بيروت – «القدس العربي» : افتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري بورصة الترشيحات أمس من عين التينة وتبعه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، ولم يأت التزامن في إعلان أسماء المرشحين في يوم واحد صدفة بل عبّر الثنائي الشيعي بهذا الاعلان المبكّر عن رسالة وعن ارتياح لمتانة التحالف بين حركة أمل وحزب الله وذلك بالتزامن مع زيارة عون إلى العراق اليوم ولقاء جنبلاط مع أمير الكويت وسعي لبناني لإقرار الموازنة تلبية للرغبة الدولية.
ولوحظ أن الرئيس بري تجنّب ذكر اسم المرشح الماروني في دائرة جزين ابراهيم سمير عازار لعدم إحراجه امام ناخبيه المسيحيين، لكن بري سيعتبر عازار من الحلفاء وسيدعم التصويت له، كذلك بالنسبة إلى الإعلامي سالم زهران حيث مازال بري يتفاوض بشأنه مع حزب الله وربما لا يتم تبني ترشيحه اذا كان اسمه سيشكّل استفزازاً لجمهور تيار المستقبل ويدفع إلى شدّ عصب التيار الازرق.
وكان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عقد اجتماعاً ليلياً مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لحسم موضوع التحالف بين التيارين من عدمه، علماً أن مصلحة التيارين تقتضي ربما أن يخوض كل منهما الانتخابات بلوائح منفردة في عدد من الدوائر.
وقبل الانهماك بالاستحقاق الانتخابي حاول مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية امس وضع الموازنة العامة لسنة 2018 على السكة وذلك تلبية للرغبة الدولية بإنجاز الموازنة متضمنة الاصلاحات عشية انعقاد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان. وقد شكّل مجلس الوزراء لجنة برئاسة رئيس الحكومة وعضوية تسعة وزراء لدرس ملاحظات الوزراء حول ارقام الموازنة للعام 2018 الواردة في مشروع القانون على ان تعود اللجنة إلى المجلس باقتراحات نهائية، وسط أجواء «مشجعة» وفق ما قال وزير المال علي حسن خليل بعد الجلسة، دلّت إلى «وجود إصرار لدى الجميع على اقرارها قبل الانتخابات النيابية».
وفي حين أشار خليل إلى أن هذه اللجنة ستعقد جلسات مكثفة هذا الأسبوع وفي الايام المقبلة لانجاز المشروع واحالته إلى مجلس النواب في اسرع وقت»، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «تكثيف جلسات المجلس لاقرار مشروع القانون واحالته إلى مجلس النواب» واذا لزم الامر يمكن فتح دورة استثنائية»، مشدداً « على ضرورة تخفيض العجز فيه، والتوصل إلى حل جذري لعجز الكهرباء من خلال اعتماد الحل الذي تقترحه وزارة الطاقة والمياه»، داعياً « من يتحدثون عن فضيحة لدى الكلام عن حل للكهرباء، ليدلّوا على مكامنها لازالتها». كما طلب الرئيس عون من وزراء المالية والشؤون الاجتماعية والدفاع والداخلية والبلديات تكثيف التواصل مع حاكم مصرف لبنان لايجاد حل سريع لازمـة الـقروض السـكنية.
من جهته، اعلن الرئيس الحريري انه سيدعو لجلسات متتالية للمجلس لاقرار المشروع واحالته إلى المجلس النيابي، مشدداً « على ضرورة ايراد الاصلاحات المطلوبة وعدم زيادة الدين واحترام خفض نسبة 20% على ارقام الموازنة»، معتبراً انه « إذا لم تقر الاصلاحات، فإن الضرر سيكون كبيراً «.
تزامناً، استقبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، يرافقه كل من النواب: غازي العريضي، أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، في حضور وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح وتمّ التداول في الاوضاع الراهنة.
وكان جنبلاط غرّد منتقداً التعيينات الاخيرة واعتبر «أن عجلة مجلس الوزراء مثل محرّك السيارة تعمل على زيت يحرق الكفاءات وصولاً إلى تفريغ الادارة من افضل عناصرها . وبين زيارة Satterfield وزيارة Telleresson والضجيج النفطي والبروتوكولي الذي رافقهما أقيل جوزيف نصير من مهامه في مصلحة المياه. الحزبية اولاً، والكفاءة ثانياً على وقع المحاصصة».
الى ذلك، يغادر الرئيس عون لبنان اليوم إلى العراق على رأس وفد وزاري واعلامي تلبية لدعوة من نظيره العراقي فؤاد المعصوم الذي سيبحث معه مواضيع ذات اهتمام مشترك ابرزها الملف النفطي. وافادت المعلومات ان العراق قد يقدم للبنان مساعدة عينية عبارة عن مدّ الاجهزة العسكرية والامنية بكميات من المحروقات. وسيتناول البحث الملف الامني ومحاربة الارهاب واستفادة رجال الأعمال اللبنانيين من عملية اعادة اعمار العراق التي ركز عليها مؤتمر الكويت الاسبوع الماضي.