القاهرة – «القدس العربي» من :تنازعت أخبار مهمة صفحات الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، منها عودة الرئيس السيسي للقاهرة بعد انتهاء زيارته لألمانيا والمجر، وكان أبرز ما في زيارة المجر التوقيع على اتفاق بتوريدها سبعمئة عربة سكة حديد لمصر، وهو ما يثير التساؤلات، لأن مصر تنتج هذه العربات في مصنع سيماف، الذي أقيم في عهد خالد الذكر، وعمل نظاما السادات ومبارك على تخريبه لبيعه واستيراد العربات من الخارج، ما أدى إلى تدخل الجيش لشرائه، كما فعل مع الترسانة البحرية في الإسكندرية، وأصبح يورد العربات للسكة الحديد، وعدم استيرادها من اليابان أو كوريا الجنوبية، وتعاقد من مدة مع وزارة النقل على تصنيع عربات مترو الأنفاق، ولهذا قد يكون سبب التوقيع على استيراد العربات من المجر عدم قدرة المصنع الآن على تصنيعها.
وجاءت شهرة المجر في مصر بسبب استيراد الجرارات في الخمسينيات والستينيات، لتطوير السكة الحديد، وعرفت باسم التوربيني المجري، أما السبب الثاني لشهرة المجر في مصر فكان لاعبها المرموق في كرة القدم بوشكاش، الذي هرب ومعه بعض أفراد المنتخب المجري لأوروبا الغربية، وانضم إلى فريق ريال مدريد وجاء معه للقاهرة في أول مباراة له في مصر مع نادي الزمالك وكان كابتن الفريق الأسطورة دي ستيفانو.
كما اهتم المصريون بمتابعة مباراة برشلونة ويوفنتوس، كما أهتموا بمتابعة التونسي والزمالك مع سانجا الكونغولي. أما الاهتمام الأكبر فكان موجها لامتحانات الثانوية العامة، التي بدأت أول من أمس السبت، وأخبار مسلسلات رمضان التي يتم عرض أجزاء منها وتحذيرات من أنها تتضمن مشاهد وألفاظ تتناقض مع تقوى الشهر الكريم. وكذلك توفير السلع واللحوم بأسعار مخفضة وتوزيع عقار سوفالدي على المرضى. وقيام رئيس الوزراء إبراهيم محلب، بعد أن أدى صلاة الجمعة، وهو يسكن في عمارات عثمان القريبة من منزلي، بركوب تاكسي والتوجه إلى قسم شرطة دار السلام القريب من مسكنه، وفي اليوم التالي السبت قام بزيارة مفاجئة لمعهد القلب في حي إمبابة، وشاهد تكدس المرضى واستمع لشكاواهم، وأكد أنهم في خدمة المحتاجين والفقراء .
لكن زميلنا الرسام في «الأهرام» سعد الدين شحاتة أخبرنا يوم السبت بأنه شاهد رجل أعمال غنيا جدا يدفع برجله رجلا فقيرا بائسا بجانبه على الأريكة وهو يقول له:
– وسع شوية مش عارف أفرد رجلي.
وأشارت الصحف إلى نجاح الإضراب الذي دعت إليه نقابة المحامين احتجاجا على ضرب نائب مأمور مركز شرطة فارسكور في محافظة دمياط بالحذاء أحد المحامين، كما بدأت أولى جلسات محاكمة الضابط، وأصدرت محكمة جنح مستأنف حكما بإلغاء حكم سابق باعتبار حركة حماس إرهابية، وكانت هيئة قضايا الدولة هي التي تقدمت بالطعن على حكم محكمة الجنح. ونجحت الشرطة في القبض على ما تسمى خلية أبناء الشاطر وأعداد أخرى من الإخوان. وإلى بعض مما عندنا..
مبارك وحكم محكمة النقض
ونبدأ بردود الأفعال في قضية مبارك التي حدثت على حكم محكمة النقض، وهي أعلى سلطة قضائية وأحكامها نهائية ولا نقضا لها أو استئنافا، ومهمتها الوحيدة النظر في مدى مطابقة أحكام محاكم الجنايات للقانون، فإذا وجدت في الدعوى المرفوعة أمامها في قضية ما عدم مطابقة الحكم للقانون، تأمر بإعادة النظر فيها أمام دائرة جديدة للجنايات، وإذا صدر حكمها وتم الطعن عليه بالنقض مرة أخرى من جانب أي طرف في القضية، سواء كان المتهم أو صاحب الدعوى أو النيابة العامة، فإنها تتولى بنفسها هذه المرة نظر الطعن، لا إحالتها إلى دائرة جديدة للجنايات، وتصدر هي الحكم، من دون حضور أطراف النزاع، أو قد ترى حضورهم ويكون حكمها نهائيا لا نقض بعده. وسبق وحدث هذا في قضية حكم الجنايات بسجن الدكتور سعد الدين إبراهيم سبع سنوات أيام مبارك في قضية التمويلات الأجنبية، وتقدم محاموه بدعوى أمام محكمة النقض، التي أيدت حكم الجنايات، وفي المرحلة الثانية والنهائية النقض وحكمت المحكمة ببراءته، وألغت حكم الجنايات السابق، وكذلك تأييد محكمة النقض له. وبالنسبة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي وستة من مساعديه ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال حسين سالم، فقد صدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد من الجنايات، وقام محاموهم بالتقدم بنقض لها، وقبلت المحكمة النقض وإحالتها إلى دائرة جديدة للجنايات التي أصدرت أحكامها بالبراءة، لكن النيابة العامة قامت بالطعن على الحكم أمام النقض، وأصدرت حكمها الذي أثار ضجة وهو قبول الطعن بالنسبة لمبارك في قضية قتل المتظاهرين، وتأييد حكم الجنايات ببراءة الآخرين، وأنها سوف تنظر القضية وتصدر حكمها فيها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل .
وقد اكتفيت بهذا الشرح من دون الدخول في الإشارة لأبرز ردود الأفعال، لأنها أولا قليلة جدا ولم يثر الحكم اهتماما شعبيا، استمرارا لحالة الغالبية الشعبية التي لم تهتم بما هو أخطر، وهو أحكام الإعدام والمؤبد على الإخوان وغيرهم، ولا حتى العمليات الإرهابية، لأن اهتماماتها موجهة لقضايا داخلية أخرى. كما أن عملية تعليق زملاء صحافيين على أحكام قضائية أمر مستفز من الناحية المهنية، بعد أن تحولوا إلى جهابذة في القانون، إضافة إلى الاستعانة بآراء محامين يتولون الدفاع عن المتهمين أو يتولون الإدعاء ضدهم واستضافتهم في بعض القنوات الفضائية، مما يثير الريبة في حقيقة العلاقة بينها وبين من تتم محاكمتهم.مبارك أصبح الآن المتهم الوحيد في هذه القضية، الذي ينتظر الحكم النهائي والبات، الذي سيضع نهاية لها، مع التذكير بأن هناك قضايا أخرى في انتظاره، فقد تصدر محكمة النقض حكمها بإدانته وسجنه أو تبرئته، وربكم الأعلم وأعضاء المحكمة الأفاضل.
جيل الصمود الذي لم يستسلم للهزيمة
اللافت والعظة من ذلك أن مبارك سيظل القلق يسيطر عليه من الآن وحتى موعد أول جلسة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أي بعد الاحتفالات الضخمة التي سيشاهدها في التلفزيون في جناحه في مستشفى المعادي العسكري، الذي أطل على أسوارها من بيتي بافتتاح قناة السويس الجديدة وسط احتفالات عالمية وشعبية يسيطر عليها صدر صاحب المشروع الرئيس السيسي وبالتساوي معه خالد الذكر الذي أممها عام 1956، ويليهما في الاهتمام الرئيس الراحل أنور السادات الذي قاد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وأعاد فتح القناة للملاحة عام 1975 بعد أن ظلت مغلقة منذ هزيمة يونيو/حزيران 1967، وبعدها في أكتوبر/تشرين الاول ستحتفل مصر كما تحتفل كل سنة بذكرى انتصار أكتوبر، وفي ذلك كله لن تتم أي إشارة لمبارك، بعد أن كان نجم أكتوبر بدلا من السادات، وصاحب النصر من خلال تصـوير الضربة الجوية الأولى، وكأنها التي حققت النصر وهو ما حدث منذ الإطاحة به في فبراير/شباط 2011 في ثورة يناير/كانون الثاني.
وقد نشرت مجلة «النصر» الشهرية التي تصدرها إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة في عدد شهر يونيو/حزيران، عرضا لكتاب عنوانه «من النكسة إلى النصر النسور الذهبية»، شارك في إعداده كل من أحمد زايد والدكتور عبد الله عمران أحمد عادل وقامت بعرضه الجميلة الدكتورة رشا حجازي في صفحة 23 وجاء فيه: «يوثق الكتاب شهادات مجموعة من أبرز الطيارين المصريين الذين شهدوا تدمير سلاح الجو المصري صباح الخامس من يونيو 1967، وحولوا الهزيمة إلى نصر في السادس من أكتوبر 1973. ويتناول الكتاب في مئتي صفحة مذكرات أحد عشر ضابطا طيارا من عمالقة السماء، يصفون فيه كيف كانوا يتدربون ويقومون بطلعات جوية كثيرة، بل ينامون بجوار طائراتهم ليتم إيقاظهم لعمل إقلاع فوري، وكيف كان الطيار يتعلم أثناء القتال، فلا وقت للراحة فكل جديد يتعلمه عن تلك الطائرة يستخدمه فورا ضد العدو الإسرائيلي المرابض شرق القناة. كما تحدثوا عن المهندسين والفنيين الذين شاركوا في إعدادا الطائرات، ولم ينسوا من ساهموا في بناء الدشم في المطارات، وكان لهم دور عظيم كذلك حتى أنه لم تضرب لنا طائرة واحدة على الأرض في عام 1973. الكتاب يبرز دور جيل الصمود، الجيل الذي لم يستسلم للهزيمة، ولكنه عمل بكل جهد لتحقيق النصر، ولم يكن لديه أدنى استعداد لأن يفرط في حبة رمل من أرض سيناء. كما يعرض الكتاب صورا نادرة لوقائع حربية وأخرى تذكارية تنشر لأول مرة. وقام بالتقديم له اثنان من أشهر المؤرخين العسكريين المهمين، وهما الإنكليزي ديفيد نيكول والنمساوي توم كوبر وقد أعربا في مقدمته عن أهمية هذا الكتاب باعتباره شهادة نادرة لأبطال عظماء استطاعوا أن يصنعوا النصر في ظروف صعبة. ولم ترد كلمة واحدة في العرض الموجز جدا للكتاب عن مبارك، باعتباره قائد السلاح الجوي الذي خاص الحرب، وبعد الهزيمة اختاره خالد الذكر ليكون رئيس أركان حرب الطيران، ثم اختاره السادات قائدا له، وجهوده التي بذلها لا يمكن إنكارها، سواء في تدريب الطيارين وإعداد المطارات ووضع الخطط ولا أعرف، إن كان الكتاب قد تجاهله أيضا أم لا، لأنني لم أقرأه لكن المغزى هو تجاهل المجلة له، إن كان الكتاب قد تحدث عنه والمغزى أعمق إن لم يكن قد جاء ذكره فيه.
انه ربك حين يظهر آياته في بعض عباده، ليكونوا عظة لمن لا يتعظ، فهل سيتذكر مبارك ما فعله من محو أسماء المشير محمد الجمسي رئيس العمليات والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان والمشير محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي، التي وفرت الحماية الحقيقية للقوات أثناء عبورها قناة السويس، ثم عادت أسماؤهم بعد الإطاحة به وتم محو اسمه هو؟ مرة أخرى إنه ربك وسبحان من له الملك والدوام وحده وكان الله في عون أعضاء تنظيم أولاد مبارك.
حزب «الوفد» الأقرب للسيسي
وإلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كثرت المقالات حول العام الأول من حكمه والانقسام حول مدى نجاحه في حل المشاكل التي تعهد بحلها، وإخفاقه فيها وسياساته الخارجية التي تكاد تحظى بما يشبه الإجماع في الرضى عنها، وهل سينجح في مكافحة الفساد والإرهاب، وهل سيضمن استمرار تأييد الأحزاب السياسية له بعد انتخابات مجلس النواب المقبلة بعد عدة أشهر، وهل ستنتهي بسيطرة أحزاب قد تتناقض سياساتها وبرامجه معه، وتبدأ المشاكل بينه وبينها، خاصة أنها التي ستشكل الوزارة، ولها سلطات واسعة بحكم الدستور، وما الذي سيحدث عندما تبدأ في إعادة مناقشة عشرات القوانين التي أصدرها في عدم وجود مجلس، وهل ستلغي بعضها مثلا وما تأثير ذلك على مناخ الاستثمار والاتفاقيات الاقتصادية إذا حدث على بعضها اعتراض؟ هذه الاحتمالات يثيرها موقفان من حزبين كبيرين، الأول حزب «الجبهة الوطنية» الذي يترأسه أحمد شفيق، وقد بدأت مشاكله مع السيسي مبكرا، من خلال حملات مجموعات فيه بدأت بنشر بوسترات في الشوارع عن «شفيق رئيس»، وتطالب بعودته وترؤسه مجلس النواب، أو الوزارة، وكأن الحزب ضمن الحصول على الأكثرية التي تمكنه من رئاسة حكومة ائتلافية، أو الأغلبية التي تتيح له تشكيل الحكومة بمفرده، رغم نفي القائم بأعمال الحزب المستشار يحيى قدري وجود صراع بين السيسي وشفيق. والحزب الثاني هو «الوفد»، الذي بدا أكثر قربا من السيسي لدرجة امتداحه رئيسه السيد البدوي وتدخله لتحقيق مصالحة بين المختلفين فيه، الذين قبلوا رجاءه وتعهدوا له بالصلح، ولكن لم يحدث، وعاد الصراع بينهما، واتهم كل فريق الآخر بأنه الذي نقض تعهده للرئيس، أي أن طلب الرئيس أو حتى رجاءه لهم لم يدفع أي فريق للتخلي عن تعهده له. والمشكلة هنا ليست في أعضاء من أطلقوا على أنفسهم جبهة الإصلاح، لأنهم أصبحوا خارج الحزب، وإنما في الحزب نفسه الذي سيخوض الانتخابات، وقد يحصل على الأغلبية أو الأكثرية، أو نسبة تجعل منه شريكا بالضرورة في تشكيل الوزارة، وبالتالي قياسا على ما سبق لن يكون في قدرة رئيسه والجناح الميال لعلاقات قوية مع الرئيس أن يمرر قرارات أو قوانين أو سياسات يعترض عليها قواعد الحزب أو ممثلوه في مجلس النواب، لاعتزاز الحزب بنفسه، وحتى لا يقال إنه حزب الرئيس، وهناك حزب ثالث لم يكشف عن مواقفه، رغم أنه رئيسي وهو «المصريين الأحرار»، الذي أسسه رجل الأعمال خفيف الظل نجيب ساويرس، فهو مؤيد للسيسي في أوقات ومعارض ومحذر من نواياه في أوقات أخرى، خاصة ما يقول إنه توسع من الجيش في الاستحواذ على المشروعات وتخوفه من تزايد دور الدولة في الاقتصاد، وطموحه في الحصول على نسبة الربع أو الثلث من أعضاء مجلس النواب، وهناك حزب رابع له وجوده وهو «النور» السلفي، وهو مؤيد بشكل عام للرئيس في بعض المواقف، لكنه يبقي على مسافة بينهما، حتى لا يفقد طابعه كمعبر عن التيار السلفي. أما حزب «مصر القوية» الإخواني الذي يترأسه عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق والمرشح الرئاسي السابق، فحتى الآن موقفه هو عدم دخول الانتخابات، أما إذا دخلها فيصعب التنبؤ الآن بالنتيجة التي سيحصل عليها، خاصة إذا قررت قواعد من الإخوان تأييده. وغير ذلك لا توجد أحزاب لها وجود ملموس، وكل ما قلناه من توقعات قد يثبت فشلها تماما بسبب صعوبة تحديد اتجاهات الرأي العام الحقيقية عند الإدلاء بالأصوات، خاصة مع تقدم أعداد كبيرة من المستقلين للانتخابات في الدوائر الفردية، وعددهم أربعمئة وعشرون، بعيدا عن القوائم الأربعة، وعدد أفرادها مئة وأربعون، هؤلاء قد يشكلون الأغلبية بالإضافة إلى أنه لو تسربت أنباء عن دعم أو رضى السيسي لحزب معين، فسوف تؤثر في عدد ما سيحصده من مقاعد بسبب شعبيته، ورغم ذلك الصورة غامضة ويصعب إعطاء تقدير أقرب إلى الواقع الحقيقي.
