كارما

هل يأتي دونالد ترامب خطابا مخالفا للخطاب الذي يقدمه المسلمون والذي في أذهان الكثيرين أصبح هو الخطاب الرسمي للدين الإسلامي؟ دونالد ترامب هو الرئيس الأمريكي الأول، لربما يأتي بعده جورج بوش الابن، الذي مزق المجتمع الأمريكي بهذه الصورة المرعبة بسبب من أطروحاته العنصرية ومذهبه العنيف في إدارة الدولة.
لربما يجدر هنا ذكر ابراهام لينكولن الذي انقسمت أمريكا كذلك إبان حكمه بسبب سعيه الدؤوب في موضوع إنهاء العبودية والذي قاومته الولايات الجنوبية بشدة بسبب من حاجتها الماسة للعبيد كأيدي عاملة رخيصة إلى معدومة التكلفة في مزارعها الشاسعة. لينكولن قسم أمريكا حول مبدأ نبيل، بوش قسم أمريكا حول حرب بشعة، ويبقى ترامب، الرئيس الأمريكي الأكثر ضراوة في أسلوبه والأكثر بشاعة في عنصريته، قسم بلده لا حول مبدأ ولا سياسة خارجية، قسمها بحس عنصري يخاطب من خلاله الآخرين من حيث أبشع أنانياتهم وعنصرياتهم وتطرفاتهم.
هو خطاب الكراهية للآخر والعزل للمختلف والأنانية البحتة الذي استخدمه ترامب ليصل، والذي سيودي به ذات يوم بعد أن يخترق هذا الخطاب المجتمع الأمريكي ويحدث أضراراً يصعب ترميمها.
في هذه الفترة البسيطة من دخول ترامب معترك السياسة، أحدث هذا الرجل أضراراً فادحة بمجتمعه، ولنا أن نتخيل إذا ما استمر خطابه هذا لألف سنة مقبلة مثلاً، ماذا سيفعل هذا الخطاب في المجتمع الأمريكي؟ لربما في هذا المثال تفسير لمعاناتنا المستمرة في عالمنا العربي والإسلامي، فنحن ننحني ومنذ ألف وأربعمئة سنة على نسج خطاب مشابه لخطاب ترامب، خطاب موغل في الإقصاء، ممعن في التطرف، حتى مزقنا مجتمعاتنا تمزيقاً لا ينفع معه إصلاح ولا ترقيع.
كيف نلوم على الرجل إقصاءه للمسلمين وعنصريته تجاههم ونحن نأتي الأفعال ذاتها ونخاطب بالمنطق ذاته؟ أعلنا أنفسنا خير أمة أخرجت للناس، وأن ديننا هو الدين الحق الأخير، فرقته الحقة (لم نحزم أمرها بعد) هي الفرقة الناجية التي ستدخل الجنة. المسلم في الجنة وغيره في النار، الحق عندنا والباطل عند غيرنا، لا نقبل نقداً، لا نتقبل تساؤلاً، لا نرضى بتشـــكك، دع عنك الرفض، بل ونؤمن بمبدأ قتل المرتد عن الديـــن، كيف اختلف خطابنا الديني الإقصائي العنيف عن خطاب ترامب السياسي إن لم يفوقه عنفاً وإقصاءً؟ لقد صنعنا خلال الألف سنة الماضية حائطاً ضخماً منيعاً أفظع من ذاك الذي يرغب فيه ترامب آلاف المرات، حائطاً منعنا نحن عن الدنيا، حجب عنا هواءها النقي وأبقانا في حيزنا الضيق نعتقد أننا وحدنا على الحق في الدنيا ووحدنا إلى الجنة في الآخرة، فأي غضب نغضب من حائط ترامب العنصري وحائطنا امتد حولنا ولا سور الصين العظيم؟
كيف يختلف ما يقترحه ترامب من مفاهيم عنصرية عن مفهوم الجزية مثلاً الذي يعتقده المسلم حق «لإمبراطوريته» حتى تقبل بوجود غير المسلم فيها؟ أي منطق يفرق بين المواطنين ويميز بينهم على أساس الدين أشد من هذا؟ كيف نقبل استمرار منطق غنيمة المسلم لمال وجسد الغير مسلم إلى اليوم في كتب تراثنا وأي مفهوم تمييزي عنصري أنكى من هذا؟ ترامب يرمي لعزل وبهذلة المسلمين، هذين الهدفين لا يمكن أن نخطأهما في تقييمنا للمنحى الترامبي، ولكن قبل أن نرميه بالحجر، ألا ننظر في بيتنا الزجاجي؟ ألا نقيم معاملتنا مع الآخر غير المسلم أولاً؟
ألا ننظر في بلداننا كيف نعزل ونميز بل ونضطهد ولنا في أقباط مصر ويهود العراق والخليج خير مثال؟ ألا ننظر في معاملتنا بل وحتى تفكيرنا تجاه أصحاب الديانات الشرق آسوية والذي ننحدر به لاعتبارهم أنجاسا عبدة حيوانات جهلاً وتعنصراً تجاه معتقداتهم الفلسفية النبيلة؟ ألا ننظر لخطابنا تجاه من نرميهم من منابرنا بالقردة والخنازير كيف عزز الفرقة العنصرية والاضطهاد اللفظي والتعالي الجاهل؟ غضبى نحن، ولكننا اليوم نذوق من الكأس ذاته، وفي حين أن المسلمين تعرضوا سابقاً لاضطهادات مختلفة، إلا أنه لم يسبق لأحد أن خاطبهم بتعال وتمييز صارخين كما يفعل ترامب اليوم، فبكل الأفكار المنتشرة حول المسلمين، لم يجرؤ ساسة العالم الغربي في يوم أن يصرخوا بعنصرياتهم كما يفعل ترامب، لربما حفاظاً على الواجهة المتحضرة والمبادئ الليبرالية لمجتمعاتهم أو لربما لمصالح خاصة بهم، فعاملنا العالم وكأننا أطفال الكرة الأرضية، نصرخ عنصرياتنا وهو لا يلتفت لنا. هذا إلى أن وصل ترامب، طفل أمريكا الثري المدلل، فبادلنا الصراخ، وراشقنا العنصريات، وخاطبنا من عقر منطقنا، والآن نغضب؟ إنها أفعالنا ردت لنا، فلنجلس ولنشاهد كيف تبدو أشكالنا ونستمع كيف يظهر خطابنا، فها نحن نرى إنعكاس قولنا وشكلنا في ترامب الذي رماه القدر الساخر في طريقنا، ترامب الذي تعاقبنا الدنيا به، ترامب الذي هو درس نأبى أن نتعلمه.

