حلب – «القدس العربي»: أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، سيطرتها على ثاني أكبر حقول النفط السورية في ريف دير الزور الجنوبي بعد معارك مع تنظيم «الدولة»، في حين سلمت وحدات الحماية الكردية (PYD) المكون الرئيسي في «قسد»، عائلات عناصر في تنظيم الدولة إلى روسيا، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، بين الوحدات الكردية وقيادات عسكرية روسية.
وقالت مصادر لـ»القدس العربي»، إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من السيطرة على (حقل التنك) الذي يعد ثاني أكبر حقول النفط السورية في محافظة دير الزور، وذلك بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة.
وسبق لقوات «قسد» المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أن بسطت سيطرتها على حقل العمر النفطي في ريف دير الزور من تنظيم الدولة الإسلامية في 22 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد عملية عسكرية وصفتها بالخاطفة.
وسلمت القيادة العامة لوحدات الحماية الكردية روسيا 13 امرأة و29 طفلاً من عوائل تنظيم الدولة الذين يحملون الجنسية الروسية وذلك خلال مؤتمر صحافي حضره الناطق الرسمي باسم الوحدات الكردية نوري محمود والجنرال الروسي الكساندر كيم ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي زياد سبسبي والرئيس المشترك لهيئة الخارجية في ما يسمى إقليم الجزيرة عبدالكريم عمر.
وقال الناطق الرسمي باسم «الوحدات الكردية» نوري محمود، خلال «مؤتمر صحافي»، أنه سيتم تسليم 13 امرأة من نساء تنظيم الدولة و29 طفلاً، إلى روسيا بشكل رسمي، حيث وقع الناطق الرسمي باسم وحدات الحماية الكردية نوري محمود والجنرال الروسي كيم على عقد تسليم عوائل عناصر تنظيم الدولة. وحسب محمود فإن وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية تعاملت مع الأسرى وعوائل تنظيم الدولة بشكل إنساني ووفق مبادئ حقوق الإنسان، ووفق قوانين الإدارة الذاتية الديمقراطية.
من جهته أشاد الرئيس المشترك لهيئة الخارجية في ما يسمى إقليم الجزيرة عبدالكريم عمر بالعلاقات الجيدة بين الإدارة الذاتية في الشمال السوري وحكومة روسيا الاتحادية، ومواقفها الإيجابية وإصرارها على مشاركة الكرد والمكونات السياسية والقومية في مناطق الإدارة الذاتية في العملية السياسية لحل الأزمة السورية. وأضاف، إنه انطلاقاً من المبدأ الإنساني واستناداً إلى المواثيق والعهود الدولية تم تسليم عدد من المواطنين الروس الذين انضموا إلى تنظيم داعش سابقاً من الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري.
وحسب عمر فإن عملية التسليم جاءت بناءً على طلب عوائل عناصر تنظيم الدولة، وذلك بدون أي ضغط أو إكراه، حيث سيتم تسليمهم إلى روسيا المتمثلة بالجنرال الروسي الكساندر كيم، ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي زياد سبسبي الذي شكر بدوره مسؤولي وحدات الحماية الكردية والإدارة الذاتية على المساعدة والموقف الإنساني، الذي أثبت «وفق تعبيره» روح التسامح لديهم وتقدير الحالات الإنسانية. وشدد على أن التعامل مع كل الأحزاب والقوى الكردية الديمقراطية يجب أن يستمر، حيث سيكون هنالك تفاهم وتأييد لحل كل المشاكل التي يريد الأكراد طرحها كجزء من الدولة السورية الواحدة.
وتمنى في ختام كلمته التنسيق مستقبلاً على المستويات الثقافية والإجتماعية والاقتصادية كافة، مشيراً إلى أن مبادرة تسلم عوائل عناصر تنظيم الدولة جاءت بإشراف القيادة الروسية بسلطاتها التنفيذية والعسكرية كافة.
الجدير بالذكر أن وحدات الحماية الكردية المكون الرئيسي في قوات سوريا كانت قد سلمت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي،21 شخصاً جميعهم أطفال ونساء من دول روسيا الاتحادية، ممن كانوا متواجدين على الأراضي السورية إلى بلادهم.