سلطة الهيمنة الإمبراطوريّة الأمريكيّة المتحالفة مع تابعها العبراني المزروع في قلب الشرق لم تعد قوّة سلبيّة، بمعنى أنها تُلغي أو تنفي أو تراقب أو تقصف، إذا تطلب الأمر. بل هي ، كما يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، سلطة مُنتِجة: تُعيد من خلال تحالف آثم بين ذراعها الإعلامي القابع في هوليوود ودولة الكيان العبري إنتاجَ «الحقيقة»: أي كل سياقات الأحداث وطقوس فهم التاريخ الذي أوصلنا إلى الراهن.
كان يمكن قبل عصر «الصورة» الذي نعيش مواجهة مثل هكذا تحالف: الكتاب بكتاب نقيض، والمقالة بعشر أمثالها، والمحاضرة بمئة. اليوم ذلك الإمكان يبدو أنه غدا مستحيلاً. فالأمريكيون هيمنوا بالمطلق أو كادوا على معظم الإنتاج الثقافي المرتبط بالشاشات السينمائية والتلفزيونيّة و»لوغاريتمات» وسائل التواصل الإجتماعي- التي اكتسحت وسائل الإعلام والمعرفة التقليديّة- وهم في سيرتهم هذه يشكلون وعي العالم ويرسمون له هيئةَ «الحقيقة» التي يريدون. وبدون جعجعة، وبدأبٍ شديد، يوظف الإسرائيليون المعاصرون هذه الهيمنة لإعادة إنتاج رواياتهم الأسطوريّة وفرضها على عقل العالم «المتفرج» بوصفها حقائق موضوعيّة، تسهل للمغفلين تفهم وابتلاع التفوق المادي والأخلاقي (المزعوم) لإسرائيل على الشرق الأوسط الحزين.
وثائقيّات لإعادة تصنيع «الحقيقة»
تحضرني نظريّة ميشيل فوكو عن دور السلطة – أو «الهيمنة» بالمفهوم الغرامشي – في إنتاج الحقيقة خلال مشاهدتي آخر منتجات هوليوود الدراميّة والوثائقيّة عن قصة الخروج: أي الرّواية التوراتيّة (غير المثبتة) لحياة العبران القدماء في مصر الفرعونية، ومن ثمّ رحلة خروجهم المزعوم منها والتيه في سيناء، قبل انتقالهم إلى الأرض الموعودة في فلسطين وعبر الأردن، وانتصارهم على السكان الأصليين بمعونة إلهيّة!
إليكم مثال البرنامج الوثائقي الجديد الذي كتبه وأخرجه الأمريكي تيم ماهوني بعنوان «قصة الخروج: سياقات الأدلة». يقدم البرنامج الذي عُرِض على نطاقٍ واسع في قنوات تلفزيونية عدة وتوفر مؤخرا على خدمة نيتفلكس – التي تقترب لتشكل ما يشبه ذاكرة العالم البصرية في القرن الحادي والعشرين – 115 دقيقة من التصوير المبهر وتقنيات العرض المتقدمة والمقابلات الهامة مع قادة سياسيين ومفكرين ومؤرخين من الطراز الأول (ليس أقلّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو – المؤرخ وابن المؤرخ – ، والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز وغيرهم) طرحاً شديد الإقناع لنظريّة جريئة تنقل سياقات أحداث القصة التوراتيّة من أيام الدولة الحديثة في مصر الفرعونيّة أيّام رمسيس وفق التيار العام الغالب بين المؤرخين – حيث صعوبات جمّة في تقديم إثباتات للرواية من واقع الجغرافيا والآثار والنصوص غير المقدّسة – إلى فترة نهاية الّدّولة الوسطى، حيث توجد شذرات جُمعت من زوايا مختلفة – لا سيما خلال فترة الضعف السياسي والعسكري الذي عاشته مصر، وما ترتب عليها من فوضى بالغة سهلت دخول أقوام غرباء كالـ»هكسوس» وغيرهم إلى البلاد – يمكن إذا توفرت النيّة المبيتة والمكر السيء أن تقدم نوعاً من مناخ عام يمكن تفسيره لمصلحة الرواية العبريّة القديمة. ويستشهد ماهوني في فيلمه بآراء مؤرخين توراتيين ينطلقون في عملهم من النص التوراتي المقّدس ثم يبحثون في الآثار عما يؤكد نصوصهم مع تجاهل أية وثائق أو لُقىً أثريّة تتنافى معها، بينما يعرض – لإعطاء المشاهد إحساسًا بالاتزان والحياديّة في التقديم – مجتزءات من أقوال خبراء معارضين لتفاصيل دقيقة في الرواية، لكنهم عمليّاً لا ينفونها لا جملةً، ولا تفصيلاً.
