رام الله – «القدس العربي»: أعلن عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن إسرائيل أقرت العلاج القسري للأسير الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 72 يوما. وقال إن جسمه أصبح هيكلا عظميا وإنه فقد البصر في إحدى عينيه. وأشار إلى أن المحامي أبو اسنينة زار الأسير القيق في مستشفى العفولة الإسرائيلي.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة القيق الذي يمكن أن يتعرض لجلطة تؤدي إلى فقدانه واستشهاده في أي وقت ، خاصة وأن لجنة الأطباء في مستشفى العفولة تحدثت عن خطورة غير مسبوقة طرأت على حالة القيق وأن وضعه يعتبر الأكثر خطورة وتعقيدا.
وأفاد التقرير الطبي الصادر عن أطباء مستشفى العفولة ووصلت نسخة عنه إلى هيئة الأسرى أن القيق مصاب بحالة إرهاق وتعب شديدين ويشعر بدوخة مستمرة وثقل في السمع ولا يستطيع التواصل مع الآخرين إلا بالإشارات وغير قادر على النطق بشكل سليم، وهو فاقد القدرة على الكلام بشكل تام تقريبا.
وأضاف أن الأسير القيق ما زال يرفض الفحوص الطبية وتناول الملح والسكر أو أي شيء من المدعمات ولا يتناول إلا الماء فقط، وأنه أصبح مصابا بالتهابات في عينيه وقدميه ويشكو من آلام شديدة بشكل مستمر.
يذكر أن مستشفى العفولة يزود المحكمة العليا الإسرائيلية بتقارير طبية بشكل متواصل وذلك استعدادا للجلسة التي ستعقد غدا للنظر في قضية استمرار اعتقال القيق في ظل تدهور حالته.
وسبق ذلك أن أعلن جواد بولس مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير أن مستشفى «العفولة» قرر عقد اللجنة الطبية المسماة بـ»لجنة الأخلاق» للأسير القيق وذلك بعد تردي حالته الصحية. وأوضح في بيان صحافي لنادي الأسير أن تقريراً طبياً صدر عن المشفى وقدم إلى سكرتاريا المحكمة العليا وفيه أكد المشفى على أن الأسير ما زال في وعيه ويعاني من تعب وضعف شديدين ويميل إلى حالة من النعاس الدائم ويعاني من ثقل في السمع، ويتواصل بالإشارة ويرفض كتابة أي شيء كما ويرفض التعاون بشكل مطلق مع الطاقم الطبي علاوة على رفضه إجراء أية فحوص طبية وأخذ أية مدعمات.
من جهتها نظمت نقابة الصحافيين الفلسطينيين اعتصاماً استمرارا لفعالياتها المساندة للأسير القيق على ضوء استمرار تدهور الحالة الصحية له. ونصبت خيمة اعتصام دائم أقيمت في ساحة مقر الصليب الأحمر الدولي في البيرة وستبقى إلى أن ينال القيق حريته. وشملت الفعالية إضرابا عن الطعام ومؤتمرا صحافيا، وندوة حول سياسة الاعتقالات الإدارية.
في غضون ذلك قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن إسرائيل تسعى إلى طمس صوت القائد الأسير مروان البرغوثي لأن آراءه ومواقفه من شأنها أن تزعزع الأكاذيب والأضاليل التي تنتهجها حكومة الاحتلال.
جاء ذلك تعقيباً على رفض المحكمة العليا للاحتلال التماساً تقدمت به صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مؤخراً عقب رفض مصلحة السجون منح إذن لمراسلي الصحيفة بدخول السجن وإجراء مقابلة مع الأسير القائد والنائب في المجلس التشريعي مروان البرغوثي ورفض الحكومة الإسرائيلية لطلبات سابقة تقدمت بها العشرات من وسائل الإعلام العربية والدولية والإسرائيلية وذلك بادعاء أن تصريحاته «تعرض الأمن الإسرائيلي للخطر» علاوة على منع مصلحة السّجون خلال الأسابيع الماضية لعضوي «الكنيست» أيمن عودة وباسل غطاس من زيارته في السجن.
وأضاف فارس أن منع الإعلام والنواب من اللقاء بالبرغوثي يدل على حالة من الإرباك والتخبط تعيشها المؤسسة الإسرائيلية بشكل عام والحكومة بشكل خاص، لافتاً إلى أن الجدران والأسلاك لا يمكن أن تحجب صوت الفكرة.
يشار إلى أن صحيفة «هآرتس» كانت قد أوضحت أن سبب إصرارها على إجراء اللقاء هو «كون البرغوثي زعيما فلسطينيا يحظى بأعلى شعبية بين الفلسطينيين ومن المهم أن يسمع الجمهور الإسرائيلي موقفه ورؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي».
يذكر أن سلطات الاحتلال حاكمت الأسير القائد البرغوثي لأكثر من عشرين مرّة بذريعة تصدير البيانات والآراء.
فادي أبو سعدى