طوكيو ـ «القدس العربي»: مرة أخرى، انطلقت فعاليات كأس العالم للأندية الخميس الماضي في أحضان اليابان التي تولت رعاية البطولة لسنوات لم يقطعها سوى عامان في الإمارات ومثلهما في المغرب، حيث تقام النسخة الجديدة في ملاعب اليابان هذا العام مثلما أقيمت العام الماضي.
وتجتذب مدينتا يوكوهاما وأوساكا أنظار عشاق الساحرة المستديرة على مدار الأيام المقبلة لمتابعة بطولة العالم الحادية عشرة (العاشرة رسميا) للأندية والتي تقام من العاشر إلى 20 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بمشاركة سبعة أندية من القارات الست. وتشهد البطولة للمرة العاشرة مشاركة فريق من الدولة المنظمة، بطل الدوري الياباني لمنح البطولة المزيد من الاهتمام الجماهيري رغم أنها تقام للمرة الثانية عشرة على التوالي. وبعد أربع نسخ متتالية لبطولات لكأس العالم للأندية استضافتها اليابان من 2005 إلى 2008 انتقلت البطولة في عامي 2009 و2010 إلى الإمارات قبل أن تعود إلى اليابان في 2011 لتقام لعامين أيضا قبل الانتقال في 2013 و2014 الى المغرب ثم عادت العام الماضي إلى اليابان لتقام نسختان متتاليتان قبل أن تنتقل في العامين المقبلين مجددا للإمارات.
ومرت البطولة بمراحل عدة، حيث ظلت محصورة لعشرات السنوات، وبالتحديد منذ 1962 بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية تحت اسم «كأس تويوتا انتركونتننتال». ومع بداية القرن الحادي والعشرين وارتفاع مستوى كرة القدم في أفريقيا وآسيا واتحادي كونكاكاف وأوقيانوسيا خلال العقدين الماضيين، تحولت النظرة إلى البطولة من مجرد لقاء حاسم على الكأس بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية إلى بطولة حقيقية تشبه كأس العالم للمنتخبات. ولذلك أقيمت البطولة عام 2000 بمشاركة ممثلين من القارات الست، لكنها عادت مجددا لتقام بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية بعدما أعلنت شركة «آي إس إل» الراعية لبطولات الفيفا إفلاسها. واستمر العمل بكأس انتركونتننتال بين 2001 و2004 قبل أن تعود بين أبطال القارات الست من جديد لتوضع حيز التنفيذ بداية من 2005،.واعتبرها الفيفا الأولى نظرا لمشاركة فرق أخرى بخلاف أبطال القارات الست في البطولة التي أقيمت عام 2000، في حين اقتصرت البطولة خلال الأعوام التسعة الماضية على أبطال القارات الست ولذلك تخرج بطولة عام 2000 من الحسابات الرسمية في تاريخ البطولة.
وكانت بطولة عام 2000 الأولى للأندية في الألفية الثالثة وأقيمت في مدينتي ريو دي جانيرو وساو باولو البرازيليتين بمشاركة ثمانية أندية هي كورينثيانز وفاسكو دا غاما البرازيليان كممثلين لقارة أمريكا الجنوبية، وريـال مدريد نادي القرن، ومانشستر يونايتد بطل أوروبا كممثلين لأوروبا، والنصر السعودي من آسيا والرجاء المغربي من أفريقيا ونيكاكسا المكسيكي من كونكاكاف وجنوب ملبورن الأسترالي من أوقيانوسيا. واحتل البرازيليان قمة المجموعتين بعدما لقنا باقي الفرق المشاركة دروسا في فنون اللعبة ليتأهلا مباشرة إلى المباراة النهائية في ظل عدم وجود الدور قبل النهائي. وفي المباراة النهائية، استمر التعادل السلبي بين الفريقين على مدار الوقتين الأصلي والإضافي حتى حسمت المباراة لكورينثيانز 4/3 بركلات الترجيح أمام 73 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات استاد «ماراكانا» الشهير في ريو. وفاز إديلسون مهاجم كورينثيانز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب، بينما اقتسم الفرنسي نيكولا أنيلكا لاعب الريال والبرازيلي روماريو صدارة هدافي البطولة بثلاثة أهداف لكل منهما.