غياب تام لرواية نقيضة بذات الأدوات
الخطورة في مثل هكذا عمل وثائقي – فائق الإبداع بصرياً وتقنيّاً – يدّعي النزاهة والبحث الموضوعي تتمثل في ثلاثة أمور. أولها توظيف الفيلم الوثائقي بوصفه السلاح الأمضى للتلاعب بالعقول والتأثير عليها لتقديم «الحقيقة» بما يتناسب مع الأساطير المؤسِسة للكيان العبري في الشرق، وثانيها انصراف الكتل الشعبيّة في أغلبيتها الساحقة عن أدوات الإطلاع التقليديّة واعتمادها «الصورة» كمصدر أساس لمعلوماتها، فلا أحد مستعد لأن يقرأ بعد الآن كتباً عتيقة لمعرفة دقائق الأمور المطروحة ،وبالتالي فإن الوثائقيات و « الصورة في عمومها» هي مصدر أساس لمعلوماتهم، وثالثها ذلك الغياب الكامل والنهائي لأية رواية مضادة نقيضة في ذات الملعب. فـ «الهواء» صار ملك رواية وحيدة، لا يمتلك أمامها غير المتخصص سوى أن يقرأ «الحقيقة» واحدةً، ومن خلالها فحسب، فيما يشبه احتكاراً طاغياً للتاريخ.
الدراما أيضاً في خدمة المهيمنين
وليس الأمر مقتصراً على الوثائقيات الجادة – إن صح التعبير -، التي يمكن أن لا تستقطب القطاع الأوسع من الجمهور، بل وقدّمت هوليوود حديثاً ذات الرواية العبريّة المحضة لقصة الخروج في عمل درامي ضخم (قصة الخروج: ملوك وآلهة من إخراج البريطاني ريدلي سكوت) أنفقت في إنتاجه ثروة ضخمة، وجلب في شباك التذاكر عبر العالم وقت عرضه أكثر من 270 مليون دولار. يعيد العمل تقديم فكرة الخروج كما في النص التوراتي من خلال قصة دراميّة مبهرة تستعير الأسماء والشخصيات والمواقع التاريخيّة الفرعونيّة، طارحةً إياها كقصةِ تحررٍ قوميٍ من نير الطغيان وانتصار للفقراء أبناء شعب الله «المختار» على الوثنيين المصريين المتعجرفين. وعلى الرّغم من أن الفيلم لم يحظَ بدعم كبير من النّقاد وقت عرضه لأول مرّة، إلا أنه يمثل – إلى جانب وثائقي «سياقات الأدلة» – عملاً مرجعيّاً متكاملاً – و دائماً وفق التصوّر التوراتي – لكل من يريد راهناً أن يفهم موضوعة «قصة الخروج» دون استثمار كبير وقت في الرجوع للمصادر التاريخيّة المكتوبة.
استنتاجات المُشاهد لهذه الأعمال – وثائقيات و دراما كليهما – لن تخرج عن سياق قبول الرّواية على عواهنها، وهذا يتضمن – دون الدّخول في نقاشات لاهوتيّة عميقة – قبول فكرة عبقريّة العنصر اليهودي التي لا تُرد، فهم الذّين أنقذوا مصر- أرقى إمبراطوريات العالم القديم – من الخراب، وأعادوا إعمارها وبنوا بأيديهم أشهر صروحها المعماريّة العديمة النظير من الأهرامات، فأبو الهول إلى أهم المعابد والقصور القديمة، ولاحقاً تقبّل فكرة الأرض الموعودة و تحرر اليهود من طغيان المصريين من خلال تطهير الأراضي الفلسطينيّة عرقيّاً وحرق مدن كنعان واحدة تلو الأخرى!
الحقيقة لن تحرركم هذه المرة
و هكذا تُبنى «الحقيقة» في عقول الناس تماماً كما أرادها التحالف الآثم بين هوليوود ودولة الكيان العبري، شيئاً فشيئاً، فيلماً فيلماً، ووثائقياً وثائقيّاً. ولذا عندما يصعد زعيم الشعبوية العالميّة دونالد ترامب ليُعلن موت فكرة «الدّولة الفلسطينية» – المكسب النظري الوحيد للفلسطينيين من اتفاقية أوسلو – ممكنٌ جداً أن لا يُفاجأ عديد من البشر على امتداد المعمورة، ربما فقط عدة أميين لم تُتح لهم حظوة مشاهدة وثائقيات وأفلام هوليوود، لأنهم لا يحصلون على رفاهية الصورة البصرية في منازلهم الرّثة. البقيّة تعلم «الحقيقة». و»الحقيقة» لن تحرركم هذه المرّة.
إعلامية من لبنان تقيم في لندن
ندى حطيط
المقال مهم جدا وأتمنى أن يُقرأ على أوسع نطاق ، ولطالما تساءلت عن السبب الذي جعل الفراعنة يضطهدون الإسرائليين ، إذ من المعروف أن اليهود دخلوا مصر في عهد يوسف الصديق وعاشوا في مصر معززين مكرمين، ولابد أن سلوك اليهود في مصر وتآمرهم مع أعداء الدولة المصرية أنذاك قد يكون هو السبب وراء تغير أسلوب تعامل الفراعنة مع اليهود، فمن غير المعقول تاريخيا أن يقوم الفراعنة بإضطهاد اليهود هكذا فجأة وبدون سبب، وهذا ما يذكرنا بما حدث في الجزائر إذ أن اليهود عاشوا قرونا طويلة في الجزائر وكان الجزائريون ، وكل أبناء المغرب العربي الكبير، يعتبرونهم جزء لايتجزأ من نسيجهم الإجتماعي إذ تمتع اليهود بكل الحقوق المدنية والدينية وأرتقى أفراد وجماعات كثيرة منهم إلى مراتب عالية في الحياة الإجتماعية في الوقت الذي كان وضعهم في أوربا بالغ الإضطراب والسوء، ولكن بمجرد نجاح قوات الغزو الفرنسي في السيطرة على مدينة الجزائر في 05 جويلية 1830 حتى إنقلب اليهود على الجزائريين مرة واحدة وراحوا يتحرشون بهم ويعتدون عليهم ويسيؤون التصرف معهم ، ويستغلون الصعوبات الإجتماعية والإقتصادية للأسر الجزائرية لممارسة كل صنوف الشجع والربا والإستغلال ، ولم يترددوا لحظة واحدة في أن يضعوا أنفسهم في خدمة قوات الغزو ضد الجزائريين ، وصلا إلى سنة 1870 التي أصبخ فيها اليهود في الجزائر فرنسيين تماما كالمستوطنين وذلك على حساب الجزائريين المضطهدين،أما خلال حرب التحرير المجيدة فقد وجهت جبهة التحرير الوطني نداءات عديدة لليهود الجزائريين ليس للمشاركة في حرب التحرير بل للإعلان فقط عن تأييدهم لنضال الشعب الجزائري ضد الإستد مار الفرنسي لكنهم إلتزموا بالوقوف إلى جانب الإستدمار ضد الثورة التحريرية…
ياسيدتي الرائعة ندى حطيط : تحية لك ؛ وها أنت تجيبين بالوقائع على حقيقة ذلك التاريخ الخطيروكيف يستخدمه الخصوم مدعوماً بملايين الدولارات والسياسات الكبرى لسلطان دول عظمى ؛ للوصول إلى فرض رؤيتهم..وسأقف هنا عند أمرين : الأول : ورود لفظ العبريّ والعبريّة في المقال ؛ فما هوعلى وجه التحديد العام ؟ الثاني : حقيقة قصّة الخروج من مصرإلى سيناء ؛ بموجب علم التاريخ ؛ لا الدعايــة. كان المصريون القدماء يفرّقون بين السادة والعبيد من الذكوروالإناث بالختان.فالسّيد الذكريُختن بعد البلوغ ؛ والحرّة الأنثى لا تختن.والعبيد على العكس ؛ العبد الذكرلا يختن ؛ والأنثى من العبيد تختن.وعلى هذه القاعدة كان بنوإسرائيل عبيداً للفراعنة ؛ فلم يختنوا ذكورهم ؛ فقط ختنوا الإناث منهم.