كارما

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    ” الإسلام دين ودنيا ” كما يقال, كدين وعقيدة فقوانين الدول الإسلامية حمته واستصدرت قوانين قد تصل الإعدام في بعض الدول, ليس كالمسيحية مثلا, يمكن مناقشة شخصية المسيح نفسهز ماذا عن الإسلام كـ” دنيا ” ؟هنا ندخل في ميدان الأيديولوجيا السياسي من بابه العريض, تشريعات وقوانين مدنية جنائية اقتصادية إلى مالانهاية بدورها مقدسة من ناقش مضامينه أو تحيينه يصبح كافرا ومكذبا لأقوال الله , من ينتقذ الإرث من نظرة ديمقراطية بتساوي الذكر والأنثى تشتعل منابر الوصف بالزندقة والشتيمة.
    هذا الخلط بين التعبد والإقتصاد والسياسة وعلم النفس والعلوم الطبيعية أصبحت كلها بضاعة مقدسة , أين المشكل ؟ المشكل الذي سيبقي المسلم في آخر صفوف البشر هو أن هذه العلوم بأكملها متحركة ومتطورة وتتقدم نحوالأفضل والأفضل منه, شيء أكثر من طبيعي بينما النصوص جامدة , كانت وستبقى وحتى يحاول البعض إيجاد ما قد يظن بأنه إعجاز مع العلم أن بيئة الصحراء العربية لم تخلف دراسات أوكتب علمية كما هو معروف, بينما ماوصلنا من دراسة وفلسلفة كانت من الجوانب أي من شعوب الجوار التي أسلمت فيما بعد.
    الإسلام كأيدولوجية سياسية وقوانين في حق غير المسلم فقد أقيمت دراسات فكانت الأيديولوجيات القومية الوطنية أقرب , هذه الإيديولجيات التي تقول بأن عرقها هو الأفضل والأقوى والأصح ولايعتد بما من دونهم.
    ختاما , ” كنتم خير أمة” حكم يجب أن يصفنا به الغير ويحكم علينا به , هل يفعلون ذالك اليوم ؟

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      ” ختاما , ” كنتم خير أمة” حكم يجب أن يصفنا به الغير ويحكم علينا به , هل يفعلون ذالك اليوم ؟ ” إهـ
      صدقت يا جاري العزيز فالله سبحانه وتعالى من وصفنا بذلك !
      أما بالنسبة للعزيز سلام عادل وحكم الأقليات الغير مسلمة فأقول أن حافظ الأسد من الأقليات الغير مسلمة (10% من الشعب السوري) (لا توجد مساجد عند العلويين) وقد حكم سوريا هو وإبنه أكثر من أربعة قرون
      ولا حول ولا قوة الا بالله

    2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      من ينتقد الارث ؟!
      * وهل هناك موضوع اخر يتخذه اصحاب الكراهية الايديولوجية للاسلام اكثر من التحجج بفهمهم الظاهري لاية للذكر مثل حظ الانثيين ! :
      * باختصار 14 حالة ترث فيها الانثى اكثر من الذكر
      * احد عشر حالة ترث الانثى والذمر بالمساواة
      *اربع حالات ترث الانثى نصف الذكر
      * اعلى نصيب في حصة ميراث من حظ انثى وليس من حظ ذكر
      * ميراث الانثى رصيد شخصي لا تنفق منه فرنكا على نفسها وميراث الرجل نفقة على كل انثى لا يقبل الاسلام امتهانها باجبارها على الكسب
      * من ينتقد الارث هم مجرد ابواق ببغاءية معتادة على اعادة واجترار تهم عمياء تمتليء عقولها بالكراهية والجهل
      * لو انتقد هؤلاء انحياز الاسلام الى المراة في قضية الارث لرفعت القبعة لانهم يقرؤون فعلا ما ينتقدون ويفهمون ما يقرؤون اما انتقادهم للميراث في الاسلام على انه تمييز بين الذكر والانثى فيدل على حالة يرثى لها من الامية والكراهية وهما داءان كفيلان بهدم الحضارة الانسانية اذا سمي امثال هؤلاء (مثقفون ) !
      * اجمل ما في الامر احتكار الانجاز العلمي وكان الاسلام حضارة صحراء او حضارة كنيسة القرون الوسطى لم يتوقف المسلمون يوما ما عن اابحث والانجاز العلمي من ناسا الى القاهرة ومن توقف منهم قتلته وسجنته سلطات علمانية استبدادية
      فهل عرفتم من هو الاكليروس العنصري الذي يهرب من المناظرات ويصرخ بامتلاكه الحقيقة ؟والعلم؟!!
      وهو ابعد من ان يكمل سطرا فيقرؤه كاملا فضلا عن ان ينتج هؤلاء علما وليس كراهية
      * هؤلاء يدينون العنصرية والكراهية ويملؤون الدنيا صراخا وهم يمارسونها هؤلاء يدعون العلم والثقافة ولا يحسنون فن قراءة اسطر بسيطة قد تجود على عقولهم بغير الفكر الببغاءي هؤلاء يخافون من المناقشة ويهربون الى الامام لان اخوف ما يخافون ان يكون الاسلام دينا متحالفا مع العلم فتسقط كل اوهامهم لهذا بالضبط الصراخ انفع من مناظرة المختلف والبقاء في قوقعة التخلف الفكري والعمى والاستنساخ الحضاري الغبي افضل من التجديد والاستقلال الثقافي مبروووووك على اكليروس عصر الظلمات كهوف القرون الوسطى التي يعيشون فيها وممالك الوهم والتفاهة ضد دين اجتاح العالم في عصر ثورة الاتصالات بلا اي نقطة دم وكان من علم اول معتنقيه ومن جهل اول اعداءه فهل يمكن لدين يتحدى العلم ويرفض المناقشة ان يكتسح اوروبا والعالم ليكون اسرع الديانات التوحيدية في الارض !
      سؤال لا يجيب عليه اليمينيون الجدد!
      *

  2. يقول ابن الجاحظ:

    اتهام السيدة الفاضلة ابتهال “بالهجوم المستمر على الاسلام” فيه تجنى و ضلم.منذ متابعتى لمقالتها الرائعة لم أفهم يوما أنها تتهجم على الاسلام.بل تتكلم دائما على من يعتقدون أنهم “مسلمون”.حيرة العاقل مقابل يقين الجاهل.روحانيات مقابل عبادات.عمق مقابل سطح.وجدان مقابل وجود.تدبر مقابل تقبل.تسائل مقابل نقل.حكمة مقابل ظلمة.

