غزة تصعّد ضد «الأونروا» وإضراب عن الطعام للمفصولين وأطفالهم

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي» : هدد موظفو وكالة غوث وتشعيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بالدخول بإضراب مفتوح عن الطعام، ينضم إليه ذووهم خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال لم تتراجع رئاسة الوكالة عن قراراتها الأخيرة القاضية بوقف «برنامج الطوارىء» وتسريح 1000 موظف، ضمن عملية تقليص ستطال العديد من الخدمات المقدمة لنحو ستة ملايين لاجئ، بذريعة العجز المالي.
وصعد اتحاد موظفي «الأونروا» في غزة من لغة التحذير لرئاسة هذه المنظمة الدولية، مستندا بذلك إلى حجم الدعم الشعبي الكبير لفعاليات الموظفين، من قبل لجان اللاجئين والفصائل الفلسطينية والسكان.

اعتصام أمام مقر الاونروا

وفي هذا السياق نُظم أمس اعتصام كبير أمام المقر الرئيسي لـ «الأونروا» غرب مدينة غزة، شارك فيه الموظفون وذووهم واتحادات اللاجئين، على أن ينظم اعتصام آخر غدا الثلاثاء، ضمن الخطوات الشعبية الرافضة لتقليص خدمات «الأونروا».
ورفع المشاركون وبينهم أطفال ورجال طاعنون بالسن لافتات كتب عليها «إنهاء دور الأونروا يعني موت الفقراء»، و»مستمرون حتى نيل حقوقنا». وتخلل الاعتصام كلمة باسم الفصائل الفلسطينية، جرى خلالها تجديد التأكيد على رفض أي عملية تقليص تطال الخدمات المقدمة للاجئين، أو تمس الأمن الوظيفي للعاملين في «الأونروا»، باعتبار أن خطوات خفض عدد الموظفين، تنذر بوقف تقديم خدمات عدة للاجئين في مجالات التعليم والصحة والخدمة الاجتماعية.
وقالت سميرة، وهي موظفة شاركت في الاعتصام، وهي في منتصف الخمسينيات على هامش الفعالية لـ القدس العربي «ما يحدث مهزلة كبيرة»، مشيرة إلى أن «الأونروا» بخطوات تقليص الخدمات تكون قد تخلت عن «الدور الذي أنشئت من أجله». وتابعت وقد بدا على وجهها الغضب «سنستمر في الفعاليات حتى نيل حقوقنا، وإسقاط قرارات تقليص الخدمات».
وواصل في الوقت ذاته عشرات الموظفين العاملين في «برنامج الطوارئ» اعتصامهم داخل المقر الرئيسي للوكالة، وبالتحديد أمام مكتب مدير العمليات ماتياس شمالي، الذي غادره الأسبوع الماضي بعد حصاره لساعات من الموظفين الغاضبين.
ويقيم الموظفون في داخل المقر منذ أسبوع، ويربطون وقف اعتصامهم واحتجاجاتهم المتصاعدة، بتراجع «الأونروا» عن قرارات الاستغناء عنهم.
والأسبوع الماضي أرسلت «الأونروا» رسائل لموظفي «برنامج الطوارىء»، أبلغت عددا منهم بوقف عملهم بشكل كامل، وآخرون أحيلوا للعمل بشكل جزئي حتى نهاية العام، وعدد قليل أحيل للعمل بوظائف أخرى.
وتذرعت «الأونروا» بوجود عجز في الموازنة وصل إلى 217 مليون دولار، بعد أن كان مطلع العام الجاري 450 مليون دولار، حيث لم تتمكن من سد العجز رغم عقدها مؤتمرين للمانحين في روما ونيويورك.
ويرجع السبب في العجز إلى وقف الولايات المتحدة دعمها الأكبر لـ «الأونروا» والمقدر سنويا بـ 350 مليون دولار، ودفع 65 مليون دولار فقط ، بعد أو وضعت شروطا سياسية لوقفها هذا القرار، وهو ما رفضه الفلسطينيون.

الاتحاد يرفض الحلول الجزئية

ومن مكان الاعتصام قالت آمال البطش نائبة رئيس اتحاد موظفي «الأونروا» لـ « القدس العربي»، إنه حتى اللحظة لم تتم الاستجابة من قبل المسؤولين في المنظمة الدولية لطلبات الاتحاد والموظفين، باعتبار قرارات الاستغناء عن موظفين، وإحالة آخرين للعمل بشكل جزئي، لاغية.
وأكدت البطش أن اتحاد الموظفين يرفض «الحلول الجزئية» للأزمة، والاستغناء عن الـ 1000موظف، مشيرة إلى أن الاتحاد يرى في هذه السياسة مقدمة لفرض تقليصات أخرى ستطال عددا كبيرا آخر من الموظفين.
وحذرت من خطورة ما جرى اتخاذه من قرارات لتقليص الخدمات، في ظل ما يعانيه سكان غزة من أوضاع صعبة للغاية، كما حذرت من تأجيل العام الدراسي في مدارس «الأونروا» المقرر افتتاحه الشهر المقبل، ودعت المفوض العام لإعلان صريح بانتظام الدراسة في موعدها.
وحذرت من أن أي عملية تأجيل للعام الدراسي، ستكون لها مخاطر كبيرة من خلال حدوث «انفجار» في المنطقة، محملة المسؤولية عن ذلك لمن وصفتهم بـ «المتآمرين»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تأجيل العام الدراسي في مدارس «الأونروا» التي تقدم خدماتها المدرسية لنصف مليون لاجىء فلسطيني، يهدد الأمن الوظيفي لـ 22 ألف موظف يعملون في قطاع التعليم.
وسألت «القدس العربي» البطش عن الخطوات المقبلة التي ينوي اتحاد الموظفين اتخاذها، فقالت إنهم مستمرون في «نزاع العمل» الذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي، ويعطي الاتحاد الحق في اتخاذ قرار بالإضراب الشامل عن العمل في كافة مراكز «الأونروا» بعد 21 يوما من إبلاغ مسؤولي «الأونروا» بذلك القرار.
وأشارت أيضا إلى وجود تخطيط لاعتصام 13 ألف موظف من العاملين في «الأونروا» داخل المقر الرئيس وخارجه، إضافة إلى وجود قرارات ستنفذ خلال الفترة المقبلة، من بينها انضمام الموظفين المعتصمين داخل المقر وعائلاتهم للإضراب المفتوح عن الطعام.
يشار إلى ان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين المحتلة جيمي ماكغولدريك، رجح قبل يومين عدم قدرة «الأونروا» على فتح أبواب مدارسها في موعدها المحدد نهاية أغسطس/ آب المقبل.

غزة تصعّد ضد «الأونروا» وإضراب عن الطعام للمفصولين وأطفالهم
مسؤول باتحاد الموظفين لـ «القدس العربي»: انفجار سيحدث لو أجلت الدراسة
أشرف الهور:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية