كانت سنة ذهبية لإيران

حجم الخط
0

رغم خسائرها النوعية في سوريا حيث فقدت عدداً من كبار قادة الحرس الثوري، فقد كان العام 2015، سنة ذهبية لإيران، التي نجحت رغم كل الحملة التي تعرضت لها بشكل متميز في هذا العام، في أن تحجز لها مقعداً حول الطاولة الدولية لحل الأزمات الإقليمية في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
وإذْ شكلت الحرب على اليمن في آذار/مارس، بداية مؤلمة لها، دون أن تتمكن من الرد المباشر، أو كما هو متوقع منها، لمعالجة اتهامات بتوسيع دائرة نفوذها في اليمن، فقد نجحت إيران في سلوك طريق مفاوضات شاقة وصعبة مع دول 5+1 الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، لتتوج في تموز/يوليو المنصرم باتفاق اعتبر بالنسبة لها «الصفقة الكبرى» وبها ترد على كل ما يمكن أن تصفه بالإيذاءات السعودية لها، ليس في اليمن وحسب، بل في لبنان والعراق وطبعاً في سوريا حيث فقدت الجنرال حسين همداني وعدداً لافتاً من أبرز قيادات الحرس الثوري، وكادت تفقد أيضاً اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي أصيب بالفعل في الخطوط الأمامية للقتال هناك.
وسجل نيسان/أبريل توترا شديدا بين إيران والسعودية، حيث برزت مشكلة التحرش الجنسي بمراهقين إيرانيين أثناء العمرة، هددت إيران بموجبها بمقاطعة العمرة، والحج الا بعد أن أحالت السعودية شرطيين على التحقيق.
وفي 10 حزيران/يونيو قضت المحكمة الجزائية في مدينة جدة بالسجن لمدة أربع سنوات وألف جلدة بحق الشرطيين. وأثار الحادث استياء كبيرا في إيران حيث شارك مئات الأشخاص في عدة تظاهرات أمام السفارة السعودية في طهران.
تم التوصل في 14 تموز/يوليو إلى اتفاق بين طهران والقوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني بعد 21 شهرا من المفاوضات وجولة نهائية استمرت أكثر من 17 يوما في فيينا لإغلاق هذا الملف الذي يثير توترا في العلاقات الدبلوماسية ايران والغرب منذ 12 عاما.
وفي 20 من الشهر نفسه صادق مجلس الأمن على الاتفاق وهو يتجه نحو رفع العقوبات.
وفي 24 آب/أغسطس أعادت بريطانيا فتح سفارتها في طهران بعد أربع سنوات من إغلاقها.
وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر أغلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا، الملف المتعلق بالبعد العسكري السابق للبرنامج النووي الإيراني، وهي خطوة حاسمة تزيل عقبة رئيسية للبدء بتنفيذ الاتفاق النووي.
ومن المقرر كنتيجة طبيعية لهذا الاتفاق أن تتسلم طهران نهاية 2015 نسخة «محدثة ومطورة» من صواريخ إس-300 الروسية فيما كان العقد الأساسي الذي يعود للعام 2007 يتعلق بصواريخ منتجة في تلك الفترة.
في 24 أيلول/سبتمبر توترت العلاقات أكثر مع السعودية بعد حادثة منى التي قضى فيها عدد كبير من الايرانيين بينهم السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي. ولوح الرئيس الإيراني حسن روحاني بإمكانية اللجوء لـ»استخدام القوة» إذا دعت الحاجة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي أن «قوات حرس الثورة الإسلامية وظفت جميع إمكانياتها للتحضير لرد سريع وحازم على فاجعة منى وإرغام آل سعود على تحمل مسؤولياتهم فضلاً عن استيفاء حقوق الحجاج الإيرانيين، وانها تنتظر الأوامر».
وقد اتهمت طهران الرياض بتعمد إخفاء ركن آبادي الذي عثر على جثته مؤخراً، حيث تبادل الجانبان إشارات ودية عكست وجود رغبة في إيجاد تقارب والبدء في محادثات لتطبيع العلاقات، والتعاون لحل المسائل الاقليمية خصوصاً في سوريا.