  3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    اولا، شكرا د. ابتهال، في مقالك هذا اجد البعد الدي يميزك. لا ادري ما ينغص الاخوة و الاخوات، قرائة الواقع، و رأية
    انفسنا اما المرآت. انت تتكلمين على واقع معاش، و بعض الاخوة يتكلمون على واقع افتراضي في الكتب. على واعقع
    طوبوي تحدده النصوص و بعض تجارب رجالات الاسلام سالفا. اين نحن منه؟
    .
    و هناك من لا يريد ان يرى شيئا و يكتفي بمهاجمتك، علك تسكتين على تعرية الحقيقة، لان هذا اسهل من مقارعة
    الواقع. ربما هناك اشياء يمكننا ان ننتقدك فيها، مثل الجزية و قد تعتبر كالضريبة، لكن مجمل رسالة النص، هي الحقيقة.
    انه الواقع، لا مفر من مكاشفته مباشرة كي نضع اصبعنا على مواطئ العلة، و نبدأ في علاجها.

    1. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

      أخي ابن الوليد.
      نفس الرد أعلاه.
      الجزية ليست زكاة , الجزية تفرض فقط على أهل الكتاب للبقاء والعيش في ديار المسلمين. ميزت بين المسلم وغير المسلم,( كأن يفرض المسيحيون على المسلمين ضريبة خاصة فقط لأنهم مسلمون فتخيرهم في الدفع أو اعتناق المسيحية أو الطرد من البلاد ) أما من هم من غير أهل الكتاب في دولة الإسلام فيعتبرون غنائما يسبون ويتاجر فيهم أو يقتلون, (حالة الأيزيديين والأيزيديات قبل فترة في العراق ) الجزية هي إحدى الإختيارات الثلاث تقدم لأهل الكتاب تحت حكم دولة الإسلام, الخياران الآخريان هما إما اعتناق الإسلام وترك دين الأجداد أو التهجيرولايؤخد بعين الإعتبار من كان له السبق في سكن الأرض وحرثها قبل الأخر.

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      @اخي العزيز “زدي” عبد الكريم، هناك حاجة لنقاش هدا الامر، هذا واضح جدا.
      مزيدا من تعليقاتك من فضلك.

    3. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      الاستاذان ببضاوي وابن الوليد وابن الجاحظ :
      *الجزية بدل عن الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش الاسلامي وليست بدلا عن كون المواطن غير مسلم وانتظر منكم جميعا ردا على اسءلتي :
      *لو كانت الجزية بدلا عن الدين لاخذها الاسلام من المراة الكتابية من مواطني دولة الاسلام كما اخذ الزكاة من المراة المسلمة التي تمتلك راس مال يصنفها غنية بحسب قانون دولة الاسلام ولكنه لم ياخذها الا من الفرد الذكر الحر البالغ القادر على القتال والقادر ماليا على اداءعا ولهذا لاحظ لم ياخذها من المراة الكتابية مهما كانت غنية ولا من كبير في السن حنى لو مان مليونيرا او حتى بيل جيتس ولا من راهب ليس من شانه القتال وليس من اهله ولا من معاق حتى لو امتلك مال قارون ! سؤالي لكم جميعا اذا كانت بدلا عن كونهم غير مسلمين لماذا لم يلزم بها ادكل هؤلاء وهم غير مسلمين يحملون جنسية دولة الاسلام ؟!!!انتظر ردكم بفارغ الصبر!!!!؟؟؟
      *لهذا وللاسف اجد ان ميتز المستشرق الذي درس تاريخ الاسلام وفهم قوانين الزمان :يلخص لكم القضية في كتابه القيم الحضارة الاسلامية يقول وانا اؤيده في هذا التوجه :(اهل الذمة كانو يدفعون الجزية كل منهم بحسب قدرته وكانت هذه الجزية اشبه بضريبة الدفاع الوطني فكان لا يدفعها الا الرجل القادر على القتال فلا يدفعها ذوو العاهات ولا الرهبان ولا اهل الصوامع )
      *اذن نتيجة : سبب فرض الجزية على الافراد الغير مسلمين في حدود دولة الاسلام يرجع الى صعوبة الزامهم بالمشاركة في قتال قد ينشب مثلا بين الدولة الاسلامية وبين الدولة البيزنطية (على نفس دينهم ) لانها تمنع مثلا حرية نشر الاسلام او تضطهد المسلمين تحديدا فهذه نقطة تذكر للقانون الاسلامي انه خير مواطنيه من اهل الكتاب في ان يشاركو في التكاليف القتالية او يدفعو بدلا عن الخدمة رعاية لخصوصيتهم الدينية وايضا لضمان ولاء الجيش المسلم لقيادته في حال قيامه بحروب دفاعية لصيانة امن الجاليات المسلمة (قريش نموذجا ) او لمنع قمع حرية التبليغ الديني في انتظار اجابتكم على سؤالي اذا كانت بدلا عقاءديا فلماذا لم تؤخذ من كل مواطن غير مسلم قادر على دفعها بل فقك من الرجال القادرين على القتال؟!!
      سؤال برسمكم وبرسم كل باحث موضوعي !!وفي انتظار الاجابة

