لندن ـ اسطنبول ـ «القدس العربي» من احمد المصري وإسماعيل جمال: بدأت قوات «سوريا الديمقراطية» صباح أمس الثلاثاء عملية عسكرية نحو مدينة الرقة. وقالت مصادر مطلعة لـ»القدس العربي» إن القوات الكردية انطلقت من الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية، وريف بلدة عين عيسى الواقعة في الريف الشمالي الغربي للرقة باتجاه المدينة، فيما قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية في المكتب الإعلامي الإقليمي في لندن جاريد كابلان لـ»القدس العربي»، إن «الخارجية الأمريكية لن تتكهن حول توقيت العملية، إلا أننا نواصل العمل مع قوات سوريا الديمقراطية – شركائنا على الأرض في سوريا – لاستعادة الأرض من تنظيم الدولة والعمل على قطع سبل التنقل والاتصالات وطرق الإمداد الخاصة بالتنظيم من وإلى الرقة لإضعاف وخنق قبضة التنظيم على المدينة»، في إشارة إلى دعم واشنطن للعملية.
وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد إن «قوات سوريا الديمقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطا على الرقة»، مؤكدا أن الجيش الأمريكي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة. ولم يتضح متى سيبدأ الهجوم على مدينة الرقة نفسها.
من جانبه قال المرصد السوري إن العملية في مرحلتها الأولى تهدف إلى السيطرة على مثلث تل أبيض (الفرقة 17) عين عيسى بشمال وشمال غرب مدينة الرقة، ولا تهدف حتى الآن للتوغل داخل مدينة الرقة.
وأكدت مصادر للمرصد أن قوات «سوريا الديمقراطية» التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها وافقت على بدء العملية، بعد وعود تلقتها من قائد القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل خلال زيارته للمنطقة قبل أيام، ووعود تلقاها سياسيون في حزب «الاتحاد الديمقراطي» والإدارة الذاتية الديمقراطية خلال زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن قبل أيام.
وترافق الهجوم مع ضربات جوية مكثفة وعنيفة لطائرات التحالف على مدينة الرقة وأطرافها، بالإضافة لاستهداف تمركزات ومواقع عناصر التنظيم في منطقة الاشتباك.
من جانبه وصف إياد أبو زيد المستشار القانوني لـ»الجيش الحر» هجوم قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة بـ»الاحتلال الجديد للمناطق العربية»، معتبراً أن قوات سوريا الديمقراطية هي نفسها وحدات حماية الشعب وتم تجميلها وتغيير علمها لتظهر بحلة جديدة بعد أن ثبت ارتكاب هذه القوات مجازر وجرائم تطهير عرقي ضد المناطق العربية والتركمانية، ولفت إلى أن بيان انطلاق العملية تمت قراءته باللغة الكردية.
وقال أبو زيد لـ»القدس العربي»، «لن نقاتلها إلى جانب داعش، ولن نقاتل معها ضد داعش»، مضيفاً: «هذه قوات كردية كاملة والرقة منطقة عربية خالصة»، لافتاً إلى أن أمريكا تحاول تحقيق انتصار وهمي من خلال عملية الرقة التي رفضت الميليشيات الكردية تنفيذها مراراً وجاء مسؤول أمريكي للضغط عليها للبدء فيها.
جاء ذلك فيما افتتح الأكراد السوريون، الذين أعلنوا في آذار/ مارس الماضي من جانب واحد إنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا، «مكتبا تمثيليا» في باريس التي لا تعترف بهم رسميا بعد.
ورحب ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في فرنسا خالد عيسى بـ»الخطوة الرمزية الكبيرة» خلال افتتاح «مكتب ممثلية روج آفا (الاسم الذي يطلقه الأكراد على منطقتهم في سوريا)» في وسط المدينة، داخل مركز قدمه رجل الأعمال الفرنسي برونو لودو.
وحضر الافتتاح الذي تخللته احتفالات، شخصيات عدة من «قدامى» العاملين على القضية الكردية كوزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير، والكاتب برنار هنري ليفي الذي أطلق فيلما عن البشمركه، لكن السلطات الفرنسية لم تعترف رسميا بعد بهذا التمثيل.
وفي تطور لافت قال جان إيغلاند، رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن مجموعته كمؤسسة إنسانية «جاهزة للحوار مع الجميع في مناطق الصراعات، بما في ذلك تنظيم (داعش)، من أجل إيصال المساعدات».
وأضاف إيغلاند، مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، في تصريحات صحافية، على هامش القمة العالمية للعمل الإنساني، في مدينة اسطنبول، أنه «يخضع لسيطرة (داعش) ما يقرب من 7 ملايين إنسان مدني، منهم 500 ألف لا نعرف عنهم أي شيء في مدينة الفلوجة (غربي العراق)».
وأشار أنه «من المقبول اعتبار عدد من الحكومات ومؤسسات الأمم المتحدة، بعض المجموعات، على أنها إرهابية، لكننا كمؤسسات إغاثة علينا مساعدة كل من يعاني في أماكن الصراعات».