غزة – «القدس العربي» : شرعت الجهات المسؤولة في قطاع غزة بالتحضيرات اللازمة لاستقبال السفينتين النسائيتين «أمل» و «زيتونة»، اللتين أبحرتا مساء الأربعاء من ميناء برشلونة الإسباني نحو القطاع، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عشر سنوات، ووضعت أيضا سيناريوهين للعملية.
وقال المهندس علاء الدين البطة، رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود لـ «القدس العربي»، إنهم على تواصل مع القافلة النسائية، منذ انطلاقها، أول من أمس من ميناء برشلونة الإسباني.
وأشار إلى أن اللجنة وضعت سيناريوهين للعملية، يقوم الأول على وصول السفن بسلام إلى غزة، والثاني يقوم على أساس تكرار قوات الاحتلال عمليات القرصنة السابقة، والانقضاض على هذه القوارب ومنعها من الوصول إلى غزة بالقوة.
وأكد أنه في حال اعتدت إسرائيل على السفن، ستنظم اللجنة عدة فعاليات من بينها مسيرة بحرية، ووقفات تضامنية، غير أنه عبر عن أمله في وصول السفن للقطاع.
وقال إنه في حال وصلت السفن النسائية، سيكون هناك حفل استقبال رسمي وشعبي، وستنظم للمشاركات لقاءات مع النخب والمسؤولين الفلسطينيين، إلى جانب تنظيم جولة ميدانية لإطلاعهن على آثار ما خلفته ثلاث حروب إسرائيلية على غزة، بهدف الإطلاع عن قرب على حجم ما يعانيه سكان غزة المحاصرون.
ورحب أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، بالسفن النسائية، وأعلن عن وضع خطة كاملة لاستقبالهم في غزة.
وكانت السفينتان «أمل» و «زيتونة» قد أبحرتا مساء الأربعاء الماضي إلى غزة، برغم الحظر الإسرائيلي وطريقة الرد العنيفة المتوقعة، بعد أن وضعت الجهة المنظمة للرحلة اللمسات الأخيرة على تحرك هاتين السفينتين اللتين ستحملان على متنهما 30 امرأة من 20 دولة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على السكان منذ عشر سنوات.
ونظم المشرفون والمناصرون لهذه الرحلة حفل وداع في الميناء الإسباني، قبل أن تنطلق النساء في هذه المغامرة البحرية المحفوفة بالمخاطر جراء الرد الإسرائيلي العنيف المتوقع.
وفي العادة تستخدم قوات الاحتلال وسائل القوة المفرطة، في التعامل مع المتضامنين المبحرين صوب قطاع غزة.
ومن المقرر أن تقوم السفينتان قبل الوصول لغزة، بجولة على بعض الموانئ الأوروبية، للفت الأنظار تجاه الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة.
ودعا عصام يوسف منسق حملة «أميال من الابتسامات» أحدى الجهات المشرفة على الرحلة، في بيان نشره موقع اللجنة الدولية لكسر الحصار، إلى ضرورة حماية هذه السفن وضمان سلامة المشاركات.
وأعلنت سندس فروانة، الناطقة الإعلامية باسم السفينتين في غزة، استباقا للهجوم الإسرائيلي المحتمل، أن هاتين السفينتين «سلميتان وهدفهما إنهاء الحصار غير القانوني وغير الأخلاقي عن غزة».
وأكدت أن السفينتين ستتجهان إلى ميناء أجاكسيو في فرنسا، حيث تعقد الناشطات لقاءات مع مسؤولين محليين، مشيرة إلى أنهن سيعقدن مؤتمرا صحافيا، قبل ان تنطلق السفينتان لوجهتهما قبل الأخيرة، دون أن تكشف عنها.
وأشارت فروانة إلى أن السفينتين تحملان 30 ناشطة نسوية من عدد من دول العالم بعضهن حاصلات على جائزة نوبل للسلام، وناشطات أوروبيات في مجال حقوق الإنسان، إضافة لنائبات في برلمانات غربية وعربية منهن عضو البرلمان الأوروبي السويدية مالين بجورك، وهي نائبة معروفة بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى الإعلامية العربية خديجة بن قنة.
ويشارك في هذه الحملة أيضا الأمريكية آن رايت، المتقاعدة من الجيش الأمريكي برتبة عقيد، التي سبق لها أن شاركت في «أسطول الحرية الأول» على متن السفينة « شالنجر1»، التي كانت إلى جانب السفينة «مافي مرمرة» التي قتل فيها الكوماندوز الاسرائيليون عشر متضامنين أتراك.
كذلك جرى الإعلان عن مشاركة النائبة التونسية لطيفة حباشي، إضافة إلى سميرة ضوايفية من الجزائر. وفي تسجيل مصور بثه موقع اللجنة الدولية لكسر الحصار، قالت البرلمانية التونسية الحباشي، إنها ستشارك في هذه المهمة، الهادفة لكسر الحصار عن غزة. وقالت المحامية النائبة الحباشي الناشطة في حقوق الإنسان، إنها ستشارك كممثلة عن الشعب التونسي، وكحقوقية على متن سفينة الأمل، رسالة إلى الشعب التونسي بأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد ينبغي ألا تشغلهم كتونسيين عن دعم الشعب الفلسطيني. وأكدت أن الصمت الدولي على حصار غزة يعد «جريمة كبرى في حق مليونين من البشر»، مشددة على أن الصمت يعد كذلك «مشاركة وتواطؤ في سلب حق الحياة».
وأوضحت اللجنة الدولية لكسر الحصار أن إطلاق اسم «أمل» جاء تعبيراً عن الأمل الذي سيجلبه القاربان إلى غزة، في حين يرمز «زيتونة» إلى شجرة الزيتون.
وفي السياق أعلن الشيخ أحمد إبراهيمي رئيس المنسقية المغاربية، الداعمة لفك حصار غزة عن إطلاق الحملة الجزائرية والمغاربية لمناصرة السفن النسائية. وأكد في تصريح صحافي نقلته الحملة الدولية لفك الحصار، أن الحملة تشمل عدة أنشطة وفعاليات مختلفة تهدف في مجملها لإعادة لفت الانتباه إلى «الحصار الإسرائيلي الظالم وغير الأخلاقي وغير القانوني و غير الإنساني المفروض ضد قطاع غزة. وجدد التأكيد على وقوف الجزائر إلى جانب فلسطين، مشدداً رفض بقاء الحصار كـ «أمر واقع وعلى غزة أن تتعايش معه.»
وتفرض إسرائيل حصارا محكما على قطاع غزة منذ عشر سنوات، تقوم بموجبه بفرض قيود مشددة على حركة الأفراد والبضائع من المعابر البرية، كما يشمل الحصار تشديدا كبيرا من جهة البحر.
وكانت سلطات الاحتلال قد صدت محاولات فك الحصار البحري عن قطاع غزة، وآخرها الأسطول البحري الثالث في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، وكان على متن أحد سفنه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي.
وتتعمد إسرائيل استخدام القوة ضد هذه السفن التي تحمل في العادة مساعدات رمزية للسكان المحاصرين، قبل وصولها سواحل غزة، وتعتدي على المتضامنين، وتعتقلهم وتخضعهم للتحقيق، قبل ترحيلهم قسرا إلى دولهم
وكان الهجوم الأعنف الذي تعرضت له سفن كسر حصار غزة، ضد السفن التي شكلت «أسطول الحرية الأول» في مايو/ أيار 2010، مما أدى وقتها لمقتل عشر متضامنين أتراك وإصابة العشرات منهم كانوا على متن سفينة «مافي مرمرة.»
وأدى الهجوم إلى توتر في العلاقة بين إسرائيل وتركيا دام ست سنوات، قبل أن يحل قبل أشهر قليلة باتفاق لإعادة تطبيع العلاقات وتبادل السفراء من جديد. يذكر أن أولى السفن التي وصلت قطاع غزة بعد فرض الحصار عليه، كانت سفينتا «الحرية»، و»غزة الحرة»، ووصلتا في 23 آب /أغسطس من عام 2008، فيما وصلت لاحقا سفن أخرى، قبل تطبيق القرار الإسرائيلي التصدي بالقوة لوصول أي سفينة.
أشرف الهور
الباخرة تحتاج دعم الحكومات لردع اي رد عنيف من طرف الابارتيد الصهيوني ،كما يجب على الشعوب العربية ان تكون في الموعد ،تحية الى الحراك المغاربي لدعم الباخرة و نقول للنساء في عرض البحر نشد على اياديكم و رحلة موفقة باْذن الله، و الْخِزْي و العار لمن يعترض طريقكن نحو غزة فتلك ما تبقى من العزة.