الماضي للعرض فقط، لكنه إنتاج مادي جديد للظروف والمعطيات والخرائب القديمة التي ثرنا وانتفضنا «مرتين» وشققنا حناجرنا في الشوارع والساحات بالهتاف للخلاص من «زبالتها»، غير أن التلف والعطب الذي أصاب أدمغتنا وعقولنا تحت وطأة البؤس الطويل أعجزنا ومنعنا من فعل أي شيء له قيمة يضمن أن نمشي على الطريق إلى مستقبل مختلف وأجمل وأنظف من زمن «أحمد عز» وباقي عصابة القط الأسود».

الماضي الفاسد والكريه لم يرحل من الأساس

ولا نعرف ماذا يعني جمال بعصابة القط الأسود وأين مقرها، لكن زميلنا في «الوطن» محمد البرغوثي قال في اليوم ذاته : «فجأة استيقظ المصريون بعد ثورتين كبيرتين، على رموز الحزب الوطني المنحل وقد سارعوا إلى مراكز الكشف الطبي على الراغبين في الترشح في الانتخابات البرلمانية، وكان على رأسهم المهندس أحمد عز وزوجته شاهيناز النجار، وبعد ساعات من هذه المفاجأة راحت الصحف والكاميرات تتابع توافد آخرين، كان من أهمهم حسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر الأسبق، الذي كان آخر ظهور له في المشهد السياسي المصري عندما قاد مع الحاجة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة أثناء ثورة يناير/كانون الثاني مظاهرة مضادة للثورة، خرجت من مبنى اتحاد العمال إلى شارع الجلاء، وراحت تتقدم إلى عبد المنعم رياض، قبل أن يتصدى لها الثوار ويرغموا كل المشاركين فيها على الهروب.
والسؤال الآن هل صحيح أن الماضي لن يعود ؟ وهل يصلح هنا الرهان على وعي الناخبين في التصدي لرموز تخريب مصر وإسقاطهم في الانتخابات البرلمانية الحقيقية، أنني قلبت هذا الأمر على كل الوجوه فانتهيت إلى أن الماضي الفاسد والكريه لم يرحل من الأساس، وأن كل رجال هذا الماضي اللعين ما زالوا منتشرين في كل مفاصل الجهاز الإداري للدولة، وأن كل ترسانة القوانين والتشريعات التي أتاحت لرجال المال والأعمال نهب مصر بالقانون ما زالت هي ذاتها القوانين والتشريعات».

ظهور عز بلا مواربة يعني عودة النظام القديم

ومحطتنا الآن في اليوم نفسه ستكون في «المصري اليوم» مع زميلنا وصديقنا حمدي رزق الذي قال والغيظ يكاد يقتله من عز: «صعب كثيرا ان تتقبل الساحة السياسية أحمد عز مجددا.. عز المتهم بإفساد الحياة السياسية، عليه أن يزور مقر الحزب الوطني المحترق على الكورنيش، ويتمعن في رسالة الحريق ويتوقف ويتبين موقع قدميه جيدا، عز ليس شخصا عاديا ولكنه رمزية لنظام سقط، ولابد أن يتوافق مع الأيام ويتفرغ لأعماله، علها تملأ عليه فراغه ويخدم بلده بإتاحة فرص عمل جديدة بتوسعات مضافة إلى مصانعه.
خدنا إيه من السياسة سوى السجن والنومة على البرش ويستولي على غفلة تداخل عز سياسيا في انتخابات مارس/آذار سيشعل في البلد حريقا نحن في غني عنه. ظهور عز بلا مواربة يعني بفجاجة عودة النظام القديم، يعني الكثير مما يقال ولم يتأكد يصير مؤكدا».

