بيروت- «القدس العربي» : بقيت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية في دائرة الضوء ، ولوحظ أن صحيفة «المستقبل» التابعة للرئيس الحريري ركّزت على أن «زيارة الرياض خيّبت آمال الواهمين المراهنين على ضرب العلاقات المتجذرة بين البلدين والشعبين، ورسخّت الثقة واليقين بعمق هذه العلاقات وارتكازها إلى ثوابت أخوية تاريخية ودعائم عروبية عصيّة على الانكسار والانحسار مهما اشتدت العواصف وتقلّبت الظروف».
ولفتت الصحيفة إلى أن استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الحريري تمّ «وسط حفاوة ملكية ملحوظة، على أن يستكمل رئيس الحكومة محادثاته في الرياض بلقاء يعقده مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان قد نوّه عشية زيارة الحريري بأنه بات «في وضع أفضل الآن» في لبنان في اشارة إلى تصريح بن سلمان إلى صحيفة « واشنطن بوست « جاء فيه إنه «تعرّض لانتقادات غير منصفة على خلفية الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري للاستقالة في تشرين الثاني الفائت»، مشدداً على أنّ الحريري «هو الآن في وضع أفضل» في لبنان مقارنةً بميليشيا حزب الله المدعومة من إيران».
ورأى البعض أن الحفاوة التي ابداها الجانب السعودي، والارتياح الذي بدا خلال المحادثات، عكس حجم الاهتمام السعودي بالتوازنات اللبنانية، كما يعكس تجدد الاحتضان العربي للاستقرار في لبنان، وعدم تركه فريسة للتدخلات الأجنبية وسلب قراره الوطني بما يسبّب خللاً في ميزان القوى الداخلي في لبنان ويمهّد لتغيير صورة لبنان وواقعه على نحو خطير.
وكان الحريري غرّد على صفحته عبر موقع «تويتر» ناشراً صورة اجتماعه «مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض»، فيما لفتت بالتوازي ثلاث تغريدات للوزير المفوَض في الديوان الملكي وليد البخاري، الأولى نشر فيها صورة استقبال الملك سلمان لرئيس الوزراء اللبناني، وأتبعها بأخرى أعاد فيها تغريدة الحريري عن لقاء قصر اليمامة، قبل أن يدوّن البخاري في تغريدته الثالثة عبارة بالغة الدلالة قائلاً: «لبنانُ.. مهمَا يطل بُعدُنا فالجمعُ يَشْتَمِلُ».
على خط آخر، جدّد قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون «تأكيد جهوزية الجيش على الحدود الجنوبية، لمواجهة أيّ عدوان عسكري إسرائيلي، أو أيّ محاولة من قبله لقضم جزء من الحدود البرية والبحرية» ، مشدّداً على « أنّ الجيش لديه كامل الإرادة للدفاع عن الحقوق اللبنانية بكلّ وسائله وإمكاناته المتاحة، ومهما تصاعدت تهديدات العدو واستفزازاته».
وقال قائد الجيش خلال تفقّده قبل ظهر امس قيادة فوج التدخل الثالث وحضوره مناورة قتالية نفّذتها مجموعة من المتدربين «إن هذه الجهوزية تتلازم مع مواصلة قوى الجيش رصد الخلايا الإرهابية وتفكيكها، وترسيخ الاستقرار في الداخل، ومكافحة الجرائم المنظمة، خصوصاً جرائم القتل والسرقة والمخدرات، بالإضافة إلى تكثيف التدريب النوعي لرفع مستوى الكفاءة القتالية للوحدات، وإجراء التحضيرات اللازمة لمواكبة الاستحقاق النيابي المقبل بأفضل الشروط الأمنية المطلوبة». ولفت العماد عون إلى «أنّ الجيش هو على مسافة واحدة من الجميع في هذا الإستحقاق، وسيؤدّي واجبه بعيداً من السياسة وبروح التجرّد والمناقبية والانضباط «، وختم مؤكّداً « أنّ الجيش سيكون على قدر ثقة المواطن، وسيتحمّل مسؤولياته من دون تردّد، للدفاع عن الوطن والحفاظ على مسيرة أمنه واستقراره «.
إلى ذلك، يبدأ اهالي الموقوفين الاسلاميين تحركات احتجاجية اعتباراً من اليوم لاقرار العفو العام عن ابنائهم قبل الانتخابات النيابية. وتشمل التحركات إقفال طرق رئيسية وحرق اطارات بالتزامن مع تنفيذ الموقوفين في رومية اضراباً عن الطعام كي يشملهم العفو.
وتأتي هذه التحركات فيما أكد رئيس الجمهورية ميشال عون لوفد من عائلات شهداء الجيش اللبناني زاره في بعبدا، «عدم شمول قانون العفو العام الذي يتم العمل على اقراره في مجلس النواب قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، اولئك الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق العسكريين». وأكد لهم انه «يتابع هذا الموضوع انطلاقاً من حرصه على الوفاء لشهادة العسكريين الذين استشهدوا في سبيل الحفاظ على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية، وانه لن يوقّع اي قانون عفو عمن ادين او سيُدان بقتل عسكريين».
اعتقد بان جيش العدو الصهيوني سوف تلقنه المقاومة درسا في فنون الشجاعة والاقدام وسوف يهزم باذن الله