رام الله – «القدس العربي»: هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس حزب العمل الجديد آفي غباي وهنأه بانتخابه. وجاء في بيان صدر عن حزب العمل ان غباي أوضح خلال المحادثة أنه يجب ان يلتقي عباس مع نتنياهو وجها لوجه ويناقشا القضايا الجارية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والبدء ببناء الثقة المتبادلة.
وقال غباي إن إحدى القضايا التي يمكن مناقشتها هي إلغاء كتب التعليم التي تتضمن مضامين محرضة وأمورا أخرى، والتقدم مع الوقت نحو المحادثات حول القضايا الجوهرية. وأضاف ان «السلام لا يتم في اللقاءات الدولية او المؤتمرات الإقليمية وإنما عبر إيجاد الثقة والتقارب الشخصي بين الجانبين».
في غضون ذلك عقدت اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم ممثلين عن الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اجتماعا في القدس في إطار الاجتماعات التي تعقدها عادة لاستعراض التطورات. لكن هذه هي المرة الأولى التي تنعقد فيها اللجنة منذ تسلم دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية قبل نحو ستة أشهر، وكذلك هذا أول لقاء يعقده الرباعي في القدس منذ عامين.
وفي المقابل، اجتمع المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وذلك بهدف صياغة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة ومحاولة دفع المفاوضات نحو تحقيق اتفاق اسرائيلي – فلسطيني.
وسربت بعض المصادر أن ترامب قد يدعو وفودا من اسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل بدء مفاوضات بين الجانبين، تستغرق بين سنة وسنتين، وأن اسرائيل وافقت على تخفيض البناء في المستوطنات. وحسب المعلومات المتوفرة فقد اطلع غرينبلات الجانب الفلسطيني على ذلك خلال اللقاء الذي عقده مع طاقم المفاوضات قبل يومين في القدس المحتلة.
الى ذلك قال مبعوث الأمم المتحدة الى المنطقة نيكولاي ميلادينوف للصحافيين في القدس المحتلة إن «مستوى الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين وصل الى هاوية سحيقة». وحسب أقواله فإنه لم يلتق أي اسرائيلي لم يقل له ان جولة أخرى من المفاوضات، بقيادة المجتمع الدولي ستؤدي الى انتفاضة، ولم يلتق أي فلسطيني قال له إن جولة أخرى من المفاوضات، بقيادة المجتمع الدولي ستؤدي الى فقدان الفلسطينيين لمزيد من الأراضي.
وقال أيضا، إنه مع مرور عشر سنوات على سيطرة حماس على قطاع غزة فإن الوضع الصعب في غزة هو الموضوع الرئيسي الذي يقض مضجعه. وتابع القول إنه إذا ازداد الوضع تدهورا فمن شأن ذلك الوصول الى عتبة اسرائيل.
وفي القدس كذلك عقد لقاء بين وزير الاقتصاد والصناعة، ايلي كوهين، ووزيرة الاقتصاد الفلسطينية عبير عودة. وتم الاتفاق على دفع خطوات لزيادة عدد العمال الفلسطينيين الذين يسمح بدخولهم الى اسرائيل، علما أن اسرائيل تسمح اليوم بدخول 130 ألف عامل فلسطيني، وتتجه النية نحو زيادته بـ 5000 عامل، بهدف سد النقص في مجالات الصناعة الاسرائيلية وتقليص البطالة في السلطة.
أما على الجانب الأمريكي فقد قالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الامريكية هيذر ناورت، إن مشاركة السفير الأمريكي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان في لقاء غرينبلات مع الوفد الفلسطيني المفاوض لا يمس بالمكانة السياسية للسلطة، وانما على العكس «ربما يسهم في تعزيزه» حسب قولها.
وجاء تصريح ناورت هذا أمام الصحافيين في واشنطن، بعد سؤالها عن مشاركة فريدمان الاستثنائية في اللقاء الذي جرى مع الفلسطينيين، وقالت: «نحن سعداء أن خبرة السفير متوفرة لنا في هذا الموضوع، هذا الأمر يرفع مدى الالتزام ويشير الى الأهمية الكبيرة التي توليها الإدارة لتحقيق اتفاق سلام». واضافت أنها تعتقد ان وجود السفير هنا هو أمر إيجابي، وان المعلومات التي وصلتها تشير الى ان الوفد الفلسطيني رحب بمشاركة فريدمان.
يشار الى ان المرة الأخيرة التي شارك فيها السفير الأمريكي لدى اسرائيل في المباحثات الأمريكية ـ الفلسطينية، كانت في في تسعينيات الاقرن الماضي حين كان مارتين انديك سفيرا لدى اسرائيل، ومنذ ذلك الوقت يشارك في هذه اللقاءات القنصل الأمريكي العام في القدس.
وقال انديك لصحيفة «جويش اينسايدر»، إنه يؤمن بأن الرئيس ترامب يريد تحقيق اتفاق سلام، لكن إصراره على إشراك فريدمان في اللقاءات مع الفلسطينيين «يدل على عدم معرفته بالبروتوكول الدبلوماسي القائم». واستطرد أنه إذا كان يريد غرينبلات إشراك فريدمان في المحادثات مع الفلسطينيين، فإن عليه اشراك القنصل العام في المحادثات مع الاسرائيليين، بشكل يتيح لكل طرف سماع معايير وقلق الجانب الثاني من قبل مسؤول أمريكي رفيع.
وقالت ناورت خلال اللقاء الصحافي أيضا، إن ادارة ترامب تحافظ على التفاؤل «ولم تتنازل حتى الآن» عن تحقيق اتفاق إسرائيلي ـ فلسطيني. وفي ردها على سؤال حول البناء الاسرائيلي وراء الخط الأخضر، وعن الفارق بين كتل المستوطنات والمستوطنات المعزولة، تابعت ان الإدارة لا تزال تفحص سياستها في هذا الموضوع.
فادي أبو سعدى