منذ أعوامٍ وأنا ساهمٌ في المقهى
أحرّك القهوة بسبّابتي
وأنتظر سقوط صندوق من الذهب
من على ظهر شاحنة
هذا لا يحدث سوى في أفلام العصابات
وحدها الجثث تتساقط في مدنٍ كثيرة
الجنود أصابعهم على الزناد
فيما الصيارفة يبتسمون كالعادة
منذ أعوامٍ، أنام في هذه الغرفة
أجلس في هذا الصالون
أشرب من كأسٍ مكسور الحواف
وأتلاشى فوق الكنبة
أطفئ المصباح بفردة حذاء
وأتقلّب فوق السجادة ربع ساعة وأكثر
إلى أن يسقط كثيرون عن ظهري
أصير خفيف الوزن وأبتسم.
أفكاري دائماً مرتخيّة
مثل تبّان جدّة
أستبدل الجمل الاسمية بأخرى فعليّة
وأرفع إِيقاع الصعود إلى الهاوية
أقبّل السماء برأسي
من دون أن تتألّم نجمة
بينما الغراب الأسود الذي ينقر قلبي
أريده أن يواصل عمله وينصرف
أريد أيضاً أن أصل إلى الله
قبل القيّامة بقليل
وأقف في طابورٍ تحت شمس حارقة
يهمّني أن أتفرّج على ملوك الأرض عراة
أن أزيل الكمّامة عن فمي وأغيظهم
كأن أنطق أسماءهم بالمقلوب
أو أخرج لساني وأضحك
منذ أعوامٍ، وأنا أعيش حياتي متوترا
كمسمارٍ في جدار
منفّراً مثل شروحات في حواشي كتاب
هكذا بسبب القصيدة والحرب
وواو الحزن المعقوف
مثل ثعبانٍ مسموم.
٭ شاعر مغربي
حسن بولهويشات