عندما صفق أحمد دومة

كُنتُ مع أستاذ لي، عندما جاءتني أخبارُ المؤبدات الأبدية ومعها الغرامات المليونية، لفتيان مازالوا فى أعمار الزهور، نواياهُم أنقى من الحرير، ثُلَّةٌ من الشباب الفقير، جيوبُهم خاويةٌ من الملايين الحلال والحرام، لو كانوا قد سرقوا ما كانت هذه هي نهايتهم، فاللصوصُ- عندنا- لهم كل الاحترام والتقدير. هذا ما بدأ به مقاله الكاتب أنور الهواري في عدد السبت ايضا من «المصري اليوم» ويواصل كلامه قائلا: «أستاذي حافظ على وقاره ورصانته، ولكنه سمح لي بأن أزربن وأبعبع وأمتعض، وكُنتُ- من المكر بما يكفي- لأستبطن ما يخفيه أستاذي من مشاعر الغضب مما سمع من أخبار المؤبدات الخالدة ومعها الغرامات المليونية لهؤلاء الفقراء من الشباب. فلما اطمأننت إلى أن ما يخفيه هو ذاته ما أُبديه، قُلتُ له: في هذه اللحظة، سوف تنطلق علينا المدفعياتُ الثقيلة للإعلام الغربي، وعندها حقٌ حتى لو كانت تريدُ به باطلاً.
انفضَّ المجلسُ وافترقنا وذهب كل منا إلى داره، وعند المساء، وبعد أن دارت رحى الفضائيات، اتصل بي هذا الأستاذ: يشكو القولون، يشكو الانتفاخ، يشكو القرف، يشكو القلق، يسخر من الفضائيات التي علقت- على ما توقعته من انتقاد الإعلام الغربي لنا- بأن هجوم الغرب علينا دليلٌ على أننا نمشي فى الطريق الصحيح، أغلق الفضائيات- التي لم تقصر في محرقة الشهيد الأردني معاذ الكساسبة- وبات يتجافى جنبُه عن مضجعه، حتى أدركه الصباح.
أولاً: عندما صفق أحمد دومة، لم يكن يخرج على النص، لم يكن يقصد الإساءة إلى القضاء، لم يكن يتباهى بنفسه، ناهيك أن يكون قد قصد إغاظة أحد.
ثانياً: عندما صفق أحمد دومة، كان يواصل ما بدأه- هو وغيره من ملايين الشباب في 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران- خاصة أن القطاعات الأوسع من الشباب قررت الانسحاب الجماعي من المشهد بعد 30 يونيو التي شاركوا فيها، ثم انقلبت عليهم.
ثالثاً: عندما صفق أحمد دومة، لم يكن جزءاً من شأن قضائي طارئ، حتى لو كان يختص به شخصياً، ولكنه كان- ولايزال- جزءاً من تحول تاريخي كبير، بدأت بعض فصوله، ولكن فصوله الأكبر لاتزال مطويات في يمين الزمن.
رابعاً: عندما صفق أحمد دومة، كان يقدحُ الأحجار في أكباد الظلام، لعلها تُضيءُ، ولو من وراء ستار، مثلما أضاءت ذات يوم شتوي بارد- 25 يناير- حين اكتشف عددٌ كبيرٌ من الوزراء وكبار رجال الدولة أن أبناءهم وزوجات أبنائهم وأحفادهم وأقاربهم يرفعون الأعلام، ويذهبون- في العصاري- إلى ميدان التحرير، وكان ذلك دأبهم حتى سقط النظام، كان الأبُ في المكتب، وكان الابن في الميدان، هذا ما اكتشفه هؤلاء المحترمون، بعد أن عادوا إلى بيوتهم مع إعلان تخلي مبارك عن السلطة ونقلها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
القصد من كل ما سبق: من الوارد جداً أن يُخطئ الشباب أو يتهور ويندفع وراء حدود المنطق، لكن المؤكد أن كل الشباب، من شارك، ثم انصرف لشأنه، ومن شارك ثم اعتاد العمل الثوري، ومن شارك، ثم انخرط في العمل السياسي، هؤلاء كلهم نزلوا ومعهم نوايا حسنة، نزلوا ومعهم الحق في النزول، نزلوا، فنزل الغيثُ معهم، مصر كانت لابسة في حارة سد: بين رئيس وجب رحيله ولا نعرف كيف يرحل، ووريث وجب منعه ولا نعرف كيف نمنعه…
أقلُّ العدل: مبادرة من السيد رئيس الجمهورية، العفو عن هؤلاء الشباب، إسقاط الغرامات عنهم، واحتواؤهم، وتكريمهم، ورفع كافة أشكال التمييز ضدهم أو تحميلهم مسؤولية ما جرى من فشل بعد الثورتين.
نفسى- فعلاً- نفتح صفحة جديدة مع الشباب، كل الشباب، لن ننجح من دون الشباب، لن يكتمل لنا مسار من دون الشباب.

