الناصرة – «القدس العربي»: شهدت إسرائيل ضجة واسعة أمس بعد الكشف عن أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو كان قد طلب من رئيس المخابرات «الشاباك» يورام كوهين التجسس على رئيس الموساد الاسبق تمير باردو، وعلى رئيس الأركان السابق، بيني عانتز من خلال تتبُّع اتصالاتهما الهاتفية.
وحسب برنامج تحقيقات بثته القناة الثانية فقد طلب نتنياهو من كوهين، استغلال قدرة « الشاباك» لرصد اتصالات عدد من الشخصيات، منها رئيسُ الأركان، ورئيس الموساد، لكن كوهين رفض طلب نتنياهو. وأشار التحقيق إلى أنّ كوهين غضب من هذا الطلب، لا سيّما أنَ الأشخاص الذين طُلِبَ منه التنصّت عليهم، كانوا زملاء قريبين له، إذ كانت المهامُ المنوطة بهم، تفرض عليهم العمل معا بشكل دائم. كما أن كوهين يرى أن «من المهم الحفاظ على أمن المعلومات، ولا يجوز للشاباك استخدام هذه التدابير القاسية ضد الأشخاص الذين يقفون على رأس الجيش والموساد.
وعقّب رئيس الموساد الأسبق، تامير باردو، في مُقابلة مع القناة الثانية على هذا الموضوع بالقول» أريد أن أصدق، أنه وفي دولة ديمقراطية مثل إسرائيل، يطلب رئيسُ حكومتها التنصت على رئيس الأركان، أو عليّ»، دون أن ينفي ما جاء في التحقيق.
وأضاف «التنصت هو أعظم عدم ثقة ممكن أن يكون، وأنا لم أكن لِأطلب في حياتي من أي أحد التنصّت على أحد من موظّفي الموساد». وسارع نتنياهو لنفي ما ذكر وقال إن الادعاء بأن رئيس الحكومة طلب من الشاباك التنصت على الموساد، لا أساس له من الصحة. معتبرا أن هذا تشويه كامل للجهود الشاملة التي تُبذَل بشكل دوري لحماية أمن المعلومات المُتعلّقة بالمسائل الحساسة، التي تُمثّل أهمية قصوى بالنسبة لأمن إسرائيل.
وفي حسابه على تويتر قال نتنياهو «هذا حديث أوله كذب وآخره كذب. يبدو أنه لا حدود للكذب. وحمل رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية آفي ديختر على تمير باردو لعدم نفيه «البث الكاذب» واتهمه بالمساس بالموساد وإلحاق الضرر به. زاعما أن باردو تحدث في البرنامج في مواضيع سرية وتسبب بالكشف عنها وبأضرار لأمن إسرائيل رغم أن الرقابة العسكرية صادقت على مضامين البرنامج. وتوجه عدد من نواب المعارضة بطلب من لجنة الخدمات السرية في الكنيست عقد اجتماع طارئ للتداول بما كشف عنه البرنامج والتثبت مما قيل فيه حول تصرف نتنياهو.
يشار الى أن البرنامج كشف أيضا عن أن نتنياهو طلب قبل عدة سنوات من الأجهزة الأمنية الاستعداد لحرب محتملة مع إيران على خلفية التهديدات النووية.
تدخلات سارة نتنياهو
وبالتزامن مع ما تعتبره أوساط إسرائيلية واسعة فضيحة لنتنياهو، كشف أن زوجته سارة نتنياهو هاجمت مدير ديوان زوجها المستقيل إيلي غرونر بعد خلاف معها حول تمويل ترميم بيتها الخاص في قيسارية. وقالت صحيفة «هآرتس» نقلا عن مصادر في ديوان نتنياهو إنها همت لتوجيه صفعة لغرونر وكادت تفعل ذلك لولا تدخل آخرين للفصل بينهما.
من جهتها نفت سارة نتنياهو ذلك واعتبرته حلقة جديدة في مسلسل الأكاذيب والافتراءات ضدها. غرونر الذي نفى هو الآخر ما ذكر أبلغ بنيامين نتنياهو برغبته في إنهاء عمله بعد شهرين. وتشير «هآرتس» إلى أن استقالته تأتي على خلفية توتر دائم بينه وبين سارة نتنياهو التي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في شؤون ديوان رئيس الوزراء، وفق تقارير صحافية كثيرة.
ازدياد شعبية نتنياهو وليبرمان
وفي سياق متصل وعلى خلفية تصعيد الاحتلال مع غزة وتقدم نتنياهو في مسار التعاون مع روسيا بموازاة العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، كشف استطلاع رأي جديد عن ارتفاع شعبيته وشعبية وزير الأمن أفيغدور ليبرمان.
وحسب استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» أمس سيحصل الحزب الحاكم»الليكود» بقيادة نتنياهو على 34 مقعدا في حال جرت الانتخابات العامة اليوم. وقال 58 %من الإسرائيليين إنهم راضون أو راضون جدًا عن أدائهما في حين قال %47 إنهم غير راضين أو ليسوا راضين بما يكفي عن أداء نتنياهو وليبرمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤشر رضى الإسرائيليين عن أداء كل من نتنياهو وليبرمان ارتفع بنسبة %7 عن آخر استطلاع. وتأتي نتائج الاستطلاع لصالح ليبرمان، الذي أظهرت معظم استطلاعات الرأي السابقة عن تراجع تمثيل حزبه «يسرائيل بيتينو»، فيما شكك العديد من المحللين الإسرائيليين عند تعيينه بمدى ملاءمته للمنصب الأمني في ظل الخبرة العسكرية المحدودة التي يمتلكها. وعبّر 22 %من المستطلعين في الاستطلاع الأخير عن رؤيتهم أن ليبرمان هو الشخص الأكثر ملائمة لمنصب وزير «أمن» إسرائيل، تلاه في الاستطلاع رئيس أركان الجيش السابق، غابي أشكنازي، بنسبة %21 ، ثم وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعالون، بنسبة 17 %، فيما يرى 11 % من الإسرائيليين أن وزير التعليم، نفتالي بينيت هو الأكثر ملاءمة للمنصب الأمني. وتذيل القائمة أكثرهم خبرة عسكرية في صفوف جيش الاحتلال، وزير الأمن ورئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك.
ويظهر رضى الإسرائيليين عن ليبرمان ونتنياهو جليًا كذلك في الاستطلاع حول التمثيل في الكنيست، إذ يقفز الليكود إلى 34 مقعدًا، مقابل 30 في الكنيست الحالي. ويليه حزب «يش عتيد» بقيادة يائير لبيد بـ17 مقعدًا، مقارنة بـ11 مقعدًا في الكنيست الحالي، «المعسكر الصهيوني» برئاسة آفي غباي، يهوي بالاستطلاع إلى 11 مقعدا مقابل 24 مقعدا حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة، فيما تحصل القائمة المشتركة على 12 مقعدا.