رغم أن آلة قتل النظام السوري لم تتوقّف ولا للحظة منذ اندلاع الثورة عام 2011 فإن الهجوم الكيميائيّ بغاز الأعصاب على غوطة دمشق في آب/أغسطس 2013 والذي خلّف مئات القتلى كان نقطة فاصلة في التاريخ المعاصر لسوريا لأنه كان ذروة قصوى تعبّر عن قدرة النظام على امتحان الأسس التي قام عليها العالم الحديث والمعادلات الكبرى التي تحكمه.
اختار النظام حينها توقيتاً خبيثاً تزامن مع وصول بعثة من المفتشين الدوليين إلى دمشق وكانت المجزرة، بالتالي، رسالة سياسية كبرى للعالم، ولكنها موجهة، بشكل خاص، للولايات المتحدة الأمريكية في تحدّ لرئيسها حينها، باراك أوباما، الذي كان قد صرّح سابقاً بأن استخدام الأسلحة الكيميائية «خط أحمر».
النتيجة التي تولّدت عن مجازفة النظام الخطيرة تلك انقلبت فجأة من إمكانية كونها كابوساً عالميّاً إلى حدث فاق أكثر أحلامه جسارة فقد تمخّض جبل التهديد الأمريكي المرعب عن فأر وهبطت المجزرة من كونها نقطة فاصلة توجب أن تقوم المنظومة العالمية، وعلى رأسها إدارة أوباما، بكنس نظام الأسد من تاريخ العالم، إلى مناسبة لمقايضة تعاد فيها الشرعيّة إلى النظام الوحشيّ مقابل تسليم الأسلحة الكيميائية إلى الأمم المتحدة.
تختلف أهداف مجزرة خان شيخون التي استخدم فيها النظام السوري صباح أمس الغازات الكيميائية السامّة لخنق مئات المدنيين عن مجازر الغوطة وهي ترتبط هذه المرّة بارتفاع ثقة نظام الأسد باستعادة مكانه في المنظومة العالمية الجديدة التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي وجّهت في الأيام القليلة الماضية تصريحات واضحة بأن إزاحة الأسد لم تعد أولوية لديها، وهو أمر جرى تعزيزه عربيّاً بتجاهل الملفّ السوريّ في قمة البحر الميت العربية الأخيرة، وكذلك بإشارات تنسيق وتفهّم وتعاطف لا تخفى من أكثر من بلد عربيّ كمصر والعراق ولبنان وتونس (التي اختار رئيسها الباجي قائد السبسي، هذا اليوم السوري المرعب ليقترح أن عودة العلاقات مع النظام الكيميائي ممكنة «حين تتحسّن الأوضاع»)!
أهداف المجزرة الكيميائية الجديدة لم تعد امتحان النظام الدوليّ الذي ثبّت شرعيّة التوحّش وفتح سقف الدمار الشامل كقاعدة جديدة ممكنة لتعاطي الطغاة مع شعوبها (بعد أن كان استخدمها استخداماً انتهازياً لتدمير نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين). لقد أصبح الباب مشرعاً أمام الدكتاتور الفالت من عقاله لتجريب أشكال الإبادة ما دامت مخصّصة فقط لشعبه ولا يمكن أن توجّه لإسرائيل أو للولايات المتحدة الأمريكية أو الأوروبيين، وهو أمر لخّصه أحد الكتاب بالقول: إنه دكتاتور لطيف لا يقتل إلا شعبه!
مجيء هذه الغارات بعد يوم واحد من عملية سان بطرسبرغ الإرهابية وجّه أيضاً أصابع الاتهام إلى روسيا، راعية النظام السوري وحليفته الاستراتيجية، وقد اعتبر ناشطون سوريون العملية انتقاماً يحمل بصمات فلاديمير بوتين وتابعه الأسد وهو أمر لا يمكن استبعاده تماماً فقد شهدنا أعمال انتقام سابقة تشارك مسؤوليتها النظام وروسيا كما حصل في أيلول/سبتمبر من العام الماضي حين تم قصف قوافل للأمم المتحدة من شاحنات الإغاثة كانت متوجهة إلى شرق حلب المحاصر.
النظام الذي اخترق سقوف الإمكانيات الإجرامية والصفاقة قام، على لسان مصدر «أمني» بإنكار مسؤوليته (وكذلك فعلت روسيا)، ولكنه، كالعادة، لم يستطع كبح فرح مؤيديه وأنصاره بمقتل الأطفال والنساء من «أعدائهم» خنقاً وتسمماً، وهو أمر مرعب فعلاً لأنه يفتح ثقباً أسود في معاني الإنسانية والمواطنة والانتماء ويحوّل التواطؤ مع الجريمة إلى شراكة فيها، وهذا ينطبق على دعوات إعادة العلاقات مع النظام الكيميائي والشدّ على يديه بأنه لم يعد أولوية.