وبعد انقطاع أربع سنوات عادت فيها المسابقة لنظام كأس انتركونتننتال، أقيمت البطولة بنظامها الحالي في اليابان بين أبطال القارات الست لتستحق لقب بطولة العالم للمرة الأولى. وأكدت فرق البرازيل تفوقها مجددا حيث توج ساو باولو باللقب بعد التغلب في المباراة النهائية على ليفربول الإنكليزي بطل أوروبا 1/صفر. وبدأت البطولة بنظام جديد حيث جنبت بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية اللعب في الدور الأول خاصة في ظل عدم إقبال بطلي القارتين في البداية على المشاركة في البطولة خشية إرهاق اللاعبين وسط الموسم الكروي. ولذلك اقتصرت مشاركتهما على الدورين قبل النهائي والنهائي بينما شهد الدور الأول مواجهة فاصلة بين الأهلي المصري بطل أفريقيا واتحاد جدة بطل آسيا. ونجح الاتحاد بقيادة مدربه الروماني آنغل يوردانيسكو في التغلب على الأهلي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه 1/صفر لتكون الهزيمة الأولى للأهلي بعد 55 مباراة حافظ فيها الفريق على سجله خاليا من الهزائم في مختلف البطولات.
ولم تختلف النهاية كثيرا في 2006 فكانت اليد العليا للكرة البرازيلية أيضا ليتوج انترناسيونال باللقب بالتغلب على برشلونة 1/صفر في المباراة النهائية، رغم أن برشلونة كان المرشح الأقوى للفوز، لتكون المباراة خطا فاصلا في تاريخ الفريق البرازيلي. ولم يكن سهلا على اللجنة الفنية للبطولة اختيار اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعد ظهور العديد من النجوم في هذه البطولة لكنها استقرت في النهاية على البرتغالي ديكو نجم برشلونة. وحل خلفه بدرو نجم انترناسيونال والبرازيلي رونالدينيو نجم برشلونة في المركزين الثاني والثالث بقائمة أفضل اللاعبين. واعتلى محمد أبو تريكة صانع ألعاب الأهلي قائمة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف وبفارق هدف أمام زميله الأنغولي فلافيو.
وحملت بطولة 2007 الحظ أخيرا لأبطال أوروبا بعد فشلهم في البطولات السابقة أمام أبطال أمريكا اللاتينية حيث أحكم ميلان الإيطالي قبضته على اللقب أخيرا. ونجح البرازيلي كاكا الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم لعام 2007 في قيادة ميلان للفوز على بوكا جونيورز الأرجنتيني 4/2 في المباراة النهائية. لكن فوز ميلان لم يمنع السيطرة البرازيلية، فكان كاكا أبرز العناصر التي ساعدت ميلان على الفوز باللقب بالإضافة إلى فوزه هو نفسه بلقب أفضل لاعب في البطولة. وشارك ميلان في هذه البطولة وسط انتقادات عديدة وجهت للفريق بسبب تراجع مستواه ونتائجه في الدوري الإيطالي رغم فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا قبلها بشهور قليلة. وكانت المباراة النهائية التي أقيمت في 16 ديسمبر 2007 المواجهة التي تمناها ميلان كثيرا للثأر من بوكا جونيورز الذي تغلب عليه في مباراة الانتركونتننتال عام 2003 .
وفي البطولة التالية، واصل الحظ محالفته للممثل الأوروبي حيث ذهب اللقب لمانشستر يونايتد بعد تغلبه على كيتو الإكوادوري في المباراة النهائية بهدف سجله وين روني، ليكون ختاما مثيرا لأربع سنوات أقيمت فيها البطولة باليابان. وشهدت البطولة مشاركة الأهلي المصري للمرة الثالثة. وتوج روني بلقب هداف البطولة بثلاثة أهداف كان منها هدف الحسم في النهائي. وفي 2009، انتقلت البطولة من اليابان إلى الإمارات للمرة الأولى ولكن ذلك لم يغير شيئا، حيث تواصل نجاحها على المستوى الجماهيري والإعلامي كما