أنطاكيا ـ «القدس العربي»: نعت صفحات وحسابات من تنظيم «الدولة» أحد عناصرها من مواليد مدينة عندان حمزة هشوم، حيث تقول المعلومات بأنه قُتل في المعارك بين قوات النظام وتنظيم «الدولة» على جبهات الشيخ نجار شرق مدينة حلب، مع تضارب المعلومات عن مقتله في العراق أو الريف الشمالي الحلبي.
يقول عمر هشوم أحد أعمام حمزة وهو شاعر في مدينة عندان: كان حمزة «قاشوش» في المدينة لفترة من الزمن، فبعد خمول الحراك السلمي كان يقوم بجمع الطلاب من المدارس بمكريفونه الصغير ـ مكبر الصوت ـ ويجوب المدينة بالمظاهرات، وكان لديه دفتر من الأشعار والأهازيج والهتافات التي تغني للثورة السورية، وبقي الحال على ما هو عليه حتى توقف الحراك السلمي في عندان بشكل شبه نهائي».
ويتابع عمر هشوم حديثه عن حمزة: في بداية الاشتباكات مع تنظيم «الدولة» كان ابن اخي حمزة ميالاً للتنظيم ومؤيداً له، حيث اعتقل في المدينة من قبل فصائل «الجيش الحر» مرات عدة، ومن ثم تم الإفراج عنه، حتى أصبحت البيئة المحيطة تشكل عليه ضغطاً كبيراً، ما جعله يختار الانضمام إلى تنظيم «الدولة»، وقد وصل إلى مناطق التنظيم منذ حوالي عشرة أشهر وعمل مع التنظيم في مناطق عدة.
وأكد هشوم أن حمزة قاتل نظام الأسد مع فصائل عديدة، وعلى جبهات عديدة وأصيب في الكثير من المعارك، وذلك قبل أن يختار طريقه بالتوجه إلى تنظيم «الدولة»، والذهاب إلى مدينة الباب في الريف الشرقي، وثم الالتحاق بجبهات التنظيم.
وقد انضم الكثير من شباب المدينة وممن خرجوا في الثورة في بدايتها إلى تنظيم «الدولة»، وقُتلوا على جبهاته، ومنهم قُتل على جبهات الوحدات الكردية، وعدد منهم على جبهات التنظيم مع فصائل المعارضة في الريف الشمالي، وبالإشتباكات مع النظام السوري.
وقال شقيق حمزة على صفحته على «فيسبوك»: «استشهاد أخي حمزة ـ خطاب ـ وهو ـ خارجي ـ والذي خرج مع أوائل الثوار في حلب وريفها، ثم اعتلى دفة المظاهرات ليصبح قاشوشاً، وخرج من عندان إلى حلب ومنها إلى حاجزي بيانون وعندان والى مدرسة المشاة، وبعدها إلى جبال عندان والطامورة، والشيخ سعيد، والليرمون واللواء 80 ومطار النيرب، وآخرها شهيداً على جبهة الشيخ نجار ـ أي خارجي انت يا بطل ـ نم قرير العين فالله أعلم من تكون».
وحمزة هشوم هو شقيق أول شهيد في مدينة عندان محمد هشوم والذي قتل في جمعة «أحرار الجيش» في تاريخ 14 شهر تشرين الأول/اكتوبر 2011 حيث خاضت المدينة بعد ذلك معارك عنيفة حتى اعتبرها الثوار في حلب «عاصمة الثورة الحلبية».
يذكر أن المدينة شهدت شهراً كاملاً من الاشتباكات على محيطها بين تنظيم «الدولة» وفصائل من الجيش الحر المتواجدة داخلها، حتى انسحب التنظيم نحو الريف الشرقي في مطلع العام 2014، وعاشت عندان حينها احداثاً دامية بين أبناء المدينة الواحدة قضى فيها أكثر من عشرة اشخاص من فصائل «الجيش الحر» على يد عناصر التنظيم.
ياسين رائد الحلبي