إسطنبول ـ «القدس العربي»: تمكنت قوات خاصة تركية «بصعوبة بالغة جدا» من تخليص عدد من اللاجئين السوريين من هجوم مئات الاتراك الذي تجمعوا إثر إقدام لاجئ سوري على قتل صاحب الشقة التي يقطنها في مدينة غازي عنتاب التركية بعد ان طلب صاحبها إخلاءها.
وبحسب وسائل إعلامية تركية فإن لاجئا سوريا أقدم في ساعة متأخرة من مساء الاثنين على قتل صاحب الشقة التي كان يستأجرها بعدما نشب خلاف بينهما حول تسديد المستحقات المالية، وطلب صاحب الشقة التركي من السوري إخلاءها بعد اتهامه بتخريبها وعدم العناية بها.
وبعد نقاش حاد بين السوري والتركي داخل الشقة المستأجرة، تطور الأمر الى تهديد وعراك ومن ثم أقدم السوري على ضرب التركي بواسطة «بلطة» عدة ضربات في رأسه كانت إحداها كفيلة بإنهاء حياته على الفور.
وحضر إلى مكان الحادث عدد كبير من طواقم الإسعاف والشرطة، لكن تطور الأمر دفع بالشرطة التركي إلى استقدام المزيد من التعزيزات، بعدما تجمع المئات من السكان الاتراك وأقارب القتيل وحاولوا الاعتداء والانتقام من عائلة القاتل وبعض السوريين في المنطقة في أجواء غضب عارم.
وتمكنت قوات خاصة تركية بعد اشتباكات قوية مع المتظاهرين استخدمت خلالها مدافع المياه والغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل من إخراج إفراد عائلة القتيل بواسطة عربات مصفحة تابعة للشرطة الخاصة التركية، حيث أمطرهم المتظاهرون بالحجارة.
وما زالت المنطقة تشهد توترا حيث تجنب السوريون الخروج في المنطقة خشية وقوع صدامات مع الشــبان الاتراك الغاضبين من الحادثة.
يذكر أن مدينة انطاكيا القريبة شهدت قبل أسابيع اضطرابات كبيرة إثر مشادة حصلت بين شبان سوريين وآخرين أتراك قام بعدها مئات الاتراك بتنظيم مظاهرة في شوارع المدينة وهاجموا ممتلكات السوريين من محلات تجارية وسيارات وفرضت الشرطة التركية إجراءات أمنية مشددة.
وفي محاولة لتدارك الآثار السلبية الناتجة عن الحادثة نظم السوريون العديد من الحملات الاجتماعية وقدموا الشكر للحكومة والشعب التركي على استضافتهم معتبرين ان ما يحدث هو عبارة عن تصرفات فردية لا تمثل الشعب السوري الذي يدين بالاحترام للشعب التركي الذي وقف إلى جانبهم في محنتهم.
ويعيش في تركيا أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم قرابــــة 220 ألف يعيشون في مخيمات أقامتها الحكومة التركية في المناطق الحدودية وتقدم لهم فيها جميع الخدمات الأساسية بالإضافة إلى التعليم والصحة، في حين يتوزع الباقون في العديد من المدن الكبري أهمها انطاكيا وغازي عنتاب، بالإضافة إلى اسطنبول والعاصمة أنقرة.
إسماعيل جمال
بركاتك يا اردوغان ……؟ وما خفي اعظم