رحب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس الخميس بسيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على الحدود مع الدولة العبرية، قائلاً بصريح العبارة إن «الوضع سيعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية، وإن من مصلحة الأسد، ومن مصلحتنا، أن يكون الوضع مثل سابق عهده»، وربّما كان قتل القوات الإسرائيلية من سمتهم بـ«مسلحين»، في اليوم نفسه، هو نوع من التوقيع الدمويّ على عودة سياسة تبادل المصالح بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام السوري.
والحقيقة أن هذا التصريح ليس إلا واحداً من العلامات الكثيرة على الصفقة التي قام على إنجازها الإسرائيليون بالشراكة مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في اجتماع القمة الأخيرة بينهما في فنلندا.
في تحليل لمجلة «سبيكتاتور» البريطانية لهذه الصفقة، تحت عنوان «إعادة تأهيل الأسد»، قالت إن قمة هلسنكي وافقت على الحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل وسوريا يضمنه النظام السوري. قالت المجلة إن الصفقة أنجزت بدعم المملكة العربية السعودية والإمارات للموقف الإسرائيلي، وبالتالي فإن بقاء الأسد صار أمرا مفروغا منه، وأن على الغرب أن يبدأ تقبل هذه الأوضاع الجديدة.
تفسّر هذه الصفقة طبعا وقف الولايات المتحدة الأمريكية الدعم عن قوات المعارضة السورية في الجنوب وهو ما أدى إلى تدهورها العسكري السريع، كما تفسّر التصريحات التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن لا مشكلة لديه في بقاء الأسد، كما تفسّر التصريحات الروسية المتكررة عن ابتعاد (أو إبعاد) القوات الإيرانية عن الحدود السورية مع إسرائيل. باختصار، فكل الأطراف التي لديها تداخلات في سوريا تبدو موافقة، بما في ذلك إيران نفسها التي تبدو ملتزمة بالقيود الجديدة التي وضعت لها(؟).
ولكن ماذا عن موقف ترامب الذي وصف الأسد، في نيسان الماضي، بـ«الوحش»، وكيف يفسّر تغيّر موقف إدارته التي كانت على وشك شن هجوم على النظام السوري إلى البدء بترتيبات إعادة تأهيله؟ وكيف يتسق هذا مع سياق ست سنوات كانت فيها أغلب بلدان العالم، والدول الغربية خصوصا، تتداول قضية إسقاطه عسكريا؟ وكيف سيلتف العالم، والأمم المتحدة، على سياق كامل من القرارات والوقائع التي اعتبرت جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وعلى استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية، وتدمير مستقبل البلاد وبناها التحتية وتهجير قرابة نصف عدد سكانها؟
الأسئلة الإنسانية تخفي وراءها أسئلة سياسية أيضا، فالأسد بدأ مواجهته لشعبه قبل سنوات مستعينا بالتدخّل الخارجي الإيراني ثم الروسي، وهو الآن يختتم هذه المواجهة بموافقة الأمريكيين والإسرائيليين، وهذه الحكاية «المستحيلة» لاتفاق الأطراف المتنازعة كلّها على إعادة «ترئيس» الأسد وحذف الشعب السوري بأكمله تلخّص، عمليّا، المآل الكارثي الذي يتجه إليه العالم.
وراء بقاء الأسد في السلطة رغم تجاوز الجرائم التي ارتكبها (وسوف يرتكبها) نظامه حدود العقل، وصولاً إلى هذا الاتفاق ترامب ـ بوتين، والدعم الذي يلقاه من دول عربية نافذة، هو كلمة سرّ واضحة: إسرائيل.
رأي القدس
الى متى سنبقى هوءلاء جاثمين على صدورنا؟ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
سبحان الله! بالأمس كتبت هذا التعليق وهو مناسب جداً للموضوع أعلاه: من يعتقد أن النظام الأسدي قد انتصر فهو واهم وبين عام 2011 و2018 جرى ماء كثيراً تحت الجسر كما يقولون، أول المتغيرات الجوهرية التي حصلت هي في المجتمعات السورية، فقبل الحرب لم يكن أغلب السوريين -باستثناء أبناء الساحل وحماة- يعرفون من هو العلوي وكانوا يعتقدون أن العلويين طيبون ومسالمون ويريدون كل الخير للبلد أما بعد الذي حصل فلن تجد أحد يثق بالعلوي وأعتقد أن بشار الأسد سوف يفكر جيداً قبل أن يعين أي مسؤول علوي في مناطق ذات غالبية سنية كدرعا مثلا وإلا فإن ما حصل سوف يحصل مرة أخرى وهكذا. أراهن أنه عندما يستتب الأمر للروس فأول شيء سوف يقومون به هو إزالة بشار الأسد عن السلطة وتغيير الواجهة السياسية كلها فما حصل في الشيشان بتثبيت قاذيروف خلف لأبيه العميل لن يحصل في سوريا لأنها مختلفة عن الشيشان.
باختصار: الضرر في سوريا حصل وسوف يحتاج إلى عشرات السنين لإصلاحه وهذا لن يتم والأسد على رأس السلطة والأيام المقبلة سوف تثبت ذلك، اصبروا لا تستعجلون! فوالله الذي لا إله إلا هو لم ولن يموت طفل ولا شيخ ولا امرأة ولا شخص بريء إلا وسينتقم الله له في الدنيا قبل الآخرة، “وتلك الأيام نداولها بين الناس”.
عدو الاسد وعدو اسرائيل المشترك هو… الشعب السوري.
,كانت الامور تسير بثيات مع القوي الحية في سوريا من اجل ازاحة الاسد عن الحكم والتخلص من طفيانه ،حتي ظهرت داعش. انها خطة جهنمة تظهر مدي الشر والحقد ولعداوة التي يكنها اعداء الحق والانسانية لامة الاسلام ولشعوبها. هذا لم يكن للاسف ان يحدث لولا بلادة وجهل وتخلف جحافل كثيرة ممن يحسبون علي هذه الامة والذين جندهم الاعداء من اجل ضرب الامة في خنصرها. ما دام فينا هؤلاء الجهلاء المارقون ، ومن وراءهم ممن احترفوا تكريس الفرقة التعصب العقاءدي الاجوف، فلن نبرح نعاني من التخبط والتبعية والتخلف.
هناك ملايين السوريين عندهم ثأر مع عائلة الأسد فلا ترامب ولابوتين ولاإسرائيل سوف ينفعون هذه العائلة القذرة