قائد الميليشيات الإيزيدية التي هجرت القرى العربية بسنجار كان يهاجم الجيش العراقي خلال الثمانينات بدعم من نظام الأسد

حجم الخط
2

إسطنبول ـ «القدس العربي» لم يكن قاسم ششو القائد العسكري الإيزيدي الأبرز اليوم يعرف أنه سيعود يوما إلى القتال في قرى سنجار بعد سنوات قضاها في قتال الجيش العراقي بالمنطقة نفسها خلال الثمانينات.
فقاسم ششو كان قائدا محليا لمسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني في منطقة سنجار خلال سنوات المواجهة بين الأكراد وجيش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية.
ويقول أحد المسؤولين العراقيين الأمنيين السابقين الذين تابعوا ملف ششو خلال سنوات الحرب الإيرانية ان ششو كان محكوما بقضايا عدة وملاحقا أمنيا من أجهزة النظام العراقي السابق لأنه شكل مجموعات مسلحة للهاربين من الخدمة العسكرية، إلى ان انضم للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني والذي وفر له الدعم المالي والتسليح ليقوم بهجمات على قوات الحيش العراقي الذي كان منخرطا في حرب مع إيران وحزب الاتحاد الكردستاني بزعامة جلال الطالباني وقوات مسعود البارزاني.
ويضيف المسؤول السابق الذي يقيم الآن في الموصل «بعد انخراطه في حزب الديمقراطي الكردستاني شن عدة هجمات لكننا نجحنا بإبعاده لخارج الحدود العراقية، فلجأ إلى سوريا واستقر بريف القامشلي بمحافظة الحسكة بحماية النظام السوري، وعمل من داخل الأراضي السورية برعاية المخابرات التي احتضنت المعارضة العراقية خلال تلك الفترة، وبدأ يتسلل من ريف القامشلي إلى سنجار بالعراق، مستغلا معرفته بتضاريس جبل سنجار وامتدادته من أودية وتلال داخل الحدود السورية للعبور وشن غاراته على الحزبيين البعثيين العراقيين ومسؤولين المنطقة الأمنيين في ذلك الوقت، وكذلك هاجم الجيش والجيش الشعبي».
لكن دور ششو انتهى أواخر التسعينات، فقد كان تحسن علاقة جناحي حزب البعث في العراق وسوريا عام 2001 سببا في إنهاء تواجد قاسم ششو في ريف القامشلي بسوريا وغادر لألمانيا ليقيم هناك ويحصل على جنسيتها.
وبعد سقوط بغداد أعادت قوات البشمركة سيطرتها على القرى العربية غرب الموصل، وعاد ششو مع الأحزاب الكردية كمسؤول لجنة الحزب الديموقراطي الكردستاني في مجمعات الإيزيدية جنوب جبل سنجار في تل بنات وكر عزير المعروفة قديما بمجمعي الجزيرة والقحطانية. ولكنه ما لبث ان غادر إلى المانيا تاركا ولده حيدر ليترشح للبرلمان العراقي وهو الآن يظهر مع والده مرتديا الزي العسكري.
وبعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل وسنجار عاد ششو من ألمانيا مجددا إلى جبل سنجار وتزعم ونظم المقاتلين اليزيديين الهاربين ونجح بخبرته القتالية ومعرفته الطويلة للطرق الجبلية بالحفاظ على مواقع مقدسة لليزيديين من هجمات تنظيم الدولة كمزار شرف الدين شمال الجبل مقابل مجمع اليرموك ومزار شيخ بالقاسم اعلى الجبل.
ونجح ششو في الاسابيع الاخيرة ببناء تحالف قديم جديد بين حزب «بي كي كي» الكردي وحزب ال ypg الكردي السوري وقواته لتهاجم قرى العرب وقبيلة الجحيش غرب الموصل ويقوم باعمال تهجير كما وصفها مراقبون حقوقيون فيما بات يعرف بهجمة معاكسة انتقامية من قبل اليزيديين، اثارت ردود افعال واسعة إلى ان ووصلت شراسة هذه الحملات مؤخرا إلى قرى في سنجار كأم الخباري وقرية أم السبايا، بالإضافة إلى قرية ثالثة، وهو ما دفع نائب الرئيس العراقي النجيفي لاتهام ششو مع حزب العمال الكردستاني صراحة بالوقوف وراء مجازر، وهو ما غضب ايضا رئيس الاقليم البارازاني وانهى تحالفه معه كما يقول مطلعون، ليعود ششو لحلفه القديم المعتمد على المقربين من ايران كحزب الاتحاد الكردستاني المقرب ايضا من النظام السوري الذي احتضنه لسنوات، ويتعاون مع قيادي كردي اخر ينتمي لحزب الاتحاد الوطني بزعامة طالباني هو داوود الجندي عضو مجلس محافظة نينوى والمنتمي لعشيرة السموقي، والذي بات هو الاخر من امراء الحرب الذين يقودون مقاتلين اكراد بجبل سنجار.
كما ظهر هذا التحالف جليا في قيام قوات حماية الشعب الكردستاني السورية بالهجوم على بلدة ربيعة العراقية الحدودية مع سوريا وتهجيرها وبيع ممتلكات الاهالي في سوق اقيم في اليعربية على الجانب الاخر من الحدود، وهو هجوم في سلسلة هجمات ممنهجة ضد قرى عربية قرب زمار وسنجار وتلعفر غرب الموصل ادت لتهجير كامل لسكان هذه القرى ومعظمهم من قبيلة الجحيش، منها مجمع برزان قرب زمار الذي ازيل بالكامل وقامت الاليات بتجريف 600 منزل فيه، وقرية بوحنايا التي قتل فيها ثلاث نساء بينهما امرأة حامل وطفلين، وقرية كر كافر، والان يقول سكان من قرى كهربز وكسير والصالحية انهم تركوا قراهم خوفا من عمليات تطهير عرقي وتهجير كما حصل مع عشرات القرى غرب الموصل.
وينظر الكثير من الاكراد واليزيديين إلى قاسم ششو كبطل ثأر لليزيديين، وصرح بذلك العديد من الشخصيات اليزيدية والكردية علانية، الا ان قيادات كردية اخرى مقربة من البارازاني لا تخفي انها ضاقت ذرعا بتجاوزاته ضد القرى العربية، بينما يبرر هو عملياته ضد هذه القرى العربية بالنظر اليها كبيئات متعاطفة مع تنظيم الدولة، حيث يقول بتصريحه الاخير قائلا «لا رحمة ولا شفقة ولا فرق بين داعش او المبايعين لها».
وهكذا فان النزاع بين ششو والاحزاب الكردية من جهة وبين تنظيم الدولة ونظام صدام من جهة يشير مرة اخرى إلى تاريخية وتجذر الازمة بين الاكراد والعرب السنة بمختلف اوجه تمثيلهم السياسي. قوميا كان او اسلاميا متشددا.

وائل عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمار العراقي:

    للتنويه قاسم ششو كان يقاتل ضد تعريب المنطقة التي قام نظام البعث بطرد وتهجير الاكراد وجلب العرب الى هذا المناطق من مختلف مناطق العربية الاخرة
    ” مجمعات الإيزيدية جنوب جبل سنجار في تل بنات وكر عزير المعروفة قديما بمجمعي الجزيرة والقحطانية”
    تل بنات وكر عزيز هي الاسماء القديمة وليس الجزيرة والقحطانية هذا هي الاسماء المعربة من قبل البعث

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    بالعراق وسوريا ولبنان واليمن ابحث عن المستفيد ليتبين انه ايران
    وظيفة ايران بالمنطقة هي بزعزعتها أولا ثم السيطرة عليها

    ضرب العراقيين ببعضهم – ايران
    ضرب السوريين ببعضهم – ايران
    ضرب اللبنانيين ببعضهم – ايران
    ضرب اليمنيين ببعضهم أيضا ايران

    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية