الحصاد الذي خرج به النقاش الصاخب حول قضية التطبيع والمقاطعة في الصحافة اللبنانية، يبدو هشاً، لأنه بقي في اطار محاكمة النوايا، ولم يصل إلى صلب الموضوع، الذي تجسده حركة مقاطعة إسرائيل الفلسطينية والدولية B.D.S.. فاللقاء الذي شارك في الدعوة إليه «مسرح المدينة» وجريدتا «السفير» و»الأخبار» و»حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان»، (بيروت 10 حزيران/يونيو الجاري) ضد أمين معلوف، أبرز تعريفاً خطيراً للمقاطعة والتطبيع الثقافيين، وهو تعريف يستحق المناقشة، لأنه قد يطيح في رأيي بأفق الدولة الديمقراطية العلمانية، وبالدولة ثنائية القومية، كمشروعين محتملين للنضال الوطني الفلسطيني. كما أنه يطرح أسئلة على استراتيجية المقاطعة، هل هدف المقاطعة عزل إسرائيل دولياً؟ أم أن هذا المقترب الجديد للمقاطعة هو بديل لغياب الاستراتيجية؟
النوايا ليست خارج السياق، خصوصاً وأننا نعيش في المشرق العربي انقساماً حاداً حول المأساة السورية التي تحولت إلى أكبر مأساة عربية. هل يشكل التركيز على مهاجمة الكيان الصهيوني غطاء لحجب دعم الاستبداد؟ ومن جهة أخرى هل يشكل رفض الاستبداد في سوريا وادانته غطاء للنظام العربي الذي تهيمن عليه الدول النفطية؟
مزج فلسطين وقضيتها بهذا النوع من الأسئلة، لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة انهيار المشروع الوطني الفلسطيني في سلطتين لا هدف لهما سوى البقاء في السلطة التي ليست سوى وهم. إلى درجة أفسحت في المجال لقوى شتى للتلاعب بالمسألة الفلسطينية، بهدف استخدامها في سياق الصراع الدموي بين الهمجيات الاصولية والاستبدادية.
المناقشة العقلانية صعبة في هذه الأيام الصعبة، فالى جانب التهميش المتمادي لفلسطين من قبل النظام العربي المهيمَن عليه من قبل الدول النفطية المعنية فقط بـ«الخطر الايراني»! تبرز شعارات مثيرة للقلق عن أن طريق فلسطين تمر على ركام الشعب السوري وفي المدن والبلدات السورية التي صارت اليوم ملعباً وحشياً لصراع الأصوليات في المنطقة، بعدما نجح النظام الاستبدادي في سورية في تدميرها وتجويعها وتهجير سكانها.
كما ان نقاش المسألة يصطدم بصعوبة أخرى، وهي تمادي التيارات الاستسلامية في صفوف السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية في التنسيق مع دولة الاحتلال، وفي التخلي العلني عن الحق الفلسطيني.
اللافت في لقاء «مسرح المدينة» هو بيان «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان»، الذي حدد ثلاث مسائل تتعلق بمبدأ المقاطعة الثقافية، وهي مسائل خلافية يجب التوقف عندها.
