قوات النظام السوري تشن عمليات واسعة في ريف اللاذقية وتتخذ من جثث الجنود المعارضين كمائن لزملائهم

حجم الخط
0

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: عشرات الغارات الجوية شنها الطيران الروسي على قرى ومناطق ريف اللاذقية، والعديد منها طال مناطق الشريط الحدودي مع تركيا بالقرب من مدينة كسب شمال مدينة اللاذقية، وعلى الأرض استطاعت قوات المعارضة تحقيق تقدم وصفه أبو رحال القيادي البارز في الجيش السوري الحر أنه «غير مهم»، فيما أكد ناشطون أن سيطرة قوات النظام على برج زاهية في جبل التركمان ما هو إلا عقوبة لتركيا رداً على إسقاط الطائرة الروسية أواخر الشهر الماضي، وأضافوا أن وتيرة العمليات العسكرية من قبل النظام السوري في تصاعد وبشكل يومي هناك.
تشهد جبهة الساحل السوري محاولات للتقدم باتجاه قرى جبلي الاكراد والتركمان، من قبل قوات النظام التي سعت في الآونة الأخيرة لجعل جثث مقاتلي المعارضة ممن قتلوا بنيرانها «كمائن» لاصطياد باقي المقاتلين، كما حصل مع المقاتل أبو الوليد ابن مدينة اللاذقية، والذي قتل نتيجة استهدافه بقذيفة دبابة من قبل قوات النظام، حين كان يتقدم في منطقة جبل زاهية في جبل التركمان، وبقي زملاؤه أكثر من عشر ساعات يحاولون استرجاع جثته، لكنهم فقدوا الأمل، وتراجعوا عن ذلك بعد أن تحولوا إلى اهداف مباشرة لجنود النظام.
وتكرر الأمر أيضا مع مقاتلي الفرقة الساحلية الأولى التابعة للجيش السوري الحر، وأكد «رستم اللاذقاني» الناشط الإعلامي خلال حديثه مع «القدس العربي» أن قوات النظام استطاعت أن تأسر مقاتلاً بعد محاولته التقدم باتجاه زميله المصاب في جبل النوبة الواقع بالقرب من منطقة سلمى، ولم تفلح محاولات مقاتلي المعارضة في استرجاع الأسرى الاثنين (المقاتل المصاب، وزميله)، بل وأكد الناشط أن قوات النظام سيطرت على خمس سيارات من نوع (بيك اب- شد رباعي)، والعديد من المدافع خلال العملية المذكورة.
, تشهد جبهات المعارضة في ريف اللاذقية نقصاً في أعداد المقاتلين، وفقدان العديد من القادة البارزين ذوي الخبرة، كان آخرهم القيادي البارز في الجيش السوري الحر عقيل جمعة ابن مدينة جبلة، وهو من أبرز القادة الذين انتقلوا إلى جبل التركمان، ليتمركز فيه مع عشرات المقاتلين المدربين، بالإضافة إلى الرائد أبو أيهم الذي قتل قبل أسبوعين تقريبا، وهو أحد أبرز الضباط العاملين في صفوف أحرار الشام في ريف اللاذقية، وحاولت قوات النظام استخدام جثته كمصيدة، وبقيت أكثر من أربع ساعات إلى أن تم استرجاعها من قبل افراد كتيبته الذين رفضوا التخلي عنها، وقابل ذلك النقص في صفوف المعارضة زج العشرات من الشبان الذين تم تجنيدهم في صفوف جيش النظام مؤخراً، فضلاً عن دعم من الجو بعشرات الغارات من المقاتلات الروسية، ما حقق تقدما ملموسا في ريف اللاذقية لصالح قوات النظام.
وقد أكد ناشطون أن معظم القرى في تلك المناطق باتت خالية من المدنين، بعد أن تحولت إلى أهداف مباشرة لصواريخ الطيران الروسي، وأن عشرات المقاتلين تركوا البندقية وذهبوا إلى تأمين اهاليهم وذويهم بعد أن حولت الغارات الروسية قراهم ومنازلهم إلى دمار، وأشار المصدر إلى أن النظام السوري يسعى لتشتيت انتباه مقاتلي المعارضة عبر فتح العديد من الجبهات في آن واحد، في ظل تناقص اعداد مقاتلي المعارضة.

سليم العمر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية