الحسكة ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر إعلامية كردية الاثنين نشر روسيا قوات لها على الحدود التركية بمنطقة عفرين الخاضعة لـ»وحدات الحماية الكردية» في ريف حلب الغربي بحجة منع صدام محتمل بين حلفائها الأكراد وبين القوات التركية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من نشر الولايات المتحدة قواتها على الحدود التركية مع سوريا، لمنع وقوع اشتباكات جديدة بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد، بعدما ما شنت تركيا الأسبوع الماضي غارات جوية ضد المقاتلين الأكراد مدعومين من قبل الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل وتدمير مقرهم.
ويقول الصحافي الكردي مصطفى عبدي: «إن الانتشار الروسي الأخير في عفرين جاء بسبب تصاعد التهديدات التركية وزيادة انتشار العتاد العسكري التركي قبالة عفرين من داخل الحدود التركية بالاضافة لزيادة القصف التركي المدفعي على مواقع وحدات حماية الشعب».
وأضاف لـ»القدس العربي»: «إن الوجود الروسي على الحدود سيساهم في وقف الهجمات التركية، كما حدث في منبج حينما انتشرت هذه القوات في الريف الغربي، ضمن إطار التعاون الذي بدأته وحدات حماية الشعب مع الجانب الروسي بعد الاتفاق على اقامة قاعدة عسكرية روسية في عفرين من أجل التدريب والمساعدة على بناء قوات كردية بهيكلية الجيوش النظامية».
ويعتقد عبدي أن «الانتشار الأمريكي في شرقي الفرات والروسي شرقها سيساهم في ردع التهديدات التركية، فتركيا منذ عامين تقصف القوات الكردية على حدودها وتواصل تصعيدها مع كل حملة تعلنها وحدات الحماية وهذا ليس جديداً»، وفق قوله. من جهته يقول الناشط السياسي درويش خليفة أنه «في الوقت الذي تدعي روسيا رعايتها لعملية وقف إطلاق النار على الجغرافيا السورية تقوم بعمل مستفز لأصدقائها الاتراك وبدون تنسيق مسبق معهم بنشر قوات روسية على الحدود التركية مع عفرين».
وقال: «إن هذا ما يجعل المتابعين للشأن السوري في حالة استغراب مما يحصل، حيث الدعم المباشر من قبل دول تدعي راعيتها للحل السوري وبذات الوقت تعمل على دعم ميليشيا انفصالية».
وتساءل درويش أن «الموفد الدولي لسوريا ديميستورا دائما يذكرنا بوحدة الأراضي السورية، وهنا أقول لمن يدافع عن التواجد الروسي – الأميركي على ارض سوريا، خاصة ذات الغالبية الكردية، لماذا تكيلون بمكيالين عندما تصفون القوات التركية في جرابلس ومحيطها بقوات غازية، بينما ترحبون وتهللون لتواجد الروس والأمريكان في مناطق سوريا أخرى».
يشار إلى أن الصفحة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية أكدت نشر روسيا قواتها البرية على الحدود السورية – التركية بالقرب من مدينة عفرين وذلك لمواجهة التهديدات التركية بشن هجمات ضد وحدات الحماية الكردية المتواجدة في المنطقة، وفق قولها، فيما عمدت القوات الروسية لرفع علم النظام السوري فوق المركز الروسي بقرية كفر جنة، الذي من المرجح حسب تأكيدات مصادر ميدانية عدة ان يتم إرسال قوات تابعة للنظام السوري إليه بعد اعتماده مركزاً للمصالحة بين نظام الأسد وأطراف معارضة أخرى.
عبد الرزاق النبهان