المغرب – ميساء أجزناي: الجمعة الأولى في 2017، الجُمعات التي مرت في السنة السابقة لهذه كانت كارثية كارتدادات هزة أرضية. لم أُشَبّهها عبطا، لأني أعرف معنى عيش لحظات كتلك، بعضها خزنتها ذاكرتي كرضيعة وبعضها الآخر كطفلة توشك على المراهقة.
الجمعة ارتبطت في ذهني بصراعات مع العبث، فقط مع الهواء من حولي يمكن أن تولد لحظة صراع لا تنفك تقتل كل جميل قد يطل، ولأكون صريحة لا تكاد تمر جمعة دون أن أبكي، ليس لأني أعيش قصة حب أسبوعية مع الدموع بل لأن الجمعة بفخامة مركزها كإعلان عن انتهاء الأسبوع تظل مصرة على رؤية عيني حمراوين، وحتى أنها جعلتهما كذلك بدون أدنى سبب يمكن ذكره في آخر قدوم لها في السنة المرحومة.
وكي لا أكون مبالغة في اتهاماتي، الجمعة ليست مذنبة بل مجرد مصارعة لديها الكثير من المتابعين الذين تصارعهم كامتنان منها على المتابعة الوفية. طبعا لأن لكل منا سواء كأشخاص أو أشياء أو أيام طريقة للتعبير، وإحساسنا المتشكل نحو هذا الامتنان ليس متوقعا ولا مفكرا فيه بل فقط كل منا وذبذباته في استقباله. ولكون تطرفي حاضرا دائما فهو موجود أيضا عند وضع الامتنان لأول أصبع قدم في مجال شعوري، فيصعد به إلى طابق الحنق.
الذي يتجمع عند أوقات معينة ويجعل من كل شيء دون مذاق ودون حِس. وكل شيء يفقد روحه لا يُرى ولا يُحس به، ولأني حادة النظر وصاخبة الإحساس لا أرضى بشيء ميت تماما ولا إمكانية حتى لإحيائه.
ولأكون منصفة مع الجمعة كما تعودت أن أكون معي، فبقدر ما أدخلتني إلى حلبات الصراع مع لحظاتها فعلت أنها فاجأتني أحيانا كثيرة بأمور جميلة، مكمن الجمال فيها يلمس داخلي ويوقظ فيه رقصات فالس تصنع مني كومة فرح ممزوج بالبذخ ومضافا إليه الكثير من الحب لأي شيء وكل شيء.