وهذا الفعل قد أنزل في نفوس بني إسرائيل الدونيـة الاجتماعية والنفسية لهذا قيل العُبرمن الناس هم القلف ؛ أيْ منْ لم يختن.مفردها عبور.ومن العُبرجاء اسم العبرانيين أوالعبريين.أيْ غيرالمختونين.فلما كان الخروج أبدل قوم سيدنا موسى من بني إسرائيل ؛ هذه الحالة تقليداً لأسيادهم الفراعنة الأول ؛ فاختتنوا في سيناء لكن ظلّ اسمهم المرافق لهم العبرانيون.ولا علاقة للعبرانيين بعبورنهرالفرات كما هوشائع خطأ…بل هوتغطية على حقيقة عبوديتهم للفراعنة.لهذا اليوم فإنّ من طقوس اليهود التعجيل بختان مواليدهم من الذكورفي اليوم الثامن لولادتهم لتأكيد مفهوم الحريّة فيهم من خلال ( الطهارة ).لقد ورثوا عقدة التاريخ النفسية التي قد أنزلها الفراعنة عليهم رغم نظرية فرويد.ينظر لسان العرب : ابن منظور؛ مادة (عبر) ص 15 طبعة بيروت 2010.أما بشأن : الثاني : أي قصّة الخروج.فهي حقيقة تاريخية واقعية قد حصلت في شهرآذار/ مارس من عام 1213 قبل الميلاد ( على أرجح التواريخ المتعددة ).وذلك بقيام النبيّ الكليم سيدنا موسى ورديفه النبيّ هارون بقيادة بني إسرائيل ليلة ( 21 آذار) من ذلك العام.. بالخروج ليلاً وسرّاً من ضواحي طيبة عاصمة الفراعنة في الصعيد ( الأقصراليوم ) حيث كان بنوإسرائيل يسكنون وهم محاصرين معزولين عن قوم رمسيس الثاني ؛ وتسربوا إلى جبال البحرالأحمر.فلم يفطن لخروجهم الفراعنة إلا ضحى اليوم التالي ؛ وحينما علم فرعون بخروجهم ؛ أمروزيره هامان بمتابعتهم ؛ فخرج على أثرهم بالفرقة الخاصة المعروفة بيونج ؛ وهي أقوى فرق الجيش آنذاك…فلحقوا بهم عند ملتقى جبال البحرالأحمربوادي قنا الطويل نحومائة كيلومترشمال العاصمة طيبة : { فلما ترآى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون }( الشعراء 61).وقد دخلنا في هذا الوادي الموحش الذي ينخفض عن البحرب 75 متراً.وتفاصيل المشهد العظيم تناولناه في كتاب سيصدرخلال هذا العام..بإذن الله بعنوان : معركة الحريّة بين النبيّ موسى وفرعون في التوراة والقـرآن : ( حقائق تاريخية جديــدة للخــروج المسلّـح ).
مع اهمية المقال ولكن يجب تفكيك نص او سيناريو الفلم بحقائق تاريخة لكشف زيف الفم او صحته.
dear Nada, thank you for this nice article unfortunately, even our culture as muslims agree with their legends and meth……..i believe we have to do big liberation to our minds first, then the story will be different (may be)
الخروج… خرافات توراتيه لم تثبت لها أي صحه أركيولجيه في علم الآثار والتاريخ وبشهاده أكبر علماء الآثار ومنهم الاسرائليين ، وقد عبر عن ذلك بمراره الآركيولوجي الشهير زائيف هيرتزوغ الأستاذ في جامعه تل ابيب في مقاله نشرتها صحيفه ها أراتس الاسرائليه بتاريخ 28 نوفمبر 1999 حيث قال ” أن الحفريات المكثفه في أرض اسرائيل خلال القرن العشرين قد اوصلتنا الى نتائج محبطه ، كل شئ مختلق ، نحن لم نعثر على شئ يتفق والروايه التوراتيه ، أن قصص الآباء في سفر التكوين هي مجرد أساطير ، نحن لم نهبط الى مصر ولم نخرج منها ، لم نته في صحراء سيناء ، لم ندخل الى فلسطين في حمله عسكريه صاعقه احتلت الأرض ووزعتها على الأسباط ، واصعب هذه الأمور أن المملكه الموحده لداود وسليمان التي توصف في التوراه بأنها دوله عظيمه كانت في أفضل الأحول مملكه قبليه صغيره …ألخ ” .