يبقى القول إن الغزل المتجدد بنظام الأسد، عالميّا وعربياً، هو نتيجة للاتفاق الأمريكي ـ الإسرائيلي بعد مجزرة الغوطة الأولى لمقايضة مصير الشعب السوري بالأسلحة الكيميائية… والتي ما زالت فاعلة في جسد السوريين حتى الآن.
رأي القدس
اني اطالب قدسنا الغراء بنشر البوم الصور كاملا لضحايا هذه المجزرة المريعة، ضعوها في اعين السيسي والسبسي وعون والعبادي والمتغطرس ترامب وصاحب الوجه الرخامي بوتين، وكل من يؤيد هذا المجرم الكيماوي
*لكم الله يا شعب سوريا..
* (الطاغية الأسد) ما دام بعيدا عن
المجرمة (إسرائيل) وكل همه التنكيل
بشعبه وخاصة الأحرار والمعارضين لحكمه
لن يلجمه أحد سوى رب العالمين
اللهم عليك بطاغية الشام وكل من لف لفه.
سلام
اللانظام اللاسوري (رش) (خان شيخون) بالكيماوي ، وحولها إلى خان سارين ! سحقا له .
الاتهام الأول أن النظام السوري ارتكب هذه المجزرة الكيميائية .لكن السؤال الذي يحتاج إلى رد .لماذا يقوم النظام بهكذا عمل ويجعل الرأي العام العالمي ضده ..ولماذا لم يستعمله في جوبر مثلا عندما كان المسلحين على بعد عدة كيلومترات من القصر الجمهوري .يستعمل في خان شيخون .التي تعتبر منطقة نائية ولا تشكل خطرا على النظام..هناك شيئا غامضا. بكل الأحوال يجب على العالم أجمع أن يتحرك .يعني مجزرة تذكرنا بصبرا وشاتيلا. لا اله الا الله. رحم الله هؤلاء الشهداء الأبرياء
طبعا دكتاتور لطيف لأنه يقتل المسلمين وهو كذلك طالما يفعل ذلك فقط ولن يحاسب ووراءه إسرائيل والفرسان المالطيين!!!!!
انها فعلا جريمة بشعة ارتكبها مجرمون قتلة ….قتل المدنيين مرفوض فى اى مكان ….استعمال المدنيين كرهائن و التخفى ورائهم كما يفعل الارهابيون فى الموصل القديمة و فى بعض مناطق سورية جريمة بشعة أيضاً …الى هذه الساعة ﻻ نعرف من ارتكب هذه الجريمة البشعة …لان داعش و حركات الخراب استعملوا الغاز القاتل …و النظام السوري استعمله أيضاً …
هذا الجنون الذى يحدث فى سورية ﻻ يمت الى الشعب السوري بشئ …لقد انحرفت هذه “الثورة” عن مبادئها و اهدافها و تحولت الى مجزرة كبيرة الكل مسؤول عنها النظام السوري و المعارضة الديمقراطية ان وجدت و طبعاً حركات الخراب الممولة من الخارج لتخدم اجندات دول هى اخر من يتحدث عن الديمقراطية و الحرية للشعب السوري …. تحيا تونس تحيا الجمهورية
المشكلة أن الاسد هو مجرد دمية بيد بوتين وهذا الأخير يلعب لعبة خسيسة مع ترامب على حساب الشعب السوري مثلما فعل مع أوباما, وطبعا السياسة المفضوة ترامب ومثله أوباما سابقا لا تعير الاهتمام لضحايا الشعب السوري بل بمصالح أمريكا ولنا الله ومالنا غيرك ياالله
سيخرج منها الاسد مثل الشعرة من العجين كالعادة ، و سيقال ان قنابل كيماوية مخزنة لدى جبهة النصرة هي التي انفجرت و سببت المجزرة كحل وسط لا يموت الديب و لا يفنى الغنم
ما شاء الله شو هالادب الرفبع ست فوزية بن حورية ?!!!!! محروسة من العين و الله
حورية
خريف أعقبه ربيع. فماذا صنع خريف الخرفان غير الخضوع والخنوع لبني غِربان.
تشدقتم وتاجرتم بمعاناة الشعوب.
من شاب على شيء شاب عليه.
الحرية ليست رخيصة ملقاة في القمامة حتى يلتقطها من يجمع ما يترسكل من عبودية عند الحكا. الحرية إنما هي وسام على صدور الأحرار. وليست سلطة على كرسي متحرك أو كفتة للجياع. أو ممانعة للمقنعين أو عقال به تُساق من لا يعرفون للربيع منفذا
أو يدا تُقبلها من تُحبذ الفُتات.
الحرية إنما هي شموخ يعانقها من لم يتعود العيش بين الحُفر.
الحرية هي نسر ترنو إلى القمة الشماء وتخشاه الأرانب والجرذان.
بئس الشعر إن لم يكن مسلكا للحرية.