      ولرءيس دولة الاسلام المنتخب ان يلزم اي مواطن ذكرا كان او اتثى باداء الضريبة الاقتصادية للمساهمة في اقتصاد البلاد

    4. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      الاستادة غادة، انا اوافقك انها ليست ميزا، و ارى انها نوع من الضريبة لمعادلة خدمة ما.
      عسكرية او مدنية كاستعمال المرافق العمومية. و الاسلام ليس عنصري و الا لما كان بلال اول المؤذنين و ما يحمل هذا من دلالات. لكن، و الواقع الراهن يدل على اننا بعيدين من ان نكون احسن امة اخرجت للناس. انظري الى معاملة كثير مسلمي دول الخليج الى العمال الوافدين، يصادرون الجوازات و يشتغلون تحت شمس حارقة. اما المعاملة فحدث و لا حرج. اما كيف نتعامل مع السود، عامة و في كل البلدان العربية، فيندى له الجبين. الا تعلمين ان العبودية لا زالت قائمة في بلداننا؟

    5. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

      عزيزي ابن الوليد.
      تجارة الرق والعبيد وملك اليمين لم تكن ممنوعة في الإسلام, منعتها القوانين الدولية الحديثة.

    6. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

      الأستاذة غادة.

      ماتفضلت به غير صحيح وإلا أجبر المسلم غير المقاتل كذلك على دفعها.
      لدي ردي الخاص لكن ارتأيت الإستعانة بمن لهم معرفة أكثر. أنا أفهم أن مسلم اليوم يجد نفسه أحيانا محرجا من أشياء فيبحث لها عن مخارج أخرى.
      تعريف الجزية:

      إن الجِزْية في أصلها مشتقّة من الجزاء، كأنّها جزاء تركنا لأهل الذمة ببلادنا وإسكاننا إيّاهم في دارنا، وعِصْمتنا دماءهم وأموالهم وعيالهم.
      وقيل: إنها من الإجزاء لأنها تكفي من توضع عليه عصمة دمه.
      وقيل: هي مشتقّة من جزى يجزي إذا قضى، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا ﴾ [البقرة:48] أي: لا تقضي عنها [1].
      وقيل: سميت جزية لأنها تجزي من القتل أي تعصم منه[2].
      قال الجوهريّ: “الجزية ما يؤخذ من أهل الذّمّة، والجمع الجِزى مثل لحية ولِحى” [3].
      وقال ابن منظور : “وهي عبارة عن المال الّذي يعقد الكتابيّ عليه الذّمّة، وهي فعلة من الجزاء كأنها جزت عن قتله” [4].