سياسيون لا يدركون المصلحة الوطنية
وبسبب هذا التضارب في مواقف الأحزاب وعدم اتفاقها فقد اقترح عليه يوم الثلاثاء زميلنا في «الأهرام» أنور عبد اللطيف أن يلغي الأحزاب السياسية ويريح نفسه والآخرين معه، مقلدا في ذلك ما فعله أول رئيس جمهورية مصري بعد ثورة 23 يوليو/تموز وهو اللواء محمد نجيب، عليه رحمة الله، فقد قال والشرر يتطاير من عينيه كما هو واضح من صورته المنشورة مع المقال: «ما تعانيه الوفد والمصريين الأحرار والغد والجبهة الوطنية وأقرانها، من انشقاقات داخلية بسبب أنها أحزاب أشخاص مهووسون بالسلطة والطمع في العوم مع التيار، مرة بوراثة جبهة «في حب مصر» القائمة الموحدة حسب اتجاه الريح، ردت على مطالبة الرئيس السيسي لها بسرعة تشكيل قائمة موحدة بردود هزلية تنم عن سياسيين لا يشعرون بالزمن، ولا يدركون المصلحة الوطنية، على طريقة مهووسة تامر ومهووس إلهام، فيرد حزب «الدستور» على دعوة القائمة الموحدة ببرود أعصاب «تتعارض مع أيديولوجياتنا»، ويزعم «المصريين الأحرار» المصاب بمقدمات تصدع «لسه بيفكر»، ويكتشف «الوفد» الذي يعاني صداعا في هيئته العليا أنه «لابد من الرجوع للقواعد»، وأطرف رد جاء من حزب النور «إن توحيد القوائم يصلح للأحزاب الكبيرة»، أما الأحزاب الصغيرة فمصيرها كما يتلم المتعوس على خايب الرجا.
وإذا كان الرئيس السيسي يطالب بحلول إبداعية وأن كل مواطن لابد أن «يهابر» وينحت في الصخر علشان البلد تمشي، فإن مؤسسات الحياة السياسية والأحزاب المتعثرة معنية باعتبار نداء الرئيس لها مهلة أخيرة لإعلان برامجها وتوحيد صفوفها قبل أن تتلقى «الإنذار الأخير»، على طريقة الرئيس محمد نجيب، حين طالب في حديث لـ«الأهرام» في 10 أغسطس/آب 1952 الأحزاب بتطهير نفسها من الفاسدين، ثم طالبها في سبتمبر/أيلول بتوفيق أوضاعها وإعلان برامج محددة وفقا لقانون الأحزاب الجديد، وإعادة تسجيلها وتنقية صفوفها، لمنع ازدواجية البرامج واختصار هذا العدد الضخم من أحزاب الأشخاص وتحويلها إلى أحزاب مبادئ تليق بمصر الحديثة، وبعد تعثرها اضطر الرئيس محمد نجيب إلى إصدار قرار حل الأحزاب في يناير/كانون الثاني 1953. ويبدو أن أحزابنا الآن تحتاج إلى خبير نفسي في أمراض المراهقة السياسية يقول لها «أفهموا بقى» ليخرجها من دائرة الوهم ويمنحها الثقة بالنفس ويحفزها على الحركة بمسؤولية للأمام قبل فوات الأوان.
فكرية أحمد: شعبنا يحتاج إلى إعادة تربية
ومهووسة تامر التي يشير إليها أنور هي تلك الفتاة التي قبض عليها من سنوات بسبب هوسها الجنوني بالفنان والمطرب تامر حسني، وكذلك الشخص الذي قبض عليه لأنه مهووس بالفنانة إلهام شاهين وكاد يضربها. لكن كان لزميلتنا الجميلة في «الوفد» فكرية أحمد رأي مختلف في اليوم التالي الأربعاء، فقد اعتبرت المشكلة في الشعب لا في الأحزاب، ولذلك لم تطالب السيسي بحلها وإنما بتربية الشعب قالت: «نحن شعب يحتاج إلى إعادة تربية، إلا قليلا ممن رحم ربي، تربية في كل شيء تربية دينية.. وطنية.. اجتماعية، نحتاج إلى إعادة تقويم سلوك إلى أن نعود إلى أصولنا إلى ضمائرنا، أن نخاف الله وندرك أنه يراقبنا، ألا نستغشي من البشر سرا بجرائمنا وفسادنا، ونعتقد أن الله غافل عنا. وأعذر في هذا الرئيس السيسي الذي اختار ضمن لجنة الحكماء أو لجنة العلماء والمستشارين الدكتور العلامة أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي ليهتم بملف الصحة النفسية للمصريين، وذلك لأول مرة في التاريخ المصري، فقد أدرك الرئيس بفطنته وخبرته أن الشعب المصري بات يحتاج إلى من يرعى صحته النفسية، إلى من يرشده إلى السلوك القويم إلى من يقوم أفكاره ويصوب منهجه في الحياة من أجل مستقبل هذا البلد المسكين، الذي أقسم بالله أنه رغم كل ما فيه هو في نظري أعظم بلد في العالم».
احتكار الإعلام لا يقل
خطورة عن احتكار الطعام
لا.. لا.. المشكلة ليست في إعادة تربيتنا من جديد المشكلة في نجيب ساويرس الذي قال عنه في اليوم التالي الخميس زميلنا وصديقنا مؤسس جريدة «الفجر» عادل حمودة: «رجل أعمال يحتكر الميديا ويسعى إلى السيطرة على البرلمان المقبل ليشكل الحكومة بمعرفته.. ينافس الرئيس في سلطاته.. ويجبره على القبول بتشريعات تدعم جماعات الثروة ولو على حساب الغالبية العظمى من الشعب المتواضع الحال.. واللافت للنظر أن ذلك الرجل الممتد الجذور مع الخارج تسانده أجهزة وتعارضه أخرى. رجل أعمال يقود حملة ضارية لإسقاط ضريبة البورصة مجبرا الحكومة على رد ما تحصل منها.. لإثبات أن لوبي البيزنس أقوى وأشد. رجل أعمال يطيح برئيس الشركة المصرية للاتصالات ليعطل إصدار رخصة جديدة للمحمول تملكها الدولة. رجل أعمال يحرض إعلاميي قناته الفضائية على الرئيس.. والسعودية.. وعاصفة الحزم.. مما أفسد مناخ العلاقات الطيبة مع دول الخليج…
لاشك أنه في ظل غياب تنظيمات حزبية ونقابية قوية تصبح الثروة عنصرا مؤثرا في الحياة السياسية.. بل.. ربما كانت في ظل تزايد الفقر والبطالة والفساد وسهولة شراء الذمم والضمائر العنصر الوحيد… نظام السيسي بكل ما فيه من رقي فشل في التعامل مع أغلبهم.. فلا هو نجح في جمع تبرعات المئة مليار التي تخيل سهولة الحصول عليها، ولا هو سلم من شرهم، بل لم يكن هناك من ينبهه إلى شرهم ربما طمعا في كرمهم أو جهلا بمآربهم. وقد جرت العادة منذ مذبحة القلعة أن يتخلص كل نظام جديد من قوى النظام الذي سبقه.. عبد الناصر تخلص من أحزاب ما قبل الثورة.. السادات تخلص من شركاء الحكم الذين وصفهم بمراكز القوى.. مثلا. لكن.. لو كان من السهل التخلص من القوى السياسية بضربات سريعة فإن من الصعب التخلص من القوى المالية لسيطرتها على السوق والنقد والتشغيل والاستثمار، وبمد أذرعها إلى الميديا والبرلمان بالسرعة نفسها… وربما.. كان فلاديمير بوتين فى روسيا الوحيد الذي حقق نجاحا يذكر في مثل هذه الحالة.. ولعل ما فعل يجسد خبرة نادرة في تجربة صعبة يمكن للسيسي الاستفادة منها.. خاصة أن بين الرجلين تقديرا متبادلا وكيمياء نشيطة التفاعل من دون عناصر مساعدة.. وتأكد ذلك بوضوح خلال لقاءاتهما الأربعة التي جرت منذ فبراير/شباط 2014 حتى فبراير/ 2015 في موسكو والقاهرة.
وبينما يكتفي السيسي بنقد الإعلام ويحلم بأن يكون في خدمة ما يفعل من دون تجاوز يقابله بطش لم يحتمل بوتين حرية الإعلام طويلا.. وكان أول الضحايا مراسل راديو ليبرتي اندريه بايتسكي الذي انتقد سياسة موسكو في الشيشان واتهم بالتجسس وسجن وكاد أن يعدم لولا خوف الكرملين من رد فعل لا يحتمله من المجتمع الدولي فأفرج عنه واسقطت التهم التي وجهت إليه. لم تكن المشكلة في الملكية الخاصة للصحف والقنوات وإنما كانت في احتكارها والسيطرة على مساحات مؤثرة فيها بالشراء أو بالتأثير على مواردها الإعلانية.. وهو ما حدث مؤخرا في مصر.. حيث ظهر رجل أعمال يحتكر ويسيطر على نسبة حاكمة من وسائل الإعلام.. لو أوهم النظام أنها معه اليوم فإنها بإشارة منه قد تنقلب عليه غدا.. والتاريخ الشخصي لذلك الرجل يؤكد عدم استقراره سياسيا.. فقد تقلب على كل النظم التي حكمت مصر منذ مبارك حتى السيسي. إن الحل المناسب والعاجل إصدار قانون يمنع احتكار الإعلام الذي لا يقل خطورة عن احتكار الطعام.. وصدور القانون يخفف من شعور القوة الذي يتمتع به محتكر الميديا.. ويقلل من تفكيره في الصدام بالحكم.. مما يستدعي العنف الذي لجأ إليه بوتين في روسيا والذي انتهى بخسارة الإعلام قبل النظام… في مصر.. رجال أعمال حققوا ثرواتهم بالفساد شفطوها من وليمة الخصخصة وباعوها لشركات مالتي ناشيونال وسعوا لشراء نواب البرلمان المقبل للسيطرة عليه.. بعد أن احتكروا الإعلام.. واضعين العقدة في المنشار.. إما المواجهة على طريقة يلتسين أو الانتباه المبكر لما ينتظر مصر من بلاء سياسي وأمني بعد الانتخابات المقبلة.
هذه أمة غالبيتها من الفقراء الذين ينتظرون معجزات السيسي التي لن تأتي لو سكت على شراء رجال الأعمال لجناحي السلطة الحقيقية في البلاد.. الميديا والبرلمان.. كل تجارب الدنيا تؤكد ذلك.. وآخرها تجربة بوتين.. أكثر زعماء العالم قربا منه.. وحبا له».
إيناس الدغيدي:
سعيدة بالجدل الذي تثيره أعمالي وآرائي
وبمناسبة قرب بداية الشهر الفضيل، حيث سنبتعد عن مناقشة القضايا التي تفوح منها رائحة تخدش تقوانا وحياتنا، فسوف نتخلص بواحدة منها وهي المعركة التي أثارتها المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي، بسبب آرائها غير المقبولة لا اجتماعيا ولا أخلاقيا، وكذلك حلمها الذي رأته وهي تخبر الله أنها لا تصدق بعض ما يقوله أنبياؤه. ونشرت لها يوم الثلاثاء الماضي مجلة «آخر ساعة» حديثا أجراه معها زميلنا رضا الشناوي ومما قالته فيه: «سبق وتحدثت في برنامج «القاهرة اليوم» مع الإعلامي عمرو أديب ووقتها أشارت الكاتبة الصحافية إقبال بركة إلى أن الشذوذ الجنسي منتشر من قديم الأزل في الدول الإسلامية، وقد تناوله الشعراء في شعرهم وقمت بالرد وأشرت إلى أن لدي أصدقاء مثليين جنسيا يختصونني بالكشف عن هويتهم الجنسية، رغم أنهم يخفونها عن المجتمع، وهذه الآراء نابعة من صراحتي التي لا تعرف حدودا ولا خطوطا حمراء. أرى أن الجنس حرية شخصية بشكل عام، سواء داخل أو خارج إطار الزواج. والجنس بعد انتهاء مرحلة الطفولة، مرورا بمرحلة البلوغ اختيار شخصي لا يرتبط بأي اعتبارات من الآخرين، استضفت الفنانة يسرا في إحدى حلقات برنامجي «الجريئة» وفوجئت بأنها تلعب دور المذيعة بدلا مني وسألتني هذا السؤال ووجدت نفسي بروح الحب والدعابة أقول حفضل طول عمري عروسة و«هبين» رجلي دايما لأنها حلوة وملفوفة زي كل البنات والسيدات الجميلات اللاتي يحافظن على جمالهن ورشاقتهن وسئلت: هل تنوين الاستمرار في تجربتك كمذيعة؟ ولم لا بشرط أن يكون برنامجا رمضانيا جديدا متميزا شكلا وموضوعا، وأظهر فيه السلبيات لأن طبيعة برامجي تهدف لهذا، وأنا لا أتجمل وأتعمق في التصريحات والأعمال التي صنعها ضيوفي وأعتبر موضوعيتي متمثلة في إتاحة الفرصة كاملة للضيف للرد، وليكون دوري مناقشته في إجابته التي كثيرا ما تصنع الإثارة. وكم أتمنى أن يكون جديدا يدعم تجربتي السابقة في «الجريئة» وهي وهو والجريئة التي حازت قبول ورضا المشاهدين لأنها بدون ماكياج وضيوفي مثيرون للجدل. أنا صوتي من دماغي، وآرائي نابعة من قناعاتي الشخصية بأن الثقافة والإبداع ليسا مجرد شيء ترفيهي، ولذا سأزيد من قسط الجرأة في أعمالي ولن يستطيع أحد إجباري على تغيير اتجاهاتي وقناعتي، ومن الصعب أن تُفرض عليّ أفكار بعينها ـ لأنني لا أحب أن أكون كمالة عدد ـ ولا أخفي سرا كوني سعيدة بكل ما يوجه لي من انتقادات وحالة الجدل التي تثيرها أعمالي وآرائي في البرامج.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ستقدم برنامجا تناقش فيه كل هذا في رمضان؟
حسنين كروم
فكرية أحمد”نحتاج إلى إعادة تقويم سلوك إلى أن نعود إلى أصولنا إلى ضمائرنا، أن نخاف الله وندرك أنه يراقبنا، ألا نستغشي من البشر سرا بجرائمنا وفسادنا، ونعتقد أن الله غافل عنا.
??????…….”وأعذر في هذا الرئيس السيسي …..فقد أدرك الرئيس بفطنته وخبرته …????
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية سياق الآية الكريمة قول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف:2-3}، قال الإمام الطبري شيخ المفسرين: …. لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة لأقوالكم “كبر مقتا..” عظم مقتا وكرها عند ربكم قولكم ما لا تفعلون. والمقت شدة الكراهة.
والآية وإن كانت نزلت في قوم قالوا إنهم لو علموا أحب الأعمال إلى الله تعالى لعملوا بها، فلما علموا ذلك لم يعملوا فوبخهم الله تعالى بهذه الآية، فهي كذلك بعمومها تدل على كل من يعد ولم يف بوعده، أو يأمر بالمعروف ولا يأتيه، أو ينهى عن المنكر ويأتيه… وجاء هذا المعنى في قول الله تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ {البقرة:44}، وقوله تعالى حكاية عن نبيه شعيب عليه السلام: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {هود:88}.
والله أعلم.
“ربنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين” صدق الله العظيم ٨٩/ الأعراف … كان على الرسام أن يرسم عسكري برتبة لواء لأنهم هم فعلاً رجال الأعمال في مصر وبيدهم أقتصاد البلد كله والقضاء والشرطة والإعلام الغوغاء المغرض وأصبحت البلد سجن للأحرار ولا نملك إلا دعاء القرءان على لسان نبي الله شعب عليه السلام المذكور آنفاً!