إدلب – «القدس العربي» : تمكن العشرات من الأسرى التابعين لتنظيم «الدولة»، وسجناء آخرون، يوم السبت، من الفرار من سجن «إدلب المركزي»، الذي يخضع جزء منه لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، في مدينة إدلب، شمالي سوريا، ونقلت مصادر محلية عن حكومة «الإنقاذ» قولها «إن هروب عناصر التنظيم، كان من القسم الأمني الذي تسيطر عليه تحرير الشام» الأمر الذي فسره البعض بـ»تواطؤ» قد يخلط الاوراق أمام أي تفاهمات إقليمية لم تستكمل بعد، مما قد يفتح طريق الذرائع لشن عمليات عسكرية من قبل الأطراف التي وضعت المحافظة ضمن أهدافها، وهو ما ظهر في تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال «يجب القضاء على الإرهابيين في إدلب وحل مسألة عودة اللاجئين».
وقال مصدر خاص لـ «القدس العربي»: إن غالبية العناصر الهاربة من سجن إدلب المركزي، يتبعون لتنظيمي «الدولة الإسلامية وجند الأقصى»، وبعض التشكيلات الإسلامية ممن تم إلقاء القبض عليهم خلال الحملات الأمنية التي تقودها هيئة تحرير الشام ضد التنظيم، خلال الأشهر الأخيرة التي شهدت نشاطاً واضحاً لخلايا «داعش» في المحافظة».
ويصعب الحديث عن توثيق دقيق لأعداد الفارين، بسبب تكتم «تحرير الشام» على الحادثة، وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة في هذا الشأن، لكن المصدر قال «إن السجن المركزي، يضم 250 سجين بأقل تقدير، من مختلف التهم، ومن بين الهاربين مؤخراً مجرمون وآخرون متهمون بـ «القتل وتعاطي أو تجارة المخدرات»، وغير ذلك.
وسبق أن هرب 17 عنصراً في تنظيم «الدولة» من سجن يتبع لفيلق الشام بمنطقة جنديرس شمالي حلب، كما هرب قبلها أربعة عناصر للتنظيم في أيار الماضي من سجن للجيش الحر، بينما هرب 35 عنصراً للتنظيم في الشهر ذاته من سجن تابع لـ «جبهة تحرير سوريا» في مدينة بنش في إدلب، شمالي سوريا.
وكالة «سبوتنيك» الروسية، بدورها، نقلت عما سمته «مصادر محلية» يوم الجمعة، بأن «180 سجيناً من إجمالي السجناء البالغ عددهم 700، تمكنوا من الفرار وبينهم نحو 100 من عناصر تنظيم «داعش الإرهابي» (المحظور في روسيا)، إضافة إلى سجناء ينتمون لعدة فصائل مسلحة مثل «جبهة تحرير سوريا» و»جيش الأحرار» وهناك مدنيون تم اعتقالهم لأسباب تتنوع ما بين السرقة والتدخين والزنا وممانعة المكتب الأمني للهيئة، فيما لا تزال قوات «هيئة تحرير الشام» — الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» (المحظور في روسيا)، بتسيير دوريات مكثفة للبحث عن الفارين».
في حين نشرت المعرفات غير الرسمية لهيئة تحرير الشام، صوراً للفارين، تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي، مرجحة «أن يكون هروبهم قد تم بالتواطؤ مع بعض عناصر الهيئة القائمين على السجن».
المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» وهو تشكيل انبثق قبل أيام عن عملية اندماج لخمسة فصائل عسكرية وازنة بالشمال السوري، النقيب ناجي أبو حذيفة، رفض التعليق على الحادثة، وقال لـ «القدس العربي» انه «لا يملك أي معلومات بهذا الخصوص».
فيما رأى الخبير بالعلاقات الدولية، الدكتور باسل الحاج جاسم، لـ «القدس العربي» ان أي تحركات أمنية أو عسكرية من أي جهة كانت داخل إدلب، سيكون لها إرتدادات على مصير المدينة من ناحية إعطاء ذرائع إضافية للأطراف التي وضعت المحافظة ضمن أهدافها العسكرية، وخلط الاوراق أمام أي تفاهمات إقليمية لم تستكمل بعد.
وأضاف، «كل الاحتمالات واردة اليوم في ادلب وسط هذه الفوضى وكثرة المجموعات المسلحة وإختلاف توجهاتها وأهدافها وداعميها، والتي يعتبر الطرف الأضعف هم أبناء البلد من السوريين».
وكانت وكالة «سبوتنيك» نقلت عن مصدر ميداني، قوله «إن الجيش السوري أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من محاور عدة لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، فيما شهدت الأيام القليلة الماضية إرسال الجيش السوري تعزيزات وحشوداً عسكرية إضافية إلى جبهات إدلب المختلفة».
هبة محمد