      وقال الماوردي: “فأما الجزية فهي موضوعة على الرؤوس واسمها مشتق من الجزاء، إما جزاء على كفرهم لأخذها منهم صغارًا، وإما جزاء على أماننا لهم لأخذها منهم رفقًا” [6].
      وقال ابن رشد: “ما يؤخذ من أهل الكفر جزاء على تأمينهم وحقن دمائهم مع إقرارهم على الكفر، وهي مشتقة من الجزاء وهو المقابلة؛ لأنهم قابلوا الأمان بما أعطوه من المال فقابلناهم بالأمان وقابلونا بالمال” [7].
      وقال ابن قدامة: “وهي الوظيفة المأخوذة من الكافر لإقامته بدار الإسلام في كل عام، وهي فعلة من جزى يجزي إذا قضى” [8].
      وقال ابن القيّم: ” الجزية هي الخراج المضروب على رؤوس الكفّار إذلالاً وصغارًا “[9].
      وعرّفها الحصنيّ الشافعي بأنّها: “المال المأخوذ بالتّراضي لإسكاننا إيّاهم في ديارنا، أو لحقن دمائهم وذراريّهم وأموالهم، أو لكفّنا عن قتالهم” [10].
      وعلى هذا فالجزية هي: مقدار من المال يُفرض إذلالاً وصغارًا على رؤوس من دخل في ذمة المسلمين وعهدهم، وسكن في ديارهم من أهل الكتاب ومن في حكمهم، وهي تطلق على المال، وعلى العقد، وعليهما معًا.

      المصدر: http://www.alukah.net/publications_competitions/0/4026

    7. يقول الكروي داود النرويج:

      خفف هجومك يا جاري العزيز
      نعم يدفعوا الجزية إذلالاً وصغاراً إذا لم يدافعوا عن وطنهم
      ملاحظة :
      هناك في بعض البلاد العربية يدفع بعض المسلمين أموال بدل الخدمة العسكرية وتسمى (بدل)
      ولا حول ولا قوة الا بالله

    8. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      استاذ بيضاوي :
      اولا لا تسقط فريضة الجهاد لانها تكليف ديني الطابع عن المسلم القادر عليها ولا يقبل منه اي بدل بل هي فريضة كفريضة الصلاة فالمسلم مكلف بالدفاع عن الاقليات المسلمة المضطهدة خارج حدود دولته ومكلف بكسر كل نظام يحول بين الناس وسماع دعوة الحق وهذا فرض ديني لا يسقط عنه ويسقط عن المواطن الكتابي لانه تكليف ذو طابع ديني فيحق له ان يدفع بدلا ولا يحق للمسلم لانه تكليف ديني لم يسقطه الله تعالى عن المسلم باداء الضريبة بدلا من خوض المواجهة العسكرية لحماية اخوته المضطهدين
      *لهذا بالضبط لا يدفع المسلم ولا يقبل منه ذلك ويدفع فقط المواطن غير المسلم الذكر القادر على القتال
      ولا يدفع هذا البدل المراة المسلمة ولا المراة الغير مسلمة من مواطنات دولة الاسلام لانهن غير مكلفات بالخدمة وكذلك لا يدفعها المواطن المسن مهما كان غنيا مسلما كان او غير مسلم ولا يدفعها راهب معتزل للعبادة لانه ليس من اهل القتال بل وتسقط عن المواطن الشاب من غير المسلمين ان عجز عنها ويعطى من الزكاة
      *الجزية هي بدل عن الحماية الحربية للمجتمعات التي يحميها الجيش المسلم والتحقت بدولة الاسلام ولهذا هي جزاء مقابل الحماية للمجتمعات ولهذا ردها ابو عبيدة على نصارى حمص عندما لم يفي بجزيته (اي مقابل مالهم ) وهو الحماية وردها معاوية على اهل ارمينيا عندما تكفلو بحماية انفسهم وسقطت عن المسيحيين الذين قاتلو الفرس مع المسلمين اذن هي جزاء وجزية بدل عن الخدمة الحربية للافراد وبدل عن الحناية للمجتمعات وليست جزاء على (الكفر ) !
      * بقي سؤالي قاءما ان كانت جزاءا على الكفر كما اجتزات من اقوال العلماء فلماذا لم يدفعها المسن والنراة والمعاق والراهب الاغنياء وهم (كفار ) شو في (كفار بسمنة وكفار بزيت !
      * احب ان اوضح ان جميع الفقهاء الذبن نقلت نصوصهم لا يعتبرونها فقهيا جزاء كفر واسقطوها عن كفار قادرين ماليا
      *كلمة وهم صاغرون شدد ابن القيم الذي نقلت نصف كلامه على طريقة( لا اله ولا تقربو الصلاة !)على ان معنى الصغار ليس الاذلال لان رسول الله صلى الله عليه وسلم شدد على كرامة الذميين فقال (من اذى ذميا فقد ءاذاني ) بل شدد ان معناها خضوع الكيانات المقاتلة المعادية لدولة الاسلام الناشءة لسلطة الدولة المناضلة المجيدة الصغار حسب ابن القيم يعني خضوع الامة المغلوبة المعادية وليس اذلال الافراد وهذا كلام ابن القيم
      اي كلام عنصري لا يعتبر مرجعا !
      *