«ممكن تسجل القنبلة التانية
باسم المدام أو حد من الأولاد..»

عشان لازم نموت مع بعض هذا هو عنوان مقال الكاتب حسام السكري في «الشروق» عدد أمس الأحد يقول فيه: «ألو.. مساء الخير يا أستاذ محمد.. هنا مكتب اشتراكات وزارة النقل.. باكلم حضرتك بخصوص رسالتك.. أيوه بتاعة القنبلة.. زعق شوية الخط مش واضح.. أيوه يافندم حقيقي.. الوزير وعد باشتراك سنة لكل واحد يبلغ عن قنبلة.. لأ الاشتراك ما بياخدش وقت.. بيطلع على طول.. بنبعت لك خبير مفرقعات من الداخلية وبعدها حضرتك تاخد صورتين ورقم الاستمارة اللي هاديهولك لأقرب محطة مترو يعملوه في خمس دقايق.. لأ البطاقة مش مطلوبة.. معظم المبلغين ما معاهمش بطايق ومعالي الوزير لغى الشرط ده تسهيلا على المواطنين الشرفاء..
لحظة اعطي حضرتك الرقم.. خليك معايا على الخط.. يا وديع.. آخر نمرة في الكشف كام؟..
معايا يا أستاذ محمد؟.. رقم حضرتك 4389873.. أيوه يا فندم.. كل دول قبلك في الكشف.. المواطنين الحمد لله متعاونين في التصدى للإرهاب وبلغوا عن عدد كبير جدا من القنابل.. لا يافندم.. ملتزمين بوعد سيادة الوزير مهما كان العدد ومش هنقلل مدة الاشتراك.. سيادته قال سنة تبقى سنة.. لأ.. مش شهر ولا تلات شهور… لو علينا نعملها مدى الحياة..
بتقول إيه؟.. تبلغ عن قنبلتين؟.. طبعا طبعا.. زيادة الخير خيرين.. إحنا نكره؟!.. للأسف لأ.. ما ينفعش تاخد اشتراك سنتين.. بس ممكن تسجل القنبلة التانية باسم المدام أو حد من الأولاد.. أعزب؟.. طب الأخ؟.. معقولة؟ سرق الورث؟.. ربنا يكون في العون.. الأحسن تحتفظ بالقنبلة التانية معاك وتسجلها بعد سنة.. لأ.. قبل اشتراك القنبلة الأولى ما يخلص بيومين واللا حاجة.. آه العرض مستمر.. لا شكر على واجب دي بلدنا وانتو أهلنا يا مصريين.. لأ عادي معظم الناس بيلاقوا أكتر من قنبلة.. وحماس الناس.. لأ بلاش حماس.. حب الناس للوطن بيخليهم يسجلوا القنبلة الأول وبعدين يروحوا يدوروا عليها.. لأ.. الاشتراك ياخدوه بعد ما نبطل مفعول القنبلة.. قرار الوزير واضح.. لازم يكون البلاغ إيجابي…
مكان القنبلة فين؟.. في المطبخ؟.. زرعوهالك في المطبخ؟.. أه فهمت.. لقيتها قدام البيت وجبتها المطبخ.. اوصفهالي حضرتك.. غريبة قوي.. كل المبلغين عندهم الوصف نفسه.. علبتين بلاستك، وشريط لاصق، وبطارية، وشوية أسلاك كهربا ملونة، ومنبه على الجنب.. أيوه يا فندم عارف إنها «بدائية الصنع».. حضرتك متأكد أنها قنبلة مش حركة معمولة تهويش؟.. يا فندم ده سؤال روتيني.. قنبلة فعلا؟.. حضرتك ماسكها دلوقتي؟.. طب شايف المنبه اللي في الجنب؟.. الأسلاك واصله كويس؟..ممكن تتأكد آه.. بس ما تشدش قوي.. فيه سلك ملمس خفيف؟..ممكن مش هيحصل حاجة.. دي بدائية الصنع.. بس بالراحة.. ما تشدش جامد.. لأ بلاش الاحمر.. بأقول الأحمر.. إيه ده؟.. إيه الصوت ده؟ يا ساتر يارب.. يا ساتر.. ألو.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ألو.. ألو..
(يضع السماعة)
يا وديع.. 4389873 خلاص.. شيله من الكشف.. أيون.. إيجابي برضه..
فاضل لنا كام واحد كده؟».

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية