عمان ـ «القدس العربي»: تفعيل الجبهة الجنوبية، عبارة بدأت تثير الكثير من التساؤلات والتكهنات في الأردن بعدما نطق بها وزير الدفاع الأمريكي جون كارتر وبدون تنسيق فعلي مع الجانب الأردني.
في كل الأحوال لا زال البرلماني الأردني العريق سعد هايل السرور يصر على أن الأردنيين مطلوب منهم اليوم «السهر ليلهم الطويل» بكل الأحوال لحماية حدودهم.
في مقاربات الكثير من ساسة الأردن تفعيل الجبهة الجنوبية يعني أن واشنطن في طريقها للتعديل في قواعد اللعبة مع الروس شمالي سوريا فجنوب سوريا يعني الحضور الأمريكي العسكري القوي والأنظمة العسكرية الأمريكية في شمال الأردن وفي جوار حدود الجولان.
جنوب سوريا بكل الأحوال منطقة نفوذ أمريكية خلافا للشمال حيث يوجد روسيا وتركيا والعديد من الأطراف الإقليمية ومشكلة الأكراد المستعصية.
التقنيات في جنوب سوريا عسكريا أمريكية بامتياز حيث الباتريوت الأردني منصوبا في خمسة مواقع تقريبا لحماية الحدود الأردنية وحيث يستعد الجميع في سوريا وجوارها لمواجهة الرئاسة المحتملة لهيلاري كلينتون في السياق والتي يقال أنها ستغير تكتيك التعاطي مع «التفويض» الأمريكي للروس في داخل سوريا.
في كل الأحوال الحديث عن تفعيل الجبهة الجنوبية في سياق مكافحة الإرهاب من الجانب الأمريكي يعني مواجهة الواقع الموضوعي حيث في الجنوب وجود كبير لـ»جبهة النصرة» التي لا يعتبرها الأردن خطرا متصدرا اليوم خلافا لما يسميه وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم «عصابات الدولة».
وحيث فصائل المعارضة المعتدلة التي يدعمهاالنظام الرسمي العربي فيما يرفض التحالف الدولي ودول مشاركة فيه التعاون مع الروس بشأنها خوفا عليها.
التفعيل يعني تبديل الوقائع العملياتية على الأرض والتجاوب مع استقرار تقييم الأردن بأن الضغط العسكري على «الدولة» في الشمال يعني محاولتها تعزيز مواقعها في الجنوب وهو الأمر الذي لا يريد الأردن تحديدا أن يسمح به مهما تطلب الأمر مما يبرر النشاط الأردني المتفاعل خلال الأيام القليلة الماضية لصالح تعزيز العلاقة السياسية والميـدانية مع غـرفة عملـيات التحـالف.
الأردن في حالة اشتباك منذ اعتداء الركبان في الصحراء وسقوط ثمانية ضحايا من الشبان العسكريين الأردنيين وهي حالة تطلبت قرارا من رئيس الأركان مشعل الزبن بإغلاق الحدود واعتبارها عسكرية تماما مع تطبيق قواعد الاشتباك مع كل هدف بشري أو آلي يتحرك بدون تنسيق أو إذن.
حفاظا على حالة الاشتباك المشار إليها يصر الأردن على إقفال العمليات المتعلقة بإغاثة ومساعدة اللاجئين في البرامج الدولية والمدنية عبر الحدود مع سوريا على اعتبار أن القرار «سيادي» وأن أولوية الأردن هي أمنه الحدودي عندما يتعلق الأمر بمساعدة اللاجئين السوريين كما يشرح وزير الاتصال الدكتور محمد مومني.
لكن في الواقع الأردن مشتبك عملياتيا مع تنظيم «الدولة» في عمليات صغيرة واستخبارية وحتى اشتباكية بعيدا عن الأضواء وبدون الإعلان عنها.
مؤخرا قصفت القوات الأردنية منطقة كاملة في محيط نهر اليرموك بالجانب السوري لأغراض ردعية وبصورة شمولية وعنيفة بعد إطلاق رصاصة غامضة عبرت الحدود وأصابت جنديا أردنيا.
قبل ذلك شارك الأردن مباشرة في قصف تجمع لقوات «الدولة» رصد على بعد 80 كيلومترا وعلى نقطة الحدود بين العراق وسوريا من جهة شرق الأردن حيث تمترس أنصار «تنظيم الدولة» في مقار قديمة حدودية وأمطرها الجانب الأردني بالقصف الصاروخي بالتنسيق مع غرفة عمليات التحالف بكل الأحوال.
ثمة حوادث من هذا النوع دوما بالنسبة للأردن، لذلك يبدو الحديث عن تفعيل جبهة الجنوب إقرارا للواقع بالنسبة لعمان الحكومية أكثر من كونه مستجدا عسكريا وإقليميا يتطلب التوقف عنده ولأي سبب فالجبهة الجنوبية ناشطة وفعالة في كل الأحوال وزاد نشاطها وأصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات بمجرد تنفيذ «الدولة» لعملية الركبان ضد بوابات نقاط عسكرية أردنية.