كانت المباراة النهائية بين ممثلي أوروبا وأمريكا الجنوبية. ونجح برشلونة في الحفاظ لأوروبا على اللقب العالمي بالفوز على استوديانتس الأرجنتيني 2/1 في المباراة النهائية، التي كانت في غاية الإثارة، حيث تقدم استوديانتس بهدف ماورو بوسيلي، وفيما استعد الجميع لتتويج الفريق الأرجنتيني وعودة اللقب إلى قارة أمريكا الجنوبية، سجل بدرو هدف التعادل في الدقيقة قبل الأخيرة، ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي حسم لبرشلونة بهدف الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي. وتوج دنيلسون لاعب بوهانغ ستيلرز بلقب هداف البطولة بأربعة أهداف. واستضافت أبوظبي البطولة التالية، وكان الاختلاف الوحيد نجاح فريق الوحدة ممثل الدولة المضيفة في الفوز على هيكاري في المباراة الافتتاحية 3/صفر ليشق الفريق الإماراتي طريقه إلى الدور الثاني ولكنه سقط أمام سيونغنام تشونما الكوري 1/4 ليودع البطولة. وكان مازيمبي الكونغولي، بطل أفريقيا، مفاجأة البطولة حيث تغلب على باتشوكا المكسيكي 1/صفر ليتأهل إلى المربع الذهبي ثم واصل مفاجآته بالفوز على انترناسيونال البرازيلي 2/صفر ليصبح أول فريق من خارج أمريكا الجنوبية وأوروبا يظهر في النهائي. ولحق انتر ميلان الإيطالي، بطل أوروبا، بمازيمبي في النهائي بعد فوزه الكبير 3/صفر على سيونغنام. وأوقفت خبرة الانتر مغامرة مازيمبي في النهائي بثلاثية نظيفة واصل بها الفريق الإيطالي سيطرة الأندية الأوروبية على اللقب حيث أصبح اللقب الرابع على التوالي لبطل أوروبا. وشهدت بطولة 2011 مشاركة فريقين عربيين هما الترجي التونسي بطل أفريقيا والسد القطري بطل آسيا، كما عادل باتشوكا المكسيكي رصيد الأهلي المصري من المشاركات (ثلاث لكل منهما). ولم تخدم القرعة الفريقين حيث أوقعتهما معا في مواجهة مبكرة، وإن ضمنت للكرة العربية فريقا في المربع الذهبي حيث صعد السد، بالفوز 2/1 على الترجي، لمواجهة برشلونة في الدور قبل النهائي ولكنه سقط أمامه برباعية نظيفة.
وفاز السد بالمركز الثالث بتغلبه بركلات الترجيح على كاشيوا الياباني 5/3 بعد تعادلهما سلبا. وتأهل سانتوس البرازيلي بقيادة مهاجمه الشاب نيمار إلى النهائي بالتغلب على كاشيوا 3/1 بالدور قبل النهائي. لكن آمال سانتوس في كسر احتكار الأندية الأوروبية وإعادة اللقب إلى فرق أمريكا الجنوبية باءت بالفشل وسقط صفر/4 أمام برشلونة. ولم يكن غريبا أن يحرز ميسي جائزة أفضل لاعب. وشهدت بطولة 2012 عودة الأهلي المصري للمونديال ليصبح مع أوكلاند النيوزيلندي، أول فريقين يشاركان أربع مرات. وخشي كثيرون من فشل البطولة فنيا في ظل تراجع مستوى أكبر فريقين مشاركين فيها وهما تشلسي الإنكليزي وكورينثيانز البرازيلي في الفترة التي سبقت البطولة. وفي المربع الذهبي، أطاح البيروفي الخطير خوسيه باولو غيريرو بفريق الأهلي بعدما سجل هدف الفوز 1/صفر لكورينثيانز وتغلب تشلسي على مونتيري 3/1 بدون عناء. وفي النهائي، كان كورينثيانز على موعد مع إعادة هيبة الكرة لأمريكا الجنوبية حيث تغلب على تشلسي بهدف آخر لغيريرو ليكسر الاحتكار الأوروبي بعد خمسة أعوام متتالية، فيما فاز مونتيري بالمركز الثالث بعد التغلب 2/صفر على الأهلي. وتركت البطولة اليابان مرة أخرى حيث اتجهت يسارا إلى المغرب لتقام في نهاية 2013 بمدينتي أغادير ومراكش وشهدت مشاركة فريقين عربيين هما الرجاء البيضاوي ممثل البلد المضيف والأهلي المصري الذي شارك في المونديال للمرة الخامسة.
ونجح الرجاء الذي افتتح البطولة بلقاء أوكلاند النيوزيلندي في التغلب على خبرة أوكلاند 2/1 .كما شارك بايرن ميونيخ بطل أوروبا وأتلتيكو مينيرو البرازيلي ومونتيري المكسيكي وغوانتشو الصيني بطل آسيا، الذي استغل تراجع مستوى الأهلي وأطاح به 2/صفر في حين واصل الرجاء مسيرته الناجحة وتغلب على مونتيري المكسيكي 2/1 ليحمل لواء الكرة العربية في المربع الذهبي. وفي ظل التراجع في مستوى مينيرو الذي احتل المركز السابع في الدوري البرازيلي قبل السفر إلى المغرب، أصبح الرجاء ثاني فريق من خارج أمريكا الجنوبية وأوروبا يصل لنهائي البطولة بتغلبه على الفريق البرازيلي 3/1 ليواجه البايرن الذي تغلب على الفريق الصيني بثلاثية نظيفة. وأكد البايرن صحة ترشيحاته بقوة للفوز باللقب وتغلب على الرجاء 2/صفر في النهائي ليعيد اللقب إلى خزانة الكرة الأوروبية. وللمرة الثانية على التوالي، أقيمت نسخة 2014 من البطولة في المغرب وفي ضيافة المغرب التطواني بطل الدوري المغربي ليكون الممثل الثاني للكرة العربية بعدما حجز وفاق سطيف الجزائري مقعده بإحراز لقب دوري أبطال أفريقيا. ولم يكن التطواني بنفس القوة التي ظهر عليها الرجاء في 2013 حيث ودع الفريق المغربي مبكرا بالسقوط أمام أوكلاند بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي. كما استغل أوكلاند خبرته الكبيرة في البطولة وأطاح بالممثل العربي الآخر بالتغلب على وفاق سطيف 1/صفر ليتأهل إلى المربع الذهبي الذي خسر فيه أمام سان لورنزو 1/2 في الوقت الإضافي فيما تأهل ريال مدريد للنهائي بالتغلب على كروز ازول المكسيكي برباعية نظيفة. وحافظ الريال للقارة الأوروبية على اللقب بالتغلب على سان لورنزو 2/صفر بفضل هدفين لسيرخيو راموس والويلزي غاريث بيل أمام أكثر من 38 ألف مشجع في مراكش. وعادت البطولة إلى أحضان اليابان في 2015 التي شهدت المشاركة السابعة (رقم قياسي) لأوكلاند سيتي. وشهدت البطولة غياب التمثيل العربي للمرة الأولى في تاريخها. وواصل لويس سواريز نجم برشلونة تألقه في النهائي وسجل هدفين بعدما افتتح زميله ليونيل ميسي التسجيل في الشوط الأول ليفوز برشلونة 3/صفر ويتوج لأوروبا بلقب جديد. ولم يكن غريبا أن يحصل سواريز على الكرة الذهبية كأفضل لاعب، بخلاف تصدره قائمة الهدافين بخمسة أهداف. كـمـا فاز ميسي وزميله أندريس إنييستا بالكرتين الفضية والبرونزية على الترتيب.
سجل المباريات النهائية
2000: كورينثيانز البرازيلي× فاسكو داغاما البرازيلي 0 / 0 (4/3
2005: ساو باولو البرازيلي× ليفربول الإنكليزي 1/صفر
2006: انترناسيونال البرازيلي× برشلونة الأسباني 1/صفر
2007: ميلان الإيطالي× بوكا جونيورز الأرجنتيني 4/2
2008: مانشستر يونايتد الإنكليزي× كيتو الإكوادوري 1/صفر
2009: برشلونة× استوديانتس الأرجنتيني 2/1 (بعد وقت إضافي)
2010: انتر ميلان الإيطالي× مازيمبي الكونغولي/3 صفر
2011: برشلونة× سانتوس البرازيلي 4/صفر
2012: كورينثيانز البرازيلي× تشلسي الإنكليزي 1/صفر
2013: بايرن ميونيخ الألماني× الرجاء المغربي 2/صفر
2014: ريال مدريد الأسباني× سان لورنزو الأرجنتيني 2/صفر
2015: برشلونة× ريفر بليت الأرجنتيني 3/صفر
الفائزون بالكرة الذهبية
2000: البرازيلي إديلسون (كورينثيانز البرازيلي)
2005: البرازيلي روجيرو سيني (ساو باولو البرازيلي)
2006: البرتغالي ديكو (برشلونة الأسباني)
2007: البرازيلي كاكا (ميلان الإيطالي)
2008: الإنكليزي وين روني (مانشستر يونايتد)
2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة)
2010: الكاميروني صامويل إيتو (إنتر ميلان)
2011: ليونيل ميسي (برشلونة)
2012: البرازيلي كاسيو (كورينثيانز البرازيلي)
2013: الفرنسي فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ)
2014: الأسباني سيرخيو راموس (ريال مدريد)
2015: الأوروغواني لويس سواريز (برشلونة)