قمة قادة مجموعة السبع: أوكرانيا وبوتين والطاقة… وهموم أخرى كثيرة

حجم الخط
0

بروكسل – «القدس العربي» – وكالات: توزع اهتمام قادة مجموعة السبع على مواضيع كثيرة خلال قمتهم التي انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، فبرزت مشكلة الطاقة وسط سعي أوروبا إلى الحد من الاعتماد على إمدادات الغاز الروسية. وتمثل الطاقة قضية أساسية ، حيث تعد أوكرانيا نقطة عبور رئيسية لإمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا. وتدور المخاوف حاليا من احتمال أن يدفع تصاعد التوترات روسيا إلى قطع الإمدادات.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو قبيل المحادثات «نتفق على أنه يتعين عدم استغلال الطاقة كسلاح سياسي .. قمة مجموعة السبع الحالية لابد أن تكون حازمة وتشجع روسيا على التخلي عن هذا السلاح». وكان وزراء الطاقة من دول مجموعة السبع قد اتفقوا الشهر الماضي على العمل على وضع استراتيجية طويلة المدى لتنويع مصادر إمدادات الطاقة إلى أوروبا ، وسط مخاوف أيضا من ارتفاع أسعار الطاقة وتغير المناخ.
ومن ناحية أخرى ، يتوسط الاتحاد الأوروبي في نزاع بشأن الغاز بين موسكو وكييف حول المتأخرات التي لم تدفع وأسعار الغاز مستقبلا. وتوصلت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة للطاقة و»نفتوغاز» الأوكرانية لاتفاق مبدئي قبل أيام ، والذي يجري مراجعته الآن من قبل موسكو وكييف – حسبما أفاد مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي جوينتر أوتينغر الذي يتوسط في المحادثات.
واعتبارا من عام 2015 ، تأمل روسيا في تفادي مرور إمداداتها من الغاز من أوكرانيا لتوصيلها مباشرة إلى جنوبي أوروبا عبر خط الأنابيب «ساوث ستريم» الذي يجري العمل في إنشائه حاليا. ولكن المفوضية الأوروبية طلبت من بلغاريا تعليق العمل في الجزء الخاص بها من خط الأنابيب، وسط الاشتباه بأن تعاقدات في المشروع منحت بشكل ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي. ولكن صوفيا تعهدت بالمضي قدما في أعمال الإنشاء، حيث شكا سياسي بارز هذا الأسبوع من «الضغط السياسي» من جانب بروكسل. وسوف يمر الخط الذي يبلغ طوله 2380 كيلومترا تحت مياه البحر الأسود عبر بلغاريا وصربيا والمجر وسلوفينيا قبل أن يوصل الإمدادات إلى إيطاليا واليونان والنمسا.
وركز قادة مجموعة السبع على قضايا اقتصادية، ويتفاوض الاتحاد الأوروبــي بشأن اتفاقيات تجارة حرة مع شركائه من مجموعة السبع: كندا واليابان والولايات المتحدة، على أمل أن تساعد إزالة الحواجز التجارية التكتل على التعافي من أزمته الاقتصادية. وقال باروسو:»كجزء من المناقشات حول الاقتصاد العالمي، ينبغي ألا تترك قمة مجموعة السبع أي شك في أن التجارة العالمية واحدة من دعائم استراتيجيتنا للنمو».
وكان قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة قد اتفقوا على مواصلة الضغط الدبلوماسية على روسيا، في محاولة لتهدئة الأزمة في أوكرانيا. ودعا هؤلاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى العمل فعلا لخفض التوتر في اوكرانيا و»التعاون» مع رئيسها الجديد بترو بوروشنكو الذي رفض سيد الكرملين لقاءه الجمعة في فرنسا. وأثناء عشاء في بروكسل جدد قادة نادي الدول الاكثر تصنيعا في العالم التأكيد على وحدة مواقفهم بعد ستة اشهر من بدء الأزمة الاوكرانية. وقالوا في بيان مشترك «ان ضم روسيا للقرم في شكل غير قانوني واعمال زعزعة الإستقرار في شرق اوكرانيا غير مقبولة ويجب ان تتوقف». ودعوا مجددا موسكو الى سحب القوات المحتشدة قرب الحدود الاوكرانية ووقف تدفق الاسلحة والناشطين الإنفصاليين نحو اوكرانيا واستخدام نفوذها لدى الإنفصاليين لالقاء السلاح. وان لم تنخفض حدة التوتر اكد قادة السبع «استعدادهم لتكثيف العقوبات المحددة الهدف وتنفيذ عقوبات اضافية لفرض تكلفات جديدة على روسيا».
أما بوتين الغائب الحاضر في قمة بروكسل بعد ابعاد روسيا من مجموعة الثماني، فرد من ناحيته في حديث بثته وسيلتان اعلاميتان فرنسيتان في الوقت الذي كان فيه قادة مجموعة السبع يجلسون الى مائدة العشاء، وندد بوتين بشدة بالامريكيين وتحداهم ان يقدموا «أدلة» على تدخل عسكري روسي في شرق اوكرانيا. وقال ردا على اعلان واشنطن ان بحوزتها «أدلة» تثبت ان موسكو لا تزال تسهل عبور «مقاتلين» و»أسلحة» الى الشرق الاوكراني، «أدلة؟ فليظهروها». واضاف الرئيس الروسي هازئا «لقد شاهدنا، العالم كله شاهد، كيف ان وزير الخارجية الامريكي (الاسبق كولن باول) اظهر أدلة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق»، في اشارة الى مزاعم واشنطن العام 2003 عن وجود هذه الأسلحة لتبرير تدخلها العسكري ضد صدام حسين.
وفي وقت سابق القى الرئيس الامريكي باراك اوباما في وارسو خطابا تميز بلهجة شديدة الحزم حيال روسيا منددا بـ»مناوراتها الظلامية» في اوكرانيا. وكان كلا من الرئيسين الامريكي والروسي في باريس ثم في النورماندي حيث جرت الاحتفالات بالذكرى السبعين لعملية انزال الحلفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية