كان أردوغان من أكثر رؤساء العالم تنديداً بالمجازر: لماذا لا تبادر تركيا إلى إنقاذ حلب؟

هذا سؤال يتردد على الألسنة منذ ثلاث سنوات على أقل تقدير، ويتردد في مداه الأكبر، لماذا لا تنقذ تركيا الشعب السوري من المذابح والمجازر التي ارتكبها نظام الأسد؟ ويتردد كثيرا هذه الأيام بعد القصف الوحشي على حلب ومستشفياتها من طائرات الأسد وبمساندة الطائرات الروسية لنحو أسبوعين بصورة متواصلة، والعالم الغربي والعربي مكتوف الأيدي وكانه يشاهد فيلما سينمائيا غير حقيقي، فالصمت الدولي مبالغ فيه. وهذا التساؤل عن التدخل التركي محق، لأن تركيا اليوم ترأس منظمة التعاون الإسلامي أولاً، وقد تحسنت علاقتها بدول الخليج العربي ثانياً، وتشارك في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب ثالثاً.
ولكن الأكثر أهمية هو أن الرئيس التركي أردوغان كان من أكثر رؤساء العالم تنديدا بالمجازر التي يرتكبها بشار الأسد وشبيحته، وقد اُثر عنه القول في السنة الثانية للثورة عام 2012 بأنه لن يسمح بوقوع مجزرة أخرى مثل مجزرة حماه، التي وقعت في سوريا عام 1982 والتي قتل فيها نحو 30 ألف مواطن سوري. ولكن ما وقع بعد تهديد أردوغان في السنوات الأربع الماضية كانت مئات المجازر في كل المدن السورية، وبلغ عدد القتلى نحو نصف مليون سوري، فضلاً عن المشردين داخل سوريا وخارجها الذين يقدرون بالملايين أيضاً، دون ان يقدم أردوغان على تنفيذ تهديده بمنع المجازر ولا وقف القتل.
فإذا كان هناك تدخل من تركيا، فمتى سيكون؟ هل بعد كل هذا القتل والمذابح والمجازر؟ وإذا كان التدخل التركي مستحيلاً، فما هي موانعه، وما هي الرؤية التركية لإنقاذ الشعب السوري؟ ولو في المدن القريبة من الحدود التركية، مثل حلب على أقل تقدير، وهل من المحتمل أن تتقبل تركيا سيطرة ميليشيات الأسد والحرس الثوري الإيراني على كامل مدينة حلب وريفها؟ حيث ان الخطة التي يتم تنفيذها الآن هي عزل الحدود التركية كاملة عن فصائل المعارضة السورية والجيش السوري الحر، وبالأخص في الأماكن التي لم يتم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي وقواته وحدات حماية الشعب بالسيطرة عليها من قبل تركيا، وكذلك لم يعمل النظام السوري إلى تسليمها لتنظيم الدولة «داعش» أو استطاعت فصائل الثورة السورية تحريرها من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني والأسد من قبل، فتركيا تحتاج إلى ممرات إلى داخل الأراضي السورية أولاً لأسباب إنسانية وأمنية.
إن الحكومة التركية ليست حرة في اتخاذ قرار الدخول عسكريا في الأراضي السورية، قبل أن تجري قيادة الأركان العسكرية التركية كامل دراستها، وإحاطة قيادة أركان حلف الناتو بذلك، وإحاطة الأمم المتحدة بذلك أيضاً، والأهم من كل ذلك تقديم قناعة للشعب التركي أن التدخل العسكري التركي في الحرب السورية هو ضرورة للأمن القومي التركي، وإلا فإن الشعب التركي سوف يرفض التورط في حرب تمثل مستنقع لكل جيش يسقط فيه، كما حصل مع الجيش الإيراني وحرسه الثوري والميليشيات الطائفية التابعة له، واما مسؤولية تركيا الإنسانية والأخوية مع الشعب السوري فلا توجب أن تتدخل تركيا وحدها في هذه الحرب، لأن الدول العربية مطالبة أن تكون سباقة أكثر من تركيا لحماية الشعب السوري، كما ان كل دول العالم الإسلامي التي أجمعت على إدانة التدخل الإيراني في سوريا، مطالبة ان ترسل جيوشها إلى إنقاذ الشعب السوري، وتركيا لن تكون إلا واحدة من بين هذه الدول التي من واجبها إنقاذ الشعب السوري من المجازر التي ترتكبها إيران في سوريا.
هذه صعوبات لا يمكن تجاهلها، والأخطر منها هو ان المواقف الدولية متناقضة وعاجزة عن اتخاذ قرار واحد فيها، فأمريكا لا تتيح مجالا لأحد أن ينهي المعارك في سوريا لصالحه، وتعمل لاستنزاف كل الجيوش التي غامرت بالتدخل في سوريا، وفي مقدمتها الجيش الإيراني وحرسه الثوري وتوابعه من الميليشيات الطائفية، ومن بعدها وقبلها المغامرة الروسية الخاسرة في سوريا. فروسيا أكثر جدية من أمريكا في إنهاء الصراع في سوريا، ولكن ليس لصالح الشعب السوري، وإنما لصالح من تظن روسيا مخطأة أنه أقدر على حفظ النفوذ الروسي في سوريا، والتجربة السابقة كانت مع آل الأسد، بغض النظر إن كانوا يساريين بعثيين أو شيعة نصيريين، فما يهم الروس في سوريا النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي فقط، وتخشى روسيا من طردها من سوريا بعد نجاح الثورة السورية، ولذلك تستغل إيران وأمريكا هذا الخوف الروسي في توريطها لحماية نفوذها هناك، بدليل ان أوباما بعد ان ضج العالم بالمجازر في حلب، أكثر ما وعد به ان يتصل بالروس لحثهم على هدنة جديدة، وسبب ذلك أن أمريكا أوهمت روسيا أنها قد سلمتها الملف السوري، وأنها هي صاحبة القرار فيه، ودور أمريكا مساعدتها في لجم القدرات العسكرية للثورة السورية، والضغط على تركيا والدول العربية السعودية وقطر والأردن بمنع تزويد فصائل المعارضة السورية بالأسلحة النوعية التي يمكن ان تغير من معادلات المعركة، أو تلحق الخسائر الكبيرة بالجيش الإيراني والطيران الروسي، قبل قدرتها على إنهاء المأساة.
إن مسألة التدخل التركي في سوريا سواء كان لإنقاذ حلب أو انقاذ الشعب السوري كله هي مسألة تحقيق ونجاح إنقاذ الشعب السوري فعلاً، وليس مجرد التدخل العسكري الذي يوسع المعركة أكثر، فالتدخل الإيراني جاء قبل أربع سنوات بأمل ان يقضي على الثورة السورية خلال أسابيع وأشهر، وهذا ما أعلن عنه حسن نصرالله في بداية عام 2013، فهو وقيادة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني لم يكونوا يتصورون أن أمريكا فتحت لهم أبواب سوريا من أجل استنزافهم فيها، كما استنزفتهم ولا تزال في العراق وسوريا وغيرها، وكذلك جاء التدخل العسكري الروسي وهو يظن انه خلال أربعة شهور سوف يقضي على القوة العسكرية لفصائل الثورة السورية بالقصف الجوي من ثاني أكبر جيش في العالم، وان كتائب الجيش الإيراني والحرس الثوري ستحتل الأرض بعد قتل أو فرار فصائل الثورة والجيش السوري الحر منها، ولكن بوتين اكتشف انه فشل في تدمير القوة العسكرية للثورة السورية أولاً، وأن الجيش الإيراني وحرسه الثوري وميليشيات حزب الله اللبناني كان أكثر خسارة من الروس، حيث فشلوا في القضاء على الثورة السورية قبل التدخل الروسي وبعده، وللأسف لم يتوصلوا حتى الآن إلى الحقيقة الكبرى في سوريا، أن سوريا لشعبها وهم غرباء، وان الشعب السوري والعرب والمسلم سوف يواصل مقاتلهتم في سوريا لأنهم غزاة على الأرض السورية، وخيارهم الوحيد هو الرحيل عن سوريا، لأنهم غرباء الأرض وغرباء الفكر والأيديولوجيا.
وأما عسكرياً، فعلى القيادة الإيرانية السياسية وقيادات الحرس الثوري وقاسم سليماني وحسن نصرالله وقيادات فصائل المتطوعين الأفغان والباكستانيين والعراقيين وغيرهم، عليهم جميعا أن يتأكدوا ان أمريكا وإسرائيل لن تسمح لهم بالانتصار إطلاقاً، وان أمريكا اتت بهم إلى سوريا وان الدولة الإسرائيلية وافقت أمريكا بتوريط الشيعة في سوريا لأنها ستكون محرقتهم التاريخية، ولا داعي لتكرار الكذب انهم يقاتلون في سوريا المشاريع الأمريكية فهم أكبر أدواتها، وأمريكا خدعتهم بالشراكة في زعامة المنطقة، ويكفيهم خمس سنوات وهم في الفشل نفسه، ولم يحققوا إلا ما يدينهم في الدنيا والآخرة.
والآن بقي أن نقول إن كل ما تقوم به أمريكا من مجازر في سوريا وحلب على أيدي الإيرانيين وميليشيات حزب الله اللبناني، وعلى أيدي الطيران الروسي هدفه دفع الحمية العربية والإسلامية للتورط أكثر في مقاتلة الإيرانيين وتوابعهم الطائفية في سوريا، فأمريكا لن يهدأ لها بال حتى ترى العالم الإسلامي كله يتقاتل في سوريا، بمن فيهم الأتراك والسعوديون والقطريون وغيرهم، وإلا فإنها سوف ترحل الاقتتال الطائفي والقومي إلى بلادهم، ودعم أمريكا للأحزاب الإرهابية مثل حزب االعمال الكردستاني لا يخرج عن هذا التصور، فالهدف أن يتم إلحاق تركيا بالمشهد السوري، وفي داخل تركيا طالما ان تركيا رفضت الانجرار إلى التورط في الاقتتال الطائفي داخل سوريا.
إن السياسة التركية تدرك كل ذلك، ولذلك فهي تدعو إلى المسار الوحيد للحل السياسي وهو توحيد الجهود الدولية والإقليمية لإقامة المنطقة الآمنة كخطوة أولى لحماية اللاجئين السوريين فيها، ثم العمل الجاد للقضاء على نظام الأسد، لأن الشعب السوري يرفضه أولاً، ولأن الأسد فشل في حل الأزمة السورية خلال خمس سنوات ثانياً، إلا بالطرق الإجرامية والقمع وسفك الدماء، عن طريق القتل والمجازر والحصار للمدن والتشريد والاعتقال للباقي، فالأسد لا يستحق ان يبقى ولا يحق له ان يبقى، ومصيره الوحيد إلى المحاكمة فقط، وهذا يتطلب ضغطاً عربياً وإسلاميا أكبر من الذي أظهره المؤتمر الأخير لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، بالتهديد بقطع العلاقات مع إيران وروسيا كخطوة أولى، حتى توقف قتلها في سوريا ودعمها لبشار الأسد، وان يتم الضغط على أمريكا لتسليح المعارضة السورية بالأسلحة التي تنهي المأساة، فإذا كانت المصالح الأمريكية بتحقيق استدامة الصراع، فإن المصالح العربية والتركية في وقفه، وإنقاذ حلب والشعب السوري كله.
وأخيرا جاء تصريح رئيس الوزراء التركي داود اوغلو يوم 3 أيار/مايو 2016: «أن تركيا قد تضطر إلى التدخل في سوريا بقوات برية إذا اقتضت ضرورة الحفاظ على أمنها واستقرارها ذلك» فهذا في مجال الدفاع عن النفس، حتى لا يتم أخذ تركيا إلى المستنقع الطائفي في سوريا، وأيضا لا يجر تركيا إلى حرب دولية مع روسيا في سوريا، حيث ان بوتين يحلم أنه الحاكم الفعلي لسوريا، بعد ان سلمته أمريكا الملف السوري، وسمحت له بالتدخل العسكري، وغضبت عليه لأنه أعلن إنسحابه قبل تحقيق الأهداف الأمريكية بتوريطه في حروب مع الدول الإسلامية على الأراضي السورية. فإنقاذ حلب أو سوريا باب مفتوح على مخاطر أكبر على تركيا والدول العربية بفضل الجنون الطائفي والتهور الروسي والاستمتاع الأمريكي برؤية مزيد من المجازر وسفك الدماء في سوريا.

كان أردوغان من أكثر رؤساء العالم تنديداً بالمجازر: لماذا لا تبادر تركيا إلى إنقاذ حلب؟

محمد زاهد جول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الشاويش المنفى:

    سيد عبد الله غل شكرا اولا للمقال الصريح ولكني شعرت كقارءة مسلمة ومواطنة مقهورة ضد الظلم ان ما كتبته يعكس عجزا فظيعا دعوا امريكا او روسيا او طهران تفعل ما يحلو لها لماذا امريكا ستزود الثوار بالاسلحة النوعية اذا كانت لا تريد حسم المعركة لصالح طرف اليس في ترسانة الاتراك والسعوديبن والقطريين يا سيد غل ما يكفي من السلاح الا يوجد سوق سوداء مهما كانت الاسلحة نوعية ! سيد غل لا عذر لاحد امام الله لا في حلب ولا ما في قبلها وريثما ينتهي التعازم العربي التركي والتلكؤ سيكون الجميع قد قضى من سوريا وطره واحتل ما يشاء سيد غل الحرب الغير نظامية والتخطيط من قبل الثوار لضرب القلب الروسي وخطف رهاءن روس وضرب السفارات الروسية والمصالح الروسية حول العالم والامساك بملف القوقاز وضرب العمق الايراني عبر الاهواز مع تجنب استهداف المدنيين وشن حرب اغتيالات امنية وقبل كل هذا ضربة نوعية امنية على مكان تواجد الاسد تعتبر نصف المعركة حيث لا بداءل وتصعب على ااروس والايرانيين العمل خطف الدبلوماسيين ااروس واهم من كل ذلك الضغط الاقتصادي على روسيا المجرمة ليس ضروريا ام تتبنى الدول التسليح العلني كل شيء يمكن ان يتم عبر سوق السلاح ومافيات تهريب ااسلاح وتصدير الاعمال التي تخل بالتوازن الداخلي للدول الغازية وتضرب اقتصادياتها ولا اعرف لماذا شعرت انك تنتقد اردوغان وتمدح عبد الله غل وهذا ليس عيبا بل اتمنى ان تكونزمصداقية قلمك عالية فنخن لا نعبد اشخاصا ولكن كنه الموقف غير معروف فهل ستكون من الشجاهة وااصراحةةبحيث تكتب لنا لماذا تنحى غل بشفافية بعيدة عم التسييس والانتقام وبحكمة بعيدة عن افشاء حقيقة الوضع كاملا نحن كامة نعلق امالا عريضة على الاتراك واي خطوة خاطءة سيد غل تتصرف فيها تركيا او العربية ااسعودية ضمن ضغوطات الملفات الداخلية وايس كدول اقليمية لها رمزية وازنة ودور هلى مستوى الالقليم والعالم سيدمر المنكقة برمتها لهذا يا سيدي لكاذا سيعارض الشهب التركي تلاحما تركيا مع المعارضة السورية اليسوا اخوة في الاسلام انا اظن ان ااشعب التركي العزيز سيسقط من لا يقدم على اغاثة سوريا وفلسطين التورط ليس واردا ولكن استخدام الختراقات والخلايا الناءمة والعمل الامني واستغلال فترات رحيل الرؤساء الاميريكيين سيكون فعالا تقبل تحيتي وعنجد انا ممنونة كتير ومبسوطة عشان قلمك صريح

    1. يقول محمد بلاد الحجاز:

      بارك الله فيك أختي ..نفس رأيك تماماً لم يطلب أحد أن يجتاح الجيش التركي شمال سوريا فقط أتركوا الحدود مفتوحة لدخول السلاح والمقاتلين وأكسروا كل الخطوط الحمراء الفارغة على الدعم والتسليح المفروضة من العاهر أوباما! مالذي تخشاه الحكومة التركية بعد اليوم والتفجيرات شرقا وغربا وحزب الكفار الكردستاني يعربد بدعم روسي إيراني أمريكي أوضح من الشمس في رابعة النهار ؟!

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    خاب ظني بتركيا وبأردوغان وغيرهم
    ألم يكونوا قادرين على إرسال أسلحة نوعية للثوار كصواريخ دفاعية أرض جو لوقف براميل الموت؟
    لماذا سمحت تركيا للأمريكان بمساعدة أكراد سوريا الإنفصاليين بأسلحة وقوات من أكراد العراق لمحاربة داعش بعين العرب ؟
    بدلاً من عدو واحد ( البى كا كا وفصيله السوري ) فزادت لعداوة داعش أيضاً والتفجيرات بتركيا من هذان الفريقان
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول مهند العراق:

    يا اخي ليس المطلوب منكم التدخل العسكري وارسال جيشكم او ما شابه ذلك ، فقط اغلقوا حدودكم الجنوبية مع سورية واوقفوا تسلل المقاتلين اليها وياريت تستغنوا عن الغاز والنفط الايرانيين ، وسترون ان الحرب ستنتهي بفترة قصيرة وسيكون اول من يشكركم هو الشعب السوري . حسب اعتقادي المتواضع بالطبع !!!