  4. يقول د. حمّودان عبدالواحد / فرنسا:

    السيدة الكاتبة المحترمة ابتهال الخطيب،
    أنا سعيد جدا بقراءة مقالاتك التي تتناولين من خلالها موضوع أزمة الانسان العربي والمسلم دينيا وسياسيا، اجتماعيا وتاريخيا، فكريا وحضاريا. ولك الحق في التعبير عن أفكارك ومواقفك بكل حرية. لكن .. ولحسن الحظ توجد ‘ لكن’ لأنها دليل على اهتمام الآخر بأفكارنا ومواقفنا، وهو شيء إيجابي مائة بالمائة.
    ملاحظتي الأولى: يبدو لي أنك لم توفّقي في التعبير عن موقفك بصدد الجزية. ثمة غموض فيما تريدين قولَه. هل تنتقدين الجزية أم تقصدين وضع الأصبع على جهل الجاهلين بهذا المفهوم الإسلامي (السياسي والاجتماعي والديني) في سياقه التاريخي والحضاري ؟ لك الحق في انتقاد الاثنين. لكن حذار من ارتكاب خطأ ما يُسمّى الأنَكْرونيزْم عند إثارة هذا النوع من المواضيع.
    ملاحظتي الثانية: أشعر أمام نصوصك أنني أمام أسلوب انفعالي صاحبته غاضبة ولم تعد تستحمل الواقع المتخلف الذي تعيش فيه. نحن مثلك غاضبون لأننا متأكدون من أن درجة انحلال وانحطاط وتدهور وتمزق الانسان في العالم العربي والإسلامي بلغت أرقاما قياسية وتنذر بالأسوء. بل أجزم بأنّ سلوك طريق الترامبية والتدعوش لَظاهرة انسانية عالمية عامة لا ينجو منها إلا القليل، وبرحمةٍ من الله حسب اعتقادي.
    بيد أننا لا نكتب فقط بالغضب والانفعال لأن هذا يعطي في النهاية أسلوبا إنشائيا. أريد أن أقول أنني للأسف الشديد لا أخرج عموما بفائدة فكرية من قراءة نصوصك لأنها لا تحتوي في الغالب على ‘خبر ‘ ما. يُخيّل إلي لما أقرأ مقالاتك أنك تصرخين وتتركين، من جرّاء هذه الظاهرة العاطفية، الكلمات والتراكيب – ومن ثَمّ الأفكار والخواطر- دون ما يلزم من الانضباط والتفكير.
    إن كان لابُدّ من إعطاء وصفٍ موضوعي لأسلوبك في الكتابة لقلتُ: ” هو أسلوب إنشائي قائم على الانفعال والغضب، تنقصه العقلانية ويبتعد بهذا عن الانضباط الفكري الضروري لكلّ نقد بنّاء. وللأسف لا نعثر على التدليل والبرهنة إلا قليلا قليلا، الشيء الذي يعني ندرة التحليل وغياب ‘ الخبر ‘ أي الاقتراحات والحلول والمشاريع”.
    وأكرّر في الختام، أنني – على الرغم من هذه الملاحظات أو ربما بفضلها- أحبّ أن أقرأ لك في منبرك القدسي لأنني متيقّن أمام صوتك أنّ في الرعد القوي والبرق الخاطف على خلفية الصمت المطبق والظلام المخيف رسالة تحدٍّ ووعد لن يستطيع الليلُ الصمودَ في وجههما مهما كان ثقلُ كَلْكَلِه !
    مع مودّتي وتقديري !

  5. يقول Faroug:

    ليس هناك اكثر عنصريه من هذا الا مفهوم شعب الله المختار. تحيات للكاتبه ولمن ينتقدها بضده حاولوا قراءة النصوص بحريه ودون خوف وتجدون ان معها حق.

  6. يقول محمد الحسنات:

    1_مقال السيدة إبتهال ،،كارما،،
    2_ مقال،السيد ،غسان حجار ،، ترامب يشبهنا تمامآ ،، جريدة النهار،، اللبنانية، تاريخ 7شباط 2017.
    3_ عتاب على بعض المعلقين من الجنسين العرب في الغرب،حيث بيئة الحرية، الحقوق، وثقافة ،،النقد ،،على إتساعها لكل ما على الأرض،وفي السماء .
    4_ ماذا يفعل العرب والمسلمين بأنفسهم وأوطانهم ،قبل ، وبعد الربيع العربي، وكأنة جاء من فراغ،وليس من معاناة هزائم وفشل وعجز في مناحي الحياة كافة ؟
    5_ نتسول،ونهاجر،(وقد نغرق ونموت قبل الوصول) ونخطب على المنابر،،أن يجعلهم اللة،هم وأموالهم غنيمة للمسلمين،،فهل هذا مطلب حق؟!.

  7. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تحليل رائع للمفكر السوري، د. محمد شحرور:

    {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} فأنتم خير أمة أخرجت للناس من حيث أنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، أما حين تنتفي عنكم هذه الأفعال فتنتفي هذه الصفة، ونحن اليوم كأمة نأمر بالمنكر وننهى عن المعروف فأبعد ما نكون عن خير أمة، وقوله أخرجت للناس أي أن الله في التنزيل الحكيم وضع سيناريو إخراج خير أمة للناس وهذا صحيح، كلهم ينسون فعل (أخرجت) ومعروف أن الأمة هي السلوك (ثقافة) والقومية لسان والشعب نظام.
    .
    أمة تعني السلوك ولا تعني العرق، فكل المواصفات التي أعطاها الله لنا في الكتاب ليخرج منا خير أمة أخرجت للناس. فمن التزم بتعليمات التنزيل الحكيم كسلوك وخاصة المحرمات كان من هذه الأمة، والأمة وحدة السلوك وقد تعني مجموعة من الأشخاص مهما كان عددهم { ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون} هنا الأمة مجموعة من الرعاة يقومون بعمل واحد هو السقاية.

  8. يقول عمر أبوسعدة ـ ليبيا:

    مقالا الدكتورة ابتهال دائما ما تكون جريئة، صادمة، لكنها موافقة للواقع. أتقبل أن تثير أطروحاتها الكثير من الإعتراض، لكن مالا افهمه ان هذه الإعتراضات تأتي دوماً من نفس الأشخاص، وبنفس الطريقة غالبا، ردود يغلب عليها الطابع العاطفي والإنشائي والمقولات الجاهزة المعلبة، ولم يكلف احدهم مرة أن يناقش كل نقطة من زاوية الواقع الراهن المُعاش لا زاوية التنظير والإنشاء. والأكثر إثارة للعجب ان هذه الردود صادرة ممن يحملون شهادات علمية عالية ويعيشون في مجتمعات ديمقراطية حرة تتسم بالإنفتاح والتعدد، لكن أرائهم شعبوية لا تختلف كثيرا عن أراء العامة في البلدان العربية.

  9. يقول للأسف الشديد، عربي:

    أحسنتي دكتورة فنحن لانرى أفعالنا تجاه الآخرين مثلما نرى أفعالهم نحونا .. نحن خلق الله المنزهين!
    لا أخطاء لدينا على الدوام محافظين .. بأختصار ملائكة تعيش على كوكبنا .. ودودين محبين أنظف وأجمل وأرقى وأنزه شعوب الأرض قاطبة !!ياختي على جمالنا وإنسانيتنا بتجنن !!

  10. يقول عادل:

    في الهندوسية كل فعل (كارما) له تأثيرات لاحقة. ان كان خيرا يثاب الشخص عليه وان كان شرا يعاقب عليه. ولهذا فترامب هو العقاب للمسلمين كما قالت الكاتبة. فكيف للكاتبة ان تستعمل مصطلح العقاب والثواب والذي تنتقده في الاسلام؟
    ثم السؤال الذي ينبغي ان يطرح هو: هل غير اليهودي او النصراني سيدخل الجنة؟
    اما بخصوص العنصرية فالسود كان يمنع عليهم الجلوس في الحافلة اذا صعد اليها ابيض ولم يجد اين يجلس. وهذا حدث بعد لينكولن بسنوات.
    ثم مارأي الكاتبة في التقسيم الاجتماعي في الهندوسية وخاصة الاحتقار تجاه طبقة الشودرا او المنبوذين؟
    نحن لانرمي بيوت احد بحجر ولانخشى من حجر الآخرين لان بيوتنا ليست من زجاج.

1 2 3 4 5 6

إشترك في قائمتنا البريدية