«القدس العربي»:أعلن فصيلا «الجبهة الشامية» و«كتائب ثوار الشام» اندماجهما الكامل تحت مسمى «الجبهة الشامية» وأختير النقيب علي شاكردي ليكون القائد العسكري للتشكيل الحلبي الجديد. وشاكردي هو القائد العام لكتائب ثوار الشام العاملة في ريفي حلب الجنوبي والغربي.
واختير قائد الجبهة الشامية قبل الاندماج، محمد حركوش، ليكون قائدا للجبهة الشامية بعد الاندماج.
ويأتي هذا القرار ليتابع سلسلة اندماجات فصائل الجيش الحر في ريف حلب، ومحاولة تجميعها مع تقدم النظام في ريف حلب الجنوبي، بعد أن وصل إلى مشارف حي الراشدين وخان العسل بوابة الريف الغربي لمدينة حلب. وفي السياق اندمجت حركة الظاهر بيبرس ولواء حلب المدينة في حركة نور الدين الزنكي أكبر فصائل الجيش الحر في الريف الغربي، والتي تعاني من حصار مالي خانق فرضه عليها داعمو الفصائل (ما يسمى «غرفة الموم»)، رفضاً لإندماج حركة الظاهر بيبرس معها. ذلك لأن بعض الدول التي تشكّل الغرفة وجهت اتهامات إلى قائد حركة الظاهر بالتورط في عملية خطف ناشطتين اغاثيتين ايطاليتين، فيما قامت حركة الزنكي بمصادرة أموال له بعد محاكمته.
وشكل الإندماج الأخير ارتياحاً في أوساط النشطاء والمراقبين الذين طالما طالبوا فصائل الثوار بالتوحد.
وعن السبب المباشر لهذا التوحيد، صرح العقيد محمد الأحمد، الناطق الرسمي في الجبهة الشامية لـ«القدس العربي»: «السبب هو خطورة الوضع الميداني في حلب والهجمة الشرسة التي يقوم بها النظام في الريف الجنوبي بعد أن استقدم عددا كبيرا من الميليشيات وقام بمحاولات التقدم على عدد من المحاور». وأشار الأحمد إلى أن هذا التوحيد «سيعيد روح الثورة والمبادرة للثوار في حلب».
ونفى العقيد الأحمد أي محاولة محاصصة في الاندماج، ووصف اختيار النقيب علي شاكردي كقائد عسكري للجبهة الجديدة، رغم وجود عدد كبير من الضباط الثوريين في الفصيلين، قائلاً: «لدينا مجلس عسكري في الجبهة الشامية، وشاكردي ضابط ميداني مشهود له من الجميع على الجبهات، ولديه خبرة قتالية كبيرة».
وعن التغيير المرتقب على جبهات القتال مع النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية»، أشار العقيد الأحمد إلى أن «هذا التوحيد سيؤدي إلى تغيير أكيد وتحقيق توازن من خلال غرفة العمليات والاستفادة من الخبرات العسكرية في الفصيلين الكبيرين».
وقال إن هذا الإندماج قد بحث طوال خمسة شهور متواصلة، ولذلك فقد «رتّب الأمور المالية للفصيل الكبير، وليست هناك مخاوف باتجاه الدعم».
ولدى سؤال «القدس العربي» رئيس المكتب السياسي لكتائب ثوار الشام، المهندس أبو محمد الحلبي، عن دعم «غرفة الموم» للفصيلين، قال: «الفصيلان موجودان في الغرفة، والاندماج سيؤثر ايجابياً على دعم الجبهة الشامية»، متمنياً أن يكون الإندماج «نواة للتوحيد الأكبر بين كل الفصائل».
وعانت «كتائب ثوار الشام» من أزمة مالية كبيرة، بسبب قلة دعمها مقارنة بتحملها لعبء معركة ريف حلب الجنوبي، وصد محاولات تقدم الميليشيات العراقية في خان طومان وحي الراشدين.
ويعتبر هذا الإندماج الثاني من نوعه لفصائل الجيش الحر المدعومة من دول أصدقاء سوريا، حيث سبقه اندماج «لواء فرسان الحق» مع «الفرقة 101» في محــافظة إدلب، وعلى إثر ذلك جرى إعلان تشكيل «الفرقة الشمالية».
ومن المتوقع أن تلعب «الجبهة الشامية»، المقربة من تركيا، دوراً هاماً في المعارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي، فهي جزء أساسي من غرفة «عمليات الشمال» التي شُكلت حديثاً من أجل محاربة التنظيم، بعد إخفاق غرفة «عمليات مارع».
ويبلغ عديد الجبهة المندمجة نحو سبعة آلاف مقاتل، حسب مصادر من داخلها، وتسيطر «الجبهة الشامية» على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا قرب اعزاز منذ بدء الحرب التي شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» على «لواء عاصفة الشمال»، وطرده من اعزاز. وتعتبر الموارد المالية التي تجنيها «الجبهة الشمالية» من عائدات باب السلامة أهم مصادر التمويل بالنسبة إليها.
وساهمت هذه العائدات في صمود الجبهة من الإنهيار، رغم توتر علاقتها السابقة بـ»غرفة الموم»، وقطع التمويل عنها، لتعود وتتلقى الدعم بعد استقالة القائد السابق للجبهة الشامية، عبد العزيز سلامة.
وأكد نشطاء أن «الجبهة الشمالية» تسلمت من «حركة نور الدين الزنكي» عددا من النقاط في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والطراب. ويعتقد أن الأخيرة سلمت نقاطها في مدينة حلب بسبب شح مواردها المالية.
منهل باريش
على بركة الله
وفي الوحدة قوة ومنعة
ولا حول ولا قوة الا بالله
إن شاء الله تتحد فصائل وجيوش المعارضة كلها على قلب رجل واحد ليتخلصوا من أكبر نظام مجرم في التاريخ.