ويقول توماس تومبسون المؤرخ والآثاري المعروف في كتابه الصادر سنه 1999 “أورشليم في القرن العاش قبل الميلاد ” ما يلي : لقد تم تقديم القرن العاشر قبل الميلاد الينا تقليديا باعتباره العصر الذهبي لاسرائل القديمه وعاصمتها أورشليم ، كما جرى التحدث عن مملكه موحده تحت قياده شاوول فداود فسليمان بسطت سلطتها على مساحه جغرافيه واسعه امتدت من النيل الى الفرات ، لكن مثل هذه التصورات لا مكان لها في الواقع عندما نأتي لدرسه ووصف حقيقه ما جرى في ألماضي لأنها غير موجوده خارج السياق من القصص التوراتي وما نعرفه من القصص التوراتي لا يشجعنا البته على التعامل معها باعتبارها تاريخا . اننا لا نملك بينه على قيام دوله موحده ولا على عاصمه في أورشليم ولا على وجود تنظيم سياسي قوي تحكم في مناطق فلسطين الغربيه …”
*أمريكا يا سيدتي مع المجرمة(إسرائيل )
(١٠٠٪) قبل قدوم الاهوج الأرعن ترامب.
* نحن (العرب) اقوياء لو اتحدنا.
سلام
الفاضلة ندى حطيط لك الشكر والاحترام على طرحك هذا الموضوع المهم والذي يحتاج من كل باحث وكاتب مزيدا من الاهتمام . نعم الرواية التوارتية لازالت تسيطر على مراكز الابحاث واقيام التاريخ في الجامعات والعاهد الغربية وها هي للاسف تتسلل الى عقول الناس من خلال الترسانة الاعلامية عبر الصورة التي اصبح لها تاثير اكثر من كل الكتب والمقالات . اعرف العديد من الباحثين والكتاب العرب الذين يجهدون لاظهار الحقائق والرد على هذه الاوهام والاكاذيب …. غير ان هناك العديد من الباحثين والمتخصصين الذين يشككون في كل الرواية التوراتية هذا اضافة الى ان علم الاثار الحديث اثبت كذب هذه الرواية وهناك ايضا كتاب وباحثين يهود ومن داخل الكيان الصهيوني تمردوا على هذه الرواية التوراتية ومنهم البرفسور شلوم ساند في كتابيه اختاع الشعب اليهودي واختراع ارض اسرائيل اضافة الى العديد من المتخصصين اليهود في علم الاثار الذين شككوا في كل الرواية التوراتية عن الخروج من مصر الى دخول فلسطين ومملكتي يهودا والسامرة وغيرها من الروايات التوراتية . ومع ذلك فاننا بحاجة الى مزيد من العمل للتصدي لسطوة الاعلام المعولم التي تحاول التاثير على عقول الناس وقلب الحقائق وتزييف التاريخ بل وتريد مصادرة تاريخ منطقتنا لحساب رواية توراتية صهيونية لها اهداف سياسية استعمارية … المشكلة ان الوعي الجمعي العربي مصاب بشلل تام نتيجة ظروف داخلية بحيث ان لدينا جيل كامل يجهل بشكل تام تاريخه وحضارته وصرعه مع الصهيونية التي تهدد وجودنا العربي لان صراعنا معها صراع وجود لاصراع حدود والناظر الى فرقتنا الان وعلى كافة المستويات يستطيع بكل سهولة ان يحدد المستفيد من كل هذا الوضع انا اسرائيل وروايتها التوراتية …. الا ان هذ لايدعوا الى اليأس والقنوط بل الى مزيد من الوعي الصحيح والعمل الدؤب …. لك الاحترام والتقدير
أستاذة ندى، اذا تم العقل نقص الكلام. المواطن العربي و الغربي و كل سكان الارض بوعي او بدون وعي ينفذون اجندة الصهاينه. اذا لم نمتلك الصورة و لن نمتلكها للرد على المغرضات المروج لها على انها حقيقه فعلينا اذن البحث عن كيفيه التوقف او الخروج من هذه السيطرة على الادمغه بوعي و إدراك و جرأة علينا رفض التعاطي مع التلفاز، مع التطبيقات الهاتفية، الانترنت، اشتراكات باقات القنوات، و القائمه طويلة، هذا في حال كان الانسان الهدف لا يملك القدرة على التمييز، اما من يملك عقله فلا خوف عليه من كل المنجمين و الباحثين عن السيطرة عليه. بحث و تحليل جزئي رائع، هل لديك استاذتي موقع او بلوج يمكنني من خلاله متابعه تحليلاتك الرائعه؟ شكرا جزيلا