دمشق ـ «القدس العربي»: قام أهالي بلدة الثعلة في ريف السويداء الغربي من أبناء الطائفة الدرزية بالإفراج عن عدد من المختطفين من أهالي درعا، من السنّة، بعد أن اعتقلهم مدنيو السويداء رداً على قيام فصيل حوراني مرابط في منطقة «اللجاة» بخطف عدد من المدنيين في السويداء.
وقال مصدر ميداني من أهالي السويداء فضل عدم كشف هويته لـ «القدس العربي» بسبب ما وصفه بالوضع الأمني الحرج: أن كتائب البعث التابعة لميليشيات النظام في السويداء تشعل فتيل الفتنة في المنطقة، وذلك لاعتقالها تسعة مدنيين مقربين من أحد الفصائل الحورانية وتسليمهم لأجهزة الأمن والمخابرات، ورداً على ذلك قام عدد من العناصر المسلحة التابعين «لجيش أحرار العشائر» في ريف درعا باختطاف حوالي ستة أشخاص من أبناء الطائفة الدرزية من ريف السويداء، الذين ردوا بالمثل واختطفوا مدنيين من درعا للمقايضة على أبنائهم، معتبرين أنفسهم بمعزل عن ميليشيات البعث الذي يمثلون الذراع الأمنية للنظام.
وتابع المصدر: «أفرج أهالي قرية الثعلة عن المحتجزين لديهم كبادرة حسن نية من أهالي السويداء، على أمل أن يكون الرد بالمثل من هذا قبل هذا الفصيل الذي اختطف المدنيين، فيما تستمر المفاوضات ما بين ذوي المخطوفين وممثلين عن البدو في منطقة اللجاة».
والناشط الإعلامي عدي موسى من أبناء بلدة «أم ولد» في ريف درعا، وهي البلدة الأقرب لمدينة السويداء والجارة لأغلب قرى السويداء التي تضم أبناء الديانة المسيحية وأبناء الطائفة الدرزية، قال لـ «القدس العربي» إلى أن الخلاف لم ينته إلى الآن، مرجعاً السبب، بوصف الخلاف ببذرة الشر التي يربيها النظام للمحافظة على وجوده، قائلاً: «لو كان الخلاف أهلياً لكان الأهل في المحافظتين، قد وجدوا حلاً للمشكلة في ما بينهم، بحسب العادات السائدة قبل اندلاع الثورة، ولو كان الخلاف طائفياً لكان شيوخ الدين في درعا ومشايخ الكرامة في السويداء قد استأصلوا المشكلة من جذورها، ولو كان الخلاف سياسياً لكان اقتصر على الآراء فقط، لأن أهل السويداء اتخذوا الحياد في مسيرة الثورة، بينما أهالي درعا لعبوا دوراً أساسياً فيها، إلا أن الخلاف بين الطرفين خلاف مقصود ومتعمد من قبل النظام وحلفائه، من مساعيهم الحثيثة في زرع الفتنة بين الطرفين بهذا الأسلوب، وأقصد أسلوب الخطف بشكل أساسي، لما يصب ذلك في مصلحة النظام، لأنه يبدأ من نظرية فرق تسد»، بحسب وصفه.
وأضاف: «أهالي السويداء لا يملكون الحق في اختطاف مدنيين من درعا، فيما يتوجب عليهم الدفاع عنهم ومحاولة فك أسرهم في حال قامت اللجان الشعبية والمخابراتية التابعة لوفيق ناصر وغيرها، باعتقال أهالي حوران، لأن اللجان الموجودة في السويداء هم أهل المنطقة ذاتها، ويمكن لدروز السويداء اجبارهم على اخلاء سبيل الحوارنة، وعدم تنفيذ مخططات الفتنة بحقهم»، مؤكدا «أنه لا مبرر للخطف، لكن مجموعة اللجاة يقومون بعميلات الخطف رداً على الخطف فالفعل لا بد له من ردة فعل، وذلك لإجبار الخاطفين على اخلاء سبيل المحتجزين لديهم أو المفاوضة عليهم».
وأردف «في المقابل هناك ميليشيات منظمة من أهالي حوران، باتوا يمتهنون الخطف ويحتجزون مدنيين من ريف السويداء ليفاوضوا عليهم، كمصدر رزق، بيد أن هذه الفئة تتم محاسبتها من أهالي درعا أنفسهم، كما يحاسب ويهان الشبيح والمتآمر على أولاد بلده».
هبة محمد
سياسة فرق تسد من النظام
ولا حول ولا قوة الا بالله