لندن ـ «القدس العربي»: تستعد قناة «العرب» المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال للانطلاق قريباً من جزيرة قبرص، حيث يجري العمل هناك على قدم وساق ولكن بصمت من أجل إعـادة بث القناة التي بدأت وانتهت خلال ساعات قليلة من البحرين في أول شباط/ فبراير الماضي.
وقال مصدر في القناة لـ«القدس العربي» إن من المتوقع أن تؤدي أزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا حاليا إلى إنعاش القناة عندما تبدأ بثها، حيث ستستفيد من وجودها في أوروبا التي أصبحت أزمة اللاجئين السوريين واحدة من أهم أزماتها، كما انها محور اهتمام المشاهد العربي في الوقت ذاته، وهو ما قد يمنح القناة دفعة جيدة عند انطلاقتها بسبب التواجد في قلب أوروبا.
وبحسب المصدر فان الإدارة اتخذت قرارا على أعلى المستويات بعدم التصريح لوسائل الإعلام عن الاستعدادات التي يجري العمل بها، وعدم الإدلاء بأي معلومات لحين بدء البث رسميا، ومشاهدة القناة على الهواء من قبل المتابعين العرب.
ويقول المصدر ان «التقديرات لدى الإدارة في قناة «العرب» هي أن إغلاقها من قبل سلطات البحرين في اليوم الأول لبثها أدى إلى منحها ترويجا مجانيا عالي المستوى، ودفع الكثيرون إلى ترقب إطلاق القناة التي لم تستوعبها اي دولة خليجية».
وكانت السلطات البحرينية أغلقت قناة «العرب» المملوكة للأمير الوليد بن طلال بعد عدة ساعات من بدء البث، وبدأت مفاوضات لاعادة القناة إلى الحياة الا أنها تعثرت في النهاية واضطرت لمغادرة المنامة وإخلاء مكاتبها هناك، فيما انشغلت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في توقعات حول أسباب إغلاق القناة وطبيعة الخلافات بينها وبين السلطات في البحرين.
وتقول بعض التقارير الإعلامية إن إغلاق قناة «العرب» نتج عن استضافتها لمعارض بحريني في أول نشرة إخبارية بثتها على الهواء، وهي النشرة التي يقال ان ملك البحرين شخصيا شاهدها وأبدى غضبه منها، فيما كانت إدارة القناة تريد التأكيد لمشاهديها إنها ليست تابعة لحكومة البحرين ولا بوقا لنظامه وإنما هي مستقلة رغم وجودها في المنامة وتلقيها تسهيلات كبيرة هناك.
وقالت تقارير أخرى إن قرار سلطات البحرين إغلاق قناة «العرب» كان بضغط من السعودية التي شهدت تغيرات دراماتيكية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أي قبل شهر واحد من انطلاق القناة، حيث أراد النظام الجديد في المملكة تعطيل خروج القناة إلى العلن ولو لفترة مؤقتة لضمان مرور انتقال السلطة في المملكة بسلاسة، فضلا عن ان بعض المصادر ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما قالت ان الأمير محمد بن نايف شخصيا لا يرغب بوجود قناة إخبارية سياسية تدعم أجندة الأمير الوليد بن طلال.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» فان قناة «العرب» اشترت مبنى مجهزا للبث في قبرص، وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بان خروجها إلى العلن بات قريبا، حيث يحتوي المبنى على استديوهات مجهزة سلفاً، إضافة إلى معدات تصوير وبنية تحتية تتيح الوصول إلى الأقمار الصناعية، ولفت إلى أن المبنى كان مملوكا لشركة فلسطينية كانت تعمل في قطاع غزة وغادرت منذ التغيرات التي شهدها القطاع في منتصف العام 2007.
وعلمت «القدس العربي» أن عددا من المدراء والمسؤولين وعددا من الصحافيين انتقلوا بالفعل إلى قبرص بعد ان تم أخيراً ترتيب الأمور المتعلقة بالاقامات، فضلا عن ان عدداً من العاملين في القناة أصلا يحملون جنسيات أوروبية وخاصة البريطانية ممن كانوا يعملون في مؤسسات إعلامية في لندن، وهؤلاء لا توجد قيود على عملهم في قبرص أو اقامتهم ولا يحتاجون لتسوية أوضاعهم القانونية.
يشار إلى ان الأمير السعودي الوليد بن طلال يعتبر أغنى أغنياء العرب، ويمتلك مجموعة قنوات «روتانا» المتخصصة بالترفيه والتسلية٬ وتدر عليه أرباحا مالية ضخمة، لكنها المرة الأولى التي يدخل فيها عالم الأخبار والإعلام السياسي، لينافس بذلك الشيخ وليد الابراهيم الذي يمتلك مجموعة قنوات «إم بي سي» إضافة إلى قناة «العربية» الإخبارية، وهو أحد المقربين من العائلة السعودية الحاكمة.
وحدث سابقا تقاذف في التصريحات بين الأمير الوليد بن طلال، والشيخ وليد الابراهيم، بسبب المنافسة الحادة بينهما على حقوق بث الدوري السعودي، والتي حصلت عليها حصرياً مجموعة «أم بي سي» وفتحت لأجلها عددا من القنوات الرياضية التي تبث كرة القدم السعودية على مدار الساعة، فيما تزعم مجموعة «روتانا» أنها الأحق بالفوز في العقد لانها قدمت عرضا ماليا أكبر للحصول على حقوق بث الدوري السعودي الذي يعتبر الأهم عربياً على الإطلاق.
وبحسب المعلومات التي توفرت لدى «القدس العربي» فان مجموعة «أم بي سي» قاطعت منذ سنوات كافة الأخبار المتعلقة بالأمير الوليد بن طلال، وذلك قبل أزمة الدوري السعودي بمدة طويلة، ولم تعد أي أخبار تتعلق بالوليد بن طلال تظهر على شاشة «العربية» أو أي من شاشات «أم بي سي» أو حتى أي من المواقع الالكترونية التابعة للمجموعة.
نتمنى ان تكون هناك قناة عربية محايدة ليس لها ارتباط بالنظام السياسي العربي اي كان وتكون مهنية وتبتعد عن المحسوبية والنسوبية وتكون اقرب الى الحقيقة