الرباط – «القدس العربي» أكدت مصادر حقوقية بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء الغربية عودة الهدوء للمدينة بين مواجهات شهدتها مساء أول أمس الثلاثاء بين قوات الأمن المغربية ونشطاء صحراويين مؤيدين لجبهة البوليساريو.
وقالت المصادر لـ «القدس العربي» ان المدينة شهدت مواجهات عصر أول أمس بعد ان تدخلت قوات الأمن لتفريق مظاهرة تم تنظيمها بدعوة من نشطاء مؤيدين للجبهة بمناسبة زيارة وفد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان للمنطقة.
وأوضحت المصادر ان مواجهات مساء الثلاثاء بالقرب من حي معطى الله، كانت ساخنة واستعملت فيها قوات الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ورشقهم بالحجارة وأنهم شاهدوا هذه القوات تطلق المياه على منزل كان يختبئ به عدد من النشطاء، في الوقت الذي حاصرت فيه منزل الناشطة امينتو حيدار رئيسة الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية الذي كان يحتضن أفراد من بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وأكدت المصادر ان شوارع مدينة العيون تعرف إنزالا أمنيا مكثفا حيث انتشرت قوات التدخل السريع وسيارات الشرطة والقوات المساعدة في عدة نقط بالمدينة وأهمها حي معطى الله معقل ناشطي جبهة البولبساريو وشارع السمارة وشارع بوكراع وأسكيميمة.
ونفت علمها بوجود معتقلين إثر هذه المواجهات دون ان تستبعد التوقيف القصير في مراكز الشرطة خلال الأيام القادمة ويقول أنصار جبهة البوليساريو ان المواجهات أسفرت عن أكثر من 40 جريحا.
ووصفت الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، تدخل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين بـ «الهمجي» ونددت بـ «الحصار الأمني» الذي تعرفه المنطقة وطالبت الأمم المتحدة توسيع صلاحية بعثتها المنتشرة لمراقبة وقف إطلاق النار «المينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والتقرير عنها.
وقال حمود اجليد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في العيون ان المواجهات التي شهدتها المدينة أثناء زيارة بعثة مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لا تخرج عن إشهار أطراف النزاع الصحراوي لورقة حقوق الإنسان.
وأضاف اجليد في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان البعثة الدولية في إطار زيارتها للصحراء للإطلاع على أوضاع حقوق الإنسان التقت مساء أول أمس الثلاثاء مكتب فرع الجمعية في العيون الذي قدم لأعضائها مجمل الانتهاكات التي تطال وضعية حقوق الإنسان في المنطقة على مستوى الحقوق المدنية السياسية والحقوق الاقتصادية الاجتماعية والثقافية وأعرب عن انشغاله العميق باستمرار مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان واستمرار استفادة مرتكبي هذه الانتهاكات (من شرطة ومن قوات عمومية) من الإفلات من العقاب.
كما أطلع مكتب الفرع وفد المفوضية على مجمل الانتهاكات التي تطال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومن بينها عدم تسليم السلطات فرع الجمعية في العيون لحد الآن وصل الإيداع الذي يسمح له بالنشاط القانوني، رغم ايداعه ملف تجديد مكتبه لدى باشوية العيون.
وقال اجليد ان موقف السلطات مخالف للقانون الذي حدد سلطات المنع في وزارة العدل والحريات وليس وزارة الداخلية وقال ان بعثة المفوضية اعربت عن انشغالها في هذه الممارسات واستمرار بعض مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء واعدا برفع هذه الانشغالات للسلطات المغربية ولأجهزة المفوضية.
والتقت البعثة عددا من الجمعيات الحقوقية وعائلات المعتقلين الصحراويين (مجموعة أكديم إزيك) الذين أثاروا هذا الملف منذ اعتقالهم نهاية سنة 2010 ومتابعتهم أمام محكمة عسكرية ووصولا بمحاكمتهم وما عقب ذلك من إضرابات عن الطعام.
ويبدأ مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس سلسلة اجتماعات يختتمها نهاية الشهر الجاري بقرار يمدد سنة لبعثة المينورسيو ومقاربته لتطورات النزاع وتسويته التي تعرف جمودا منذ عدة سنوات ونجح المغرب في استبعاد تمديد صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتشمل مراقبة حقوق الإنسان من تقرير الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي سيوزع رسميا اليوم الخميس واقترح كي مون بدلا من توسيع صلاحيات المينورسيو تكليف المفوضية السامية لحقوفق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بمتابعة قضايا حقوق الإنسان بالصحراء الغربية في المغرب ومخيمات تندوف في الجزائر حيث التجمع الرئيسي لقوات جبهة البوليساريو واللاجيئن الصحراويين.

محمود معروف