لندن – «القدس العربي»: تمكن قمر «سهيل 1» الذي أطلقته دولة قطر العام الماضي من حماية مباريات كأس العالم ومشاهديها من التشويش، وهو ما كان قد أفسد نقل هذه المباريات الى ملايين البشر حول العالم خلال مونديال العام 2010، عندما أعلنت قناة «الجزيرة» القطرية أن بثها الفضائي الرياضي تعرض للتشويش انطلاقاً من قاعدة بث في إحدى الدول العربية.
والقمر الجديد «سهيل 1» أدخل دولة قطر الى عالم الفضاء حيث أنه الأول في تاريخ هذه الدولة، ويهدف للإستخدامات الإعلامية، ويبدو أن الدافع الرئيسي وراء اتخاذ قرار إطلاق هذا القمر كان التشويش الذي استهدف البث الحصري لمباريات كأس العالم من خلال قناة «الجزيرة» في العام 2010.
وتم إطلاق القمر «سهيل 1» في 29 آب/ أغسطس من العام الماضي 2013 بعد أن استغرق بناؤه أكثر من ثلاث سنوات، ويبلغ وزنه ستة أطنان، ومن المقرر أن يعمل لمدة 15 عاماً، أي أن قطر من المفترض أن تطلق قمراً بديلاً الى الفضاء قبل منتصف العام 2028، إلا أن القمر سيكون لا يزال عاملاً في العام 2022 عندما تستضيف دولة قطر المباريات النهائية لمونديال كأس العالم.
وتمكن «سهيل 1» حتى الآن من تجنيب مئات الملايين في العالم أي عمليات تشويش قد تستهدف مباريات كأس العالم التي تستضيفها البرازيل، والتي بدأت في الثاني عشر من حزيران/ يونيو الحالي، وتستمر حتى منتصف شهر تموز/ يوليو المقبل.
ولم يتم تسجيل أي حالة او محاولة تشويش على نقل هذه المباريات، إلا أن «سهيل 1» لعب دوراً كبيراً في تجاوز ذلك، بجانب توفير مشاهدة فائقة الجودة لمتابعي مباريات كأس العالم.
ويقول القائمون على «سهيل 1» إنه يتم في هذا القمر استخدام أحدث التقنيات في مجالات البث الفضائي والإتصالات وخدمات الإنترنت من أجل مقاومة عمليات التشويش وتحديد مصادرها بدقة.
ويمثل «سهيل 1» تطوراً مهماً في الإعلام الفضائي العربي، حيث وفر بديلاً أمام الكثير من القنوات التلفزيونية التي تتعرض للتشويش على الأقمار الأخرى، أو بديلاً لتلك القنوات التي تم وقف بثها بشكل رسمي على قمري «عربسات» و»نايلسات» التقليديين.
وأغلقت إدارة قمر «نايلسات» المصرية مؤخراً عشرات القنوات التلفزيونية لأسباب سياسية، خاصة خلال الفترة التي تلت إنهيار حكم الإخوان المسلمين، وعودة الجيش الى الإمساك بالحكم في البلاد، وهو ما أدى الى إغلاق قنوات تلفزيونية محلية، ووقف إستضافة قنوات غير محلية على قمر «نايلسات» المصري.
يذكر أن قطر تستعد لإطلاق قمر صناعي ثان باسم «سهيل2» في العام 2016، وسيكون التحكم فيه من قطر بنسبة 100في المئة وبكوادر محلية.