هناك خصائص ومميزات تتميز بها كتابات ومواقف الأديب الإسرائيلي إبراهام بولي يهوشواع، المولود في القدس عام 1936 من عائلة سفاردية (شرقية).
من تلك الخصائص والمميزات ومواقف هذا الكاتب، انه كان يمثل خطا اعتراضيا على خطط الدولة الرسمية وسياساتها، وربما كانت نشأته وتعليمه قبل نشوء الكيان الصهيوني في فلسطين، والعوامل التي أحاطت هذه النشأة، ما جعل لها صداها في أدبه ومواقفه، التي كانت وما زالت تدعو إلى رفع الظلم عن الفلسطينيين، ووقوفه ضد قيام مستعمرات في الأراضي التي تم احتلالها بعد عام 1967. فما اجتهاداته في قضايا عدة من هذه المرحلة؟
من آخر المواقف التي أعلنها الكاتب في حديثه لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية في 21/6/2015، دعوته إلى مقاطعة إسرائيل ومنتجاتها وضغط الدول، خصوصا الأوروبية، على إسرائيل من أجل وقف التمدد الاستيطاني في أراضي الضفة، وإجبار إسرائيل للتفاوض مع الفلسطينيين، من أجل إقامة دولة فلسطينية وتحقيق السلام.
من ذلك نقتطف المقاطع التالية من آراء واجتهادات الكاتب في الصحيفة الفرنسية: «قال، بالتأكيد يمكن لإسرائيل أن تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ولكن تاريخ هذا القرن يعلمنا أن الديمقراطية يمكن أن تكون أيضا مسؤولة عن انتهاكات خطيرة ضد شعوب أخرى. كما كان الحال مع الديمقراطية الفرنسية في الجزائر، أو العدوان الأمريكي في فيتنام، وفي الآونة الأخيرة في العراق؛ ولذا فإن الطابع الديمقراطي الإسرائيلي النسبي، لا يحصنها ضد الظلم الذي ترتكبه ضد الفلسطينيين، وضد فرضها الاحتلال العسكري والمدني على شعب منذ ما يقرب من نصف قرن». وأوضح «أنه لهذه الأسباب ولدت المقاطعة الجدية لإسرائيل، التي تشبه من بعض الأوجه المقاطعة التي فرضت على جنوب أفريقيا في حينها، وذلك لإجبار إسرائيل على تغيير سياستها، وقبل كل شيء وقف توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وهي من أساسات الدولة الفلسطينية المقبلة». ولأنه يدرك تماما المعضلة القائمة، فإنه يندد بالظلم الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين أرضا وشعبا، إذ يقول: «إن الظلم الصارخ الذي تمارسه الدولة العبرية ضد الفلسطينيين، يثير ليس المعارضين التقليديين لليهود والإسرائيليين وحسب، وإنما أيضا حتى أولئك الذين يدركون (الحق الأخلاقي) لإسرائيل في الوجود. وأضاف، من الضروري أن يمارس المجتمع الضغط على إسرائيل لإنهاء وجود المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، حتى قبل أن تبدأ هذه المحادثات المعقدة حول شروط السلام واتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين».
وخلص إبراهام يهوشواع إلى القول»إنه إذا كانت الحكومات الأوروبية المستنيرة قلقة من استمرار هذه الحركات الشعبية في مقاطعة البضائع والمؤسسات الإسرائيلية، فإنه عليها من جانبها ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، لأن هذا الإجراء هو المناسب لتوفير مناخ ملائم للمفاوضات المطلوبة مع الفلسطينيين، على غرار الإجماع الدولي الذي حتى الحكومة الإسرائيلية قبلت به، أي دولتين لشعبين.
السر المدفون
وكان يهوشواع قد صرح في مقابلة له مع مجلة «الكرمل» العدد رقم 50 في شتاء عام 1997: «عاش اليهود كل حياتهم في صراع، والصراع موروث في دمنا، لا نعرف وضعا آخر، ولكن من ناحية أخرى، جئنا من تاريخ كارثي، لذلك نريد السلام، نريد الدولة، نريد الحالة الطبيعية، لأن الناس يشعرون بالتعب بعد كل ما حدث في هذا القرن، وحقيقة استمرار الحرب ربما تؤدي إلى القنبلة النووية، لذلك بدأ الناس يفهمون».
هذا غيض من فيض ما يفكر به العقلاء من بين الإسرائيليين، الذين ينادون بالسعي إلى تحقيق السلام، ورفع الظلم عن الفلسطينيين، ووقف بناء المستعمرات، كما ووقف كل الممارسات القمعية ضدهم. وهنا يمكن الإشارة إلى قصة للكاتب بعنوان «حارس الغابة» منشورة عام 1963، تؤشر إلى موقف يناقض كل الطروحات الصهيونية التي تتعلق بالأساطير التي فبركتها ونشرتها الصهيونية، من قبيل القول بأن فلسطين «أرض بلا شعب، ويجب أن تكون لشعب بلا أرض»، حيث جاء في القصة أن حارسا لغابة من الغابات، اندلعت في أثناء تجواله فيها نار أحرقت مساحات من الغابة، لتظهر بعد إطفاء الحريق معالم وآثار بلدة كانت قائمة في المكان، والإشارة هنا واضحة تفيد بأن الكيان الصهيوني قام بتدمير مئات القرى والبلدات والمدن الفلسطينية (نحو 530) كي يقيم على أنقاضها مستعمراته، التي أخذت تتغول وتتمدد، وتصادر المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتطرد منها أصحابها من الفلسطينيين، وهذا ما يرفضه ويدينه يهوشواع.
لقد كانت هذه القصة في زمنها المبكر، تعلن بوضوح إدانة الأساطير والمقولات الصهيونية، التي وجد من يكشفها ويدينها من بين الأوساط الأدبية المتنورة، التي تملك هامشا من توجه يبرز الحق الفلسطيني في فلسطين.
كاتب فلسطيني
سليمان الشّيخ
المصيبة ان بعض العرب والمثقفين لا يغتنمون فرصة التعريف مع هؤلاء المعارضين لتصرف حكام اسراءيل الطاغطة والغير مقبولة كدولة احتلال من انشاء مستوطنات وطرد الفلسطينيين من اراضيهم وعدم السماح لترميم ابنيتهم واعتقال اشخاص بدون سبب اعتقال اداري واستمرار تعذيب الاسرى وحرمانهم من حقوق كثيرة دون سبب جوهري لذلك يجب على السلطة اغتنام الفرص والاتصال بالدول الاوروبية لانجاح المقاطعة والضغط بشدة عليها للتخلي عن سياستها التعسفية بحق الاهالي وادخال المواد اللازمة للبناء في غزة 0
حل الدولتين هو ما يطالب بها بعض العقلاء في اسرائيل و حلفائها لاضفاء الشرعية على وجودها و لمحو اثار الجريمة و و للتمويه على انعدام الاساس الاخلاقي للدولة.
الحل الصحيح هو في اقرار حق كل فلسطيني، و يهودي، في العودة مكرما معززا الى دياره لو اراد، او البقاء حيث هو مع احترام كافة حقوق الانسان. مع التعويض المناسب عن سنوات الشتات و الحرمان و معاقبة المجرمين المسؤولين و مصادرة ثروات و مكاسب كل من تاجر بالقضية