في حزيران/يونيو أعلن القضاء الإيراني أن مهدي هاشمي، نجل الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، سيقضي عقوبة السجن مدتها 10 سنوات على خلفية ملاحقته في قضية «الأمن القومي» وتهم «بالاحتيال واختلاس أموال وتزوير». وكانت محكمة الاستئناف أكدت حكما بالسجن 15 عاما كان قد صدر بحقه في آذار مارس حيث يجري تطبيق العقوبة الأقسى عملا بالقانون، أي «السجن 10 سنوات».كما حكم على هاشمي دفع غرامة لم تكشف قيمتها، ومنع من ممارسة وظائف عامة.
سجل العام 2015 إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في إيران، أرجعها علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، وزير الأمن الأسبق إلى «نفوذ عناصر متطرفة» في السلطة داعيا للتخلص منهم وذلك في مقابلة بثتها وكالة الأنباء الرسمية إيرنا يوم 26 شباط فبراير.
ونددت صحيفة «جوان» المحافظة بتصريحات يونسي وعنونت الصحيفة «يونسي يتفق مع أحمد شهيد ومناهضي الثورة»، في إشارة إلى مقرر الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في إيران.
وفي تشرين الاول/اكتوبر شن جهاز أمن الحرس الثوري حملة اعتقالات واسعة طالت مثقفين وصحافيين وشعراء. كما أعلن رئيس شرطة الجرائم الإلكترونية في إيران في كانون الأول ديسمبر أنه ألقي القبض على نحو 53 شخصا يديرون مواقع إلكترونية تدعم تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأفاد رئيس شرطة الجرائم الإلكترونية حسين أشتاري أن المعتقلين «كانوا يتمركزون في الأساس في أقاليم تقع بالقرب من مناطق الحدود.
في 25 آب/أغسطس اعلن المخرج الإيراني مجيد مجيدي عن إخراجه فيلم «محمد رسول الله» حول طفولة النبي، مولته طهران جزئيا. وتبلغ مدة الفيلم ساعتين وعرض في 143 قاعة، كما قدم في افتتاح مهرجان مونتريال السينمائي. ويعد الأكثر كلفة حيث بلغت ميزانيته 40 مليون دولار. وحول الغاية من الفيلم قال مخرجه إنه يسعى لتغيير «الصورة العنيفة» عن الإسلام. لكن مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ هاجم بحدة الفيلم واعتبره «مجوسيا وعدوا للإسلام». وأضاف أن عرضه «لا يجوز شرعا». ورأى فيه «استهزاءً بالرسول وحطاً من قدره».
في 11 تشرين الأول/أكتوبر أعلنت إيران أنها أجرت تجربة ناجحة لنموذج جديد من صاروخ بالستي موجه أسمته «عماد» الذي صمم على يد العلماء الإيرانيين، وقادر على بلوغ أبعد دولة خليجية عن إيران، وهو ما أثار غضب أمريكا رغم أنه لا يعد خرقاً للصفقة النووية على حد تعبير وزير الدفاع الايراني.
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مؤخرا أن عدد الإصابات بمرض السيدا (الإيدز) في إيران في ازدياد مطرد وأصبح يشكل ظاهرة مقلقة، فقد تجاوز عدد المصابين بهذا المرض 90 ألف شخص سنة 2015، بمعدل 900 إصابة كل 3 أشهر.
فهل هي سنة ذهبية؟!

راحلون

 لاعب كرة القدم المهاجم وقائد فريق «برسيبوليس» المنافس في الدوري المحلي بكرة القدم توفي في الأول من تشرين أول/أكتوبر 2015 بسبب أزمة قلبية أثناء نومه ولم يتمكن الأطباء من إسعافه لأنه وصل المستشفى بعد أن فارق الحياة وهو بعُمر 30 سنة.
ولد هادي نوروزي سنة 1985  في مدینة بابُل، وكان يهوى المصارعة لكنه عدل عنها إلى كرة القدم وأصبح ضمن الفريق الوطني. لدیه طفلان هاني وهانا.
وكان نوروزي انضم لأكبر أندية إيران في العام  2000 ولعب في صفوف فرق الشباب قبل انضمامه للفريق الأول في 2008 كما شارك في عدة مباريات دولية مع منتخب إيران.
وكان نوروزي تسبب في إصابة لاعب النصر السعودي أحمد الفريدي في مباراة الإياب في طهران بين الفريقين في بطولة «دوري أبطال آسيا» 2014.
 جماهير نادي «بيروزي»  وكثير من الناس تجمعوا أمام المستشفى بعدما تواجد هادي نوروزي فيه قبل إعلان وفاته.

had

نجاح محمد علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية