نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : برئاسة وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفاني، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة قدم فيها الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، غسان سلامة، إحاطةللأمم المتحدة حول آخر التطورات هناك.
وقال سلامة إن إعادة إطلاق العملية السياسية خلقت زخما جديدا، وأبدى سعادته بشأن المشاورات السلمية والبناءة الدائرة حول مستقبل ليبيا. وأضاف لأعضاء مجلس الأمن: «مر شهران على إطلاق (خطة العمل من أجل ليبيا) المكونة من عدة عناصر بدأت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا العمل على مسارها بشكل متواز، ويتضمن ذلك: تعديل الاتفاق السياسي الليبي، وتنظيم مؤتمر وطني، والتحضير للانتخابات وتوفير المساعدة الإنسانية».
وتناول سلامة التقدم المحرز على مسار تطبيق خطة العمل، ومن ذلك عقد جلستين للجنة الصياغة المشتركة المكونة من أعضاء من مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة للاتفاق على مجموعة من التعديلات للاتفاق السياسي الليبي.
وفي إطار هذه الخطة، تعمل الأمم المتحدة على توفير حياة آمنة وطبيعية لكل الليبيين، ليتحرروا من الخوف والحاجة كما قال سلامة.
وأشار المبعوث الدولي إلى تكثيف انخراط البعثة، المعروفة باسم أنسميل، مع الجماعات المسلحة ووضع استراتيجية لإدماج أعضاء تلك الجماعات في الحياة المدنية.
وتناول الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا الوضع الإنساني الصعب هناك. وقال إن ليبيا في الماضي كانت مانحة للمساعدات للكثير من الدول الأفريقية، أما الآن فيحتاج 25% من الليبيين إلى المساعدة.
وذكر أن القطاع الصحي في ليبيا يمر بأزمة، إذ لا يعمل سوى عدد ضئيل جدا من المستشفيات العامة، كما أن مخزون الدواء محدود. وأضاف: «من المثير للغضب أن يوجد هذا الكم من المعاناة في دولة تمتلك ثروة هائلة، ولكن هذا هو الحال. لذا يتعين أن نساعد ليبيا على معالجة المخاوف العاجلة. إن استراتيجيتنا في المجال الإنساني تسعى إلى المساعدة في معالجة الاحتياجات المزمنة لأكثر المجموعات استضعافا.»
وتطرق سلامة إلى مسألة المهاجرين واللاجئين في ليبيا، مشيرا إلى زيادة عدد المحتجزين تعسفيا في نظام لا يخضع للمساءلة أو الإجراءات اللازمة. وقال إن المهاجرين يتعرضون للعنف والتعذيب والاغتصاب والقتل والعمل القسري، وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة داخل وخارج أماكن الاحتجاز الرسمية في ليبيا.
وحث الحكومة الليبية على معالجة ذلك التحدي بشكل شامل، وإيجاد حل يحترم حقوق المهاجرين والمجتمعات المضيفة بأنحاء البلاد.
وأكد غسان سلامة التزامه بفعل أقصى ما يمكن لمساعدة الليبيين على حل خلافاتهم السياسية. وقال إن الأمم المتحدة توسع نطاق وجودها في ليبيا، وقامت بالفعل بزيادة هذا الوجود بشكل كبير.
وأشار سلامة إلى القتل والاغتصابات والتعذيب الذي يتعرض له المهاجرون الأجانب في ليبيا داخل وخارج مراكز الاعتقال. وناشد الحكومة الليبية من أجل العمل على وقف تلك الممارسات وإيجاد حلول تحترم حقوق المهاجرين وما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية في هذا السياق.
وتحدث سلامة عن عمل الأمم المتحدة من أجل إعادة دمج أفراد الجماعات المسلحة في المجتمع الليبي. وأشار في الوقت ذاته إلى ضرورة المساعدة على تأهيل وتمكين الجهاز القضائي والتنفيذي والأمني في البلاد. ونوه إلى صعوبة الوضع الإنساني في ليبيا وأشار إلى أن 25 من مئة من الليبيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وتحدث سلامة عن «اقتصاد الظل» وهدر مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي. وأشار كذلك إلى تهريب النفط الليبي لدول أجنبية والمخاطر التي يشكلها على الاقتصاد الليبي. ثم تحدث سلامة عن خسارة الاقتصاد الليبي لملايين الدولارات بسبب سوء إدارة الأصول المجمدة.
وخلال لقاء مع الصحافة المعتمدة لدى المنظمة الدولية أكد سلامة حاجة الليبيين إلى الاستقرار وردا على سؤال لـ «القدس العربي» حول الجديد الذي يحمله غسان سلامة بعد خمسة مبعوثين أتوا من قبله وخرجوا من دون تحقيق شيء ملموس على طريق وحدة ليبيا وإخراجها من مأزقها التاريخي قال سلامة: «أنا أحترم كل من سبقني من المبعوثين الخاصين ومن لا يعمل لا يخطئ لقد سعوا ما استطاعوا. ربما الفارق ليس في شخصية المبعوث الخاص بقدر ما في مدى فقد صبرالليبيين على هذه الأوضاع. الليبيون من الانتقال من مرحلة انتقالية إلى مرحلة انتقالية أخرى. وجاءهم ممثل خاص جديد يقول لهم إني أفهم هذا التعب وهو يريد لهم أن ينتقلوا من مرحلة انتقالية إلى مرحلة استقرار وطمأنينة لها طابع دائم
متابعة من «القدس العربي» حول دور مجلس أعيان ليبي للمصالحة وإذا ما كان على تواصل معهم قال المبعوث الخاص بالنسبة للملتقى الوطني الذي ندعو إليه هناك عدد من ممثلي المجتمع القبلي يلعبون دورا أساسيا في تتويج المصالحات المحلية التي قمنا بها بمصالحة وطنية شاملة».
وفي بيان رئاسي مقتضب قرأه وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفاني، أكد مجلس الأمن الدولي دعمه لعمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، غسان سلامة. كما أكد دعمه لخطة العمل التي يقودها سلامة. وجاءت تصريحات المجلس على لسان وزير الخارجية الإيطالي خلال مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن حول ليبيا التي ترأسها لأن بلاده تتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي.
عبد الحميد صيام