حلب – «القدس العربي» : أعلن مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتألف بشكل رئيسي من مقاتلين أكراد بدء هجوم لانتزاع قرى حدودية مع العراق (شرقي سوريا) من تنظيم الدولة الإسلامية بإسناد جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وفي تصريح لـ«القدس العربي»، قال رئيس مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة: إن مقاتلي مجلس دير الزور العسكري إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية بدأوا بعملية واسعة للسيطرة على منطقة الصور وقراها من تنظيم الدولة على الحدود السورية العراقية.
ورداً على سؤال «القدس العربي» حول أهداف مجلس دير الزور العسكري من التوجه إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية نحو الحدود السورية العراقية أجاب، ان العملية العسكرية هدفها الأساسي السيطرة على منطقة الصور وقراها، موضحاً أن المنطقة تقع ضمن مثلث حدودي مع العراق يربط بين الميادين والحسكة ودير الزور.
وأكد أبو خولة أن مجلس دير الزور العسكري يسعى إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على مساحات واسعة من دير الزور بالإضافة إلى ما تبقى من منطقة الجزيرة السورية التي لا يزال تخضع تنظيم الدولة (داعش) يسيطر عليها.
في حين يرى الصحافي الكردي مصطفى عبدي، إن إعلان الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة على الحدود السورية العراقية يرتبط بالقصف الروسي مؤخراً على مواقع «قسد» قبيل دير الزور من الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وأضاف لـ«القدس العربي»، إن الهدف على ما يبدو من توجه مجلس دير الزور العسكري إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية نحو الحدود السورية العراقية هو لمنع الاحتكاك بينهما وبين قوات النظام القريبة، لحين الاتفاق مجدداً على ترسيم حدود القوى في المنطقة.
كما أوضح عبدي ان توجه «قسد» إلى الحدود السورية العراقية من شأنه أن يجنب التصادم أو احتمال نشوب حرب بين قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل مجلس دير الزور العسكري جزءاً منها، وبين قوات النظام والميليشيات الإيرانية المرتبطة بها، ما سيؤثر سلباً على المعارك الجاري ضد تنظيم داعش، معتبراً في الوقت نفسه أن خطوة فتح جبهة جديدة على الحدود العراقية لا يعني توقف الجبهة الحالية لـ»قسد» في المنطقة المحاذية لدير الزور من الضفة الشرقية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، قد أعلنت في أوائل شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، بدء عملية عسكرية تحت اسم «عاصفة الجزيرة» بهدف السيطرة على مناطق الجزيرة وشرق الفرات وما تبقى من ريف دير الزور.
معارك الرقة
وقالت قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية، انها في الأيام الخمسة الأخيرة بدأت بحملة مباغتة ضد تحصينات تنظيم الدولة في الجهة الشمالية من مدينة الرقة.
وأضافت في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، انه للمرة الأولى تبدأ قواتها بحملة عسكرية من هذه الجبهة التي لطالما اعتقد تنظيم الدولة بطأها ستبقى هادئة وحصينة نظراً لاتساع مساحتها وتنوع تفاصيلها ما بين أحياء سكنية ومباني مؤسسات عامة كالصوامع والمطحنة، إضافة لموقع الفرقة السابعة عشرة التي تعتبر بحد ذاتها موقعاً عسكرياً استراتيجياً تم تأمينه واستكمال تحرير محيطه.
وأشارت إلى أن العوامل السابقة بالإضافة للتحصينات الدفاعية التي كان قد اتخذها التنظيم، وغزارة عمليات التفخيخ وزرع الألغام بالإضافة للدروع البشرية في هذه الجبهة جعلت التنظيم يعتقد بأن قواتنا لن تكون قادرة على البدء بحملة عسكرية في هذه الجبهة، ولذلك فقد جاءت الحملة قوية في النتائج العسكرية التي حققتها وبزمن قياسي بأقل الخسائر.
واعتبر البيان إشعال جبهة شمال الرقة بعد طول مدة هدوئها، هي جزء من ملامح الخطة العسكرية العامة للسيطرة على الرقة بأقل الخسائر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تفاصيل حملة «غضب الفرات» باتت في مراحلها النهائية.
وقال مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي لـ«القدس العربي»، إن قواتهم تقدمت من محور معمل السكر في شمال مدينة الرقة، وسيطرت على كامل محيط الفرقة السابعة عشرة وتأمين جغرافية الفرقة، والسيطرة كذلك على صوامع مدينة الرقة.
وأضاف: أن قواتهم تمكنت من السيطرة على أحياء تشرين ، الرميلة ، الروضة ، بالإضافة إلى المطحنة ، وقتلت العديد من عناصر داعش، فضلاً عن إجلاء مئات العوائل من المدنيين إلى مناطق الآمنة.
وأكد بالي إن ما يقارب من 80 في المئة من مدينة الرقة باتت تحت سيطرة قواتهم، حيث تستكمل الآن عملية إزالة الألغام وملاحقة ما تبقى من عناصر التنظيم، لافتا إلى «أن مساحة المدينة هي عبارة عن ساحات للمعارك والاشتباك مع المرتزقة الذين يتخذون من آلاف المدنيين دروعاً بشرية» وفق تعبيره.
عبد الرزاق النبهان