ميّز البيان بين الحملة اللبنانية والحملة الفلسطينية الدولية، فقال: «…ولا نقتدي بمعايير حملة بي. دي. أس (الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل) التي تطلب إلى المتضامنين الدوليّين حصرَ مقاطعة إسرائيل «بالمؤسّسات الإسرائيليّة» المتواطئة مع نظام الاضطهاد الاستعماريّ الإسرائيليّ»…
وبعد ذلك تقترح الحملة تبني تعريفها التالي للتطبيع:
«إنّه المشاركة في أيّ نشاطٍ يَجمع بين عربٍ وإسرائيليين ما دامت «إسرائيلُ» قائمةً. وينطبق هذا على كلّ أشكال «التعاون» العلميّ أو المهنيّ أو الفنّيّ أو النسويّ أو الشبابيّ. كما ينطبق على إجراء المقابلات مع وسائل إعلام العدوّ أيًّا كانت لأنّها جزءٌ من آليّة اغتصاب فلسطين. وينطبق أيضًا على النشر في دُور نشرٍ ومواقعَ إلكترونيّةٍ إسرائيليّة. ولا يُستثنى من ذلك أيُّ منبرٍ إسرائيليّ لأنّه، شئنا أمْ أبيْنا، يستفيد من احتلال فلسطين؛ كما لا يُستثنى منه أيُّ فردٍ إسرائيليّ ما لم يتخلّ عن جنسيّته الإسرائيليّة ويعلنْ رفضَه لشرعيّة دولة «إسرائيل.» غير أنّه يُستثنى من ذلك فلسطينيّو مناطق العام 1948، ما لم يروّجْ بعضُهم للتطبيع مع العدو».
نحن هنا أمام اشكالية جديدة، فاستناداً إلى هذا التعريف فالمثقف العربي لا يستطيع الالتقاء بايلان بابه او امنون راز كاركوسكين او ايال سيفان، لكنه يستطيع الالتقاء بايمن عودة وجمال زحالقة شرط ان لا يلتقي بدوف حنين! وإلى آخره… والشرط الذي تضعه الحملة كي تتوقف مقاطعة الإسرائيليين هو تخليهم عن جنسيتهم الإسرائيلية! هذا الاقتراح هو في رأيي كارثة، لأنه يشيطن جميع المثقفين اليهود الإسرائيليين بحيث لا يترك لهم سوى خيار الالتحاق بالمشروع الصهيوني، كما يدمّر صدقية المثقفين اليهود الإسرائيليين المعادين للمشروع الكولونيالي الصهيوني.
من جهة أحرى يدعونا هذا النص إلى عدم ترجمة الكتب العربية إلى العبرية. يطلب منا قراءة الأدب الإسرائيلي من باب «اعرف عدوك»، ويدين ترجمة ادبنا إلى العبرية! هل ترجمة رواياتي إلى العبرية التي ابتدأت بترجمة «باب الشمس»، وترجمة اعمال كنفاني وجبرا وحبيبي ودرويش ومحمد شكري وادوارد سعيد هي تطبيع وتعامل مع الاحتلال؟ أم يجب أن تندرج في باب آخر هو المواجهة الثقافية والمقاومة، خصوصاً وان دار النشر التي كانت تملكها المناضلة اليهودية الإسرائيلية ياعيل ليرير «الأندلس» والتي اختصت بترجمة الأدب الفلسطيني والعربي الى العبرية واجهت حصاراً صهيونياً قاد إلى اغلاقها. الا يخشى دُعاة الحملة في لبنان من تلاقي الأهداف بشكل غير واع بينهم وبين اعدائهم على هذا المستوى؟
وأخيرا تدعونا الحملة اللبنانية إلى مقاطعة وسائل الاعلام الإسرائيلية. هنا لم تميز الحملة بين موقفين وموقعين: موقع الزاحفين لبناء علاقة مع الاحتلال بحثاً عن مجد لا وجود له إلا في خيالهم المُستلب، مثل الافعال التي قام بها الجزائري بو علام صنصال والمصري علي سالم وآخرون شاركوا من على المنصات الصهيونية في جلد الذات العربية ومدح الاحتلال، وبين الحوارات التي اجراها مثقفون مناضلون من أجل الحق الفلسطيني كادوارد سعيد ومحمود درويش، وكان هدفها استخدام المنابر المتاحة من أجل الـتاكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وتحدي الرواية الصهيونية. وكانت مقابلتي مع «هآرتس» في حزيران/يونيوعام 2014 ، مناسبة للبدء في حملة تخبو وتصعد، بحسب الظروف.
هذه الشروط الثلاثة في حاجة إلى مناقشة عميقة، ومن الضروري مشاركة المثقفين الفلسطينيين والعرب فيها، فالهدف من المقاطعة، هو توحيد الصفوف وليس تمزيقها، والتمسك بالمبادئ الأخلاقية والسياسية وليس اخضاعها لخطاب قومي مقفل، وعزل إسرائيل دولياً وليس عزل فلسطين.
المشكلة الكبرى التي سمحت بضياع الوجهة بهذا الشكل هي غياب المرجعية الوطنية الفلسطينية، فبعد تلاشي وزن منظمة التحرير الفلسطينية بسبب اتفاق أوسلو وفشل ما يسمى بعملية السلام، صارت القضية الفلسطينية مستباحة من العديد من القوى والاتجاهات الفكرية الاستسلامية والقومية والدينية التي كانت قد خبت مع صعود الرؤية الديمقراطية العلمانية التي حملتها المنظمة في بدايات بلورة مشروعها الوطني. ولقد قاد هذا الواقع إلى بلبلة سياسية وفكرية لا يمكن الحد من تأثيراتها السلبية والمدمرة الا عبر عمل واع وجماعي يعيد وضع فلسطين على خريطة الحرية، ويفتح الباب أمام استعادة الثقافة لدورها في المساهمة في تأسيس وعي يستشرف ولادة مرحلة جديدة من النضال من اجل تحرير فلسطين.
الياس خوري
الصهاينة كالمنشار يأكلون بجسد الأمة على الطالع والنازل ونحن نستجدي السلام لا سلمنا الله
الجهاد يا أمة الجهاد, لا تركنوا للوعود الزائفة فعدوكم لا يحترم غير القوة
ولا حول ولا قوة الا بالله
ناقصنا وألله هيدا اللي كان ناقصنا
بدك تترجم كتب أعداءك ولشو؟ ما زال كل شي عنهم وكل قصصهم مكتوبة بكل جرائد العالم ومكتوبة حتى بجرائدهم المنصفة العادلة لما تعدُل، لو التاريخ له فمّ لنطق بأعمالهم الكريهة المستبدة بالناس وبأرزاقهم
شو ممكن تتعلم من هيك شعب، غير الإحتلال وإغتصاب الأراضي وجدار الكراهية،
استغنموا جيرانك بالجنوب تخلفنا وبساطتنا وطنشوا العرب كلهم وألعن وقعوا بغيبوبة، إذا أكترية مفكرين وفلاسفة فرنسا صاروا يحكوا بمقالاتهم والمقابلات معهم، بتقول إسرائيلي اللي عم يحكي مش مثقف فرنسي
، كلهم مدفوع لهم
الطغاة العرب حولوا القضية الفلسطينية إلى ستار لاستعباد و إذلال و قتل و تشريد الشعوب العربية و نهب أموالهم و حرمانهم من أبسط حقوقهم
حتى تعود القضية الفلسطينية كقضية مركزية للشعوب العربية يجب إسقاط الأنظمة الديكتاتورية العربية وخاصة النظام السوري الذي تاجر بها منذ خمسين عاماً هو و ما يعرف بمحور المقاومة و الممانعة
أستأذن ،سيد ،الياس بإستعادة تجربة مقاطعة نظام جنوب آفريقيا العنصري ،بغض النظر عن الحالة الحزبية ،ﻷن اﻷساس التمييز
العنصري،المرفوض قانونيآ وأخلاقيآ وإنسانيآ، فتم عزلها كدولةمنبوذة من كرة القدم …حتى كل مجالات الحياة.
التحدي ،كيف ننزع اقنعة الزيف ،ونهج الخداع والتضليل عن أوجة مراوغة ،توظف كل شئ،مما يخطر وﻻ يخطر ببال أحد،
فهي غنمة وسط ذئاب ،وجزيرة في محيط ،وهي في حالة دفاع عن النفس ،حتى وهي تهاجم العراق شرقآ وتونس غربآ.