  4. يقول الكويت:

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  5. يقول سامح // الاردن:

    * ( تركيا ) تساعد المدنيين في سوريا
    بقدر ما تستطيع .
    * اما التدخل ( العسكري ) له حساباته
    المعقدة..؟؟؟
    * حسبنا الله ونعم الوكيل.
    سلام

  6. يقول زياد - الاردن:

    سيكتشف الشعب الايراني يوما ما ان امريكا خدعت قادة ايران عندما اوحت لهم ان ايران الدولة الاقليمية المهيمنة وعليها ان تنفذ سياساتها في المنطقه وفق ذهة الرؤيه كما خدعت صدام حسين من قبل واوحت له بعد الحرب العراقية الايرانيه انه الاقوى في المنطقة وعليه ان يحل مشاكل العراق الاقتصاديه على حساب دول الخليج .

  7. يقول مراقب.المانيا:

    تركيا استغلت الوضع لمصلحتها .لتظهر للغرب انها تمسك أوراق اللعبة في سوريا. وآخرها كان الضغط على أوروبا في قضية اللاجئين لتحقق حلمها في الدخول إلى الإتحاد الأوروبي. السيد اردوغان راهن على سقوط أو بالأحرى على إسقاط النظام في دمشق فبدأ يظهر بتعاطفه الشديد مع المعارضة.وتهديداته وخطوطه الحمراء .لكن هو نفسه وقع في خطوط حمراء اخرى.تهديدات روسيا وتخلي أميركا عنه.وحلمه بالسلطنة الجديدة انتهى بترضيته بالوقت الضائع بإعطاء تركيا جائزة شنغن

  8. يقول Moussalim Ali:

    .
    – من طبيعة الإدارة الأمريكية أن تكون ” متناقضة ” ومنقسمة . ُيسمّون هذا ” الوضع ” بتوازن السلط ، وربما ” بالدمقراطية ” .
    .
    – البيت الأبيض .وزارة الدفاع . الكونغريس . الإعلام .
    .
    – خبراء PENTAGONE لما كانوا يخططون للتعامل مع الصراع في سوريا ، كان في ذهنهم بدون شكّ إخفاقت الجيوش الأمريكية في VIET-NAM ، كوريا العراق وأفغانستان .
    .
    – لجهاز المخابرات المركزي الأمريكية نظرا مختلفا في الموضوع ، وكان الجهاز مع إسقاط بشار الكيماوي ، لا محال .
    .
    – الرئيس الأمريكي أكثره بطة منافقة من بطة عرجاء (……..) ، ونحن ” نتناول ” موقفه في سوريا من باب عاطفية أكثر منها منطقية .
    .
    -النفاق الأوبامي أكثره حذاقة وبراعة من النفاء (التضليل ) الروسي الذي هو جد مكشوف ، حيث يقول بوتين أنه ممنوع – حسب ميثاق الأمم المتحدة – احتلال الدول ، ويحتل سوريا . يقول بوتين أنه يحارب الإرهاب ، بينما يحارب معارضي بشار البراميل . يقول انه يريد حلاّ سياسيا ، وهو يعمل على الحسم العسكري ، لكن لصالح نظام علوي فقد شرعيتة ( إن وجدت أصلا ) . يعني بوتين ضد الشعب السوري .
    .
    – ببحثه عن إنهاك الجميع ، الرئيس الأمريكي لم يفصح صراحة عن تلك الخطة بل يحكي” توازن ومعادلة ” فقط .
    .
    – أكبر خطء توركي هو التدخل عسكريا – بالدبابت والطيران والجند – في سوريا . حلف N A T O سوف لن يتدخل لإنقاذ توركيا ، بل يمكن أن يحارب روسيا من أجل سواد عيون أوكرانيا فحسب ، لأنفي أوكرانيا ، البعد أوروبي هذه المرة . بوتين يعلم ذلك جيدا ، ويفرض سيطرته في سوريا .
    .
    – لا مقدورة للعرب لمواجهة جيش بوتين . رغم تجدد صفقات سلاح هائلة ومنذ عقود . الجيوش العربية ليست ” ميدانية ” بل نظامية فحسب .
    .
    – كان على العرب أن” يقلدوا ” أوباما في التخلي عن خطه الأحمر ، ويزودوا بكيفية أو بأخرى ، الجيش الحرّ بمضادات جوية ، (******* مثلا ، من مخازن بشار للصواريخ ********) وقبل أن تتدخل جيوش بوتين في المعركة .
    .
    – صراع الثورة في تونس ليبيا مصر لم يطول كثيرا حيث غائبت عنها العناصر التالية ….- 1 – إسرائيل.- 2 – روسيا – 3 – وإرهاب حزب الآ ت وإرهاب الحرس الثوري .
    .
    – وفي المقابل طال الصراع في اليمن العراق سوريا ، لأن الإرهاب ( والإستطان ) الإيراني حشر أنفه في الميادين .
    .
    – بشار الكيماوي يجب أن يعتقل (…..) ، ويحمل لا لمحكمة الجنايات الدولية ، بل إلى مصحة الأمراض السعارية ( Lytta )..

  9. يقول Moussalim Ali:

    .
    – توركيا ورثت ثلاث ملايين – تقريبا – لآجئين سوريين ، تحميهم وتطعمهم . تأويهم وتوفر لهم العلاج والشغل والتعليم ، واحيانا الأجنسية التوركية .
    .
    – فلماذا لا تستقبل إيران الآجئين السوريين، بل تستوطن بيوتهم….وأملاكهم .
    .
    – توركيا اختارت معسكرها ، وهو معسكر الشعب . الشعب السوري .
    بوتين والمرشد اختارا معسكرهما ، وهو معسكر بشار الكيماوي .
    .
    – بالمناسبة كيف تفسير عدم تفجير عبوة واحدة او سيارة مفخخة واحدة في الأراضي الإيرانية ؟ ما هو السبب ؟ .

    1. يقول غادة الشاويش المنفى:

      سيد موساليم باسطر راءعة وبنظرة سياسية الطابع عميقة الفهم لخصت كذب الروس والامريكان وما يريدونه شكرا لتعليقك الرصين القوي

  10. يقول الهادي الغربي وهران:

    لان تركيا لا تستطيع حماية حتى نفسها ولكن مشكلتنا نحن العرب اننا نصدق كل ما هو في صالحنا ونبني عليه امالا واحلاما لنصاب في النهاية بصدمة وخيبة امل فبدل الاعتماد على النفس والنظر الى الامور بواقعية تؤثر فينا العواطف وعلى اساس نرسم مستقبلا واهيا من الاحلام فكثيرا ما قرات تصريحات لسياسيين وزعماء عرب مفادها ان امريكا والغرب تخلو عنا ..
    ولماذا تعتمدون او تتصورون ان غيركم سيحارب من اجلكم ؟ لا احد يصدق ان في السياسة اصدقاء

    1. يقول رياض- المانيا:

      تعليق رائع اخ الهادي. اعتدنا نحن العرب على الاتكالية وبأن النصر سيأتي من مكان ما، مع أن النصر الحقيقي الرباني يأتي بعد ان ننصر الله اولا ومن ثم ننصر انفسنا على ذاتنا ( حب الأنا). انا شخصيا معجب بشخصية الرئيس اردوغان وأرى بصيص أمل قادم من هناك، ولكن للحق لا يمكن ابدا ان يعلق على هذا الأمر آمال كبرى ولهذا عدة اسباب، اسباب تخص تركيا وموقعها الجيوسياسي كدولة واسباب تتعلق بشخصية السيد اردوغان كشخص. تركيا تتحرك بسياستها كالرياضي الذي يمشي على الحبل خشية من السقوط لانها مستهدفة فعلا من الجميع، واكبر مشكلة تواجه تركيا هي المشكلة الكردية، لان الاكراد مدعومين من قوى كبرى يريدون دولة كردية، ودولة كردية تعني كارثة عظمى على تركيا ولا يمكن ان تقبل تركيا بهذا ابدا حتى لو اضطرت لشن حربا شاملة. السيد اردوغان شخصية سياسية من الطراز الرفيع ولكن لديه شيء من العصبية الزائدة والتفرد في القرار ولكن لم تلد تركيا مثله في المائة العام المنصرمة. بدل انتظار النصر من الخارج والبكاء على الاطلال علينا نحن العرب ان نعيد بناء الشخصية العربية المسلمة من جديد باتباع مدرسة سيدنا محمد بن عبد الله عليه السلام. القصة ليست باسقاط رئيس والاتيان بآخر، القصة اكبر من ذلك بكثير.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية