لندن ـ «القدس العربي»: ابتكرت أشهر شركة لصناعة التدخين في العالم سيجارة الكترونية جديدة تزعم الشركة المبتكرة أنها غير ضارة بالصحة ولا تُسبب الموت، وهي الأولى من نوعها في العالم، حيث تنخفض المواد الضارة فيها بنسبة 90٪ مقارنة بالسجائر التقليدية التي يتعاطاها الناس.
وقالت شركة «فيليب موريس» التي تنتج أشهر ماركات السجائر العالمية إن السيجارة الالكترونية الجديدة قد تساهم في القضاء على ظاهرة التدخين التقليدي التي تنتشر في العالم وتتسبب بأعداد كبيرة من الوفيات سنوياً، إضافة إلى أعداد كبيرة من الإصابات بالأمراض المختلفة.
والسيجارة الجديدة عبارة عن قطعة الكترونية تبث في الجسم الكمية من النيكوتين نفسها الموجودة في السيجارة التقليدية ولكن دون أن يضطر مستخدمها لاستنشاق الدخان، وكذلك دون أن يلوث الأجواء المحيطة به، ونتيجة لذلك فان منتجي هذه السيجارة يعتقدون أنها قد تؤدي بالكثير من الناس إلى الاقلاع عن التدخين وبالتالي تُحافظ على حياتهم وصحتهم.
منخفضة الثمن
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي أوردت تقريراً عن السيجارة الالكترونية الجديدة إن اسمها (IQOS) ويبلغ ثمنها 56 دولاراً فقط، وتم طرحها للبيع في الأسواق فعلاً، ولكن في دول محدودة حتى الآن، وتتوافر حالياً في اليابان وسويسرا وايطاليا.
ويقول التقرير إن السيجارة الالكترونية الجديدة تختلف أيضاً بشكل كامل عن «السيجارة الالكترونية» التي تنتشر حالياً في الأسواق ويستخدمها الكثيرون، حيث أن القطعة الجديدة تستخدم ملصقات صغيرة من التبغ إضافة إلى سائل النيكوتين، ويبلغ ثمن اللواصق عشرة دولارات لكل عشرين لاصقا، أي أن اللاصق الواحد يُكلف صاحبه نحو نصف دولار.
وتقوم القطعة الالكترونية الجديدة بتسخين اللاصق، ومن ثم يقوم المستخدم بسحب كمية النيكوتين الموجودة فيها والتي تعادل السيجارة العادية، فيما يقول الخبراء لدى الشركة المنتجة إنه بهذه الطريقة فان السموم والمواد الضارة تنخفض بنسبة 90٪ عما هو موجود في السجائر التقليدية العادية.
ورغم ذلك كله فان الخبراء والمختصين والأطباء يُشككون في جدوى القطعة الالكترونية الجديدة، وما إذا كانت فعلاً أقل ضرراً من السجائر العادية، أو أنها الخيار الأكثر أماناً أم لا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة صاحبة الابتكار أندريه كالانتزوبولوس: «أعتقد أنه سوف يأتي الوقت الذي نقول فيه أن لدينا اعتمادا كافيا على المنتجات البديلة، بما يؤدي للتخلص من السجائر التقليدية بالتعاون والعمل جنباً إلى جنب مع الحكومات في العالم». وأضاف: «آمل أن يأتي هذا الوقت قريباً».
واللافت أن شركة «فيليب موريس» التي ابتكرت هذه القطعة الالكترونية الجديدة التي تساعد على الاقلاع عن التدخين، هي ذاتها التي تنتج أشهر علامة تجارية في العالم للسجائر وهي «مالبورو» كما أنها تحقق أرباحاً طائلة سنوياً من جراء مبيعاتها للسجائر التقليدية في مختلف أنحاء العالم.
وتقول الدراسات والبحوث إن سوق التبغ العالمي يعاني من هبوط في الطلب وتراجع في المبيعات نتيجة إقلاع أعداد متزايدة من الناس عن التدخين، ونتيجة لجوء كثيرين إلى السجائر الالكترونية، ورغم ذلك كله فان التقارير والخبراء يتوقعون أن يكون في العالم نحو مليار مدخن بحلول العام 2025 أي أن الطلب على السجائر التقليدية سيظل مرتفعاً لسنوات طويلة مقبلة.
وتلفت «دايلي ميل» في تقرير لها إلى أن شركات إنتاج تبغ منافسة في مختلف أنحاء العالم تقوم حالياً باختبارات على قطع مشابهة ومنافسة، وهو ما يعني أنه خلال سنوات قليلة من الآن سوف تكون أغلب شركات إنتاج السجائر العالمية بدأت في إنتاج سجائر الكترونية تُمثل بديلاً عن الدخان التقليدي.
ستة ملايين حالة وفاة
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً، حيث يؤدي التدخين إلى وفاة ستة ملايين شخص سنوياً في العالم، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألفاً من غير المدخنين المعرّضين لدخانه، على أن المنظمة تتوقع أن يزيد عبء الوفيات ليبلغ أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030 إذا لم تتخذ دول العالم إجراءات عاجلة للحد من التدخين.
ويعيش نحو 80٪ من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، فيما تلفت المنظمة إلى أن دخان التبغ غير المباشر الذي يقتل الآلاف أيضاً سنوياً هو الذي يملأ المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة عندما يحرق الناس منتجات التبغ من قبيل السجائر والأراجيل، ويحتوي دخان التبغ على أكثر من أربعة آلاف مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أن ضارة و50 أخرى معروف عنها أنها تسبب السرطان.
السيجارة الالكترونية
ويُشار عادة إلى السيجارة الإلكترونية على أنها حل بديل لتدخين التبغ أو الجراك أو الأرجيلة، وهي أقل ضررا من التقليدية التي تحتوي على مواد سامة ومسرطنة وما يقارب 4800 عنصر كيميائي.
والسجائر الإلكترونية عبارة عن جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية لتسخين فتيلة تقوم بتبخير محلول يُسمى بالعصير الإلكتروني لينتج بخاراً كثيفاً يمكن مقارنته بالدخان من حيث الكثافة إلا أنه ذا رائحة زكية تختفي بسرعة ولا يحتوي على ثاني أكسيد الكربون. ويتم استنشاق البخار وإخراجه عن طريق الفم، كما أن المحلول يحتوي على نسبة من النيكوتين ليتناسب مع اختيار الذين يريدون الإقلاع عن التدخين.
وتوفر السجائر الإلكترونية تجربة شبيهة بتدخين السيجارة والشيشة والمعسل، وتساعد على الإقلاع عنها بشكل سهل، لكنها في الوقت نفسه لا تضمن عملية إقلاع عن النيكوتين بشكل تام، ولذلك تسمى ببديل للتدخين.
“حيث تنخفض المواد الضارة فيها بنسبة 90٪ مقارنة بالسجائر التقليدية”، 10% ضرر، هذا كاف للإمتناع عن هذه السجارة القاتلة ب10%>